قال باحثون في جامعة أديلايد الأسترالية إنهم توصلوا إلى «توليفة من الوسائل» التي تعزَّز من فرص رؤية الأفراد لأحلامهم الليلية بشكل صافٍ ورائق، بحيث يشعر النائمون وكأنهم يعون ما يجري لهم في أحلامهم، بل ويمكنهم حتى التحكم في تلك الأحلام.
ورغم وجود عدد كثير من الوسائل لتحفيز الأحلام الصافية الرائقة، فإن الأبحاث السابقة لم تحقق معدلات نجاح ملموسة، كما أنها لم تُسهِم في جني الفوائد من تلك الأحلام. وقال الدكتور دنهولم أسبي الباحث في علم النفس بالجامعة إن دراسته الجديدة توجهت لحل هذه المشكلة وتطوير وسيلة أكثر فاعلية لتحفيز ظهور الأحلام الصافية.
وقد أثبتت نتائج الدراسة المنشورة في مجلة «دريميننغ» المعنية بدراسات الأحلام، أن بمقدور الأفراد زيادة فرصهم في «مشاهدة أحلام صافية». وشارك في الدراسة متطوعون وُضِعوا في ثلاث مجموعات. ودققت في فاعلية 3 وسائل أو تمرينات مختلفة لتحفيز الأحلام الصافية.
وشملت هذه الوسائل ما يلي:
> اختبارات الواقع... وهي تشمل تمرينات يتحقق فيها الشخص المشارك في الدراسة من الوسط المحيط به، عدة مرات في اليوم، للتأكد من حقيقة كونه يحلم أو لا يحلم.
> الاستيقاظ والبقاء مستلقياً على الفراش. وهنا، وعند الاستيقاظ بعد 5 ساعات من النوم، يبقى الشخص مستلقياً في حالة يقظة لفترة قصيرة، ثم يعود مرة أخرى إلى النوم بهدف الدخول في مرحلة حركة العين السريعة (REM) من النوم، وهي المرحلة التي غالباً ما تظهر فيها الأحلام.
> التحفيز «التذكري» للأحلام الصافية. الذي يشمل الاستيقاظ بعد مرور 5 ساعات من النوم، ثم تنمية شعور لدى الفرد بأن عليه أن يتذكر بأنه مستغرق في الحلم، قبل عودته مجددًا إلى النوم. ومع تكراره العبارة: «في المرة المقبلة التي سأكون فيها مستغرقا في الحلم، سوف أتذكر أنني أحلم»، كما أن على الفرد أن يتخيل أنه يمر بحلم صاف.
وقال الباحثون إن 47 من المشاركين في التجارب من الذين خضعوا لكل هذه التوليفة من الاختبارات، حققوا نسبة 17 في المائة من النجاح في المرور بأحلام صافية خلال فترة قصيرة امتدت أسبوعاً واحداً. وكانت هذه النسبة أكبر بكثير من المرور بمثل تلك الأحلام خلال فترة أسبوع آخر لم يخضعوا فيها لتلك التمرينات.
وأضافوا أن هذه النسبة في المرور بأحلام صافية زادت ووصلت إلى 46 في المائة لدى المشاركين الذين عادوا إلى النوم بعد 5 دقائق من استيقاظهم. وعزا الباحثون الأستراليون هذا النجاح إلى ما أطلقوا عليه «الذاكرة المرتقبة»، أي قابلية المرء للتذكر بتنفيذ المهمات في المستقبل.
وقال الدكتور أسبي إنه «وعند تكرار العبارة بأن على الفرد التذكر أنه يحلم، فإن نية ما أو دافعاً ما يتكون داخل الفكر البشري بأنه سيتذكر أنه يحلم، وهو الأمر الذي يؤدي إلى حدوث الأحلام الصافية». وأضاف أنه من المهم الإشارة إلى أن «أولئك الذين نجحوا في توظيف هذه التوليفة من الاختبارات لم يكونوا يعانون في اليوم التالي من حرمان النوم، وهذا يعني أن الأحلام الصافية لم تقد إلى أي تأثير سلبي على جودة النوم».
كما نوه بأهمية البحث لأنه سيسمح بتطوير وسائل لعلاج كوابيس النوم وتعزيز القابلية والمهارات بواسطة التكرار والتدرب في مرحلة الأحلام الصافية.
باحثون أستراليون يطورون طريقة للتحكم بالأحلام
باحثون أستراليون يطورون طريقة للتحكم بالأحلام
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة