طريقة نقل تمثال أدت إلى تحطمه تثير انتقادات في مصر

صاحب الفيديو: صورته بالمصادفة... لم أتوقع ردود الفعل

صورة من فيديو نقل التمثال (فيسبوك)
صورة من فيديو نقل التمثال (فيسبوك)
TT

طريقة نقل تمثال أدت إلى تحطمه تثير انتقادات في مصر

صورة من فيديو نقل التمثال (فيسبوك)
صورة من فيديو نقل التمثال (فيسبوك)

عبر عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» و«تويتر» عن انتقادات لفيديو تم تداوله، أمس (الخميس)، لنقل تمثال القائد العسكري الراحل عبد المنعم رياض، التي أدت طريقة النقل إلى تحطمه في محافظة بورسعيد (شمال مصر).
ويقول أحمد الخضر عبد السلام (32 عاماً) من محافظة بورسعيد ومصور الفيديو إن الفيديو الذي التقطه لطريقة نقل التمثال كانت بالمصادفة أثناء مروره بسيارته بالقرب من ميدان الشهداء، في مقابل تمثال عبد المنعم رياض، وشاهد اللودر (أداة للنقل) وعدداً من رجال الحي.
وتابع الخضر لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يتوقع أن فيديو مدته قرابة الدقيقة الواحدة لإزالة التمثال سيُحدِث ضجة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فضلاً عن المستوى الرسمي من المحافظة.
ولاقت طريقة النقل عدة انتقادات من نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عقب تحطم التمثال جراء طريقة النقل. وتمثال الزعيم الراحل موجود منذ قرابة 11 عاماً بالميدان.
ويقول صاحب الفيديو: «صورتُ لحظة النقل بالمصادفة، ولم أكن أتوقع أن يتفاعل معها كل هذا العدد من النشطاء، التمثال ليس أثرياً، لكن تحطم التمثال بهذه الطريقة يُعد أموالاً مهدرَة، ولم يكن موجوداً أي تأمين لمحيط التمثال، خوفاً على المارة أو السيارات».
وأكد الشاب الثلاثيني (العامل بمجال التجارة) أن الاستغراب ارتسم على وجوه المارة أثناء إزالة التمثال، لكن لم يحتكَّ بأحد مع المسؤولين آنذاك.
وانتقدت تغريدات أخرى طريقة النقل وآخرين الإهانة التي تعرض لها ما يمثله، وهو القائد عبد المنعم رياض، كما وصلت كذلك تعليقات غاضبة لمصور الفيديو عبر صفحته على «فيسبوك»، ويقول: «شعرت أن الإعلام الجديد وسيلة ضغط عقب تعليق محافظ بورسعيد ونقل الفيديو على قنوات إعلامية مصرية وعربية».
ورداً على الانتقادات، قال محافظ بورسعيد اللواء عادل الغضبان إن المسؤول على تكسير التمثال أثناء نقله سوف تتم محاسبته قانونياً، وأن الحي التابع له الميدان أخطأ في نقله، في مداخلة هاتفية مع إحدى القنوات الفضائية، أمس، وتابع أن التمثال به عيب فني، وسيتم استبداله بآخر أكبر حسب قوله، وذلك في إطار توسعة الميدان والتجهيز لاحتفالات العيد القومي لبورسعيد في 20 ديسمبر (كانون الأول).
وشغل عبد المنعم رياض منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية منذ 1967 إلى 1969، وفي حرب يونيو (حزيران) 1967 عين قائداً للجبهة الأردنية، ويعتبر واحداً من أشهر العسكريين العرب، وشارك في حرب الاستنزاف وأشرف على الخطة المصرية لتدمير خط بارليف، وتوفى متأثراً بجراحه من حرب الاستنزاف.


