استبدال صمام القلب... أيهما أفضل: الميكانيكي أم البيولوجي؟

السن تلعب دوراً مهماً في الاختيار

تحضير عملية زرع صمام قلب بديل
تحضير عملية زرع صمام قلب بديل
TT

استبدال صمام القلب... أيهما أفضل: الميكانيكي أم البيولوجي؟

تحضير عملية زرع صمام قلب بديل
تحضير عملية زرع صمام قلب بديل

لو حدث وأن احتجت إلى تغيير صمام الشريان الأورطي، فإن السن تعد عاملا حاسما في اختيار نوع الصمام.
- الصمام الأورطي
س: عمري 66 عاما، وسأجري عملية لاستبدال صمام الشريان الأورطي قريبا. وقد اقترح الجراح استخدام صمام بيولوجي، لكنه ذكر أيضا أن بإمكاني استخدام صمام ميكانيكي بدلا منه. ما الفرق بين النوعين؟
ج: بصفة عامة، فإن كلا النوعين من صمامات القلب يعمل بصورة جيدة. لكن لكل منهما ميزاته وعيوبه. تاريخيا، يعد عمر الشخص عاملا جوهريا يجب وضعه في الاعتبار عند المفاضلة بين النوعين. وحاليا فقد أوصت «الكلية الأميركية لأمراض القلب» و«جمعية القلب الأميركية» باستخدام الصمام الميكانيكي بالنسبة للأشخاص دون سن 50 عاما، والصمام البيولوجي بالنسبة لمن هم فوق سن 70. ولشخص مثلك في الفئة العمرية بين الرقمين، فليس هناك نوع محدد من النوعين يتمتع بميزات تفوق الآخر. فالصمامات الميكانيكية مصنوعة من نوع من الكربون أو التيتانيوم ومادة أخرى قوية.
والميزة الأهم الجوهرية هي قوة تحمل كل من الصمامين، حيث إن الصمام الميكانيكي عادة ما يستمر حتى نهاية عمر الشخص، وهذا هو السبب في تفضيل هذا النوع بالنسبة لصغار السن المتوقع استمرار حياتهم لعقود قادمة. بيد أن جلطات الدم قد تنحشر عند غطاء أو مفصل الصمام وتمنعه من العمل بصورة مناسبة، مما يهدد حياة الشخص فورا. بالإضافة إلى ذلك، فإن تلك الجلطات قد تذوب وتتحرك من خلال الدم. وإن تسببت جلطة في انسداد الشريان المؤدي إلى المخ، هنا تحدث السكتة الدماغية.
ولتحاشى تلك المشكلة، ينبغي على جميع الأشخاص الذين خضعوا لعمليات تركيب صمام ميكانيكي تعاطي عقارات مذيبة للجلطات مثل «وارفارين» (مذيب للجلطات) بقية حياتهم. إذ يزيد عقار «وارفارين» من مخاطر النزيف، ويمكن أن يحدث ذلك في صورة نزيف من الأنف أو اللثة أو من الجروح الثانوية، وأحيانا يحدث نزيف داخلي، وإن كان نادرا. غير أن المراقبة الحذرة لتأثير عقار «وارفارين» على الدم يقلل من ذلك الخطر.
- صمام بيولوجي
تستمر الصمامات البيولوجية، التي تصنع من صمامات قلب الخنزير أو من أنسجة قلب الأبقار، نحو 15 عاما، بيد أنها لا تتطلب تناول مضادات التجلط مدى الحياة. لكن الأكبر سنا أكثر عرضة للأعراض الجانبية المترتبة على تناول عقار «وارفارين» المتمثلة في النزيف، وهم أيضا أقل عرضة لاحتمال الاحتياج إلى تغيير الصمام الجديد. ولذلك، بالنسبة لهم، فإن الصمام البيولوجي يعتبر عادة الخيار الأفضل. لكن بالنسبة للذين يتعاطون عقار «وارفارين» لعلاج مشكلة أخرى مثل الرجفان الأذيني، أو تجلط الأوردة العميقة، قد يكون الصمام الميكانيكي أكثر فائدة.
جاءت الدراسات متناقضة بعض الشيء فيما يخص اختبار نوع الصمام، وأيهما أفضل بالنسبة للأشخاص في سن 50 و60. ففي السنوات الأخيرة، ظهر اتجاه نحو استخدام الصمامات البيولوجية للأشخاص الأقل سنا في تلك الفئة. فالنظرية تقول إنه عندما يأتي الوقت الذي يحتاج فيه هؤلاء الأشخاص إلى صمام جديد، يمكن تنفيذ ذلك بإجراء في أضيق الحدود، وهو النهج المنطقي غير المثبت عمليا حتى الآن. وخلال العقد المقبل، يجب أن يكون لدينا بيانات أكثر لتساعدنا في تحديد الخيار الأنسب.

