موسم شتوي «ساخن» للسينما المصرية

أبرز أفلامه «كارما» و«الديزل» و«حرب كرموز» و«عقدة الخواجة»

TT

موسم شتوي «ساخن» للسينما المصرية

موسم سينمائي شتوي «ساخن»، تنتظره السينما المصرية خلال الأسابيع المقبلة، حيث تشهد مواقع التصوير والاستوديوهات انتعاشة سينمائية خلال الفترة الحالية، من خلال تسابق أصحاب الأعمال السينمائية على الانتهاء من تصوير أفلامهم تمهيدا لعرضها في الموسم الشتوي الذي يشمل أعياد الميلاد وإجازة منتصف العام الدراسي.
ويشهد هذا الموسم منافسة شرسة بين عدد من النجوم، الذين يتنافسون بأعمال تتنوع بين الدراما والأكشن والكوميديا، وأبرز المتنافسين: محمد رمضان، وعمرو سعد، وأمير كرارة، وبيومي فؤاد، ومحمد رجب، مع اختفاء تام للبطولات النسائية.
وتستعرض «الشرق الأوسط» أبرز الأعمال التي يتم تصويرها حاليا، وتستعد للعرض خلال الأيام القليلة المقبلة.
والبداية مع فيلم «كارما» للمخرج خالد يوسف، الذي عاد للسينما من جديد بعد فترة غياب تصل إلى 6 أعوام، ويشارك في الفيلم مجموعة من الفنانين؛ منهم: عمرو سعد، وغادة عبد الرازق، وخالد الصاوي، وزينة، وحسن الرداد، وقد انتهى فريق العمل من تصوير جزء كبير من مشاهد العمل.
ويعد هذا التعاون السينمائي الثالث بين المخرج وعمرو سعد. وتدور أحداثه في إطار اجتماعي درامي، ويتناول الفترة الحالية التي يعيشها المجتمع المصري، بين شخصيتين يجسدهما الفنان عمرو سعد؛ إحداهما كادحة، وأخرى أرستقراطية، وتتوالى الأحداث. يشارك في العمل أيضا: زينة، ووفاء عامر، وماجد المصري، ودلال عبد العزيز... وعدد آخر من الفنانين.
حشد عدد كبير من الفنانين بفيلم «كارما»، ينطبق أيضا على فيلم «حرب كرموز»، حيث يحتشد فيه عدد كبير من الفنانين؛ على رأسهم: أمير كرارة، ومنة شلبي، وغادة عبد الرازق، وفتحي عبد الوهاب، ومحمود حميدة، وبيومي فؤاد، وروجينا، ومصطفى خاطر... وغيرهم من الفنانين. وتدور أحداث الفيلم في فترة الأربعينات من القرن الماضي، حول ضابط يدعى «الجنرال يوسف المصري»، ويقوم بالدور الفنان أمير كرارة، الذي يقود المصريين في حرب بمدينة الإسكندرية ضد قوات الاحتلال البريطاني، وتسمى المعركة بينهما «حرب كرموز».
وسبق لكرارة أن قام بتجسيد شخصية الضابط مرتين من قبل، وستكون في «حرب كرموز» الثالثة. قصة الفيلم للمنتج محمد السبكي، وإخراج بيتر ميمي، الذي يشارك في هذا الموسم بفيلم آخر بعنوان «عقدة الخواجة»، الذي انتهي من مونتاج 80 في المائة منه، ويشارك في الفيلم حسن الرداد، وهنا الزاهد، وماجد المصري، والعمل من تأليف هشام ماجد، وشيكو. ويدور الفيلم في إطار «كوميدي أكشن»، ويعد فيلم «عقدة الخواجة»، البطولة الثالثة المطلقة للفنان حسن الرداد في عالم السينما، بعدما قدم من قبل فيلمي «زنقة ستات»، و«عشان خارجين».
