لبنان يشهد حملة تطوعية لجمع خراطيش الصيد بالتعاون مع الأمم المتحدة

يصل عددها إلى 25 مليون قطعة سنوياً

لبنان يشهد حملة تطوعية لجمع خراطيش الصيد بالتعاون مع الأمم المتحدة
TT

لبنان يشهد حملة تطوعية لجمع خراطيش الصيد بالتعاون مع الأمم المتحدة

لبنان يشهد حملة تطوعية لجمع خراطيش الصيد بالتعاون مع الأمم المتحدة

في خطوة جديدة من نوعها تبدأ غدا الأحد حملة جمع خراطيش الصيد في منطقة كسروان لتشمل بلدات أهمز وميروبا وأغبي.
هذه الحملة التي تنظمها مبادرة «عيش لبنان - برنامج الأمم المتحدة الإنمائي» وجمعية «عيش حبّ لبنان» و«الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية»، تقوم بها مجموعة من الشباب المتطوع المنضوي تحت راية الجمعيات المذكورة. وتهدف هذه الحملة إلى الحدّ من مخاطر خراطيش الصيد التي عادة ما يتركها هواة رياضة الصيد البرّي خلفهم. والمعروف أن هذه الخراطيش تتسبب في اندلاع الحرائق وتلوث المياه الجوفية والينابيع والأحراج والغابات. كما أنها تساهم في القضاء على المحاصيل الزراعية، لكونها تسمم التربة التي تتلقفها بفعل المواد التي تتألف منها وبينها الزرنيخ والبارود والرصاص والـ«ميكرو بلاستيك». وقال رواد رزق أحد المسؤولين عن تنظيم هذه الحملة (عضو في جمعية عيش لبنان - برنامج الأمم المتحدة الإنمائي)، إن هذه المبادرة ستطال مناطق لبنانية أخرى تقع في الشمال والبقاع وجبل لبنان. كما أنها تأخذ طابعا «طويل الأمد» لكون جمع هذا العدد الهائل من خراطيش الصيد قد يستغرق سنين طويلة، لا سيما أنها تتكدس بأعداد هائلة سنة بعد سنة دون أن يتم معالجتها بطريقة أو بأخرى. وأضاف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «وضعنا نصب أعيننا هدفا واضحا نعمل على تحقيقه ألا وهو إمكانية جمع مليون خرطوشة في المرحلة الأولى ولنتجاوز هذا العدد في حملات مماثلة ومتلاحقة على مدار أيام السنة».
وأكّد رزق أن المساحات التي ستطالها الحملة لا يمكن تحديدها بالكيلومترات لكونها تتعلق فقط بالأمكنة الخاصة برياضة الصيد والمعروفة بـ«مقوص»، خصوصا أن أحجامها تختلف بين بلدة وأخرى، وذلك حسب نسبة الصيادين الذين يقصدونها فتكون كثافة أعداد خراطيش الصيد متباينة بين «مقوص» وآخر.
وأضاف: «نعمل في المقابل على استحداث طرق وأساليب تدفع بالصياد نفسه، إضافة إلى أفراد من المجتمع اللبناني إلى التقيد بالعناصر التي تساهم في الحفاظ على الطبيعة».
والمعروف أن الطبيعة تجذب اللبنانيين من هواة النزهات الخلوية وتناول الطعام في الهواء الطلق، والذين قد لا تتمتع نسبة كبيرة منهم بالوعي البيئي من أجل تنظيف المكان الذي يجلسون فيه قبل وبعد استخدامهم له. وبالتعاون مع البلديات والقيمين على المحميات الطبيعية سيتم التوصّل إلى وضع قواعد بيئية تساهم في تحقيق أهداف هذه الحملة ومن بينها مثلا المطالبة في استحداث قسم للشرطة البيئية، وكذلك تحفيز الصيادين على جمع مخلّفاتهم من خراطيش الصيد، حيث سيتم توزيع العصي المغناطيسية عليهم ليتمكنوا من لمّ الخراطيش بسرعة أكبر وبأقل جهد ممكن كما يقدم لهم في المقابل علب ذخيرة جديدة ليستخدموها في هوايتهم المفضلة. «هذا الأمر يتم بالتعاون مع أصحاب محلات بيع رصاص الصيد، خصوصا أننا نتوخى من الصيادين التجاوب معنا في حال كانت هذه الخراطيش في حالة جيدة، بحيث في إمكانهم تعبئتها من جديد في مصانع لبنانية يصل عدد المرخص منها إلى 11 مصنعا»، كما أوضح رزق.
ومن المتوقع أن تجري مبادرة «عيش لبنان - برنامج الأمم المتحدة الإنمائي» اتصالاتها مع عدد من الجامعات في لبنان ليقوم طلابها في قسم اختصاصات الهندسة الميكانيكية، على استحداث وتصنيع آلات خاصة بإعادة تدوير مادة النحاس الموجودة في تركيبة هذه الخراطيش بدلا من شراء واحدة من البلد المصنع لها بعد أن يتم تمويلها من قبلهما. وتطال هذه الحملة جمع الخراطيش القديمة والجديدة معا بحيث يتم تدوير الأولى بعد فصل قسم البلاستيك عن النحاسي منها، فيما تذهب الأخرى (الحديثة) إلى المصانع الخاصة لتعبئتها من جديد.
ويبلغ عدد المتطوعين المشاركين في الحملة في منطقة كسروان نحو مائتي شخص، يبدأون عملهم التطوعي هذا في التاسعة صباحا لينتهي في الثانية بعد الظهر.


مقالات ذات صلة

مصر: غالبية الدول تعتبر مشاريع قرارات «كوب 27» متوازنة

شمال افريقيا وزير الخارجية المصري سامح شكري (إ.ب.أ)

مصر: غالبية الدول تعتبر مشاريع قرارات «كوب 27» متوازنة

أكد رئيس مؤتمر الأطراف حول المناخ (كوب27) سامح شكري اليوم (السبت) أن «الغالبية العظمى» من الدول تعتبر مشاريع القرارات التي قدمتها رئاسة مؤتمر المناخ «متوازنة» بعدما انتقدها الاتحاد الأوروبي. وأوضح وزير خارجية مصر سامح شكري للصحافيين بعد ليلة من المفاوضات المكثفة إثر تمديد المؤتمر في شرم الشيخ أن «الغالبية العظمى من الأطراف أبلغتني أنها تعتبر النص متوازنا وقد يؤدي إلى اختراق محتمل توصلا إلى توافق»، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. وتابع يقول «على الأطراف أن تظهر تصميمها وأن تتوصل إلى توافق».

«الشرق الأوسط» (شرم الشيخ)
بيئة البيئة في 2021... قصص نجاح تعزز الأمل في تخفيف أزمة المناخ

البيئة في 2021... قصص نجاح تعزز الأمل في تخفيف أزمة المناخ

شهدت سنة 2021 الكثير من الكوارث والخيبات، لكنها كانت أيضاً سنة «الأمل» البيئي. فعلى الصعيد السياسي حصلت تحولات هامة بوصول إدارة داعمة لقضايا البيئة إلى سدة الرئاسة في الولايات المتحدة. كما شهدت السنة العديد من الابتكارات الخضراء والمشاريع البيئية الواعدة، قد يكون أبرزها مبادرة «الشرق الأوسط الأخضر» التي أطلقتها السعودية. وفي مجال الصحة العامة، حقق العلماء اختراقاً كبيراً في مواجهة فيروس كورونا المستجد عبر تطوير اللقاحات وبرامج التطعيم الواسعة، رغم عودة الفيروس ومتحوراته. وفي مواجهة الاحتباس الحراري، نجح المجتمعون في قمة غلاسكو في التوافق على تسريع العمل المناخي.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
يوميات الشرق فرقة «كولدبلاي» تراعي المعايير البيئية في جولتها سنة 2022

فرقة «كولدبلاي» تراعي المعايير البيئية في جولتها سنة 2022

أعلنت فرقة «كولدبلاي» البريطانية، الخميس، عن جولة عالمية جديدة لها سنة 2022 «تراعي قدر الإمكان متطلبات الاستدامة»، باستخدام الألواح الشمسية وبطارية محمولة وأرضية تعمل بالطاقة الحركية لتوفير كامل الكهرباء تقريباً، فضلاً عن قصاصات «كونفيتي» ورقية قابلة للتحلل وأكواب تحترم البيئة. وذكرت «كولدبلاي» في منشور عبر «تويتر» أن «العزف الحي والتواصل مع الناس هو سبب وجود الفرقة»، لكنها أكدت أنها تدرك «تماماً في الوقت نفسه أن الكوكب يواجه أزمة مناخية». وأضاف المنشور أن أعضاء فرقة الروك الشهيرة «أمضوا العامين المنصرمين في استشارة خبراء البيئة في شأن سبل جعل هذه الجولة تراعي قدر الإمكان متطلبات الاستدامة» و«

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق بعد انخفاضها بسبب الإغلاق... انبعاثات الكربون تعاود الارتفاع

بعد انخفاضها بسبب الإغلاق... انبعاثات الكربون تعاود الارتفاع

انخفضت انبعاثات الغازات المسببة للاحترار العالمي بشكل كبير العام الماضي حيث أجبر وباء «كورونا» الكثير من دول العالم على فرض الإغلاق، لكن يبدو أن هذه الظاهرة الجيدة لن تدوم، حيث إن الأرقام عاودت الارتفاع بحسب البيانات الجديدة، وفقاً لشبكة «سي إن إن». وتسببت إجراءات الإغلاق لاحتواء انتشار الفيروس التاجي في انخفاض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 7 في المائة على مدار عام 2020 - وهو أكبر انخفاض تم تسجيله على الإطلاق - وفق دراسة نُشرت أمس (الأربعاء) في المجلة العلمية «نيتشر كلايميت شينج». لكن مؤلفيها يحذرون من أنه ما لم تعطِ الحكومات الأولوية للاستثمار بطرق بيئية في محاولاتها لتعزيز اقتصاداتها الم

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
بيئة 5 ملفات بيئية هامة في حقيبة بايدن

5 ملفات بيئية هامة في حقيبة بايدن

أعلن الفريق الانتقالي للرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن أن وزير الخارجية السابق جون كيري سيكون له مقعد في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، وهي المرة الأولى التي يخصّص فيها مسؤول في تلك الهيئة لقضية المناخ. ويأتي تعيين كيري في إطار التعهدات التي قطعها جو بايدن خلال حملته الانتخابية بإعادة الولايات المتحدة إلى الطريق الصحيح في مواجهة تغيُّر المناخ العالمي ودعم قضايا البيئة، بعد فترة رئاسية صاخبة لسلفه دونالد ترمب الذي انسحب من اتفاقية باريس المناخية وألغى العديد من اللوائح التشريعية البيئية. وعلى عكس ترمب، يعتقد بايدن أن تغيُّر المناخ يهدّد الأمن القومي، حيث ترتبط العديد من حالات غياب الاستقرار

«الشرق الأوسط» (بيروت)

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.