أنماط التغذية... وتأثيراتها على قلبك

صرعات غذائية مفيدة للحد من تناول الدهون المتحولة والسكريات والملح

أنماط التغذية... وتأثيراتها على قلبك
TT
20

أنماط التغذية... وتأثيراتها على قلبك

أنماط التغذية... وتأثيراتها على قلبك

لقد تغير نوع وكمية الدهون والكربوهيدرات والسكر والملح في طعامك بمرور السنوات، سواء كان ذلك نحو الأفضل أو الأسوأ. هل تذكر متى كانت الأطعمة المعبأة التي تحمل عبارة «خال من الدهون» منتشرة؟ ثم ظهرت بعد ذلك الملصقات التي تعلن بفخر أن المنتج «لا يحتوي على أي غرامات من الدهون غير المشبعة أو المتحولة»، وسرعان ما لحقت بها ملصقات «خال من السكر»، و«قليل الصوديوم»؛ أما الصيحة هذه الأيام فهي عبارة «خال من الغلوتين».
تعبر تلك التوجهات في صناعة الأغذية في أغلب الأحوال عن أنماط التغذية الشائعة في وقتها، وتستهدف تحسين الصحة، وبخاصة صحة القلب والأوعية الدموية؛ فليس ذلك لأن أمراض القلب هي السبب الأول للوفاة في البلاد فحسب، بل لوجود أدلة قوية على أن خيارات التغذية السليمة قد تساعد في الوقاية من الإصابة بالأزمة القلبية والسكتة الدماغية. مع ذلك، إلى أي مدى نجحت تلك الجهود والمحاولات؟
يقول الدكتور والتر ويليت، أستاذ التغذية وعلم الأوبئة في كلية الصحة العامة بجامعة هارفارد: «إن الصورة مختلطة، لكن بوجه عام أعتقد أننا نسير في الاتجاه الصحيح». ويرى أن التغير الأكبر والنجاح الأهم هو عدم استخدام الدهون غير المشبعة في تصنيع الأطعمة المعالجة.

مشكلة الدهون المتحولة
المصدر الرئيسي للدهون المتحولة trans fats الضارة هو الزيوت المهدرجة. والزيت المهدرج هو المكون المفضل لفترة طويلة في صناعة الغذاء؛ نظراً لثمنه الزهيد، وسهولة استخدامه، ومدة صلاحيته الطويلة. وقد استمرت صناعة الأطعمة السريعة المقلية، والمخبوزات، والمقرمشات، ورقائق البطاطس، والسمن النباتي لعقود من الزيوت المهدرجة.
مع ذلك، في التسعينات بدأ الباحثون في جامعة هارفارد دق ناقوس الخطر، والإشارة إلى التأثير الضار للدهون المتحولة على الصحة. إذ تتسبب تلك الدهون في تكون الكولسترول الضار أو الدهون منخفضة الكثافة، وهو ما يزيد احتمالات تجلط الدم، وحدوث التهاب في الجسم، وهو ما يؤدي بدوره إلى احتمال الإصابة بأمراض القلب. وبدأت إدارة الغذاء والدواء في عام 2003 اشتراط توضيح استخدام الدهون المتحولة على الملصقات الغذائية من أجل رفع وعي المستهلك. نتيجة لذلك؛ اختارت الكثير من الشركات الامتناع عن استخدام الدهون المتحولة في المنتجات الخاصة بها.
وأعلنت مدينة نيويورك في عام 2007 حظر استخدام الدهون المتحولة في الأطعمة المبيعة في الأماكن العامة، وبدأت الفائدة الصحية تظهر في غضون بضع سنوات. وقد اكتشفت دراسة حديثة انخفاض معدل الإصابة بالأزمة القلبية، والسكتة الدماغية في المناطق الحضرية التي نفذت حظر استخدام الدهون المتحولة، مقارنة بالمناطق الأخرى التي لم تنفذ ذلك الحظر. من المقرر العمل بهذا التوجه الصحي في كل المقاطعات التي أسهمت في القرار الذي أصدرته إدارة الغذاء والدواء بمنع استخدام الدهون المتحولة في الأطعمة بحلول يونيو (حزيران) 2018.
ويقول ويليت: «تخلصت المنتجات الغذائية في الوقت الحالي من نحو 85 في المائة من الدهون المتحولة». وحلت الدهون غير المشبعة unsaturated fats الأكثر صحية، مثل تلك الموجودة في زيت الزيتون، وزيت الذرة، وزيت الكانولا، وزيت زهرة عباد الشمس، وزيت العصفر، محل تلك الدهون المتحولة إلى حد كبير.
وتحتوي بعض المنتجات حالياً على كمية صغيرة من الدهون المشبعة saturated fat غير المحببة كثيراً مثل تلك الموجودة في زيت جوز الهند وزيت النخيل. مع ذلك، بدأ الحد من استخدام الدهون غير المشبعة في الكثير من المنتجات، التي تتم إعادة تصنيعها، دون أن تتم زيادة الدهون المتحولة بحسب مسح شمل 83 علامة تجارية لمنتجات، وأطباقا تقدم في المطاعم. ويشير الدكتور ويليت إلى أن تلك التغيرات قد ساهمت في تحسن جودة الدهون في الولايات المتحدة الأميركية. ويساعد هذا التوجه في تفسير سبب تمتع الأشخاص الذين يتناولون أغذية تحتوي على كمية كبيرة من الدهون، وبخاصة غير المشبعة، أفضل من الذين يتناولون أغذية تحتوي على كمية قليلة من الدهون، بحسب ما تشير دراسة أجراها الدكتور ويليت وزملاؤه العام الماضي.