وفي السياق نفسه، بدأ الفنان محمد رمضان تصوير فيلمه «الديزل» بعد تأجيلات، ويعد هذا اسما مؤقت للعمل، ويظهر بشكل مختلف عما ظهر فيه من قبل، ويجسد شخصية «دوبلير»، يدعى «الديزل»، وتشاركه العمل ياسمين صبري، وهنا شيحة، وفتحي عبد الوهاب، ومحمد ثروت، وشيماء سيف، والفيلم من تأليف أمين جمال، ومحمد محرز، ومحمود حمدان، وإخراج كريم السبكي.
كما يطل الفنان رامز جلال، على جمهوره، بشكل جديد في فيلمه «رغدة متوحشة» حيث يظهر لأول مرة بشخصية «فتاة» في الأحداث الأولى للفيلم. فيلم «رغدة متوحشة» من تأليف لؤي السيد، وإخراج محمود كريم، وقد أوشك انتهاء تصويره، ويشارك في بطولته كل من ريهام حجاج، ومحمد ثروت، وأحمد فتحي، وانتصار.
وتدور أحداث العمل في إطار كوميدي حول اكتشاف جثث في إحدى شقق صديق جلال، ما يؤدي إلى إصابته بحالة من الهلع، كما تدور حول المتسبب في الجريمة، وهل هي جريمة فعلاً أم مجرد خدعة من صديقه.
كما يواصل الفنان محمد رجب، تصوير فيلمه الجديد «بيكيا»، ويلعب رجب دور بياع «روبابيكيا»، وتدور أحداث العمل في إطار اجتماعي، ويستعرض حياة المهمشين ومعاناتهم مع المجتمع أيضا. وتشارك في البطولة أيتن عامر، التي تعمل بائعة أيضاً، ضمن أحداث الفيلم، كما يضم العمل مجموعة من الفنانين؛ منهم: محمد لطفي، وأحمد حلاوة، وأحمد صيام، ومجدي بدر، وشيماء سيف. والفيلم من تأليف محمد سمير مبروك، وإخراج محمد حمدي. ويعد هذا التعاون الرابع بين محمد رجب، والمخرج محمد حمدي، حيث سبق أن تعاونا من قبل في أفلام «محترم إلا ربع»، و«سالم أبو أخته»، و«صابر جوجل».
بينما يواصل أبطال فيلم «عيار ناري»، تصوير مشاهده بين كثير من المناطق، للانتهاء من الفيلم، وهو من تأليف هيثم دبور، وإخراج كريم الشناوي. ويشارك في العمل: أحمد الفيشاوي، ومحمد ممدوح، وروبي، التي تجسد شخصية صحافية تحقيقات لأول مرة ضمن أحداث الفيلم، وتبحث عن القاتل، وتخوض معارك كثيرة لكي تصل إلى الحقيقة، كما تتنكر لتكشف أسرار قضية القتل، حيث تظهر روبي في زي الصحافيين الحقيقيين وبعيدة تماماً عن الكوميديا، ويشاركها البطولة أحمد الفيشاوي ومحمد ممدوح. أحداث الفيلم تدور حول جريمة قتل غامضة، تربط مصائر أبطاله، وتغير معتقداتهم عن مفهوم الحقيقة، وتم تصوير بعض المشاهد في محافظة المنيا (صعيد مصر).
كما يشارك في هذا الموسم أيضا الفنان كريم محمود عبد العزيز في أولى بطولته السينمائية، بفيلم «اطلعولي بره»، ويدور الفيلم في إطار رومانسي اجتماعي، حول كثير من الصراعات التي تحدث بين سكان المناطق الشعبية، ويحمل العمل كثيرا من المشاعر والأفكار الجديدة.
