كيف تمكنت 4 أفلام عربية من الوصول لقائمة الأوسكار المختصرة؟

«فلسطين 36» و«اللي باقي منك» و«صوت هند رجب» و«كعكة الرئيس» نالت إشادات

الفنان محمد بكري في لقطة مع أسرته من فيلم «اللي باقي منك» (الشركة المنتجة)
الفنان محمد بكري في لقطة مع أسرته من فيلم «اللي باقي منك» (الشركة المنتجة)
TT

كيف تمكنت 4 أفلام عربية من الوصول لقائمة الأوسكار المختصرة؟

الفنان محمد بكري في لقطة مع أسرته من فيلم «اللي باقي منك» (الشركة المنتجة)
الفنان محمد بكري في لقطة مع أسرته من فيلم «اللي باقي منك» (الشركة المنتجة)

لعلها المرة الأولى التي تنجح فيها 4 أفلام عربية دفعة واحدة في الوصول لـ«القائمة المختصرة» بترشيحات الأوسكار لأفضل فيلم دولي، وهو ما اعتبره سينمائيون عرب «إنجازاً كبيراً».

وصعدت للقائمة أفلام «فلسطين 36» للمخرجة آن ماري جاسر، الذي يمثل دولة فلسطين في منافسات الأوسكار، وفيلم «اللي باقي منك» للمخرجة شيرين دعيبس ويمثل الأردن، وفيلم «صوت هند رجب» للمخرجة التونسية كوثر بن هنية، ممثلاً للسينما التونسية، وللمرة الأولى ينجح فيلم عراقي في الوصول لهذه القائمة وهو فيلم «The President Cake’s» المعنون بالعربية بـ«مملكة القصب» للمخرج حسن هادي، وتتناول الأفلام الثلاثة الأولى القضية الفلسطينية عبر 3 مخرجات عربيات قدمن رؤى متباينة بين الماضي والحاضر، عبر حكايات إنسانية مؤثرة.

وضمت القائمة المختصرة 15 فيلماً من مختلف دول العالم، التي أعلنتها الأكاديمية الأميركية، الثلاثاء، وتضم أفلاماً من الأرجنتين والبرازيل وألمانيا واليابان وإسبانيا وكوريا الجنوبية وسويسرا وتايوان، وتم اختيارها من قبل أعضاء أكاديمية الفنون والعلوم والصور المتحركة - المنظمة لجوائز الأوسكار - من بين 86 فيلماً، وقد شاركت الأفلام العربية الأربعة بمهرجانات دولية كبرى وحازت جوائز عديدة واهتماماً لافتاً.

الفنان ظافر العابدين في أحد مشاهد فيلم «فلسطين 36» (الشركة المنتجة)

يتتبع فيلم «فلسطين 36» حياة الفلسطينيين في ثلاثينات القرن الماضي مازجاً بين الروائي والتوثيقي لوقائع سياسية واجتماعية شهدتها تلك الفترة، عبر دراما تاريخية مؤثرة تدور أحداثها خلال فترة الانتداب البريطاني على فلسطين، مركزاً على قصص الأفراد العالقين في الصراع، الفيلم تأليف وإخراج آن ماري جاسر وبطولة جيريمي آيرونز، هيام عباس، كامل الباشا، صالح بكري، ياسمين المصري، وظافر العابدين، وعُرض للمرة الأولى بمهرجان «تورونتو» السينمائي خلال دورته الماضية.

فيما تتبع شيرين دعيبس في فيلم «اللي باقي منك» دراما عائلية لثلاثة أجيال من الفلسطينيين منذ عام 1948 حتى 2022؛ كاشفة عن الآثار الكارثية للنكبة من خلال سرد عميق يستحوذ على المشاهد، وعبر أداء حميمي مؤثر يستكشف الفيلم كيف يُشكل الماضي المؤلم الحاضر بكل تداعياته، الفيلم من بطولة صالح بكري ومحمد بكري وماريا زريق، وتشارك المخرجة شيرين دعيبس بالتمثيل به، إلى جانب الكتابة والإخراج.

