الداخلية اليمنية تكشف مخازن أسلحة للمتطرفين في المناطق الجنوبية

الوزير حسين عرب قال لـ «الشرق الأوسط»: خطط لتنفيذ عمليات في المناطق المحررة

وزير الداخلية اليمني اللواء ركن حسين عرب
وزير الداخلية اليمني اللواء ركن حسين عرب
TT

الداخلية اليمنية تكشف مخازن أسلحة للمتطرفين في المناطق الجنوبية

وزير الداخلية اليمني اللواء ركن حسين عرب
وزير الداخلية اليمني اللواء ركن حسين عرب

ضبطت وزارة الداخلية في اليمن مخازن ومستودعات كبيرة من الأسلحة المختلفة في عدد من المدن الواقعة في جنوب البلاد، قائلة إن الجماعات المتطرفة، شرعت وفقا للتحقيقات الأولية للأجهزة الأمنية في جلبها وتخزينها في عدد من الدور السكنية والمنافذ، تمهيدا لاستخدامها في عملياتهم الإرهابية.
وتأتي هذه العملية بالتزامن مع نجاح وزارة الداخلية في الإطاحة بعدد من الأشخاص الذي ينتمون إلى «القاعدة» وجماعات موالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، خلال الأيام القليلة الماضية والتي كانت تستعد لاستهداف مواقع حيوية في المناطق المحررة التي تسيطر عليها الحكومة الشرعية. وفي حين لم يكشف نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية اليمني اللواء ركن حسين عرب عن مواقع وعدد الأفراد الذين جرى القبض عليهم، إلا أنه أكد لـ«الشرق الأوسط» أن الأسلحة التي جرى ضبطها هي كميات كبيرة ويمكنها أن تدمر مساحات شاسعة، ومن بينها متفجرات يتم انتزاعها من الألغام بعد تفكيكها، موضوعة في عبوات تمهيدا لاستخدامها في تفجير الأهداف.
وأردف اللواء عرب، «يتم اعتماد الهدف ونوع المتفجرات... فإن كان الهدف كبير المساحة فهم يزيدون من المتفجرات في هذه العبوات لتكون لها نتائج أكبر وأضرار أوسع، خاصة أن هذه الأسلحة المتنوعة والمتفجرات خزنت بشكل حذر تمهيدا لاستخدامها فيما بعد في عمليات مختلفة تستهدف أمن البلاد». وأشار وزير الداخلية، أن «العاملين في وزارته يقومون بعمليات بحث وتحرٍ للتعامل مع بعض المعلومات الواردة... وعلى ضوء ما ينتج من معلومات تقوم بحملات مباغتة لتلك المواقع بعد التأكد من صحة جميع المعلومات التي تشير إلى وجود أسلحة خطرة». وتابع: «وفق التحقيقات اتضح أن هناك أهدافا كبيرة لهذه الجماعات لتنفيذ أعمال إجرامية كبيرة مع القاعدة والخلايا النائمة في المناطق المحررة».
وأكد اللواء عرب، أن هناك جماعات وخلايا نائمة تدعم وبشكل مباشر وفقا للتحقيقات من قبل الانقلابيين في العاصمة اليمنية «صنعاء» وتقوم بتمويل هذه الجماعات بهدف إحداث خلال أمني وإرباك المجتمع اليمني، والأجهزة الأمنية جاهزة لهذه المحاولات وتقوم بالكشف عنها بكل ما تملك من إمكانات، إضافة إلى جماعة القاعدة التي نقوم بملاحقتها وفق المعلومات والتحريات. وتنسق الأجهزة الأمنية في اليمن مع كافة الجهات المعنية في دول الجوار من خلال معلومات يجرى تمريرها من جهات أمنية، أو نتائج تحقيقات مع عناصر إرهابية سقطت في قبضة الأمن اليمني، والتي تتعامل معها الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية للإطاحة بقيادات هذه التنظيمات من خلال المتابعة والرصد تمهيدا للانقضاض على هذه الجماعات.
وتعمل الأجهزة الأمنية على تضييق الخناق على هذه الجماعات لتقليص دورها ومن ثم بترها من المناطق المحررة، خاصة أن وزارة الداخلية وبحسب تصريحات سابقة للواء حسين عرب، عازمة على ملاحقة هذه الجماعات ولن تتوقف عن إتمام مشروعها في تطهير البلاد، خاصة أنه ثبت لوزارة الداخلية من خلال التحريات والبحث أن كثيرا من هذه الجماعات المتطرفة مرتبطة وبشكل كبير في عمليات تهريب السلاح والمخدرات داخل اليمن وتعد من أبرز مواردها المالية لتنفيذ عملياتها الإرهابية.
وكانت وزارة الداخلية نجحت في منتصف أغسطس (آب) الماضي من القبض على تشكيلات إرهابية في عدد من المدن منها، شبوة، وحضرموت، والعاصمة المؤقتة عدن، والتي تعتمد في تنفيذ عملياتها على تمويل كما قال اللواء عرب، في وقت سابق، بشكل مباشر من طهران، التي تقوم بدعم الجماعات لتنفيذ أعمال تخريبية تضر بأمن واستقرار البلاد، كما تعتمد على عمليات تهريب المخدرات إلى عدد من دول الجوار، التي تساعدها في تصريف أعمالها وتنفيذ مخططاتها الإجرامية، ومنها ما يعتمد على فدية المختطفين التي تطلبها من الجهات المعنية أو الأفراد.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.