هناك التمثيل الرجالي وهناك التمثيل النسائي، ثم هناك التمثيل الجمعي ويطلقون عليه Ensemble acting.
يشمل هذا النوع من التمثيل طاقماً متعدداً من الممثلين والممثلات في أدوار متناسقة، ولا ينال أي منهم أدواراً بطولية أو فردية فيها. وبالتالي يحد ذلك النوع من التمثيل من الممثلين والممثلات المساندين.
تعددت الأمثلة، لكن المنال واحد، وضع عدد من الممثلين في أدوار متساوية الحجم، عموماً، ومن دون قيادة منفردة، وتحريكهم لكي يؤدي كل منهم دوره المحدد. يبان هذا في فيلم «أوشن 11» (Oceans Eleven) لستيفن سودربيرغ الذي تشارك في بطولته مات دامون وبراد بت وجورج كلوني ودون شيدل وجوليا روبرتس وآندي غارسيا.
تجربة مماثلة لـ«التمثيل الجمعي» فيلم مارتن سكورسيزي «المغادر» (The Departed) مع ليوناردو ديكابريو ومات دامون من بين آخرين. وقبل هذا هناك «دكتور سترانغلوف أو كيف توقفت عن القلق وأحببت القنبلة» لستانلي كوبريك مع ستيرلينغ هايدن وجورج س. سكوت وسلِم بيكنز وبيتر سلرز الذي لعب 5 شخصيات من دون أن ينفرد بالقيادة.
كما ينطبق ذلك على سلسلة «ستار وورز» وسلسلة «ستار ترك» وعلى كثير من أفلام الفانتازيا والكوميكس مثل «ذا أفنجرز» و«كابتن أميركا»، حيث تتكرر الأسماء المنتقلة ما بين أفلام هاتين السلسلتين من دون قيادة منفردة. من بين هذه الأسماء كريس إيفانز وسامويل ل. جاكسون وهوغو ويفينغ وروبرت دوني جونيور وسكارلت جوهانس وكريس همسوورث ومارك روفالو وآخرون.
بدوره، انضم فيلم كريستوفر نولان هذا العام «دنكيرك» إلى تلك المجموعة من الأفلام. ففيه انبرى كل من توم هاردي وكنيث براناف ومارك ريلانس وهاري ستايلز وفيون وايتهَد لأداء أدوار متساوية. ومع أن هركل بوارو هو محور الفيلم الحالي «جريمة قطار الشرق السريع» Murder On the Orient Express))، فإنه من تلك الأفلام الجمعية بدوره، ففيه يلتئم كل من وليم دافو وديزي ريدلي وميشيل فايفر وبينيلوبي كروز وجوني دب وجودي دنش.
سوابق
الجوائز الممنوحة عادة لطواقم الممثلين المتشاركين تتوزع بين مؤسسات مختلفة لكن قلما دخلت سباق الأوسكار. أبرز تلك المؤسسات وأكثرها تقديراً لجهود الممثلين على اختلاف أحجام مشاركاتهم هي مؤسسة «Screen Actors Guild» المعروفة بـ«SAG»، وهي الجمعية التي تتألف من الممثلين وتنتمي إليهم فقط. والجسد الفني لها يتألف من 160 ألف ممثل وممثلة وأصحاب حضور أمام الكاميرا التلفزيونية والسينمائية على نحو أو آخر.
وهي تفتح باب التصويت في السادس عشر من هذا الشهر وفي اليوم العاشر من الشهر المقبل تقفل باب التصويت. ثم تعلن ترشيحاتها الرسمية بعد 3 أيام وفي الثامن من شهر يناير (كانون الثاني) من العام المقبل تقفل باب التصويت الثاني والنهائي. ويوم الأحد، في الثاني والعشرين منه، تقيم حفلة توزيع جوائزها السنوية التي ستحمل الرقم 24 كون جوائزها تأسست سنة 1995.
في ذلك العام لم تكن جوائز الطواقم الفنية تُمنح للأفلام السينمائية بل للأعمال التلفزيونية بقسميها الدرامي والكوميدي. فاز آنذاك فريق ممثلي المسلسل البوليسي NYPD Blue بجائزة الدراما (من بطولة غوردن كْلاب ودنيس فرانز وشارون لورنس من بين آخرين)، وفاز مسلسل «ساينفلد» (مع جيري ساينفلد وجوليا لويس - دريفوس ومايكل رتشردز) بالمقابل الكوميدي.