كارثة الكربوهيدرات
تبين أن الهوس بقلة الدهون، الذي ساد خلال فترة الثمانينات، كانت له نتائج غير مقصودة، وغير صحية. واتباعاً للاتجاه الغذائي الرائج، خفضت الشركات المصنعة للطعام الدهون من منتجاتها. مع ذلك كثيراً ما كانوا يستخدمون بدلا من الدهون الكربوهيدرات المكررة مثل الدقيق الأبيض، والسكر، حيث بدأ الأميركيون يتناولون كمية أكبر من الكربوهيدرات مثل المعكرونة، والبطاطس، والخبز الأبيض، والحلويات. مع ذلك؛ لا يساعد تناول كمية أقل من الدهون بالضرورة في إنقاص الوزن، بل قد يساهم النظام الغذائي، الذي يحتوي على قدر كبير من الكربوهيدرات المكررة، في زيادة الوزن، والإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري، وأمراض القلب.
ومثلما هو الحال في الدهون، فإن بعض الكربوهيدرات صحية أكثر من غيرها. وتشمل الخيارات الأفضل لها المنتجات من الحبوب الكاملة غير المعالجة، أو التي خضعت لقدر ضئيل من المعالجة، مثل خبز القمح الكامل، وخبز الجاودار، والأرز البني، وقمح البرغل، والشوفان، والذرة، وتورتيلا الذرة. وتشير استطلاعات الرأي الحديثة الخاصة بالأنظمة الغذائية إلى زيادة بطيئة لكن ثابتة الخطى في تناول الحبوب الكاملة في الأنظمة الغذائية للأميركيين. وتمثل تلك المواد مصادر جيدة للمواد المغذية التي تحمي القلب مثل الألياف، والفيتامينات، والمعادن.

الغلوتين
هل هناك وجه اعتراض على الحبوب؟ تحتوي بعض الحبوب مثل القمح، والشعير، والجاودار، على الغلوتين، وهو بروتين جذب الانتباه كثيراً خلال السنوات القليلة الماضية. ورغم انتشار التوجه نحو تناول الأغذية الخالية من الغلوتين، لا يوجد دليل قوي يدعم فائدة اتباع هذا النظام الغذائي بالنسبة لأكثر الناس على حد قول الدكتور ويليت. من الاستثناءات الأشخاص المصابون بالداء الجوفي celiac disease،، الذي تبلغ نسبتهم نحو واحد في المائة من السكان. ويتسبب تناول هؤلاء المرضى للغلوتين في إثارة وتهيج جهاز المناعة، وتحفيزه على مهاجمة الأمعاء الدقيقة؛ مما يؤدي إلى حدوث التهاب، وألم وظهور أعراض أخرى مزعجة. كذلك، هناك مجموعة من الأشخاص، الذين يقولون إنهم يشعرون بأنهم في حال أفضل عند الامتناع عن تناول الأغذية التي تحتوي على الغلوتين، وربما يكون لديهم حساسية تجاه الغلوتين، لكن هذه الحالة غير موثقة بشكل منضبط.
وحسب استطلاع رأي أجراه المركز القومي لتقارير المستهلكين، يعتقد 63 في المائة من الأميركيين أن النظام الغذائي الخالي من الغلوتين قد يساعد في تحسين الصحة البدينة والنفسية. كذلك يخفض نحو ثلث المشاركين كمية الغلوتين التي يتناولونها؛ أملا في أن يحسن ذلك صحتهم ويقيهم من الأمراض.
في الواقع، قد يكون العكس هو الصحيح، فقد أشارت دراسة حديثة أجرتها جامعة هارفارد إلى أن الأشخاص، الذين يتجنبون تناول الغلوتين، قد يتناولون كمية أقل من منتجات الحبوب الكاملة. كذلك قد تحتوي المنتجات الغذائية المعلبة الخالية من الغلوتين على كمية أكبر من السكر، والدهون، والملح مقارنة بالمنتجات المماثلة التي تحتوي على غلوتين.
لا يمكن القول إن النظام الغذائي الخالي من الغلوتين سيئ بطبيعته، لكن الطريقة التي تحول بها إلى نظام معتاد ليست بالضرورة صحية، على حد قول الدكتور ويليت. ينبغي أن يحرص الأشخاص، الذين يحتاجون إلى أو يرغبون في تجنب تناول القمح، على تناول حبوب كاملة خالية من الغلوتين مثل الأرز البني، والشوفان، والحنطة السوداء، والكينوا.

السكريات
هل السكر نافع أم ضار؟ الكربوهيدرات التي تمثل التهديد والخطر الأكبر على صحة القلب هي الكربوهيدرات البسيطة المكررة، وبخاصة السكر. هناك علاقة بين النظام الغذائي، الذي يحتوي على كمية كبيرة من السكر، وبين زيادة احتمالات الإصابة بأمراض القلب حتى لدى الأشخاص الذين لا يعانون من السمنة. وتمثل المشروبات المحلاة بالسكر مثل المشروبات الغازية، ومشروبات الطاقة، والمشروبات الرياضية المصدر الأكبر للسكر المضاف الذي يتضمنه النظام الغذائي الشائع بين الأميركيين. مع ذلك، توضح بيانات صدرت حديثاً أن استهلاك المشروبات السكرية قد انخفض بنحو 25 في المائة في الولايات المتحدة الأميركية خلال السنوات العشر الأخيرة بفضل حملات التوعية، ومنع بيع المشروبات الغازية في المدارس. كذلك، يبدو أن تشجيع هذا التوجه يساهم في الحد من الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري، والذي يرتبط بأمراض القلب كما يوضح دكتور ويليت.
للأسف، توقفت المحاولات الأخرى للتوعية بخطر السكر، ففي عام 2016 وافقت إدارة الغذاء والدواء على مراجعة الملصقات الغذائية التي تتطلب من الشركات المصنعة للمنتجات الغذائية توضيح استخدام السكر المضاف في منتجاتها إلى جانب اشتراطات أخرى. وكان من المفترض تفعيل هذا القرار في يوليو (تموز) 2018، لكن أعلنت الإدارة في بداية العام الحالي أنها سوف تؤجل تنفيذه إلى أجل غير مسمى.
من الفوائد التي كان من المتوقع أن يحققها ذلك التغيير المذكور دفع الشركات نحو الحد من استخدامها السكر في تصنيع منتجاتها، مثلما حدث في حالة الدهون المتحولة. وقد قامت بعض شركات الزبادي والمشروبات بالفعل بذلك. ومن السابق لأوانه معرفة ما إذا كانت هذه الاستراتيجية سوف تنجح أم لا، فقد عادت بعض شركات الأغذية، التي حاولت الحد من استخدام الصوديوم في بعض منتجاتها، مثل الحساء وعصائر الخضراوات، إلى استخدامها على حد قول الدكتور ويليت.
وأضاف قائلا: «لم تقم الشركات المنافسة لهم بهذا التغيير، في حين أن المنتجات التي تحتوي على قدر أقل من الصوديوم مذاقها مختلف.
هناك حاجة حقاً إلى المساواة وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص».

اختيار المنتجات الغذائية الأكثر صحية
> عند التسوق لشراء المنتجات المعالجة، التي تشمل أي منتج معبأ داخل كيس، أو علبة، أو زجاجة، ينبغي قراءة الملصق الغذائي جيداً. كذلك، ينبغي ملاحظة أن القيمة اليومية هي مقدار المادة الغذائية الذي يُنصح الشخص تناوله، إذا كان يتناول ألفي سعر حراري يومياً.
> بالنسبة إلى الدهون المشبعة، ينبغي أن تكون النسبة 5 في المائة أو أقل.
> بالنسبة إلى الصوديوم، ينبغي أن تكون النسبة 5 في المائة أو أقل.
> بالنسبة إلى السكر، ينبغي ألا يكون هناك سكر تماماً، لكن يوصي الخبراء النساء بتناول 24 غراما يومياً حدا أقصى، في حين على الرجال تناول 36 غراما يومياً حدا أقصى
> عند اختيار الخبز، وحبوب الإفطار، والأطعمة التي قوامها الحبوب، ينبغي فحص المكونات. أول مكون ينبغي أن يكون حبوبا كاملة مثل القمح الكامل. تعني الحبوب المتعددة، أن المنتج يحتوي على أكثر من نوع من الحبوب، وهي لا تكون بالضرورة حبوب كاملة.

الحدّ من الملح
> اقترحت إدارة الغذاء والدواء في عام 2016 على صناعة المنتجات الغذائية إرشادات وتوجيهات تطوعية تضمنت الحد من كمية الصوديوم المستخدمة في الطعام، حيث توجد صلة بين زيادة الصوديوم، الذي يمتزج مع الكلوريد ليكون الملح، وبين ارتفاع ضغط الدم، والإصابة بالأزمة القلبية، والسكتة الدماغية. ويتناول الأميركي في المتوسط كمية صوديوم أكبر بنحو 50 في المائة من الكمية التي ينصح الخبراء بتناولها، وتكون النسبة الأكبر منها موجودة بالفعل في طعامهم قبل أن تصل إلى موائدهم.
ويشير الخبراء إلى أن الزمن سيكشف لنا عما إذا كانت الإرشادات التي اقترحتها إدارة الدواء والغذاء سوف تحدث فرقاً أم لا، وبالفعل أشارت دراسة حديثة إلى أننا نسير في الاتجاه الصحيح، حيث انخفضت كمية الصوديوم، التي يحصل عليها القطاع المنزلي من المنتجات الغذائية المعلبة، بمقدار 400 مليغرام للفرد خلال الفترة من 2000 إلى 2014، كذلك يمكنك زيارة «اختيار منتجات السوبر ماركت الأكثر صحية» للحصول على نصائح خاصة بكيفية قراءة الملصقات الغذائية، وقوائم المكونات أثناء التسوق.

* رسالة هارفارد للقلب خدمات «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

أفضل من تقييد السعرات... نظام غذائي فعّال يمكنك اتباعه 3 أيام فقط أسبوعياً

صحتك اتباع نظام الصيام المتقطع لمدة ثلاثة أيام فقط في الأسبوع يساعد في إنقاص الوزن (د.ب.أ)

أفضل من تقييد السعرات... نظام غذائي فعّال يمكنك اتباعه 3 أيام فقط أسبوعياً

أكدت دراسة جديدة أن الصيام ثلاثة أيام فقط في الأسبوع قد يؤدي إلى فقدان وزن أكبر ونتائج صحية أفضل من حساب السعرات الحرارية ومحاولة تقليل الكمية المستهلكة كل يوم.

«الشرق الأوسط» «الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك يصبح التوتر ضاراً فقط عندما يكون مزمناً أو خارج السيطرة... أما عندما يكون معتدلاً وهادفاً فإنه يحفز نمو الشخصية ويعزز الصحة النفسية والجسدية (رويترز)

لا تهرب من التوتر بل استغله... كيف تحوّل الضغط إلى طاقة إيجابية؟

لطالما سمعنا أن التوتر ضار بالصحة، لكن الأبحاث الحديثة تكشف عن أن هناك نوعاً مفيداً من التوتر، يمكن أن يكون مفتاحاً لحياة أفضلَ صحة وسعادة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
صحتك تشكل السندويشات الجاهزة في واجهات العرض خطراً كبيراً على الصحة إذا لم تُحفظ في درجة حرارة مناسبة (متداولة)

«لا تأكلوا هذا في المطار»... قائمة الأطعمة الخطيرة التي يجب تجنبها قبل الصعود للطائرة

احذروا من الأكلات السريعة في المطارات فقد تكون ملوثة نتيجة ظروف التخزين أو التحضير غير الآمن.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
صحتك الكوليسترول الضار يتراكم في الشرايين مسبباً الجلطات والسكتات (متداولة)

حقائق حول الكوليسترول... كيف تنقذون حياتكم؟

الكوليسترول ليس شراً مطلقاً كما يعتقد الكثيرون، لكن المشكلة تكمن في اختلاف أنواعه وتأثيرها على الصحة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
صحتك قصر تناول القهوة على الصباح قد يقلل من خطر وفاة الأشخاص (إ.ب.أ)

شرب القهوة في الصباح يقلل من خطر الوفاة

أظهرت دراسة جديدة أن قصر تناول القهوة على الصباح قد يؤدي إلى فوائد صحية كبيرة على الصحة، ويقلل من خطر وفاة الأشخاص.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

أفضل من تقييد السعرات... نظام غذائي فعّال يمكنك اتباعه 3 أيام فقط أسبوعياً

اتباع نظام الصيام المتقطع لمدة ثلاثة أيام فقط في الأسبوع يساعد في إنقاص الوزن (د.ب.أ)
اتباع نظام الصيام المتقطع لمدة ثلاثة أيام فقط في الأسبوع يساعد في إنقاص الوزن (د.ب.أ)
TT
20

أفضل من تقييد السعرات... نظام غذائي فعّال يمكنك اتباعه 3 أيام فقط أسبوعياً

اتباع نظام الصيام المتقطع لمدة ثلاثة أيام فقط في الأسبوع يساعد في إنقاص الوزن (د.ب.أ)
اتباع نظام الصيام المتقطع لمدة ثلاثة أيام فقط في الأسبوع يساعد في إنقاص الوزن (د.ب.أ)

أكدت دراسة جديدة أن اتباع نظام الصيام المتقطع لمدة ثلاثة أيام فقط في الأسبوع قد يؤدي إلى فقدان وزن أكبر ونتائج صحية أفضل من حساب السعرات الحرارية ومحاولة تقليل الكمية المستهلكة كل يوم.

وبحسب صحيفة «نيويورك بوست» الأميركية، فقد صرّح الباحثون بأن نظام الصيام المتقطع 4:3، الذي يعتمد على الصيام لمدة 3 أيام فقط في الأسبوع، قد يكون طريقة أكثر استدامة للحفاظ على فقدان الوزن على المدى الطويل، مقارنة بالنظام المعتمد على حساب وتقييد السعرات الحرارية الذي يجد الأشخاص صعوبة في الالتزام به.

وتختلف توصيات السعرات الحرارية اليومية بناءً على عوامل مثل العمر ومستوى النشاط، ولكن معظم النساء يحتجن إلى تناول نحو 1600 سعر حراري يومياً للحفاظ على وزنهن، بينما يحتاج الرجال عادةً إلى 2000 سعر حراري.

وأجريت الدراسة الجديدة بواسطة باحثين من كلية الطب بجامعة كولورادو، وشملت 165 بالغاً يعانون من زيادة الوزن أو السمنة.

وتم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين، الأولى اتبعت نظام الصيام المتقطع 4:3 فيما اتبعت المجموعة الثانية خطة تقليدية لتقييد السعرات الحرارية اليومية لمدة عام.

الصيام لمدة 3 أيام فقط في الأسبوع أفضل من التقييد اليومي للسعرات الحرارية (أ.ب)
الصيام لمدة 3 أيام فقط في الأسبوع أفضل من التقييد اليومي للسعرات الحرارية (أ.ب)

وبعد 12 شهراً، خسر المشاركون في مجموعة الصيام المتقطع 4:3 ما معدله 7.6 في المائة من وزن أجسامهم، مقارنةً بـ5 في المائة خسرها أولئك الذين قاموا بحساب وتقييد سعراتهم الحرارية.

كما كانت معدلات الالتزام بالنظام لدى مجموعة الصيام المتقطع أعلى بأكثر من 11 في المائة منها في مجموعة تقييد السعرات الحرارية.

وقالت الدكتورة فيكتوريا كاتيناتشي، المؤلفة المشاركة في الدراسة وأستاذة مشاركة في الغدد الصماء بكلية الطب بجامعة كولورادو: «كان من المفاجئ والمثير بالنسبة لي أن يكون الصيام المتقطع أفضل من تقييد السعرات الحرارية».

وأشارت إلى أن الدراسات السابقة لم تُظهر فرقاً ملحوظاً في فقدان الوزن بين الصيام المتقطع وتقييد السعرات.

وأشار الفريق إلى أن اتباع نظام الصيام المتقطع يومياً لن يأتي بنتائج فعالة في الأغلب، حيث إنه قد يكون صارماً جداً ويصعب الالتزام به على المدى الطويل.

ولم تقتصر فوائد الصيام على فقدان الوزن. فقد أظهر المشاركون في مجموعة الصيام أيضاً تغيرات إيجابية في مقاييس صحية مهمة مثل ضغط الدم الانقباضي، ومستويات الكوليسترول بأجسامهم، ونسبة الغلوكوز في الدم.

إلا أن الفريق لفت إلى الحاجة إلى مزيد من البحث لتحديد ما إذا كان نظام الصيام 4:3 آمناً وفعالاً لمختلف الفئات السكانية، بما في ذلك كبار السن ومرضى السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان.