من نجاح كبير في «برايتون» إلى نجاح مكلف في «مانشستر سيتي»، ومن مهاجم داخل «ليستر سيتي» بلغت قيمة صفقة شرائه 25 مليون جنيه إسترليني ومع ذلك لم يقدم بعد أداءً يرقى لمستوى هذا المبلغ إلى مدافع في «ساوثهامبتون» لم يره أحد حتى الآن، نلقي الضوء على امتداد السطور التالية على أبرز الصفقات التي شهدها موسم انتقالات اللاعبين الصيفي وما أثمرت عنه حتى هذه اللحظة سواء بالنجاح أو الإخفاق.
أفضل الصفقات الصيفية
باسكال غروس: من إنغولشتات إلى برايتون (2.6 مليون إسترليني)
يبدو بالفعل أن الأموال التي دفعها «برايتون» مقابل ضم غروس إليه من صفوف «إنغولشتات» قد آتت ثمارها وبوفرة. من جانبه، نجح المدرب كريس هوتون في بناء فريق دؤوب يضم في صفوفه ثلاثة من بين إجمالي أكثر ثمانية لاعبين قطعوا مسافات داخل الملعب خلال الموسم الحالي من الدوري الممتاز، بينما لا يشارك أي ناد آخر بالبطولة في هذه القائمة بأكثر من لاعب واحد. ويعتبر غروس على وجه التحديد اللاعب الأكثر نشاطاً بين زملائه. كما أنه يتميز بمهارة تكافئ مستوى نشاطه، وأثبت فاعليته في التعامل مع الكرات الثابتة والمشاركة في اللعب المفتوح.
حتى الآن، سجل «برايتون 11 هدفاً نصيب غروس منها اثنان، في الوقت الذي عاون في خمسة أخرى. جدير بالذكر أن الأمر استغرق حتى 20 أكتوبر (تشرين الأول) كي يسجل «برايتون» هدفاً لم يكن لغروس دور محوري فيه.
آرون موي: من مانشستر سيتي إلى هيدرسفيلد (8 ملايين إسترليني)
من خلال معدل التمريرات الذي حققه وبلغ 574، أثبت موي أنه اللاعب الأقوى تأثيراً في صفوف فريق «هيدرسفيلد تاون» وبفارق كبير عمن يليه (يعقبه كريستوفر شيندلر بـ416 تمريرة، ثم ماتياس زانكا بـ415). كما أنه راوغ بالكرة أكثر من أي من زملائه بالفريق - في الواقع، لم يتفوق عليه فيما يخص المراوغة على مستوى الدوري الممتاز سوى ويلفريد نديدي، لاعب «ليستر سيتي» خلال الموسم الحالي - إضافة إلى أن الهدفين اللذين سجلهما يجعلان منه الهداف الأول للفريق.
من ناحية أخرى، يعتبر موي أحد صفقات الصيف الماضي فقط من الناحية الفنية، بالنظر إلى أنه قضى الموسم الماضي فعلياً في صفوف «هيدرسفيلد تاون» لكن على سبيل الإعارة قبل أن يصبح انتقاله دائماً في يونيو (حزيران). إلا أنه بغض النظر عن مدى روعة الأداء الذي قدمه في إطار مباريات دوري الدرجة الأولى قبل الصعود للممتاز، يبقى مستوى أدائه هذا الموسم أفضل وأكثر إبهاراً.
من جهته، قال ديفيد فاغنر في يونيو: «يشكل آرون قلب الفريق، فهو قادر على إبطاء وتيرة اللعب عندما يتطلب الأمر، أو الإسراع منها حسبما تقتضي الحاجة. كما أنه ليس من السهل أن يجد المرء لاعباً يتعامل بمثل هذه الأريحية مع الكرة ويملك مثل هذه النزعة القتالية داخل الملعب».
محمد صلاح: من روما إلى ليفربول (36.9 مليون إسترليني)
نجح صلاح في تسجيل أربعة أهداف خلال أربع مباريات في بطولة دوري أبطال أوروبا، علاوة على سبعة أخرى خلال 11 مباراة بالدوري الممتاز، بجانب هدفي الفوز لصالح المنتخب المصري اللذين ضمنا له التأهل لنهائيات بطولة كأس العالم في روسيا 2018، وذلك في مرمى الكونغو ليثبت بذلك أنه يعايش واحداً من أفضل مواسمه على الإطلاق. ومع هذا، فإنه بصورة ما ولسبب خفي يبقى صلاح عالقاً بالأذهان أكثر بسبب الفرص السهلة التي تضيع من يديه - على سبيل المثال، الفرصة المهدرة خلال مرحلة مبكرة وفي غاية الأهمية أمام مانشستر سيتي، أو ركلة الجزاء التي تصدى لها وأهدرها أمام «هيدرسفيلد تاون». إلا أنه عند النظر إلى الإحصاءات الخاصة بالأهداف، نجد أنه يستحق كل التقدير. كما حقق صلاح معدل تصويب على المرمى أكثر من أي لاعب آخر بالدوري الممتاز، رغم أنه يأتي في المرتبة الرابعة في قائمة إجمالي التصويبات بالكرة. كما أن 65 في المائة من جهوده تتميز بالدقة، مقارنة بـ37 في المائة بالنسبة لهاري كين و47 في المائة بالنسبة لروميلو لوكاكو. ولم يصل أي من فيرناندو توريس أو لويس سواريز إلى مثل هذا العدد من الأهداف في مثل هذه المرحلة من مسيرتهما مع «ليفربول»، بجانب أن أياً منهما لم يشارك كلاعب جناح.
كيل والكر: من توتنهام إلى مانشستر سيتي (50 مليون إسترليني)
كتب غاري لينيكر عبر «تويتر» أن: «كيل والكر أصبح أغلى مدافع في العالم بتجاوز صفقته 50 مليون جنيه إسترليني. تخيلوا كم كان سيبلغ سعره إذا كانت لديه القدرة على تمرير الكرة». تبدو تلك نقطة منطقية حقاً: فقد بلغ متوسط الأهداف التي عاون فيها والكر 2.8 بالنسبة للموسم الواحد في الدوري الممتاز على امتداد سنواته الخمس الأخيرة مع «توتنهام هوتسبر»، رغم أنه كان يطلق في المتوسط 85 تمريرة. ويعني ذلك أن الأمر تطلب من والكر أكثر عن 30 تمريرة حتى ينجح في خلق فرصة هدف. إلا أنه هذا الموسم، تراجع العدد إلى 20 محاولة نجح في خلق أربعة أهداف منها، ما يعني فرصة هدف من بين كل خمس تمريرات، ويأتي بذلك في المرتبة الثانية في قائمة أكثر مدافعي الدوري الممتاز ابتكاراً (ويشاركه ذات الترتيب بديله في «توتنهام هوتسبر»، كيران تريبير، ويتأخر بمركز واحد عن سيزار أزبليكويتا لاعب تشيلسي.
الواضح أن والكر يساعده في ذلك انتقاله قادماً من منطقة مختلفة، تعلب بشكل متراجع غالباً حول وداخل منطقة الجزاء. إلا أنه فجأة أصبح قوة مبدعة وعنصراً محورياً في واحد من أفضل الفرق الهجومية التي يشهدها الدوري الممتاز منذ سنوات.
ريكارلسون: من فلومينيزي إلى واتفورد (11 مليون إسترليني)
لم يجذب انتقال ريكارلسون إلى واتفورد اهتمام يذكر. ومع هذا، لطالما علق النادي اللندني آمالاً كبيرة على اللاعب البرازيلي الذي تألق في صفوف «فلومينيزي» خلال الفترة التي مضت بالدوري الإنجليزي.
من جانبه، قال المدرب ماركو سيلفا في سبتمبر (أيلول): «أتذكر أنه خلال عدة مرات عندما كنا في النمسا، قبل انطلاق الموسم، شاهدنا مباريات كاملة واضطلعنا بتحليل دقيق للغاية لأداء اللاعب. وفي اللحظة التي اتخذت قرار ضمه إلى الفريق وعندما التقيت مجلس الإدارة أخبرتهم أنه: «نحن بحاجة لهذا اللاعب». وذكر أنه في ذلك التوقيت كان ريكارلسون قد وافق بالفعل على الانضمام إلى «أياكس» وكانت تفصله ساعات قليلة عن ركوب الطائرة المتجهة إلى أمستردام عندما تلقى اتصالاً هاتفياً من سيلفا نجح خلاله في إقناعه بتغيير مساره. ونجح اللاعب في ترك تأثير مبهر على أداء الفريق. كان اللاعب البالغ 20 عاماً قد شارك في المباراة الأولى بالموسم من على مقعد البدلاء، ولم ينزل إلى أرض الملعب سوى بسبب الإصابة التي ألمت بروبرتو بيريرا. إلا أنه منذ تلك اللحظة، شارك في جميع المباريات التي خاضها الفريق بالدوري الممتاز ما عدا 10 دقائق فقط. وخلال مشاركاته، أبدى اللاعب مزيجاً من السرعة والذكاء والجهد الدؤوب. ويحتل حالياً المركز السادس على مستوى لاعبي الدوري الممتاز من حيث التحكم بالكرة وأحرز بالفعل أربعة أهداف جميعها خلال مباريات خارج أرضه - بينما ساعد في تسجيل ثلاثة أخرى.
الإخفاقات الكبرى
جان بدناريك: من لخ بوزنان إلى ساوثهامبتون (5.7 مليون إسترليني)
قال جان بدناريك بعد إتمامه صفقة انتقاله إلى ساوثهامبتون قادماً من لخ بوزنان البولندي: «لقد سمعت أن ساوثهامبتون مكان جيد للاعبين الناشئين. لقد كان أمرا بالغ الأهمية بالنسبة لي أن اللاعبين الناشئين يشاركون في اللعب هنا. لقد كان العنصر الأهم بالنسبة لي أن اللاعبين الشباب يحصلون على الفرصة هنا وبمقدورهم تحسين وتطوير أنفسهم».
ومع هذا، لم يشارك بدناريك ولا دقيقة واحدة في الدوري الممتاز وكانت آخر مرة ظهر فيها على مقعد البدلاء في أغسطس (آب). وتمثلت النقطة الأبرز حتى الآن في مسيرته خلال الموسم الحالي في مشاركته في أول مباراة دولية كاملة له أمام كازاخستان في سبتمبر، وحتى تلك استمرت دقيقة واحدة.
وربما لا تكون صفقة ضم بدناريك رديئة بقدر ما هي غير ضرورية. واللافت أنه بدلاً عن منح بدناريك الفرصة التي كان يتوقعها، تورط في معركة شخصية مع فلورين غاردوس على لقب الاختيار الخامس في مركز قلب الدفاع في صفوف «ساوثهامبتون».
دافي كلاسين: من أياكس إلى إيفرتون (23.7 مليون إسترليني)
يمكن تقسيم مسيرة كلاسين داخل إيفرتون حتى يومنا هذا إلى ثلاث مراحل متميزة: الأولى عندما كان يشارك في أرض الملعب لجزء من المباراة على الأقل، والثانية عندما كان يجلس على مقعد البدلاء على امتداد المباريات بأكملها، والثالثة عندما اختفى من صفوف الفريق داخل وخارج الملعب تماماً.
في ظل قيادة ديفيد أنسورث، شارك كلاسين مع الفريق مرة واحدة، وحتى خلال هذه المرة لم يصل قط إلى أرض الملعب. وقد أسهم في هدف واحد فقط على استاد روزومبروك في مطلع أغسطس، بينما خلال الدوري الممتاز فاز باثنتين من خمس محاولات مراوغة بالكرة وأنجز 54 تمريرة من إجمالي 68.
المثير للدهشة أن يأتي هذا الأداء من اللاعب الذي وقع عليه الاختيار كأفضل لاعب في هولندا موسم 2015 - 2016 وساعد في تسعة أهداف مع «أياكس» خلال مشاركته في وسط الملعب الموسم الماضي، بينما سجل 14 هدفاً.