- رسالة هارفارد للقلب، خدمات «تريبيون ميديا».


مقالات ذات صلة

التثاؤب... هل يعني أن أدمغتنا لا تحصل على الأكسجين الكافي؟

يوميات الشرق التثاؤب يحدث عندما يكون الناس في حالة انتقالية مثلاً بين النوم والاستيقاظ (رويترز)

التثاؤب... هل يعني أن أدمغتنا لا تحصل على الأكسجين الكافي؟

يشعر معظمنا بقرب عملية التثاؤب. تبدأ عضلات الفك بالتقلص، وقد تتسع فتحتا الأنف، وقد تذرف أعيننا الدموع عندما ينفتح فمنا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الدعم المُرتكز على التعاطف مع المريض يعادل تناول الدواء (جامعة تكساس)

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف تُحسّن السيطرة على السكري

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف مع مرضى السكري من أفراد مدرّبين على القيام بذلك، أدَّت إلى تحسينات كبيرة في قدرتهم على التحكُّم في نسبة السكر بالدم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك لا يستطيع بعضنا النوم في بعض الأحيان رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)

لماذا لا يستطيع البعض النوم ليلاً رغم شعورهم بالتعب الشديد؟

أحياناً لا يستطيع بعضنا النوم رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين، الأمر الذي يعود إلى سبب قد لا يخطر على بال أحد وهو الميكروبات الموجودة بأمعائنا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك هناك 323 قارورة من فيروسات معدية متعددة اختفت من المختبر (أ.ف.ب)

اختفاء عينات فيروسات قاتلة من أحد المختبرات بأستراليا

أعلنت حكومة كوينزلاند، الاثنين، عن اختفاء مئات العينات من فيروسات قاتلة من أحد المختبرات في أستراليا.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
صحتك الدماغ يشيخ ويتقدم في السن بسرعة في 3 مراحل محددة في الحياة (رويترز)

3 مراحل بالحياة يتقدم فيها الدماغ في السن

كشفت دراسة جديدة أن الدماغ يشيخ ويتقدم في السن بسرعة في 3 مراحل محددة في الحياة.

«الشرق الأوسط» (بكين)

بروتوكول طبي جديد لعلاج سرطان الدم لدى الأطفال

بروتوكول طبي جديد لعلاج سرطان الدم لدى الأطفال
TT

بروتوكول طبي جديد لعلاج سرطان الدم لدى الأطفال

بروتوكول طبي جديد لعلاج سرطان الدم لدى الأطفال

من المعروف أن مرض سرطان الدم الليمفاوي الحاد «اللوكيميا» (acute lymphoblastic leukemia) يُعد من أشهر الأورام السرطانية التي تصيب الأطفال على الإطلاق. وعلى الرغم من أن نسبة الشفاء في المرض كبيرة جداً وتصل إلى نسبة 85 في المائة من مجموع الأطفال المصابين، فإن خطر الانتكاس مرة أخرى يعد من أكبر المضاعفات التي يمكن أن تحدث. ولذلك لا تتوقف التجارب للبحث عن طرق جديدة للحد من الانتكاس ورفع نسب الشفاء.

تجربة سريرية جديدة

أحدث تجربة سريرية أُجريت على 1440 طفلاً من المصابين بالمرض في 4 دول من العالم الأول (كندا، والولايات المتحدة، وأستراليا ونيوزيلندا) أظهرت تحسناً كبيراً في معدلات الشفاء، بعد إضافة العلاج المناعي إلى العلاج الكيميائي، ما يتيح أملاً جديداً للأطفال الذين تم تشخيصهم حديثاً بسرطان الدم. والمعروف أن العلاج الكيميائي يُعدُّ العلاج الأساسي للمرض حتى الآن.

علاجان مناعي وكيميائي

التجربة التي قام بها علماء من مستشفى الأطفال المرضى (SickKids) بتورونتو في كندا، بالتعاون مع أطباء من مستشفى سياتل بالولايات المتحدة، ونُشرت نتائجها في «مجلة نيو إنغلاند الطبية» (New England Journal of Medicine) في مطلع شهر ديسمبر (كانون الأول) من العام الحالي، اعتمدت على دمج العلاج الكيميائي القياسي مع عقار «بليناتوموماب» (blinatumomab)، وهو علاج مناعي يستخدم بالفعل في علاج الأطفال المصابين ببعض أنواع السرطانات. وهذا يعني تغيير بروتوكول العلاج في محاولة لمعرفة أفضل طريقة يمكن بها منع الانتكاس، أو تقليل نسب حدوثه إلى الحد الأدنى.

تحسُّن الحالات

قال الباحثون إن هذا الدمج أظهر تحسناً كبيراً في معدلات الفترة التي يقضيها الطفل من دون مشاكل طبية، والحياة بشكل طبيعي تقريباً. وأثبتت هذه الطريقة تفوقاً على البروتوكول السابق، في التعامل مع المرض الذي كان عن طريق العلاج الكيميائي فقط، مع استخدام الكورتيزون.

وللعلم فإن بروتوكول العلاج الكيميائي كان يتم بناءً على تحليل وراثي خاص لخلايا سرطان الدم لكل طفل، لانتقاء الأدوية الأكثر فاعلية لكل حالة على حدة. ويحتوي البروتوكول الطبي عادة على مجموعة من القواعد الإرشادية للأطباء والمختصين.

تقليل حالات الانتكاس

أظهرت الدراسة أنه بعد 3 سنوات من تجربة الطريقة الجديدة، ارتفع معدل البقاء على قيد الحياة من دون مرض إلى 97.5 في المائة (نسبة شفاء شبه تامة لجميع المصابين) مقارنة بنسبة 90 في المائة فقط مع العلاج الكيميائي وحده. كما حدث أيضاً انخفاض في نسبة حدوث انتكاسة للمرضى بنسبة 61 في المائة. وبالنسبة للأطفال الأكثر عرضة للانتكاس نتيجة لضعف المناعة، أدى تلقي عقار «بليناتوموماب» بالإضافة إلى العلاج الكيميائي، إلى رفع معدل البقاء على قيد الحياة من دون مرض، من 85 في المائة إلى أكثر من 94 في المائة.

علاج يدرب جهاز المناعة

وأوضح الباحثون أن العلاج المناعي يختلف عن العلاج الكيميائي في الطريقة التي يحارب بها السرطان؛ حيث يهدف العلاج المناعي إلى تعليم الجهاز المناعي للجسم الدفاع عن نفسه، عن طريق استهداف الخلايا السرطانية، على عكس العلاج الكيميائي الذي يقتل الخلايا السرطانية الموجودة فقط بشكل مباشر، وحينما تحدث انتكاسة بعده يحتاج الطفل إلى جرعات جديدة.

كما أن الأعراض الجانبية للعلاج المناعي أيضاً تكون أخف وطأة من العلاج الكيميائي والكورتيزون. وفي الأغلب تكون أعراض العلاج المناعي: الإسهال، وتقرحات الفم، وحدوث زيادة في الوزن، والشعور بآلام الظهر أو المفاصل أو العضلات، وحدوث تورم في الذراعين أو القدمين، بجانب ألم في موقع الحقن.

وقال الباحثون إنهم بصدد إجراء مزيد من التجارب لتقليل نسبة العلاج الكيميائي إلى الحد الأدنى، تجنباً للمضاعفات. وتبعاً لنتائج الدراسة من المتوقع أن يكون البروتوكول الجديد هو العلاج الأساسي في المستقبل؛ خاصة بعد نجاحه الكبير في منع الانتكاس.