وفي العام الماضي تم منح هذه الجائزة لفريق ممثلي فيلم «Hidden Figures»، ومنهم ماجرشالا علي، كرستين دنست، جيم بارسونز وكَڤن كوستنر.
الوضع هذا العام بالنسبة للترشيحات في هذه الدائرة أفضل، في الكم كما في النوع، من الأعوام الماضية. فإلى جانب «دنكيرك»، الذي سنراه ماثلاً كمرشح أساسي في الغولدن غلوبس والأوسكار وسواهما، هناك عدد من الأفلام ملحوظ من التي تقاسم ممثلوها البطولة.
عملياً، هناك خمس وعشرون فيلماً أميركياً تنطبق عليها شروط التمثيل الجمعي، ومنها «دنكيرك» لكرستوفر نولان، و«داونسايزينغ» لألكسندر باين، و«أنا، تونيا» لغريغ غيليبسي، و«مُعادون» لسكوت كوبر، و«المريض الكبير» لمايكل شوولتر، و«أكثر الساعات دكانة» لجو رايت. و«ديترويت» لكاثرين بيغلو، و«ذا بوست» لستيفن سبيلبرغ، و«المنخدعات» لصوفيا كوبولا و«أخرج» لجوردان بيل.
وإذا كانت هذه الأفلام مشتركة في صلاحيتها لدخول سباق «جمعية الممثلين»، فإن التالي هو الأبرز منها في هذا المجال والأكثر احتمالاً لدخول مسابقات جوائز أخرى.
1. المنخدعات
فيلم صوفيا كوبولا يحتوي على ممثل رجل واحد وعدة ممثلات. كولين فارِل هو المجند الاتحادي (خلال سنوات الحرب الأهلية) الذي تجده فتاة صغيرة جريحاً بجانب مدرستها البناتية الخاصة فتخبر عنه وتستقبله مديرة المدرسة (نيكول كدمان) وتشرف على العناية به. مجرد وجوده سبب توهم الطالبات (إيلي فانينغ، أونا لورنس، إيما هوارد من بين أخريات) بأن كلاً منهن هي محط اهتمامه، بينما كان هو في وارد توزيع العاطفة وخداعهن تجنباً لاحتمال تسليمه إلى الجيش الجنوبي.
ليس هناك من شخصية واحدة مسيطرة (على عكس نسخة 1971 التي قادها كلينت ايستوود)، وبذلك هو فيلم ملائم تماماً لمثل هذه الترشيحات. لكن من ناحية أخرى، هو فيلم ضعيف الناصية رغم فوز مخرجته بجائزة أفضل إخراج من قِبل محلفي مهرجان «كان» في دورته الماضية.
2. ديترويت
«ديترويت» ليس الفيلم الجيد الذي سيعود على مخرجته بالكثير. هو أقل من فيلميها السابقين «الثانية عشرة والنصف ليلاً» (الترجمة الصحيحة للتعبير العسكري Zero Dark Thirty)، و«خزنة الألم»، ولو أنه يدور حول مناطق عصيبة وحساسة في حياة الولايات المتحدة السياسية. كونه فيلماً عن أحداث مدينة ديترويت العنصرية التي وقعت في سنة 1967 أتاح لها معالجة موضوعها على نحو ريبورتاجي. نعم هناك حارس الأمن الشاب (جون بوييغا) الذي تفتح الأحداث عينيه على عنصرية الشرطة الأميركية، وهناك الضابط الذي يكن كل الحقد على السود (ول بولتر) والشخصيات الواقعة بينهما، إلا أن الفيلم يضم هذه الشخصيات معاً دون الانفراد بإحداها لكي يشكل رأس حربة.
3. دانكيرك
البطولة هنا هي لكل شيء باستثناء ممثل واحد. ففي سرده لإحدى أهم أحداث الحرب العالمية الثانية التي تمثلت بحملة انسحاب الجنود البريطانيين من الساحل الفرنسي بسبب الهجوم الساحق الذي شنته القوات الألمانية، صاغ المخرج معالجة تلم بالماء والجو والأرض وبالظروف القاسية التي صاحبت الفرار الكبير.
نجد كينيث براناف في دور أحد كبار القادة الذي يعمل على إجلاء قواته، لكننا ننتقل أيضاً إلى حكايات مدنيين وعسكريين آخرين بينهم مارك رايلانس الذي يحاول إنقاذ من يستطيع على متن قاربه بمساعدة ابنه والجندي المذعور سيليان مورفي ونتابع الطيار المقاوم توم هاردي والجندي الذي يحاول استباق سواه لدخول إحدى سفن التحيل (فيون وايتهَد). الثابت في هذا الوضع هو أن المخرج يأخذ من الموقع والزمان سماتهما الأهم وأحداثهما المنتشرة على أصعدة مختلفة ويستخدم الممثلين نماذج أكثر منهم شخصيات.
4. اخرج
«اخرج» سيكون الحصان الأسود في كل سباق، بما في ذلك سباق أوسكار أفضل فيلم. ذلك لأن موضوعه هو تشويقي، يصل إلى حد مجاورة الرعب، مع رسالة معادية للعنصرية.
فيه شخصية رئيسية هي للشاب الأسود كريس (دانيال كالويا) الذي يتوجه مع صديقته البيضاء روز (أليسون ويليامز) لزيارة والديها لأول مرّة. تبدو الزيارة ودية تماماً. الأب (برادلي ويتفورد) والأم (كاثرين كينر) يستقبلانه بود كبير ولو أن ابنهما جيريمي (كالِب لاندري جونز) يعكس ضغينته. لكن ما يبدأ كود عادي ينقلب إلى معاداة سافرة عندما يكتشف الشاب أن العائلة استدرجته لكي تفتك به.
كريس هو المحور هنا، لكن حجم ظهوره يتساوى وحجم ظهور باقي الشخصيات مما يجعل الفيلم مؤهلاً لهذه الجائزة.
5. ذا بوست
قبل عامين شاهدنا فيلماً مماثلاً في نوعه يقتحم الترشيحات الأوسكاراتية ويخرج منها بجائزة أفضل فيلم هو Spotlight لتوم مكارثي. دار حول القضايا الشائكة بين الصحافة وشؤون الحياة السياسية والاجتماعية. «ذا بوست» لستيفن سبيلبرغ، الذي رُشّح له في العام ذاته (2016) «حسر الجواسيس» وخسر، يوفر هذا العام فيلماً آخر عن الصحافة ومثل «سبوتلايت» مستوى من أحداث حقيقية هي كناية عن احتدام صراع ومواقف بين السلطتين الحكومية والإعلامية. ففي عام 1971 قامت «ذا نيويورك تايمز» بنشر أوراق سرية تخص تاريخ علاقة الولايات المتحدة بفيتنام من عام 1945 حتى عام 1967. وهذه أثارت هجوماً رسمياً من قبل مسؤولي وزارة الدفاع الأميركية ما لبثت أن امتدت لتشمل «ذا واشنطن بوست» كذلك.
إطلاق الفيلم اختير ليماثل مرحلة الود المفقود بين البيت الأبيض والصحافة الأميركية. وهو، مثل «سبوتلايت» أيضاً لا يتمحور حول شخص واحد، بل حول عدة أشخاص يقوم بتأديتهم كل من ميريل ستريب وتوم هانكس وسارا بولسون وبروس غرينوود من بين آخرين.
7:29 دقيقة
«الشرق الأوسط» في موسم الجوائز: 5 أفلام الأوفر حظاً في سباق «جمعية الممثلين»
https://aawsat.com/home/article/1087301/%C2%AB%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B3%D8%B7%C2%BB-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D8%A7%D8%A6%D8%B2-5-%D8%A3%D9%81%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%81%D8%B1-%D8%AD%D8%B8%D8%A7%D9%8B-%D9%81%D9%8A-%D8%B3%D8%A8%D8%A7%D9%82-%C2%AB%D8%AC%D9%85%D8%B9%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%85%D8%AB%D9%84%D9%8A%D9%86%C2%BB
«الشرق الأوسط» في موسم الجوائز: 5 أفلام الأوفر حظاً في سباق «جمعية الممثلين»
التمثيل الجمعي... أعمال أولت ممثليها أدواراً متناسقة ومتساوية
- لندن: محمد رُضا
- لندن: محمد رُضا
«الشرق الأوسط» في موسم الجوائز: 5 أفلام الأوفر حظاً في سباق «جمعية الممثلين»
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة