عين العالم على سجادة لوس أنجليس الحمراء

يوم يكرّم الفنانون أو يهانون

TT

عين العالم على سجادة لوس أنجليس الحمراء

عيون العالم اليوم على حفل الأوسكار، الحدث السنوي الشهير الذي فيه يكرم الفن والفنانون أو يهانون، وغداً موعدنا مع توزيع الجوائز لأفضل ممثلين وممثلات وأفضل الأفلام، ولو أن حفل توزيع الجوائز العام الماضي طغت عليه الغلطة التي لن ينساها التاريخ عندما أعلن وورن بيتي وفاي دانواي اسم الفيلم الفائز بجائزة الأوسكار عن طريق الخطأ، فأعلنا فوز فيلم «لا لا لاند» بدلاً من فيلم «مونلايت» الفائز الفعلي بالجائزة، والغلطة المميتة لم تصحح على الفور؛ لأن منتج فيلم «لا لا لاند» أدى خطابه أمامه الحضور وملايين البشر الذين يتابعون الحدث عبر شاشات التلفزيون قبل أن يتم تصحيح الخطأ الفادح الذي أثار بلبلة ضخمة على المسرح، وتصدر عناوين الصحف في الصباح التالي.
وأصبحت اليوم هذه الغلطة أهم ما يتذكره الناس بمناسبة توزيع جوائز الأوسكار، وأكثر ما يتم تداوله حاليا مع اقتراب موعد الحفل.
إلا أن مثل هذه الأخطاء لا تستطيع التقليل من شأن هذه المناسبة الفنية العملاقة التي تجمع ألمع الأسماء في عالم هوليوود على سجادة لوس أنجليس الحمراء الشهيرة التي تتبارى عليها الحسناوات بأزيائهن ومجوهراتهن التي تعيرها لهن أهم دور تصميم الأزياء والحلي في العالم؛ لعرضها على الملء في مناسبة تعتبر أهم من أي حملة دعائية على الإطلاق.
أول حفل أوسكار أجري في فندق روزفيلت هوليوود هوتيل في السادس عشر من مايو (أيار) من عام 1929، وها هو اليوم يتابع مسيرته ويتخطى كل الصعوبات والفضائح الجنسية وغيرها التي طالت أهم الأسماء في عالم هوليوود البراق.
فغداً سيتناول نجوم هوليوود أطباق الطاهي الشهير وولفغانغ باك بعد انتهاء حفل توزيع جوائز الأوسكار، وستكون المأدبة عامرة بأشكال متنوعة من الطعام الشهي يستخدم فيها باك نحو 136 كيلوغراماً من لحم ميازاكي واغو الياباني و1500 بيضة لطيور السمان.
وكشف الطاهي الشهير الذي يتولى إطعام المشاهير كل عام في هذا الحفل، والذي يعد مأدبته الرابعة والعشرين لحفل جوائز الأوسكار، عن قائمة الطعام المميزة التي يستعين فيها بنحو 13.6 كيلوغرام من مسحوق الذهب القابل للأكل للاحتفاء بنحو 1500 ضيف من كبار النجوم والفائزين بالأوسكار.
وقال باك (68 عاماً) المولود في النمسا «جميعنا متحمسون حقاً، وأعتقد فعلاً أن الأمر يكون دوماً مناسبة خاصة جداً لنا».
وتزيد الأطباق التي ستقدم للضيوف على 50 طبقاً، وتشمل مقبلات من حبات البازلاء الصغيرة ورافيولي الجزر مع الكمأة السوداء، وقسماً مخصصاً لطعام البحر النيئ لتقديم بارفيه الكافيار المزين بذهب من عيار 24 قيراطاً، إضافة إلى حلوى الماكرون الفرنسي.
وستتطلب المأدبة طاقم عمل يضم أكثر من ألف شخص لإعداد وتقديم ما لذ وطاب من الأطباق.
وقال باك وعلى وجهه ابتسامة واسعة «ما دامت لم تسأم الأوسكار مني فلن أسأم منها».

