عمدة {البندقية}... يبيع المدينة ببندقية

بعد شكاوى سيّاح من دفع فواتير خيالية

الفاتورة التي دفعها العمدة في مطار فيينا مقابل 4 فناجين إسبرسو لا تزيد على شفتين
الفاتورة التي دفعها العمدة في مطار فيينا مقابل 4 فناجين إسبرسو لا تزيد على شفتين
TT

عمدة {البندقية}... يبيع المدينة ببندقية

الفاتورة التي دفعها العمدة في مطار فيينا مقابل 4 فناجين إسبرسو لا تزيد على شفتين
الفاتورة التي دفعها العمدة في مطار فيينا مقابل 4 فناجين إسبرسو لا تزيد على شفتين

«مرحباً بالسياح، لكن بالطبع عليهم الإنفاق»، هذا ما قاله عمدة مدينة البندقية الإيطالية، ردًا على شكاوى سياح، أنّ مطاعم المدينة تبتزهم مستغلة جهلهم باللغة الإيطالية، وتجبرهم على دفع مبالغ خيالية.
وكان الكيل قد طفح بسائح بريطاني دفع مبلغ 526 يورو على وجبة غداء بسيط تناولها ووالداه في مطعم بالقرب من ساحة القديس مارك (ساحة سان ماركو)، فأرسل رسالة شكوى للعمدة إلا أنها عادت إليه.
وبدوره اشتكى زوج ياباني أجبر على تسديد مبلغ 120 يورو، مقابل صحني باستا مخلوطة بقطع من «أبو جلمبو» أو السرطان، وعندما احتج أفهمه النادل في المطعم، أنّ الثمن يحدّد حسب وزن الصحن، وعندما استعان بزبون إيطالي يتحدث الإنجليزية خُفّض المبلغ بنسبة 40 في المائة.
وكان العمدة في معرض تعليقه على ما وصله من احتجاجات، قد أشاد بتحرير النُدُل لفواتير، مدّعيًا أنّ ذلك يؤكد قانونية التعامل بالبندقية، مستطردًا أنّه من الطبيعي أن يدفع السياح ثمن ما يأكلون بالإضافة لبقشيش يتركونه لمن يخدمونهم، مضيفاً: «أعجب ممن طلب وأكل ثمّ اشتكى لعدم معرفته باللغة الإيطالية، عندما يأتي وقت السداد»، متسائلاً: «لماذا لا يتعلمون شيئاً من الإيطالية، فذلك لن يضرهم في شيء».
إلى ذلك غرّد العمدة في حسابه على «تويتر» قائلاً: «من سيشتكي، لقد دفعت مبلغ 11 يورو كاملة مقابل 4 فناجين إسبرسو لا تزيد على شفتين شربتها وأنا واقف في بار بمطار العاصمة النمساوية فيينا».
في سياق آخر وجّه العمدة صرخة عتاب وملامة للسياح بدعوى أنّهم لا يهتمون بجمال المدينة أو الحفاظ عليها، مشيرًا إلى شريط فيديو انتشر أخيرًا، «يصوّر مجموعة سياح جميعهم يحملون جوالاتهم ينظرون إلى شاشاتها غير آبهين بمشاهدة المناظر الجميلة والمعلومات التي كان الجندولي الملاح، يحكي عنها وهو يجدف بهم خلال تنقلهم في مدينة البندقية الإيطالية، كما انتشرت فيديوهات لسياح سكارى وهم يتبولون في مياه القنوات، ويرمون القاذورات ويثيرون ازدحاماً وضجيجاً».
من جانبها، سارعت مجموعة من سكان ومحبي البندقية للتعبير عن استيائها من طريقة العمدة في الرد الذي لا يمثلهم، واصفين إياه بأنّه «يبيع البندقية بالبندقية». ممّا فهم منه إشارة لتصريح سابق للعمدة الذي هدد في أغسطس (آب) الماضي، أنّه سوف يطلق النار على كل من يركض في ساحة سان ماركو وهو يصيح «الله أكبر»، مضيفاً: «لقد قلت مسبقًا إنّنا سنفعل ذلك على بعد 4 خطوات، وأقول الآن على بعد 3 خطوات»، مؤكدين أهمية الحفاظ على البندقية، وفي الوقت ذاته الحفاظ على سياحها وأمنها بطريقة وأسلوب لائقين.