كيليتشي إيهيناتشو: من مانشستر سيتي إلى ليستر سيتي (25 مليون إسترليني)
لم يخفق إيهيناتشو في تسجيل ولو هدف واحد لصالح ليستر سيتي في الدوري الممتاز فحسب، وإنما كذلك أطلق ثلاث تصويبات فقط نحو المرمى حتى الآن، ولم يكن أي منها بالاتجاه الصحيح. المؤكد أن هذا ليس التصور الذي كان في ذهن مسؤولي «ليستر سيتي» عندما دفعوا عن طيب خاطر 25 مليون جنيه إسترليني مقابل ضم اللاعب النيجيري، والذي ما ذاك يبقى ألماسة خام بحاجة إلى صقلها بالنظر إلى أنه أكمل عامه الـ21 فقط الشهر الماضي، ولا يفتقر إلى الخبرة بالنظر إلى مشاركته في 64 مباراة وتسجيله 21 هدفاً مع «مانشستر سيتي» قبل انتقاله لليستر.
وبعد أن تقيدت حركته بسبب إصابة ألمت به في إصبع قدمه قبل انطلاق الموسم، شارك إيهيناتشو في 233 دقيقة فقط بالدوري الممتاز. داخل مانشستر سيتي، جاءت أهدافه بمعدل هدف كل 106.5 دقيقة، ما جعله وقت انتقاله الهداف الأكثر إنتاجاً في تاريخ الدوري الممتاز. إلا أنه اليوم تراجع بالفعل إلى المركز السادس - ولا يزال تراجعه مستمراً بسرعة كبيرة.
ريناتو سانشيز: من بايرن ميونيخ إلى سوانزي سيتي (إعارة)
عندما وضعت مجلة «فور فور تو» الرياضية تقييماتها لأفضل 20 صفقة انتقال لاعبين خلال موسم الانتقالات الصيفي على المستوى الأوروبي بأكمله، طرحت صفقة ضم سوانزي سيتي للاعب البرتغالي البالغ 22 عاماً في المركز الأول. وبالتأكيد كانت هذه الصفقة من بين المفاجآت الكبرى، لكنها حتى الآن لم تتمخض سوى عن خيبة أمل كبيرة.
شارك سانشيز في خمس مباريات بالدوري الممتاز، حصل من ورائها سوانزي سيتي على نقطة واحدة فحسب. كما فقد الكرة 14 مرة خلال نصف الساعة الأولى من أول مباراة له مع ناديه الجديد وذلك في مواجهة نيوكاسل يونايتد في سبتمبر. من ناحيته، قال بول كليمنت مدرب سوانزي خلال تصريحات هذا الشهر عن سانشيز: «إنه لاعب جيد حقاً، لكن الفكرة برمتها تدور حول كيفية دفعه نحو الإسراع من وتيرته. لقد فاته المشاركة في الكثير من المباريات وتضررت ثقته بنفسه كثيراً، لكن أعتقد أن أدائه بدأ في التحسن الآن».
جيرو ريدوالد: من أياكس إلى كريستال بالاس (7.9 مليون إسترليني)
كان اللاعب متعدد المهارات والبالغ 20 عاماً أحد اختيارات المدرب فرانك دي بور، والذي منحه فرصة المشاركة في أول مباراة له مع أياكس عام 2013 ورحب به باعتباره «اللاعب الذي يعرفه تمام المعرفة» والذي «سيشكل إضافة ممتازة لفريق كريستال بالاس». أما ريدوالد فقال إنه اختار «كريستال بالاس» «من أجل دي بور».
إلا أنه ثمة جانبا سلبيا لمثل هذا الارتباط بين اللاعب والمدرب، خاصة عندما يتعرض المدرب للطرد بعد أربع مباريات فقط. ومنذ مشاركته الكاملة في المباراة التي شهدت هزيمة كريستال بالاس أمام «هيدرسفيلد تاون»، جرت الاستعانة بريدوالد لمدة 34 دقيقة فقط خلال الدوري الممتاز على امتداد ثلاث مباريات. وعلى ما يبدو، إن معاناة ريدوالد نابعة من تنوع مهاراته، ذلك أن المدرب روي هيدجسون الذي حل بديلا لفرانك دي بور يبدو غير واثق حتى هذه اللحظة ما إذا كان عليه الاستعانة به في الدفاع أو وسط الملعب.