السراج في صبراتة والبرلمان أنهى مناقشة آلية اختيار مرشحي «الرئاسي»

مفوض حقوق الإنسان يبحث في طرابلس أوضاع السجون ومراكز احتجاز المهاجرين

السراج لدى زيارته صبراتة متوسطاً آمر غرفة مكافحة «داعش» عمر عبد الجليل (يمين) ورئيس أركانه اللواء عبد الرحمن الطويل («الشرق الأوسط»)
السراج لدى زيارته صبراتة متوسطاً آمر غرفة مكافحة «داعش» عمر عبد الجليل (يمين) ورئيس أركانه اللواء عبد الرحمن الطويل («الشرق الأوسط»)
TT

السراج في صبراتة والبرلمان أنهى مناقشة آلية اختيار مرشحي «الرئاسي»

السراج لدى زيارته صبراتة متوسطاً آمر غرفة مكافحة «داعش» عمر عبد الجليل (يمين) ورئيس أركانه اللواء عبد الرحمن الطويل («الشرق الأوسط»)
السراج لدى زيارته صبراتة متوسطاً آمر غرفة مكافحة «داعش» عمر عبد الجليل (يمين) ورئيس أركانه اللواء عبد الرحمن الطويل («الشرق الأوسط»)

فرضت أزمات حقوق الإنسان وأوضاع السجون في ليبيا نفسها على عدة لقاءات أجراها الأمير زيد بن رعد الحسين، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، مع مسؤولين ليبيين أمس، وذلك بالتزامن مع زيارة رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج إلى صبراتة (غرب العاصمة)، التي تم تحريرها في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري من «الميليشيات المسلحة»، وذلك في تحد يعكس أن حكومته هي المسيطرة على مقاليد الأمور في المدينة.
وأفادت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، بأن رئيسها غسان سلامة التقى الحسين في العاصمة التونسية، وبحث معه «مجريات العملية السياسية، والقضايا المتعلقة بحقوق الإنسان» في البلاد، مشيرة إلى أن الأخير التقى أيضا رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج في طرابلس، وبحث معه القضية ذاتها.
وأضافت البعثة، في تغريدات على حسابها بموقع «تويتر» أمس، أن الحسين أجرى مقابلات مع وزير داخلية حكومة الوفاق الوطني عارف الخوجة، ومسؤولين آخرين، للتباحث حول أوضاع السجون، ومراكز احتجاز المهاجرين «وكيف يمكن للأمم المتحدة المساعدة في إنهاء انتهاكات حقوق الإنسان»، لافتة إلى أن الحسين زار مخيم تاورغاء للنازحين في طرابلس، وعبر عن أمله في «إعادتهم إلى منازلهم بأمان وكرامة»، كما زار سجن تاجوراء. وأعرب عن استعداد الأمم المتحدة دعم السلطات الليبية «لمعالجة الانتهاكات».
في السياق ذاته، أكد رئيس المجلس الرئاسي أن «حماية حقوق الإنسان وترسيخ مفهومها من أولويات برامج حكومته»، مرحبا بالتعاون والتنسيق مع المفوضية السامية للأمم المتحدة. وقال في بيان نشرته إدارة التواصل والإعلام التابعة للمجلس الرئاسي، إن «مشكلة الهجرة غير الشرعية تؤرقنا كدولة عبور، تتحمل أعباء كبيرة في الظرف الصعب الحالي»، مضيفا أن «حكومة الوفاق أعدت خططا وبرامج بالتنسيق مع دول صديقة لتأمين الحدود الجنوبية، التي يتدفق من خلالها المهاجرون غير الشرعيين والمهربون».
ورأى السراج أن الحل الحاسم للقضية يكمن في «تحقيق الاستقرار في ليبيا الذي سيمكنها من تأمين حدودها، كما أن الاستقرار يتيح الاستعانة بمئات الآلاف من العمال من الدول الأفريقية بطرق شرعية، والاعتماد عليهم في مشاريع البناء والتعمير مثلما كان الوضع في السابق».
وفي تطور لافت، قام السراج برفقة رئيس الأركان اللواء عبد الرحمن الطويل بزيارة مفاجئة إلى صبراتة، وكان في استقباله عميد البلدية حسين الذوادي، وآمر غرفة عمليات محاربة تنظيم داعش العميد عمر عبد الجليل.
وحسب بعض المراقبين فإن زيارة السراج إلى صبراتة أمس، تعكس تحديا مفاده بأن حكومته هي التي تسيطر على المدينة، في مواجهة القوات المسلحة الليبية، التي تقول إنها هي من حررت المدينة من الميليشيات المسلحة.
وشهدت صبراتة منذ 17 من سبتمبر (أيلول) الماضي اشتباكات دامية بين غرفة عمليات محاربة «داعش» و«الكتيبة 48 مشاة»، وسبق لقادة في «الكتيبة 48 مشاة» أن اعترفوا في الماضي بممارسة عمليات لتهريب البشر في صبراتة، لكنهم قالوا إنهم تركوا التهريب وأصبحوا يقفون ضده بعد اتفاق مع حكومة الوفاق.
في شأن آخر، قال مصدر أمني في مصراتة (غرب ليبيا)، إن السلطات الأمنية اعتقلت خلال مداهمة أمنية لأوكار «الإرهابيين» الساعدي النوفلي، آمر ما يعرف بـ«مجلس شورى تحالف ثوار أجدابيا»، بالإضافة إلى عشرة أشخاص ينتمون إلى تنظيم داعش في جنوب المدينة.
في غضون ذلك قال أحميد حومة، النائب الثاني لرئيس مجلس النواب، إنه تم الاتفاق خلال جلسة أمس على عدد من الخيارات حول آلية اختيار المرشحين للمجلس الرئاسي، مشيرا إلى أنه ستتم مناقشها مع أعضاء المجلس الاستشاري لمجلس الدولة الأسبوع المقبل في العاصمة التونسية.
وأضاف حومة، في بيان نشره موقع البرلمان أمس، أن الجلسة شهدت استكمال المناقشة حول تعديلات الاتفاق السياسي، والمتعلقة بآلية واختصاصات السلطة التنفيذية، والسلطة التشريعية من مخرجات الجولة الأولى من الحوار السياسي.
من جهة ثانية، أبلغ متحدث باسم الاتحاد الأوروبي «الشرق الأوسط» عدم وجود مواعيد محددة عن عودة محتملة إلى ليبيا، رغم تسريب الاتحاد الأوروبي معلومات صحافية عن سعيه لإعادة فتح سفارته في ليبيا، اعتمادا على الأوضاع الأمنية لتقديم مزيد من الدعم السياسي لحكومة الوفاق، التي تواجه صعوبات في بسط سيطرتها.
وقال المتحدث، الذي اشترط عدم تعريفه: «لدينا اتجاه قوي لكي نكون على الأرض دبلوماسيا وسياسيا في طرابلس، لكن التقارير الأمنية بشأن الوضع هناك تؤخر اتخاذ قرار حاسم».
ورفض المسؤول الأوروبي تحديد ما تتضمنه هذه التقارير، لكنه قال: «نتابع عن كثب الوضع الأمني، لأنه مهم جدا للاستقرار، وعندما يتوافر المناخ السليم للعودة سنكون موجودين».
ولا تزال الميليشيات المسلحة التي تهيمن بقوة السلاح على مقدرات الأمور في العاصمة، وتخوض من وقت لآخر معارك شوارع فيما بينها بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، من دون أن تتمكن حكومة الوفاق الوطني التي يترأسها السراج من ردعها.



الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
TT

الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)

كثفت الولايات المتحدة ضرباتها الجوية في الأسابيع الأخيرة على مواقع الجماعة الحوثية بمحافظة عمران، لا سيما مديرية حرف سفيان، في مسعى لتدمير أسلحة الجماعة المخزنة في مواقع محصنة تحت الأرض، ما جعل الجماعة تنقل كميات منها إلى معقلها الرئيسي في صعدة (شمال).

وكشفت مصادر يمنية مطلعة أن الجماعة الحوثية نقلت خلال الأيام الأخيرة مركز الصواريخ والطائرات المسيرة من مناطق عدة بمحافظة عمران إلى محافظة صعدة، وذلك تخوفاً من استهداف ما تبقى منها، خصوصاً بعد تعرض عدد من المستودعات للتدمير نتيجة الضربات الغربية في الأسابيع الماضية.

وكانت المقاتلات الأميركية شنت في الآونة الأخيرة، غارات مُكثفة على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين، كان آخرها، الجمعة، حيث تركزت أغلب الضربات على مديرية «حرف سفيان» الواقعة شمال محافظة عمران على حدود صعدة.

وبحسب المصادر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، نقلت الجماعة الحوثية، تحت إشراف عناصر من «سلاح المهندسين والصيانة العسكرية»، مجموعة صواريخ متنوعة ومسيّرات ومنصات إطلاق متحركة وأسلحة أخرى متنوعة إلى مخازن محصنة في مناطق متفرقة من صعدة.

دخان يتصاعد في صنعاء عقب ضربات أميركية استهدفت موقعاً حوثياً (رويترز)

وتمت عملية نقل الأسلحة - وفق المصادر - بطريقة سرية ومموهة وعلى دفعات، كما استقدمت الجماعة الحوثية شاحنات نقل مختلفة من صنعاء بغية إتمام العملية.

وتزامن نقل الأسلحة مع حملات اختطاف واسعة نفذتها جماعة الحوثيين في أوساط السكان، وتركزت في الأيام الأخيرة بمدينة عمران عاصمة مركز المحافظة، ومديرية حرف سفيان التابعة لها بذريعة «التخابر لصالح دول غربية».

واختطف الانقلابيون خلال الأيام الأخيرة، نحو 42 شخصاً من أهالي قرية «الهجر» في حرف سفيان؛ بعضهم من المشرفين والمقاتلين الموالين لهم، بعد اتهامهم بالتخابر مع أميركا وإسرائيل، وفقاً للمصادر.

وجاءت حملة الاختطافات الحوثية عقب تنفيذ الجيش الأميركي في الأسبوعين الماضيين، عشرات الغارات التي استهدفت منشآت عسكرية وأماكن تجمعات للجماعة في حرف سفيان، أسفر عنها تدمير منشآت استُخدمت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية أميركية بجنوب البحر الأحمر وخليج عدن.

أهمية استراتيجية

نظراً للأهمية الاستراتيجية لمنطقة «حرف سفيان» في عمران، فقد تركزت الغارات على استهداف منشآت ومواقع متفرقة في المديرية ذاتها.

وتُعدّ مديرية «حرف سفيان» كبرى مديريات محافظة عمران من أهم معاقل الجماعة الحوثية بعد محافظة صعدة، وذلك نظراً لمساحتها الكبيرة البالغة نحو 2700 كيلومتر مربع، مضافاً إلى ذلك حدودها المتصلة بـ4 محافظات؛ هي حجة، والجوف، وصعدة، وصنعاء.

أنصار الحوثيين يحملون صاروخاً وهمياً ويهتفون بشعارات خلال مظاهرة مناهضة لإسرائيل (أ.ب)

وكان قد سبق لجماعة الحوثيين تخزين كميات كبيرة من الأسلحة المنهوبة من مستودعات الجيش اليمني في مقرات عسكرية بمحافظة عمران؛ منها معسكر «اللواء التاسع» بضواحي مدينة عمران، و«لواء العمالقة» في منطقة الجبل الأسود بمديرية حرف سفيان، وموقع «الزعلاء» العسكري الاستراتيجي الذي يشرف على الطريق العام الرابط بين صنعاء وصعدة، إضافة إلى مقار ومواقع عسكرية أخرى.

وإلى جانب ما تُشكله هذه المديرية من خط إمداد رئيسي للانقلابيين الحوثيين بالمقاتلين من مختلف الأعمار، أكدت المصادر في عمران لـ«الشرق الاوسط»، أن المديرية لا تزال تُعدّ مركزاً مهماً للتعبئة والتجنيد القسري لليمنيين من خارج المحافظة، لكونها تحتوي على العشرات من معسكرات التدريب التي أسستها الجماعة في أوقات سابقة، وترسل إليها المجندين تباعاً من مناطق عدة لإخضاعهم للتعبئة الفكرية وتلقي تدريبات قتالية.

صورة عامة لحاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» (رويترز)

وتقول المصادر إن الضربات الأميركية الأخيرة على محافظة عمران كانت أكثر إيلاماً للحوثيين من غيرها، كونها استهدفت مباشرةً مواقع عسكرية للجماعة؛ منها معمل للطيران المسير، وكهوف تحوي مخازن أسلحة وأماكن خاصة بالتجمعات، بعكس الغارات الإسرائيلية التي تركزت على استهداف البنى التحتية المدنية، خصوصاً في صنعاء والحديدة.

وترجح المصادر أن الأميركيين كثفوا ضرباتهم في مديرية حرف سفيان بعد أن تلقوا معلومات استخبارية حول قيام الحوثيين بحفر ملاجئ وأنفاق ومقرات سرية لهم تحت الأرض، حيث يستخدمونها لعقد الاجتماعات وإقامة بعض الدورات التعبوية، كما أنها تحميهم من التعرض لأي استهداف مباشر.