ويشارك في العمل: خالد الصاوي، وبيومي فؤاد، وملك قورة. وهو من تأليف هشام ماجد، ومن إخراج وائل إحسان، ويعد عودة له للسينما بعد آخر أفلامه «جوازة ميري» للفنانة ياسمين عبد العزيز عام 2014.
وأما العمل الأخير في قائمة أفلام الشتاء من نوعية «البطولة الجماعية» فهو فيلم «أساحبي»، التي تدور أحداثه في إطار كوميدي، ويناقش قضية الهجرة غير الشرعية للشباب، ويحتوي على كثير من مشاهد المطاردات والأكشن. وهو من تأليف وليد يوسف، ومن إخراج شادي علي، وهو بطولة عدد من فناني الكوميديا؛ منهم بيومي فؤاد، وهشام إسماعيل، ومحمد ثروت، وشيماء سيف، وأحمد حلاوة... وغيرهم.
وعن توقعاتها حول الأفلام التي ستطرح خلال هذا الموسم، تقول الناقدة ماجدة خير الله لـ«الشرق الأوسط»: «الموسم المقبل مختلف ومتنوع، فيه فنانون سيزداد تألقهم، وآخرون سيخفقوا، كما سيتراجع البعض، ويشهد هذا الموسم مراجعة لنوعية الأعمال». وعن وجود محمد رمضان في هذا الموسم بفيلم «الديزل» قالت: «سيكون نقطة فاصلة في مشواره الفني، نظرا لإخفاقه في الفيلمين الذين سبقا فيلم (الكنز)، فلم يحققا النجاح المطلوب».
وتعد خير الله «عودة المخرج خالد يوسف للساحة السينمائية مرة أخرى بعد غياب 6 سنوات في حد ذاته، حدثا مهما»، مضيفة: «في جميع الحالات سينال فيلم (كارما) اهتماما كبيرا من الجميع، سواء علي المستوى الجماهيري أو الإعلامي، والنقاد أيضا، لأن اسم (خالد يوسف) كاف لإثارة الجدل، والاهتمام، وليس له علاقة بوجود فنان كبير من عدمه». بينما تعجبت من استمرار تقديم الفنان محمد رجب أفلاما جديدة حتى الآن، رغم فشله في أكثر من عمل سابق.
وعن وجود الفنان فتحي عبد الوهاب في أكثر من عمل هذا الموسم، قالت: «هو أدرك أنه لن يكون نجم شباك، لذلك اكتفى بالظهور في دور ثان، وأن يتألق فيه. وهذا ذكاء منه. وعلى الوتيرة نفسها يسير الفنان خالد الصاوي، وفعلها من قبلهما ماجد الكدواني، وحقق نجاحا كبيرا».
كما تحدثت أيضا الناقدة عن اختفاء البطولات النسائية هذا الموسم، قائلة: «البطولة النسائية تكاد تكون غير موجودة على الساحة الفنية، منذ بداية الألفية، وأصبح من النوادر أن تحدث». وعن الأفلام التي أنتجت مؤخرا بطولات نسائية، فقد عدّتها خير الله مجرد «نزوة» حدثت ولن تكرر، كفيلم «نوارة» للفنانة منة شلبي، و«أسماء» للفنانة هند صبري، وأنها نوعية خاصة. وأضافت: «دور المرأة توارى في تقديم البطولات المطلقة لصالح الرجال، وليس لها دور فعال، رغم أنه من السهل صناعة بطلات من النساء، ما دمنا نستطيع صناعة نجوم من الرجال، ولكن المنتجين لا يريدوا المراهنة على النساء».


مقالات ذات صلة

هند الفهاد: أنحاز للأفلام المعبرة عن روح المغامرة

يوميات الشرق هند الفهاد على السجادة الحمراء مع لجنة تحكيم آفاق عربية (إدارة المهرجان)

هند الفهاد: أنحاز للأفلام المعبرة عن روح المغامرة

عدّت المخرجة السعودية هند الفهاد مشاركتها في لجنة تحكيم مسابقة «آفاق السينما العربية» بمهرجان القاهرة السينمائي بدورته الـ45 «تشريفاً تعتز به».

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق «أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

تظهر البطلة بملابس بسيطة تعكس أحوالها، وأداء صادق يعبّر عن امرأة مكافحة لا تقهرها الظروف ولا تهدأ لتستعيد حقّها. لا يقع الفيلم اللبناني في فخّ «الميلودراما».

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)

«القاهرة السينمائي» يوزّع جوائزه: رومانيا وروسيا والبرازيل تحصد «الأهرامات الثلاثة»

أثار الغياب المفاجئ لمدير المهرجان الناقد عصام زكريا عن حضور الحفل تساؤلات، لا سيما في ظلّ حضوره جميع فعاليات المهرجان.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق معابد الأقصر تحتضن آثار الحضارة القديمة (مكتبة الإسكندرية)

«تسجيلي» مصري يوثّق تاريخ الأقصر «أقوى عواصم العالم القديم»

لم تكن قوة الأقصر ماديةً فحسب، إنما امتدّت إلى أهلها الذين تميّزوا بشخصيتهم المستقلّة ومهاراتهم العسكرية الفريدة، فقد لعبوا دوراً محورياً في توحيد البلاد.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق مشهد من الفيلم السعودي «ثقوب» (القاهرة السينمائي)

المخرج السعودي عبد المحسن الضبعان: تُرعبني فكرة «العنف المكبوت»

تدور الأحداث حول «راكان» الذي خرج إلى العالم بعد فترة قضاها في السجن على خلفية تورّطه في قضية مرتبطة بالتطرُّف الديني، ليحاول بدء حياة جديدة.

أحمد عدلي (القاهرة )

تانيا قسيس لـ«الشرق الأوسط»: أحمل معي روح لبنان ووجهه الثقافي المتوهّج

تتشارك قسيس الغناء مع عدد من زملائها على المسرح (حسابها على {إنستغرام})
تتشارك قسيس الغناء مع عدد من زملائها على المسرح (حسابها على {إنستغرام})
TT

تانيا قسيس لـ«الشرق الأوسط»: أحمل معي روح لبنان ووجهه الثقافي المتوهّج

تتشارك قسيس الغناء مع عدد من زملائها على المسرح (حسابها على {إنستغرام})
تتشارك قسيس الغناء مع عدد من زملائها على المسرح (حسابها على {إنستغرام})

تتمسك الفنانة تانيا قسيس بحمل لبنان الجمال والثقافة في حفلاتها الغنائية، وتصرّ على نشر رسالة فنية مفعمة بالسلام والوحدة. فهي دأبت منذ سنوات متتالية على تقديم حفل غنائي سنوي في بيروت بعنوان «لبنان واحد».

قائدة كورال للأطفال ومعلمة موسيقى، غنّت السوبرانو تانيا قسيس في حفلات تدعو إلى السلام في لبنان وخارجه. كانت أول فنانة لبنانية تغني لرئيس أميركي (دونالد ترمب) في السفارة الكويتية في أميركا. وأحيت يوم السلام العالمي لقوات الأمم المتحدة في جنوب لبنان. كما افتتحت الألعاب الفرنكوفونية السادسة في بيروت.

تنوي قسيس إقامة حفل في لبنان عند انتهاء الحرب (حسابها على {إنستغرام})

اليوم تحمل تانيا كل حبّها للبنان لتترجمه في حفل يجمعها مع عدد من زملائها بعنوان «رسالة حب». ويجري الحفل في 26 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري على مسرح «زعبيل» في دبي. وتعدّ قسيس هذا الحفل فرصة تتيح للبنانيين خارج وطنهم للالتقاء تحت سقف واحد. «لقد نفدت البطاقات منذ الأيام الأولى لإعلاننا عنه. وسعدت كون اللبنانيين متحمسين للاجتماع حول حبّ لبنان».

يشارك قسيس في هذا الحفل 5 نجوم موسيقى وفن وإعلام، وهم جوزيف عطية وأنطوني توما وميشال فاضل والـ«دي جي» رودج والإعلامي وسام بريدي. وتتابع لـ«الشرق الأوسط»: «نحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى مساندة بعضنا كلبنانيين. من هنا ولدت فكرة الحفل، وغالبية الفنانين المشاركين فيه يقيمون في دبي».

أغنية {معك يا لبنان} تعاونت فيها قسيس مع الـ{دي جي} رودج (حسابها على {إنستغرام})

خيارات تانيا لنجوم الحفل تعود لعلاقة مهنية متينة تربطها بهم. «الموسيقي ميشال فاضل أتفاءل بحضوره في حفلاتي. وهو يرافقني دائماً، وقد تعاونت معه في أكثر من أغنية. وكذلك الأمر بالنسبة لجوزيف عطية الذي ينتظر اللبنانيون المغتربون أداءه أغنية (لبنان رح يرجع) بحماس كبير. أما أنطوني توما فهو خير من يمثل لبنان الثقافة بأغانيه الغربية».

تؤكد تانيا أن حفل «رسالة حب» هو وطني بامتياز، ولكن تتخلله أغانٍ كلاسيكية أخرى. وتضيف: «لن يحمل مزاج الرقص والهيصة، ولن يطبعه الحزن. فالجالية اللبنانية متعاطفة مع أهلها في لبنان، وترى في هذا الحفل محطة فنية يحتاجونها للتعبير عن دعمهم لوطنهم، فقلقهم على بلادهم يسكن قلوبهم ويفضلون هذا النوع من الترفيه على غيره». لا يشبه برنامج الحفل غيره من الحفلات الوطنية العادية. وتوضح قسيس لـ«الشرق الأوسط»: «هناك تنسيق ومشاركة من قبل نجوم الحفل أجمعين. كما أن اللوحات الموسيقية يتشارك فيها الحضور مع الفنانين على المسرح. بين لوحة وأخرى يطل وسام بريدي في مداخلة تحفّز التفاعل مع الجمهور. وهناك خلطة فنية جديدة اعتدنا مشاهدتها مع الموسيقيين رودج وميشال فاضل. وسيستمتع الناس بسماع أغانٍ تربينا عليها، ومن بينها ما هو لزكي ناصيف ووديع الصافي وصباح وماجدة الرومي. وكذلك أخرى نحيي فيها مطربات اليوم مثل نانسي عجرم. فالبرنامج برمّته سيكون بمثابة علاج يشفي جروحنا وحالتنا النفسية المتعبة».

كتبت تانيا رسالة تعبّر فيها عن حبّها للبنان في فيديو مصور (حسابها على {إنستغرام})

تتشارك تانيا قسيس غناءً مع أنطوني توما، وكذلك مع جوزيف عطية والموسيقي رودج. «سأؤدي جملة أغانٍ معهما وبينها الأحدث (معك يا لبنان) التي تعاونت فيها بالصوت والصورة مع رودج. وهي من إنتاجه ومن تأليف الشاعر نبيل بو عبدو».

لماذا ترتبط مسيرة تانيا قسيس ارتباطاً وثيقاً بلبنان الوطن؟ ترد لـ«الشرق الأوسط»: «لا أستطيع الانفصال عنه بتاتاً، فهو يسكنني دائماً وينبض في قلبي. والموسيقى برأيي هي أفضل طريقة للتعبير عن حبي له. في الفترة السابقة مع بداية الحرب شعرت بشلل تام يصيبني. لم أستطع حتى التفكير بكيفية التعبير عن مشاعري الحزينة تجاهه. كتبت رسالة توجهت بها إلى لبنان واستندت فيها إلى أغنيتي (وطني)، دوّنتها كأني أحدّث نفسي وأكتبها على دفتر مذكراتي. كنت بحاجة في تلك اللحظات للتعبير عن حبي للبنان كلاماً وليس غناء».

في تلك الفترة التي انقطعت تانيا عن الغناء التحقت بمراكز إيواء النازحين. «شعرت بأني أرغب في مساعدة أولادهم والوقوف على كيفية الترفيه عنهم بالموسيقى. فجلت على المراكز أقدم لهم جلسات تعليم موسيقى وعزف.

وتتضمن حصص مغنى ووطنيات وبالوقت نفسه تمارين تستند إلى الإيقاع والتعبير. استعنت بألعاب موسيقية شاركتها معهم، فراحوا يتماهون مع تلك الحصص والألعاب بلغة أجسادهم وأصواتهم، فكانت بمثابة علاج نفسي لهم بصورة غير مباشرة».

لا تستبعد تانيا قسيس فكرة إقامة حفل غنائي جامع في لبنان عند انتهاء الحرب. وتختم لـ«الشرق الأوسط»: «لن يكون الأمر سهلاً بل سيتطلّب التفكير والتنظيم بدقة. فما يحتاجه اللبنانيون بعد الحرب جرعات حب ودفء وبلسمة جراح. ومن هذه الأفكار سننطلق في مشوارنا، فيما لو تسنى لنا القيام بهذا الحفل لاحقاً».