مقالات ذات صلة

«الثقافة المصرية» ترد على شائعة تحطيم تمثال مجدي يعقوب

يوميات الشرق تمثال الدكتور مجدي يعقوب بسيمبوزيوم أسوان (فيسبوك الفنان ناثان دوس)

«الثقافة المصرية» ترد على شائعة تحطيم تمثال مجدي يعقوب

أصدرت وزارة الثقافة المصرية بياناً للرد على ما أشيع عن تحطيم تمثال جراح القلب العالمي الدكتور مجدي يعقوب.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق مُرمّمة تنظف تمثال «دافيدي» لميكيلانجيلو في «غاليريا ديل أكاديميا» بفلورنسا (أ.ف.ب)

في فلورنسا... عملية تنظيف كل شهرين لتمثال «دافيدي» الشهير (صور)

يستلزم الغبار الذي يعشش في ثنايا منحوتة «دافيدي» (داود) الرخامية الشهيرة للفنان ميكيلانجيلو إجراء عمليات تنظيف دورية.

«الشرق الأوسط» (فلورنسا (إيطاليا))
يوميات الشرق احتفال «غوغل» بتماثيل عين غزال الأثرية (صورة من صفحة «دودل» التابعة لـ«غوغل»)

تماثيل عين غزال الأردنية... لم يعرفها كثيرون إلا بعد احتفاء «غوغل» بها

ربما لا يعرف رجل الشارع الأردني أن بعضاً من أقدم التماثيل الآدمية اكتُشفت على مقربة منه، بل وربما لم يعلم البعض عنها شيئاً قبل أن يحتفي بها محرك البحث «غوغل».

«الشرق الأوسط» (عمان)
أوروبا صورة أرشيفية لتمثال الفروسية الخاص بالمستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل (د.ب.أ)

ألمانيا: تمثال «فروسية» ميركل ينهار بعد عامين على نصبه

لم يكد يمر عامان على نصبه، حتى انهار تمثال فروسية خاص بالمستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل في منطقة بفالتس العليا جنوب ألمانيا.

«الشرق الأوسط» (برلين)
أوروبا عمال يزيلون المطرقة والمنجل وهما جزء من الشعار السوفياتي، من درع نصب «الوطن الأم» في مجمع لمتحف الحرب العالمية الثانية في كييف بأوكرانيا الثلاثاء 1 أغسطس 2023 (رويترز)

أوكرانيا تزيل شعار المطرقة والمنجل من تمثال ضخم في كييف

أزال عمال (الثلاثاء) مطرقة ومنجلاً من منحوتة عملاقة ترتفع في العاصمة الأوكرانية، في إطار حملة متسارعة لنزع رموز سوفياتية منذ غزو موسكو لأوكرانيا العام الماضي.

«الشرق الأوسط» (كييف)

طرابلس توحَّدت ببيروت... وتحيّة جنوبية في «ماراثون السلام» اللبناني

شكل آخر للحدث الكبير بحجم النُبل نفسه وجمال المسؤولية (بيروت ماراثون)
شكل آخر للحدث الكبير بحجم النُبل نفسه وجمال المسؤولية (بيروت ماراثون)
TT

طرابلس توحَّدت ببيروت... وتحيّة جنوبية في «ماراثون السلام» اللبناني

شكل آخر للحدث الكبير بحجم النُبل نفسه وجمال المسؤولية (بيروت ماراثون)
شكل آخر للحدث الكبير بحجم النُبل نفسه وجمال المسؤولية (بيروت ماراثون)

المنطلقون عند السادسة صباح الأحد من خطّ بداية السباق في مدينة طرابلس الشمالية، ارتدوا الأبيض ورفعوا العلم اللبناني. تقرَّر ليوم 10 نوفمبر (تشرين الثاني) أن يستضيف الحدث السنوي المُنتظر، وخرَّبت الحرب الخطط. لم تعبُر شوارعَ بيروت أقدام العدّائين أو تتطلّع عيون الأطفال مذهولةً بألوان البالونات والشابات الراقصات والموسيقى الحماسية طوال «سباق المرح». كرنفال «ماراثون بيروت الدولي» أُلغي. الأحد الماضي، وفي يومه المُقرَّر، اتّخذ شكلاً آخر بحجم النُبل نفسه وجمال المسؤولية. سباق من أجل السلام انطلق من طرابلس نحو العاصمة النازفة.

ترى مي الخليل أنّ التكاتف يُجمِّل الإنجاز ويدفع نحو الأفضل (بيروت ماراثون)

9 فرق هتفت: «كلنا للوطن». فريقٌ سلّم الآخر الأعلام اللبنانية بعد الركض لمسافة 10 كيلومترات، فتكتمل خطّة وَصْل طرابلس ببيروت بركض ما يزيد على 90 كيلومتراً للفرق الـ9 مجتمعةً. وإن حضر العداؤون بعدد أقل مقارنةً بجَرْف الأعداد في يوم الماراثون الكبير، فقد سجَّلوا فارقاً، وأحدث الأفراد وَقْع الجماعة. خَبْطُ الأقدام دوَّى، والرمزية بلغت أشدَّها. رسالة من أجل السلام، والحرب تتمادى... من أجل لبنان، ويتراءى مقبرة.

مَن ركضوا يتشاركون المعاناة والشغف والإنجاز، ويلتقون على الالتزام والوحدة وعظمة روح الرياضة. تفتتح مؤسِّسة جمعية «بيروت ماراثون» ورئيستها، مي الخليل، حديثها مع «الشرق الأوسط» بإعلاء أهمية التكاتُف. تقول إنه «يُجمِّل الإنجاز ويدفع نحو الأفضل».

وإن حضر العداؤون بعدد أقل فقد سجَّلوا فارقاً وأحدث الأفراد وَقْع الجماعة (بيروت ماراثون)

لـ20 عاماً، التزمت «بيروت ماراثون» بتنظيم النشاط الرياضي في بلد يطفح بالتناقض. تتابع: «ماراثونات عدّة نظّمناها على وَقْع التفجيرات والاغتيالات والاشتعال الأمني. مع ذلك، تجمَّع المشاركون وأعلنوا الوحدة. منذ العام الأول، أردنا نشاطاً رياضياً يجمع. بشر تتعدَّد أديانهم وجنسياتهم التقوا في سباق وُلد عام 2003 ويستمرّ على ثبات المبدأ. اليوم، نركض للسلام على امتداد الوطن».

وُلدت النسخة الأولى من «بيروت ماراثون» بعد حادث مأساوي أصاب مي الخليل. كانت تركض، فصدمتها شاحنة. دخلت في غيبوبة ومكثت عامين في المستشفى... «أنا العدّاءة التي ركضت من أجل لبنان، فحلَّ الأسوأ، لتوظّف شغفها وإرادتها بإقامة نشاط ماراثوني يُقرّبه من العالم ويُوحّد أبناءه من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، تحت شعار (الرياضة للجميع). هنا تُمحى الفروق وتعلو الإنسانية».

9 فرق هتفت: «كلنا للوطن..» وفريقٌ سلّم الآخر الأعلام اللبنانية (بيروت ماراثون)

حينها، ندرت ثقافة الركض لمسافات طويلة، فدُعي عدّاؤون أجانب محترفون إلى أرض الأرز للمشاركة في الحدث. كبُرت الحشود عبر السنوات، فاقتطعت الجمعية رسوم التسجيل لمصلحة جمعيات خيرية. راحت الأقدام تركض للخير، وتكثَّف الخفقان، وسُمَع لهاث الأنفاس كأنه أوركسترا.

ثقافة العطاء عمَّمها «ماراثون بيروت» وكرَّسها. ومن عظمة العمل التطوّعي، تمضي هذه الأيام. منذ الاشتعال الكبير والنزوح المُربِك، تحوَّلت الجهود إلى لملمة الوجع. تُكمل مي الخليل حديثها برَفْع العطاء إلى أعلى المراتب: «أمام الإنسان، لبّى الفريق والمتطوّعون الشباب، النداء. أراهم نبض المستقبل. ننطلق من ثقافة أن نُعطي المجتمع ما نأخذه. فَهْم هذه المعادلة مهم جداً».

اليوم، تتقدَّم ثقافة السلام وتستدعي نشرها في المدى الأوسع. ذلك شعورٌ يملأ العدّاء وهو يُراكم المسافة وصولاً إلى خطّ النهاية. يبلغه ليحيل الداخل على الصفاء. فالسلام الفردي بإمكانه أن يُعمَّم ليصبح العدّاء اختزالاً للبنان. كلاهما يتحمَّل ويُعاند. داخلهما ندوب وصمود. مي الخليل تدرك ذلك. فداخلها أيضاً تألَّم. تقول: «سلام النفس يرتقي بطبيعتنا الإنسانية، فكيف إن اجتمع بـ40 أو 50 ألف عدّاء وعدّاءة؟ هنا يُترجَم سلام الأوطان. يسألونني دائماً: من أجل أي سلام تركضون؟ السلام ليس خطّ النهاية فقط. إنه امتداد سلامنا الداخلي نحو سلام أشمل».

سباق من أجل السلام انطلق من طرابلس نحو العاصمة النازفة (بيروت ماراثون)

لسنوات، كبُرت تحدّيات «بيروت ماراثون» باشتداد العصف. فتك الوباء، فأُلغي السباق لاقتضاء السلامة العالمية التباعُد بين البشر. وبعد انفجار المرفأ شعرت مي الخليل بأهمية الاضطلاع بدور. «وَجَبت علينا العودة. حجم المسؤولية استدعى توظيف علاقاتنا بالخارج لتجاوُز المرحلة الصعبة. حينها، غادر بعض الفريق بين الغربة والبحث عن فرص تُعوّض إغلاق أبواب |(الجمعية). تعلّمنا مرّة أخرى كيف ننظّم سباقات افتراضية بالتواصل مع ماراثونات دولية. جمعنا مبالغ لجمعيات تنتشل المتضرّرين من كابوسية المرفأ ومقتلة ذلك العصر».

مشهد رَفْع العلم اللبناني رغم اتّساع الجراح أثَّر عميقاً (بيروت ماراثون)

تستدعي الحرب اليوم وَقْفة مُشابهة. بالنسبة إلى مي الخليل، لا شيء يُضاهي مرارة أن تشاهد بلدك يُدمَّر والناس في نزوحهم المريع. كان لا بدّ من إلغاء السباق المُنتَظر يوم 10 نوفمبر وتحوُّل كل الأيام سباقاً للتكاتف والوحدة: «نظّمنا سباق السلام بديلاً للحدث الكبير. أردناه سباقاً مستوحى من مساحة لبنان البالغة 10 آلاف و452 كيلومتراً مربعاً. مشهد رَفْع العلم اللبناني رغم اتّساع الجراح أثَّر عميقاً. على مجموعة نقاط، توزّع العدّاؤون، فانطلقوا من (معرض رشيد كرامي الدولي) في طرابلس إلى واجهة بيروت البحرية. 10 ساعات من الركض للسلام والأمل».

ومن مدينتَي النبطية وصور النازفتَيْن، عَبَر عدّاؤون فوق الأنقاض رافعين الأعلام... زرعوها فوق الخراب لعلَّ زهر الربيع يشقّ الجدران المُهدَّمة وينمو معانداً «اليباس». «الوطن لا يموت. يعيش على المحبة»، تؤكد مي الخليل التي تغرّبت 23 عاماً في نيجيريا بعد زواجها، لكنّ داخلها ظلَّ متعلّقاً بأرض تتشظّى ولا تُقتَل.