أمور لا تعرفها عن حفل توزيع جوائز الأوسكار
> على الرغم من أن هذه المناسبة ليست بجديدة ويظن المهتمون بها بأنهم يعرفون الكثير عنها، فإن هناك بعض الأشياء التي تبقى مخفية ولا يعرفها كثيرون منها.
1 - يعتبر التمثال الذي يمثل جائزة الأوسكار ملكاً لأكاديمية الأفلام والفنون والعلوم؛ ونتيجة لذلك لا يحق للفائز بالجائزة بيع التمثال لأي جهة قبل عرضه على الأكاديمية أولاً، وكانت تدفع هذه الأخيرة ثمن التمثال في الماضي 10 دولارات، أما اليوم فالثمن هو دولار أميركي واحد. وهذا القانون لردع الفائزين عن بيع الجائزة بأسعار خيالية. إلا أن هذا القانون لا ينطبق على الجوائز التي وزعت قبل عام 1950، ففي عام 2011 وعام 1941 بيعت جائزتا أورسن ويلز وسيزن كاين بسعر 800 ألف دولار أميركي.
2 - في عام 1940 نشرت «إل إي تايمز» أسماء الفائزين بالجائزة قبل إجراء الحفل؛ مما دعا الجهة المنظمة لضبط الأمور والسرية من خلال المغلفات المغلقة لتصبح عادة متبعة حتى يومنا هذا.
3 - أطول خطاب بعد تلقي الجائزة استمر لمدة 5 دقائق ونصف الدقيقة عام 1943 من الفائزة بجائزة أفضل ممثلة غرير غارسون.
4 - قدم بوب هوب الحفل 19 مرة ليصبح بذلك المقدم الأشهر للحفل.
5 - صنعت في الماضي تماثيل جوائز الأوسكار من الجبس المدهون؛ وذلك لعدم توفر الحديد خلال الحرب العالمية الثانية. وبعد انتهاء الحرب تم استبدال جوائز الأوسكار بالشكل التقليدي الحالي.
6 - ماهيرشالا علي هو الممثل المسلم الأول الذي يفوز بجائزة أوسكار.
7 - كانت الجملة الشهيرة التي تسبق الإعلان عن الفائز «And the winner is «(والفائز هو...) قبل أن تتحول إلى «And the Oscar goes to» (والأوسكار يذهب إلى...)، تغيرت الجملة عام 1989، وقد يكون السبب هو عدم المس بشعور الممثلين غير الفائزين وجعلهم يشعرون بأنهم خاسرون.
8 - سيدني بواتييه هو أول ممثل أميركي من أصول أفريقية يفوز بجائزة أوسكار عام 1964 عن دوره في فيلم «ليليز أو ذا فيلد».
9 - أقصر كلمة ألقاها فائز بالجائزة كانت لوليم هولدن، والمخرج الفريد هيتشوكوك عندما قالا معاً «شكراً» عند تلقيهما الجائزة ولم تتعدَ الكلمة 45 ثانية.
10 - في عام 1973، رفض الممثل مارلون براندو تقبل جائزة الأوسكار تعاطفاً منه مع الأميركيين الأصليين ضد التمييز العنصري من قبل هوليوود.
11 - غريتا غورويغ هي المرأة الخامسة المرشحة لجائزة أفضل مخرجة لفيلم «لايدي بيرد»، وهي المرأة الوحيدة المرشحة لهذه الفئة هذا العام. والفائزة الأنثى الوحيدة لهذه الفئة كانت المخرجة كاثرين بيغيلو لفيلمها «هيرت لوك» عام 2008.
12 - تكلفة حلي الممثلات لحفل الأوسكار تتراوح ما بين نحو 200 ألف دولار أميركي ومليون دولار أميركي.
13 - لا تدفع الممثلات لقاء ارتداء الحلي والإكسسوارات الفارهة، وإنما تقوم دور تصميم المجوهرات العالمية بتقديمها للحصول على أعلى قدر من الدعاية، وتستردها تحت حراسة أمنية مكثفة بعد انتهاء الحفل.
14 - يختار مصممو الأزياء أكثر من فستان لكل ممثلة مع تنسيق المجوهرات المناسبة، وقبل أيام معدودة من الحفل يقع الاختيار على فستان واحد تطل فيه الممثلة على السجادة الحمراء.
15 - تدفع بعض دور الأزياء ودور تصميم المجوهرات لنجمات هوليوود لقاء نشر صورهن على شبكات التواصل الاجتماعي.
16 - تقوم الجهة المنظمة لحفل الأوسكار باستئجار عارضي وعارضات أزياء مهمتهم المشي بين المدعوين على السجادة الحمراء، ويمضون الليل كله يتبخترون على السجادة بين المشاهير دون توقف.

حفل الأوسكار هذا العام في ظل الفضائح
> النساء يتطلعن للتقدير في جوائز الأوسكار بعد موسم من الفضائح الجنسية، تأمل نساء في تقدير طال انتظاره؛ ففي هذا الحفل من الصعب معرفة من سيفوز بأرفع الجوائز بعد موسم هيمنت عليه فضائح سوء السلوك الجنسي في هوليوود.
ويتوجه فيلم الخيال الرومانسي «ذا شيب أوف ووتر» من إنتاج شركة «فوكس سيرشلايت» إلى حفل يوم الأحد بثلاثة عشر ترشيحاً، بينها ترشيحات في فئات أفضل فيلم وأفضل مخرج وأفضل ممثلة في دور رئيسي. وتدور أحداث الفيلم حول عاملة نظافة بكماء تقع في حب كائن نهري.
لكن خبراء في مجال الجوائز يقولون إن فئة أفضل فيلم تشهد تنافساً شديداً بين أربعة أفلام، هي «شيب أوف ووتر» و«ثري بيلبوردز أوتسايد إيبينج، ميزوري» من إنتاج ف«وكس سيرشلايت» وفيلم الرعب الذي يتناول قضايا العرق «جيت أوت» من إنتاج شركة «يونيفرسال» و«دانكيرك» الذي يدور عن الحرب العالمية الثانية، وأنتجته شركة «وورنر براذرز».
وقال توم أونيل مؤسس موقع «جولد ديربي» المعني بمتابعة موسم الجوائز «نجم حفل الأوسكار لهذا العام هو تمكين النساء. لم يفز فيلم يُحكى من منظور امرأة بجائزة أفضل فيلم منذ (مليون دولار بيبي) في 2005».
وأضاف: «هذا العام هناك أربعة من تسعة أفلام مرشحة تُحكى من منظور نسائي. هذا أمر مذهل».
وتطمح جريتا جرويج، مخرجة فيلم «ليدي بيرد» المرشح لجائزة أفضل فيلم، ويدور حول علاقة مضطربة بين أم وابنتها، لأن تصبح ثاني امرأة في تاريخ الأوسكار الممتد عبر 90 عاماً تفوز بجائزة أفضل مخرج.
وينظر إلى فيلم «ثري بيلبوردز» بطولة فرنسيس مكدورماند المرشحة الأوفر حظاً لنيل جائزة أفضل ممثلة في دور رئيسي على أنه تعبير عن غضب حركة «#مي تو»، وفاز بالفعل بجوائز في حفلات «جولدن جلوب» والأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتلفزيون.
وقال أونيل «إنه قصة امرأة تثور على ظلم الذكور الذين يتقاعسون عن الإمساك بقاتل ومغتصب ابنتها. هذا هو العنوان الرئيسي لما يحدث في هوليوود».


مقالات ذات صلة

الوثائقي «ملفات بيبي» في مهرجان تورونتو يثير غضب نتنياهو

شؤون إقليمية الوثائقي «ملفات بيبي» في مهرجان تورونتو يثير غضب نتنياهو

الوثائقي «ملفات بيبي» في مهرجان تورونتو يثير غضب نتنياهو

يتناول الفيلم تأثير فساد نتنياهو على قراراته السياسية والاستراتيجية، بما في ذلك من تخريب عملية السلام، والمساس بحقوق الإنسان للشعب الفلسطيني.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
يوميات الشرق المخرج الإيراني أصغر فرهادي الحائز جائزتَي أوسكار عامَي 2012 و2017 (إدارة مهرجان عمّان السينمائي الدولي)

أصغر فرهادي... عن أسرار المهنة ومجد الأوسكار من تحت سماء عمّان

المخرج الإيراني الحائز جائزتَي أوسكار، أصغر فرهادي، يحلّ ضيفاً على مهرجان عمّان السينمائي، ويبوح بتفاصيل كثيرة عن رحلته السينمائية الحافلة.

كريستين حبيب (عمّان)
يوميات الشرق تمثال «الأوسكار» يظهر خارج مسرح في لوس أنجليس (أرشيفية - أ.ب)

«الأوسكار» تهدف لجمع تبرعات بقيمة 500 مليون دولار

أطلقت أكاديمية فنون السينما وعلومها الجمعة حملة واسعة لجمع تبرعات بقيمة 500 مليون دولار.

«الشرق الأوسط» (لوس انجليس)
يوميات الشرق الممثل الشهير ويل سميث وزوجته جادا (رويترز)

«صفعة الأوسكار» تلاحقهما... مؤسسة «ويل وجادا سميث» الخيرية تُغلق أبوابها

من المقرر إغلاق مؤسسة «ويل وجادا سميث» الخيرية بعدما شهدت انخفاضاً في التبرعات فيما يظهر أنه أحدث تداعيات «صفعة الأوسكار» الشهيرة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق أبطال المنصات (مارتن سكورسيزي وبرادلي كوبر) يغادران «أوسكار» 2024 بوفاضٍ خالٍ

هل تخلّت «الأوسكار» عن أفلام «نتفليكس» وأخواتها؟

مع أنها حظيت بـ32 ترشيحاً إلى «أوسكار» 2024 فإن أفلام منصات البث العالمية مثل «نتفليكس» و«أبل» عادت أدراجها من دون جوائز... فما هي الأسباب؟

كريستين حبيب (بيروت)

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.