وأكدت الناقدة الفلسطينية عُلا الشيخ أن صعود هذه الأفلام يعود لأسباب عدة، من بينها أنها «صُنعت لتشاهد عالمياً من دون أن تفقد خصوصيتها، وهي تنطلق من حكايات إنسانية مكتملة بذاتها عبر شكل من السرد المغاير ولغة سينمائية ناضجة، وبتوقيع مخرجات يمتلكن مسيرة واضحة وصوتاً معترفاً به».

الفنان محمد بكري في لقطة مع أسرته من فيلم «اللي باقي منك» (الشركة المنتجة)

وأضافت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «المخرجات الثلاث آن ماري جاسر وشيرين دعيبس وكوثر بن هنية، لسن أسماء طارئة على المشهد السينمائي ما يمنح الأفلام ثقة مسبقة»، لافتة إلى أن «هذه الأفلام لا تكتفي بأن تحكي عن فلسطين، بل تعيد صياغة حضورها السينمائي من زوايا مختلفة»، مشيرة إلى أن «اجتماع هذه الأفلام الثلاثة تحت توقيع مخرجات ليس تفصيلاً عابراً، بل تأكيد على أن السينما الفلسطينية تُعاد قراءتها بأصوات نسائية قادرة على صنع الفرق».

وفي فيلم «صوت هند رجب» مزجت المخرجة كوثر بن هنية ببراعة بين الوثائقي والدراما لتروي القصة المروعة للطفلة الفلسطينية هند رجب ذات الـ6 سنوات التي قُتلت خلال الحرب الإسرائيلية على غزة يناير (كانون الثاني) 2024، بعدما بقيت عالقة داخل سيارة تضم جثث أقاربها الذين قتلتهم القوات الإسرائيلية، وشارك في بطولة الفيلم سجى كيلاني، معتز ملحيس، عامر حليحل، وكلارا خوري، وقد جاء عرضه العالمي الأول بمهرجان «البندقية» في دورته الـ82 وفاز بجائزة الدب الفضي.

لقطة من الفيلم التونسي «صوت هند رجب» (الشركة المنتجة)

وتشير الناقدة التونسية يسرا شيخاوي إلى أن المخرجة كوثر هنية ليست جديدة على الأوسكار، فقد خاضت المنافسة عبر فيلميها السابقين «الرجل الذي باع ظهره»، و«بنات ألفة» قائلة لـ«الشرق الأوسط» إن «ما يميز هذه المرة أن الفيلم يروي قصة إنسانية من قلب حرب الإبادة، وأن يبلغ (صوت هند رجب) هذا المدى عبر السينما التونسية يثير الكثير من مشاعر العزة».

وتؤكد أن «الفيلم حظي باهتمام واسع من النقاد وصناع السينما، كما أنه يحظى بدعم النجم براد بيت والمخرج خواكين فينيكس وغيرهما من صناع السينما العالمية؛ مما يعزز فرصته في الفوز».

فيما يروي الفيلم العراقي «كعكة الرئيس» قصة مؤثرة تدور أحداثها خلال تسعينات القرن الماضي، متتبعاً طفلة في التاسعة من عمرها تُجبر مع عدد من طلاب المدارس لإعداد كعكة للاحتفال بعيد ميلاد الرئيس صدام حسين، وفاز الفيلم بجائزتي «الجمهور» و«الكاميرا الذهبية» بمسابقة أسبوعي المخرجين بالدورة الفائتة بمهرجان «كان» السينمائي، وهو أول فيلم طويل لمخرجه حسن هادي، وأول فيلم عراقي يحقق هذا الإنجاز.

فيلم «كعكة الرئيس» قاد العراق لمنافسات الأوسكار (الشركة المنتجة)

وتشهد مسابقات الأوسكار تصويتاً آخر لاختيار قائمة قصيرة تضم 5 أفلام من كل مسابقة لتعلن نتائجها 22 يناير 2026، فيما يقام حفل إعلان الجوائز 15 مارس (آذار) 2026.

وقال الناقد المصري خالد محمود إن وصول 4 أفلام عربية للقائمة المختصرة يعتبر إنجازاً كبيراً يحدث لأول مرة، وعَدّ ذلك «انعكاساً لمدى تطور السينما العربية في السنوات الأخيرة، وأن الفجوة بين الإنتاج العربي والعالمي في طريقها للتقلص من حيث القيمة الفنية والتناول القصصي، والقدرة على المنافسة الدولية».

وأضاف في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «الأفلام الأربعة تناولت قضايا إنسانية مع وجود بعد سياسي في كل منها، ما يشير إلى أن السينما العربية بات لها مردود كبير عبر مشاركتها بالمهرجانات العالمية وحصدها لجوائز في أفلام جديرة بالمنافسة؛ لأن مخرجيها تعاملوا مع قضايا إنسانية شديدة الحساسية اشتبكوا فيها مع واقع مأزوم».

وعَدّ محمود المنافسة على جائزة أفضل فيلم دولي من أصعب مسابقات الأوسكار، متوقعاً أن يصعد من بين الأفلام العربية فيلم واحد للقائمة القصيرة.


مقالات ذات صلة

«الست» يفجر زخماً واسعاً بمصر حول حياة أم كلثوم

يوميات الشرق منى زكي وكريم عبد العزيز وعدد من صناع الفيلم في كواليس التصوير - حساب مراد على «فيسبوك»

«الست» يفجر زخماً واسعاً بمصر حول حياة أم كلثوم

فجر فيلم «الست» زخما واسعاً في مصر حول كواليس حياة أم كلثوم، بمراحلها المختلفة وعلاقاتها الشخصية بمن حولها من عائلتها وزملائها، بالإضافة إلى قصص حبها.

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق  نيفين مندور (صفحتها الرسمية في «فيسبوك»)

وفاة الفنانة المصرية نيفين مندور إثر حريق شبّ في منزلها

تُوفيت الفنانة المصرية نيفين مندور صباح اليوم (الأربعاء)، عن عمر يناهز 53 عاماً، وذلك إثر حريق مفاجئ شبّ في منزلها.

يسرا سلامة (القاهرة)
سينما الممثل معتز ملحيس وأمامه صورة الطفلة هند رجب في مشهد من الفيلم (أ.م.د.ب)

«صوت هند رجب»... من المهرجانات العالمية إلى السينما السعودية

منذ عرضه الأول في مهرجان البندقية السينمائي، وصولاً إلى عرضه الخاص في مهرجان البحر الأحمر السينمائي بجدة الأسبوع الماضي، أثار فيلم «صوت هند رجب» نقاشاً واسعاً.

إيمان الخطاف (الدمام)
لمسات الموضة المجوهرات كانت ضمن الحبكة السردية والبصرة للفيلم ونجحت أمينة غالي في تحقيق رؤية مروان حامد (عزة فهمي)

كيف صنعت مجوهرات عزة فهمي لغة فيلم أم كلثوم «الست»

دخول عزة فهمي عالم السينما ينسجم أولاً مع تاريخها في صناعة التراث وثانياً مع حركة عالمية لم تعد تكتفي برعاية المهرجانات أو الظهور على السجادة الحمراء.

جميلة حلفيشي (القاهرة)
لمسات الموضة المجوهرات كانت ضمن الحبكة السردية والبصرية للفيلم ونجحت أمينة غالي في تحقيق رؤية مروان حامد (عزة فهمي) play-circle 02:28

كيف صنعت مجوهرات عزة فهمي لغة فيلم أم كلثوم «الست»

دخول عزة فهمي عالم السينما ينسجم أولاً مع تاريخها في صناعة التراث وثانياً مع حركة عالمية لم تعد تكتفي برعاية المهرجانات أو الظهور على السجادة الحمراء.

جميلة حلفيشي (القاهرة)

جدل وانقسام «سوشيالي» حول تعنيف مُسن مصري لفتاة بسبب «وضعية جلوسها»

مشهد من مقطع الفيديو المتداول لمُسن مصري يعنف فتاة بسبب جلستها (فيسبوك)
مشهد من مقطع الفيديو المتداول لمُسن مصري يعنف فتاة بسبب جلستها (فيسبوك)
TT

جدل وانقسام «سوشيالي» حول تعنيف مُسن مصري لفتاة بسبب «وضعية جلوسها»

مشهد من مقطع الفيديو المتداول لمُسن مصري يعنف فتاة بسبب جلستها (فيسبوك)
مشهد من مقطع الفيديو المتداول لمُسن مصري يعنف فتاة بسبب جلستها (فيسبوك)

في مشهد لم يتجاوز ثواني معدودة، أشعل مقطع فيديو التقط داخل إحدى عربات مترو الأنفاق في مصر، جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما ظهر فيه رجل مسن يُعنف سيدة بسبب وضعية جلوسها، واضعةً ساقاً فوق الأخرى خلال جلوسها أمامه.

ويظهر بالمقطع مُسن، يبدو من هيئته ولهجته أنه ينتمي إلى صعيد مصر، منفعلاً بشكل كبير على إحدى الفتيات أو السيدات بمترو الأنفاق، التي كانت تجلس في المقعد المقابل له، اعتراضاً منه على وضعية جلوسها واضعةً ساقاً فوق الأخرى أمامه، ما عدّه «قلة احترام» منها.

الواقعة، التي انتشرت سريعاً عبر منصات التواصل الاجتماعي، أثارت مشاعر متباينة لدى روادها، الذين تنوعت تعليقاتهم وتفسيراتهم للواقعة، ما صعد بالواقعة إلى صدارة «التريند» في مصر عبر هاتشاغ «#رجل_على_رجل».

وانقسم المستخدمون بين من دافع عن الرجل وعدّه حارساً للقيم، لكونه يدافع عن «قيم الاحترام» التي نشأ عليها، خاصة في مجتمعات الصعيد المصري، حيث تُعد وضعية الجلوس هذه أمام رجل مسن «سلوكاً غير لائق».

بينما اتهم البعض الرجل بـ«التسلط وفرض وصاية أخلاقية على الآخرين، وأنه تجاوز في حق الفتاة بمنح نفسه الحكم على أفعال الآخرين، أو تلقينهم درساً في الأخلاق».

كما دافع قطاع آخر عن الفتاة، بأن تصرفها وجلستها طبيعيان ولا تستحق التعنيف، وأن فرض «عادات قديمة» على الأجيال الجديدة لم يعد مقبولاً.

في المقابل، هاجمها متابعون لا سيما ممن ينتمون إلى جنوب البلاد، وقالوا إنها كان يجب أن تحترم المسن في جلستها واعتراضها، مُقدمين اعتذارهم للمسن.

وبين التأييد والرفض، شهدت «السوشيال ميديا» نقاشاً محتدماً حول مفاهيم الاحترام، والحرية الشخصية، والعادات المجتمعية، وحقوق الأفراد في الأماكن العامة من حيث حرية التصرف مقابل احترام الآخرين.

مشهد من مقطع الفيديو المتداول لمُسن مصري يعنف فتاة بسبب جلستها (فيسبوك)

كما رأى البعض أن المقطع المُصور يعكس صدام الأجيال في المجتمع المصري، واختلافاً في تعريف السلوك المقبول، فما يراه المسن «قلة التزام»، قد تراه الفتاة «حرية شخصية».

الدكتور خلف الله عسران، أستاذ علم نفس بجامعة جنوب الوادي المصرية، عدّ الواقعة ليست مجرد مشادة عابرة، بل هي انعكاس صارخ لفجوة القيم، وانفصال حلقات العادات والتقاليد بين جيلين في المجتمع المصري.

وفي قراءة نفسية لسلوك المسن، أوضح عسران لـ«الشرق الأوسط»: «نحن أمام شخص يمثل جيلاً تربى على تقاليد تعدّ بعض السلوكيات انحلالاً أو قلة التزام، هذا الرجل لم يعتد في بيئته سواء كانت صعيدية أو ريفية على رؤية فتاة تجلس بوضعية معينة أمام شخص يكبرها سناً، وما حدث هو استفزاز لمنظومته القيمية، لذا جاء انفعاله نوعاً من الغيرة والخوف على الفتاة وعلى قيم المجتمع، وليس مجرد هجوم شخصي عليها».

ويؤكد عسران أن «الفتاة مارست سلوكاً تعتاد عليه، مما خلق لديها قناعة بأنها لم تخطئ، لكنها غفلت عن أن المجال العام له قدسية واحترام، فالحرية في جوهرها مسؤولية، وإذا خلت من القيود الاجتماعية تحولت إلى فوضى، لذا كان الأجدر بالفتاة، أن تقدر سنّ الرجل، وتغير وضعيتها بمجرد شعوره بالضيق». وفق تعبيره.

وأرجع التناقض في التعاطي مع الواقعة، إلى فجوة بين الأجيال، وتراجع القيم المجتمعية والعادات والتقاليد في القاهرة مقارنة بالأقاليم، قائلاً: «نحن أمام حلقات مفقودة من العادات انفصلت بين الأجيال، وبيئة مفتوحة للاختلاط بثقافات قد تُنسي الشباب جذورهم التربوية، لذا هناك حاجة لإعادة بناء القدوة، وتوعية الشباب بأن الاحترام قيمة عليا، خصوصاً تجاه المسنين».

يختلف في ذلك الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي، الذي يرى الواقعة ليست مجرد انفعال فردي، بل «انعكاس لثقافة عدائية ضد المرأة».

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «ما فعله هذا الرجل هو تعبير عن نظرة دونية متجذرة تجاه المرأة، ولو كان الجالس أمامه رجلاً، لما تفوه بكلمة، فهذه الواقعة تكشف عن جانب من ثقافة عدوانية كامنة ضد النساء، لا يشترط أن تكون عنفاً جسدياً مباشراً». على حد تعبيره.

واقعة المترو شهدت انقساماً سوشيالياً واسعاً (مجلس الوزراء المصري)

وأضاف أنه «حين تتراكم مثل هذه السلوكيات دون مساءلة، تصبح البيئة العامة مهيأة لتبرير العنف ضد المرأة، سواء كان تحرشاً، أو ضرباً، أو حتى قتلاً، كما رأينا في حوادث سابقة»، مُنتقداً من يبرر سلوك المسن بأنه غيرة على القيم أو دفاع عن التقاليد.

ويرى صادق أن «الواقعة مرآة لمجتمع ما زال يتسامح مع التمييز ضد النساء، ويمنح البعض الحق في فرض وصايته الأخلاقية على الآخرين في الفضاء العام»، مضيفاً: «مثل هذه السلوكيات كانت تحدث في الماضي، لكنها لم تكن تُوثق أو تُناقش علناً كما يحدث اليوم، الفرق الآن أن الكاميرات والجوالات كشفت عما كان يُمارس في الخفاء تحت غطاء الأعراف أو الصمت المجتمعي».


مصر: تأييد حبس محمد رمضان عامين مع إيقاف التنفيذ

رمضان وعد بمراعاة اختيار ملابس مناسبة لحفلاته - حسابه على «فيسبوك»
رمضان وعد بمراعاة اختيار ملابس مناسبة لحفلاته - حسابه على «فيسبوك»
TT

مصر: تأييد حبس محمد رمضان عامين مع إيقاف التنفيذ

رمضان وعد بمراعاة اختيار ملابس مناسبة لحفلاته - حسابه على «فيسبوك»
رمضان وعد بمراعاة اختيار ملابس مناسبة لحفلاته - حسابه على «فيسبوك»

قضت محكمة جنح مستأنف الدقي في الجيزة بمصر، الأربعاء، برفض استئناف الفنان محمد رمضان، وتأييد الحكم بحبسه عامين، وكفالة وغرامة مالية لإيقاف التنفيذ، وذلك بسبب نشره أغنية «رقم واحد يا أنصاص»، على قناته بموقع «يوتيوب»، ومواقع «سوشيالية»، دون الحصول على الترخيص.

وتعود الواقعة لتقديم أحد المحامين بمصر لبلاغ، اتهم خلاله محمد رمضان، بـ«نشر الأغنية التي تخالف القوانين والأعراف، وتحرض على العنف»، الأمر الذي أدى لإحالته للمحاكمة، وفق الدعوى المقدمة ضده أمام الجهات الرسمية.

وأكد محمد رمضان، حينها في بيان منسوب لمكتبه الإعلامي، أن «ما يثار حول الأغنية غير صحيح، وأنه يحترم القانون، وقد تم الحصول على جميع التراخيص لعرض الأغنية».

وأوضح المحامي المصري أيمن محفوظ، أن «محكمة جنح المستأنف قضت غيابياً بتأييد حكم محكمة أول درجة بحبسه، وذلك لعدم حضوره الجلسة التي كانت مقيدة، الأربعاء»، لافتاً إلى أنه «يحق له عمل معارضه استئناف لأنه خارج مصر، وسيقدم للمحكمة دليل عذر بذلك».

ويؤكد محفوظ لـ«الشرق الأوسط» أن «من حق محمد رمضان عمل المعارضة والاستئناف خلال 10 أيام ليتم تحديد جلسة في موعد لاحق، ومن ثم فإن حكم المحكمة اليوم جائز الطعن عليه وليس حكماً نهائياً»، موضحاً أنه، «سبق أن دفع الكفالة حينما قرر الاستئناف، ومن ثم فإن مجرد الطعن على حكم اليوم يوقف التنفيذ».

حكم بالحبس عامين مع وقف التنفيذ ضد رمضان - حسابه على «فيسبوك»

من جهته، علق محمد رمضان على الحكم الصادر ضده عبر منشور بحسابه على موقع «إنستغرام»، مؤكداً «أن الحكم مع إيقاف التنفيذ»، وذلك بالتزامن مع إعلانه عن طرح أغنية بعنوان «بيب بيب».

وتعرض محمد رمضان، قبل ذلك لأزمات عدة أثارت الجدل، من بينها، اعتراض إحدى العائلات المصرية «على ذكر اسم العائلة في إحدى أغنياته»، وكذلك «ظهوره مع لارا ابنة الرئيس الأميركي ترمب»، وأزمة «تقليد الرئيس الراحل السادات»، واتهامه «بالتشهير بأحد البنوك»، وارتدائه ملابس وُصفت بأنها «لا تليق بالرجال»، في مهرجان «كوتشيلا» الأميركي صيف العام الحالي.

وتحدث رمضان مؤخراً عن هذه الواقعة قائلاً في تصريحات إذاعية إنه تعلم من التجربة ويدرك أن بعض التصاميم قد تُفهم بشكل خاطئ، وإنه لن يكرر هذا الخطأ مستقبلاً.

الفنان المصري محمد رمضان - حسابه على «فيسبوك»

وتعلق الكاتبة والناقدة الفنية المصرية فايزة هنداوي، على أزمات محمد رمضان، قائلة إنه يتعمد كتابة كلمات، وتعليقات «مستفزة» على حساباته بالسوشيال ميديا، ووصفت طريقته بـ«الاستعراضية»، وأنه «دائم الحديث بعدّه الأهم والأغلى، في الوقت الذي لم نر أي نجم مصري كبير أطلق على نفسه هذا المصطلح رغم أحقية الكثير منهم».

وأضافت فايزة هنداوي لـ«الشرق الأوسط» أنه «لا يوجد من يتربص بمحمد رمضان مطلقاً، لكنه اعتاد على الأزمات التي تلاحقه بين الحين والآخر، بسبب اهتمامه بالوجود على الساحة، وأن يتحدث عنه الناس سواء بالسلب أو الإيجاب، بدلاً من تقديمه لعمل فني جيد»، وفق تعبيرها.


«الست» يفجر زخماً واسعاً بمصر حول حياة أم كلثوم

منى زكي وكريم عبد العزيز وعدد من صناع الفيلم في كواليس التصوير - حساب مراد على «فيسبوك»
منى زكي وكريم عبد العزيز وعدد من صناع الفيلم في كواليس التصوير - حساب مراد على «فيسبوك»
TT

«الست» يفجر زخماً واسعاً بمصر حول حياة أم كلثوم

منى زكي وكريم عبد العزيز وعدد من صناع الفيلم في كواليس التصوير - حساب مراد على «فيسبوك»
منى زكي وكريم عبد العزيز وعدد من صناع الفيلم في كواليس التصوير - حساب مراد على «فيسبوك»

فجر فيلم «الست» زخماً واسعاً في مصر حول كواليس حياة أم كلثوم، بمراحلها المختلفة وعلاقاتها الشخصية بمن حولها من عائلتها وزملائها، بالإضافة إلى قصص الحب التي عاشتها وجوانب أخرى عن مواقفها السياسية المختلفة والتغيرات التي طرأت عليها.

وأعاد الفيلم الذي يجري عرضه في مصر تسليط كتاب وإعلاميين ومؤثرين الضوء على الجوانب المهمة من حياة «كوكب الشرق» رغم رحيلها منذ 5 عقود.

ودعت وزارة الثقافة المصرية محبي أم كلثوم بزيارة متحفها قائلة عبر حسابها على «فيسبوك»: «إذا كان صوت أم كلثوم يسكن قلبك، وتبحث عن مكان يعيد إليك وهج حضورها، فستجد ضالتك في هذا المتحف الواقع في قلب روضة المنيل على ضفاف النيل».

وأضافت: «المتحف ليس سجلاً تاريخياً فقط، بل فضاء مُلهِم يجسد مسيرة سيدة الغناء العربي بكل تفاصيلها، يأخذك عبر رحلة تبدأ من طفولتها في الريف المصري، مروراً بخطواتها الأولى نحو النجومية، وصولاً إلى مرحلة التألق التي صنعت منها أسطورة فنية لا يزال صوتها يملأ المكان سحراً وخلوداً».

كما أعاد كتاب مصريون التذكير بمؤلفاتهم التي تتناول سيرة كوكب الشرق، وتسابق مؤثرون في الحديث عن حياتها الشخصية، بجانب عمل قراءة فنية لمحتوى الفيلم سلباً وإيجاباً.

وقدم الفيلم العديد من المواقف الإنسانية في حياة أم كلثوم، من بينها علاقتها مع والدها الشيخ إبراهيم البلتاجي، الذي ظهر في الفيلم وهو يستجيب لتهديد ابنته باعتزال الغناء والزواج والجلوس في المنزل حال عودتها إلى مسقط رأسها نتيجة إشاعة نشرت تمس حياتها الشخصية بإحدى الصحف في بداية مشوارها الفني، كما أظهر الفيلم أن أقاربها ومعارفها توقفوا عن زيارتها في القاهرة خوفاً من «حدة رد الفعل».

وتناول الفيلم الذي كتبه أحمد مراد، وأخرجه مروان حامد، العديد من المحطات المثيرة للجدل، ما عرضه لانتقادات، ومن بينها انقطاع صلة أم كلثوم بعائلتها وإقامتها وحيدة في القاهرة، الذي برز بشكل واضح في تكرار واقعة سرقة فيلتها بعد ثورة 1952، وعدم وجود من يبيت معها بالمنزل، بحسب ما ذكرت في تحقيقات الشرطة التي ذهبت لمنزلها بعد بلاغ السرقة، فيما كان مشهد المواجهة بينها وبين ابن شقيقتها ومدير أعمالها بالوقت نفسه متضمناً لتأكيد غياب الأهل والأصدقاء عن التردد عليها.

ومن بين الأمور الجدلية التي تطرق إليها الفيلم كذلك قصة الحب التي جمعت بينها وبين الموسيقار محمود الشريف، التي انتهت بخطبة معلنة لم تكلل بالزواج، وتناول الفيلم فترة تعارفهما وقصة حبهما ونهايتها بعد الاشتباك الذي حدث بين الشريف والموسيقار محمد القصبجي، ووصل إلى حد محاولة قتل القصبجي له على خلفية ما تردد عن سعي الشريف لكي يجعل أم كلثوم تعتزل الغناء.

ورغم تأكيده على تفهم الاختلافات في الآراء وتباين وجهات النظر، لكن الناقد الفني طارق الشناوي يؤكد لـ«الشرق الأوسط» على تعامل صناع الفيلم مع التجربة بحذر شديد والتأكيد على أن العمل مستوحى من حياتها، مشيراً إلى أن زوجها الدكتور حسن الحفناوي على سبيل المثال كان طبيب أمراض جلدية، وله إسهامات طبية عدة، لكن من يشاهد العمل فسيعتقد أنه طبيب متخصص في الغدة الدرقية.

ويعلق الشناوي على بعض مشاهد الفيلم قائلاً: «لا أتصور على سبيل المثال كتابة أم كلثوم بنفسها على الآلة الكاتبة كما ظهرت في الفيلم»، مشيراً إلى أن «كتابة مقالات باسمها في تلك الفترة كان أمراً شائعاً سواء كتبت المقال بنفسها أو تدخل محمد التابعي لتحسينه، وهو ما كان يفعله العديد من الفنانين آنذاك»، على حد تعبيره.

وأضاف أن صناع الفيلم قد تكون لديهم أخطاء في العمل أو لم يوفقوا في بعض التفاصيل، لكن في النهاية قدموا رؤيتهم السينمائية للعمل، و«هو ما جعلني بوصفي مشاهداً عادياً أتعاطف للغاية مع أم كلثوم بسبب الطرح الذي قدمته التجربة لجوانب في حياتها».

وقال مؤلف العمل أحمد مراد في تصريحات تلفزيونية، الثلاثاء، إنه «عمل على تقديم أم كلثوم من منظور إنساني مع استخدام مساحة من الخيال، لأن الفيلم ليس تاريخياً أو وثائقياً عنها»، مشيراً إلى أن «الهدف من العمل كان محاولة رؤيتها من الداخل بصفتها سيدة، وماذا واجهت في حياتها وكيف كسرت العديد من الحواجز بحياتها».

ويرجع الناقد محمد عبد الخالق الجدل الذي فجره الفيلم إلى المكانة الفنية الاستثنائية لشخصية أم كلثوم، وهو أمر بدأ مع الإعلان عن المشروع، ومن الطبيعي أن يصل لذروته مع عرض العمل، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «الزخم الذي خلقه العمل لم يكن مرتبطاً بنقطة واحدة أو نقطتين كما يحدث في بعض الأعمال ولكن في كثير من التفاصيل، ما بين الحديث عن الماكياج والمواقف التاريخية وصولاً إلى أدوار بعض الشخصيات».

وعدّ عبد الخالق «هذا الزخم في صالح العمل وصناعة السينما التي لم تشهد مثل هذا الأمر منذ فترة طويلة»، مؤكداً أن «اتساع دائرة النقاش والجدل حول عمل سينمائي مفيد لصناعة السينما».