مقالات ذات صلة

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

يوميات الشرق رهاب الموز قد يسبب أعراضاً خطيرة مثل القلق والغثيان (رويترز)

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

كشفت تقارير أن رهاب وزيرة سويدية من الموز دفع المسؤولين إلى الإصرار على أن تكون الغرف خالية من الفاكهة قبل أي اجتماع أو زيارة.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)
صحتك رجل يشتري الطعام في إحدى الأسواق الشعبية في بانكوك (إ.ب.أ)

دراسة: 3 خلايا عصبية فقط قد تدفعك إلى تناول الطعام

اكتشف باحثون أميركيون دائرة دماغية بسيطة بشكل مذهل تتكوّن من ثلاثة أنواع فقط من الخلايا العصبية تتحكم في حركات المضغ لدى الفئران.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق خبراء ينصحون بتجنب الوجبات المالحة والدهنية في مبنى المطار (رويترز)

حتى في الدرجة الأولى... لماذا يجب عليك الامتناع عن تناول الطعام على متن الطائرات؟

كشف مدرب لياقة بدنية مؤخراً أنه لا يتناول الطعام مطلقاً على متن الطائرات، حتى إذا جلس في قسم الدرجة الأولى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق قطع من الجبن عُثر عليها ملفوفة حول رقبة امرأة (معهد الآثار الثقافية في شينغيانغ)

الأقدم في العالم... باحثون يكتشفون جبناً يعود إلى 3600 عام في مقبرة صينية

اكتشف العلماء أخيراً أقدم قطعة جبن في العالم، وُجدت ملقاة حول رقبة مومياء.

«الشرق الأوسط» (بكين)
يوميات الشرق التفوُّق هو الأثر أيضاً (أ.ف.ب)

الشيف دانييل هوم... أرقى الأطباق قد تكون حليفة في حماية كوكبنا

دانييل هوم أكثر من مجرّد كونه واحداً من أكثر الطهاة الموهوبين في العالم، فهو أيضاً من المدافعين المتحمّسين عن التغذية المستدامة، وراهن بمسيرته على معتقداته.

«الشرق الأوسط» (باريس)

الذكاء الصناعي يقرأ الأفكار وينصّها

فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
TT

الذكاء الصناعي يقرأ الأفكار وينصّها

فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)

طُوّر جهاز فك ترميز يعتمد على الذكاء الصناعي، قادر على ترجمة نشاط الدماغ إلى نص متدفق باستمرار، في اختراق يتيح قراءة أفكار المرء بطريقة غير جراحية، وذلك للمرة الأولى على الإطلاق، حسب صحيفة «الغارديان» البريطانية.
وبمقدور جهاز فك الترميز إعادة بناء الكلام بمستوى هائل من الدقة، أثناء استماع الأشخاص لقصة ما - أو حتى تخيلها في صمت - وذلك بالاعتماد فقط على مسح البيانات بالتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي فقط.
وجدير بالذكر أن أنظمة فك ترميز اللغة السابقة استلزمت عمليات زراعة جراحية. ويثير هذا التطور الأخير إمكانية ابتكار سبل جديدة لاستعادة القدرة على الكلام لدى المرضى الذين يجابهون صعوبة بالغة في التواصل، جراء تعرضهم لسكتة دماغية أو مرض العصبون الحركي.
في هذا الصدد، قال الدكتور ألكسندر هوث، عالم الأعصاب الذي تولى قيادة العمل داخل جامعة تكساس في أوستن: «شعرنا بالصدمة نوعاً ما؛ لأنه أبلى بلاءً حسناً. عكفت على العمل على هذا الأمر طيلة 15 عاماً... لذلك كان الأمر صادماً ومثيراً عندما نجح أخيراً».
ويذكر أنه من المثير في هذا الإنجاز أنه يتغلب على قيود أساسية مرتبطة بالتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، وترتبط بحقيقة أنه بينما يمكن لهذه التكنولوجيا تعيين نشاط الدماغ إلى موقع معين بدقة عالية على نحو مذهل، يبقى هناك تأخير زمني كجزء أصيل من العملية، ما يجعل تتبع النشاط في الوقت الفعلي في حكم المستحيل.
ويقع هذا التأخير لأن فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي تقيس استجابة تدفق الدم لنشاط الدماغ، والتي تبلغ ذروتها وتعود إلى خط الأساس خلال قرابة 10 ثوانٍ، الأمر الذي يعني أنه حتى أقوى جهاز فحص لا يمكنه تقديم أداء أفضل من ذلك.
وتسبب هذا القيد الصعب في إعاقة القدرة على تفسير نشاط الدماغ استجابة للكلام الطبيعي؛ لأنه يقدم «مزيجاً من المعلومات» منتشراً عبر بضع ثوانٍ.
ورغم ذلك، نجحت نماذج اللغة الكبيرة - المقصود هنا نمط الذكاء الصناعي الذي يوجه «تشات جي بي تي» - في طرح سبل جديدة. وتتمتع هذه النماذج بالقدرة على تمثيل المعنى الدلالي للكلمات بالأرقام، الأمر الذي يسمح للعلماء بالنظر في أي من أنماط النشاط العصبي تتوافق مع سلاسل كلمات تحمل معنى معيناً، بدلاً من محاولة قراءة النشاط كلمة بكلمة.
وجاءت عملية التعلم مكثفة؛ إذ طُلب من ثلاثة متطوعين الاستلقاء داخل جهاز ماسح ضوئي لمدة 16 ساعة لكل منهم، والاستماع إلى مدونات صوتية. وجرى تدريب وحدة فك الترميز على مطابقة نشاط الدماغ للمعنى باستخدام نموذج لغة كبير أطلق عليه «جي بي تي - 1»، الذي يعتبر سلف «تشات جي بي تي».