أنماط التغذية... وتأثيراتها على قلبك

صرعات غذائية مفيدة للحد من تناول الدهون المتحولة والسكريات والملح

أنماط التغذية... وتأثيراتها على قلبك
TT

أنماط التغذية... وتأثيراتها على قلبك

أنماط التغذية... وتأثيراتها على قلبك

لقد تغير نوع وكمية الدهون والكربوهيدرات والسكر والملح في طعامك بمرور السنوات، سواء كان ذلك نحو الأفضل أو الأسوأ. هل تذكر متى كانت الأطعمة المعبأة التي تحمل عبارة «خال من الدهون» منتشرة؟ ثم ظهرت بعد ذلك الملصقات التي تعلن بفخر أن المنتج «لا يحتوي على أي غرامات من الدهون غير المشبعة أو المتحولة»، وسرعان ما لحقت بها ملصقات «خال من السكر»، و«قليل الصوديوم»؛ أما الصيحة هذه الأيام فهي عبارة «خال من الغلوتين».
تعبر تلك التوجهات في صناعة الأغذية في أغلب الأحوال عن أنماط التغذية الشائعة في وقتها، وتستهدف تحسين الصحة، وبخاصة صحة القلب والأوعية الدموية؛ فليس ذلك لأن أمراض القلب هي السبب الأول للوفاة في البلاد فحسب، بل لوجود أدلة قوية على أن خيارات التغذية السليمة قد تساعد في الوقاية من الإصابة بالأزمة القلبية والسكتة الدماغية. مع ذلك، إلى أي مدى نجحت تلك الجهود والمحاولات؟
يقول الدكتور والتر ويليت، أستاذ التغذية وعلم الأوبئة في كلية الصحة العامة بجامعة هارفارد: «إن الصورة مختلطة، لكن بوجه عام أعتقد أننا نسير في الاتجاه الصحيح». ويرى أن التغير الأكبر والنجاح الأهم هو عدم استخدام الدهون غير المشبعة في تصنيع الأطعمة المعالجة.

مشكلة الدهون المتحولة
المصدر الرئيسي للدهون المتحولة trans fats الضارة هو الزيوت المهدرجة. والزيت المهدرج هو المكون المفضل لفترة طويلة في صناعة الغذاء؛ نظراً لثمنه الزهيد، وسهولة استخدامه، ومدة صلاحيته الطويلة. وقد استمرت صناعة الأطعمة السريعة المقلية، والمخبوزات، والمقرمشات، ورقائق البطاطس، والسمن النباتي لعقود من الزيوت المهدرجة.
مع ذلك، في التسعينات بدأ الباحثون في جامعة هارفارد دق ناقوس الخطر، والإشارة إلى التأثير الضار للدهون المتحولة على الصحة. إذ تتسبب تلك الدهون في تكون الكولسترول الضار أو الدهون منخفضة الكثافة، وهو ما يزيد احتمالات تجلط الدم، وحدوث التهاب في الجسم، وهو ما يؤدي بدوره إلى احتمال الإصابة بأمراض القلب. وبدأت إدارة الغذاء والدواء في عام 2003 اشتراط توضيح استخدام الدهون المتحولة على الملصقات الغذائية من أجل رفع وعي المستهلك. نتيجة لذلك؛ اختارت الكثير من الشركات الامتناع عن استخدام الدهون المتحولة في المنتجات الخاصة بها.
وأعلنت مدينة نيويورك في عام 2007 حظر استخدام الدهون المتحولة في الأطعمة المبيعة في الأماكن العامة، وبدأت الفائدة الصحية تظهر في غضون بضع سنوات. وقد اكتشفت دراسة حديثة انخفاض معدل الإصابة بالأزمة القلبية، والسكتة الدماغية في المناطق الحضرية التي نفذت حظر استخدام الدهون المتحولة، مقارنة بالمناطق الأخرى التي لم تنفذ ذلك الحظر. من المقرر العمل بهذا التوجه الصحي في كل المقاطعات التي أسهمت في القرار الذي أصدرته إدارة الغذاء والدواء بمنع استخدام الدهون المتحولة في الأطعمة بحلول يونيو (حزيران) 2018.
ويقول ويليت: «تخلصت المنتجات الغذائية في الوقت الحالي من نحو 85 في المائة من الدهون المتحولة». وحلت الدهون غير المشبعة unsaturated fats الأكثر صحية، مثل تلك الموجودة في زيت الزيتون، وزيت الذرة، وزيت الكانولا، وزيت زهرة عباد الشمس، وزيت العصفر، محل تلك الدهون المتحولة إلى حد كبير.
وتحتوي بعض المنتجات حالياً على كمية صغيرة من الدهون المشبعة saturated fat غير المحببة كثيراً مثل تلك الموجودة في زيت جوز الهند وزيت النخيل. مع ذلك، بدأ الحد من استخدام الدهون غير المشبعة في الكثير من المنتجات، التي تتم إعادة تصنيعها، دون أن تتم زيادة الدهون المتحولة بحسب مسح شمل 83 علامة تجارية لمنتجات، وأطباقا تقدم في المطاعم. ويشير الدكتور ويليت إلى أن تلك التغيرات قد ساهمت في تحسن جودة الدهون في الولايات المتحدة الأميركية. ويساعد هذا التوجه في تفسير سبب تمتع الأشخاص الذين يتناولون أغذية تحتوي على كمية كبيرة من الدهون، وبخاصة غير المشبعة، أفضل من الذين يتناولون أغذية تحتوي على كمية قليلة من الدهون، بحسب ما تشير دراسة أجراها الدكتور ويليت وزملاؤه العام الماضي.

كارثة الكربوهيدرات
تبين أن الهوس بقلة الدهون، الذي ساد خلال فترة الثمانينات، كانت له نتائج غير مقصودة، وغير صحية. واتباعاً للاتجاه الغذائي الرائج، خفضت الشركات المصنعة للطعام الدهون من منتجاتها. مع ذلك كثيراً ما كانوا يستخدمون بدلا من الدهون الكربوهيدرات المكررة مثل الدقيق الأبيض، والسكر، حيث بدأ الأميركيون يتناولون كمية أكبر من الكربوهيدرات مثل المعكرونة، والبطاطس، والخبز الأبيض، والحلويات. مع ذلك؛ لا يساعد تناول كمية أقل من الدهون بالضرورة في إنقاص الوزن، بل قد يساهم النظام الغذائي، الذي يحتوي على قدر كبير من الكربوهيدرات المكررة، في زيادة الوزن، والإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري، وأمراض القلب.
ومثلما هو الحال في الدهون، فإن بعض الكربوهيدرات صحية أكثر من غيرها. وتشمل الخيارات الأفضل لها المنتجات من الحبوب الكاملة غير المعالجة، أو التي خضعت لقدر ضئيل من المعالجة، مثل خبز القمح الكامل، وخبز الجاودار، والأرز البني، وقمح البرغل، والشوفان، والذرة، وتورتيلا الذرة. وتشير استطلاعات الرأي الحديثة الخاصة بالأنظمة الغذائية إلى زيادة بطيئة لكن ثابتة الخطى في تناول الحبوب الكاملة في الأنظمة الغذائية للأميركيين. وتمثل تلك المواد مصادر جيدة للمواد المغذية التي تحمي القلب مثل الألياف، والفيتامينات، والمعادن.

الغلوتين
هل هناك وجه اعتراض على الحبوب؟ تحتوي بعض الحبوب مثل القمح، والشعير، والجاودار، على الغلوتين، وهو بروتين جذب الانتباه كثيراً خلال السنوات القليلة الماضية. ورغم انتشار التوجه نحو تناول الأغذية الخالية من الغلوتين، لا يوجد دليل قوي يدعم فائدة اتباع هذا النظام الغذائي بالنسبة لأكثر الناس على حد قول الدكتور ويليت. من الاستثناءات الأشخاص المصابون بالداء الجوفي celiac disease،، الذي تبلغ نسبتهم نحو واحد في المائة من السكان. ويتسبب تناول هؤلاء المرضى للغلوتين في إثارة وتهيج جهاز المناعة، وتحفيزه على مهاجمة الأمعاء الدقيقة؛ مما يؤدي إلى حدوث التهاب، وألم وظهور أعراض أخرى مزعجة. كذلك، هناك مجموعة من الأشخاص، الذين يقولون إنهم يشعرون بأنهم في حال أفضل عند الامتناع عن تناول الأغذية التي تحتوي على الغلوتين، وربما يكون لديهم حساسية تجاه الغلوتين، لكن هذه الحالة غير موثقة بشكل منضبط.
وحسب استطلاع رأي أجراه المركز القومي لتقارير المستهلكين، يعتقد 63 في المائة من الأميركيين أن النظام الغذائي الخالي من الغلوتين قد يساعد في تحسين الصحة البدينة والنفسية. كذلك يخفض نحو ثلث المشاركين كمية الغلوتين التي يتناولونها؛ أملا في أن يحسن ذلك صحتهم ويقيهم من الأمراض.
في الواقع، قد يكون العكس هو الصحيح، فقد أشارت دراسة حديثة أجرتها جامعة هارفارد إلى أن الأشخاص، الذين يتجنبون تناول الغلوتين، قد يتناولون كمية أقل من منتجات الحبوب الكاملة. كذلك قد تحتوي المنتجات الغذائية المعلبة الخالية من الغلوتين على كمية أكبر من السكر، والدهون، والملح مقارنة بالمنتجات المماثلة التي تحتوي على غلوتين.
لا يمكن القول إن النظام الغذائي الخالي من الغلوتين سيئ بطبيعته، لكن الطريقة التي تحول بها إلى نظام معتاد ليست بالضرورة صحية، على حد قول الدكتور ويليت. ينبغي أن يحرص الأشخاص، الذين يحتاجون إلى أو يرغبون في تجنب تناول القمح، على تناول حبوب كاملة خالية من الغلوتين مثل الأرز البني، والشوفان، والحنطة السوداء، والكينوا.

السكريات
هل السكر نافع أم ضار؟ الكربوهيدرات التي تمثل التهديد والخطر الأكبر على صحة القلب هي الكربوهيدرات البسيطة المكررة، وبخاصة السكر. هناك علاقة بين النظام الغذائي، الذي يحتوي على كمية كبيرة من السكر، وبين زيادة احتمالات الإصابة بأمراض القلب حتى لدى الأشخاص الذين لا يعانون من السمنة. وتمثل المشروبات المحلاة بالسكر مثل المشروبات الغازية، ومشروبات الطاقة، والمشروبات الرياضية المصدر الأكبر للسكر المضاف الذي يتضمنه النظام الغذائي الشائع بين الأميركيين. مع ذلك، توضح بيانات صدرت حديثاً أن استهلاك المشروبات السكرية قد انخفض بنحو 25 في المائة في الولايات المتحدة الأميركية خلال السنوات العشر الأخيرة بفضل حملات التوعية، ومنع بيع المشروبات الغازية في المدارس. كذلك، يبدو أن تشجيع هذا التوجه يساهم في الحد من الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري، والذي يرتبط بأمراض القلب كما يوضح دكتور ويليت.
للأسف، توقفت المحاولات الأخرى للتوعية بخطر السكر، ففي عام 2016 وافقت إدارة الغذاء والدواء على مراجعة الملصقات الغذائية التي تتطلب من الشركات المصنعة للمنتجات الغذائية توضيح استخدام السكر المضاف في منتجاتها إلى جانب اشتراطات أخرى. وكان من المفترض تفعيل هذا القرار في يوليو (تموز) 2018، لكن أعلنت الإدارة في بداية العام الحالي أنها سوف تؤجل تنفيذه إلى أجل غير مسمى.
من الفوائد التي كان من المتوقع أن يحققها ذلك التغيير المذكور دفع الشركات نحو الحد من استخدامها السكر في تصنيع منتجاتها، مثلما حدث في حالة الدهون المتحولة. وقد قامت بعض شركات الزبادي والمشروبات بالفعل بذلك. ومن السابق لأوانه معرفة ما إذا كانت هذه الاستراتيجية سوف تنجح أم لا، فقد عادت بعض شركات الأغذية، التي حاولت الحد من استخدام الصوديوم في بعض منتجاتها، مثل الحساء وعصائر الخضراوات، إلى استخدامها على حد قول الدكتور ويليت.
وأضاف قائلا: «لم تقم الشركات المنافسة لهم بهذا التغيير، في حين أن المنتجات التي تحتوي على قدر أقل من الصوديوم مذاقها مختلف.
هناك حاجة حقاً إلى المساواة وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص».

اختيار المنتجات الغذائية الأكثر صحية
> عند التسوق لشراء المنتجات المعالجة، التي تشمل أي منتج معبأ داخل كيس، أو علبة، أو زجاجة، ينبغي قراءة الملصق الغذائي جيداً. كذلك، ينبغي ملاحظة أن القيمة اليومية هي مقدار المادة الغذائية الذي يُنصح الشخص تناوله، إذا كان يتناول ألفي سعر حراري يومياً.
> بالنسبة إلى الدهون المشبعة، ينبغي أن تكون النسبة 5 في المائة أو أقل.
> بالنسبة إلى الصوديوم، ينبغي أن تكون النسبة 5 في المائة أو أقل.
> بالنسبة إلى السكر، ينبغي ألا يكون هناك سكر تماماً، لكن يوصي الخبراء النساء بتناول 24 غراما يومياً حدا أقصى، في حين على الرجال تناول 36 غراما يومياً حدا أقصى
> عند اختيار الخبز، وحبوب الإفطار، والأطعمة التي قوامها الحبوب، ينبغي فحص المكونات. أول مكون ينبغي أن يكون حبوبا كاملة مثل القمح الكامل. تعني الحبوب المتعددة، أن المنتج يحتوي على أكثر من نوع من الحبوب، وهي لا تكون بالضرورة حبوب كاملة.

الحدّ من الملح
> اقترحت إدارة الغذاء والدواء في عام 2016 على صناعة المنتجات الغذائية إرشادات وتوجيهات تطوعية تضمنت الحد من كمية الصوديوم المستخدمة في الطعام، حيث توجد صلة بين زيادة الصوديوم، الذي يمتزج مع الكلوريد ليكون الملح، وبين ارتفاع ضغط الدم، والإصابة بالأزمة القلبية، والسكتة الدماغية. ويتناول الأميركي في المتوسط كمية صوديوم أكبر بنحو 50 في المائة من الكمية التي ينصح الخبراء بتناولها، وتكون النسبة الأكبر منها موجودة بالفعل في طعامهم قبل أن تصل إلى موائدهم.
ويشير الخبراء إلى أن الزمن سيكشف لنا عما إذا كانت الإرشادات التي اقترحتها إدارة الدواء والغذاء سوف تحدث فرقاً أم لا، وبالفعل أشارت دراسة حديثة إلى أننا نسير في الاتجاه الصحيح، حيث انخفضت كمية الصوديوم، التي يحصل عليها القطاع المنزلي من المنتجات الغذائية المعلبة، بمقدار 400 مليغرام للفرد خلال الفترة من 2000 إلى 2014، كذلك يمكنك زيارة «اختيار منتجات السوبر ماركت الأكثر صحية» للحصول على نصائح خاصة بكيفية قراءة الملصقات الغذائية، وقوائم المكونات أثناء التسوق.

* رسالة هارفارد للقلب خدمات «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

دراسة: المكسرات تقلل الرغبة الشديدة في تناول الحلويات والوجبات السريعة

صحتك المكسرات تحتوي على نسبة عالية من الدهون والبروتين والألياف (بيكسلز)

دراسة: المكسرات تقلل الرغبة الشديدة في تناول الحلويات والوجبات السريعة

يُساعد استبدال حفنة من المكسرات المتنوعة بوجباتك الخفيفة المعتادة بين الوجبات الرئيسة على تقليل الرغبة الشديدة في تناول الحلويات، والوجبات السريعة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك انخفاض استهلاك الماء لدى الكثيرين خلال فصل الشتاء يُبطئ عملية الأيض ويُشعر الجسم بالجوع (بيكسباي)

9 خطوات لإنقاص وزنك دون ممارسة الرياضة هذا الشتاء

غالباً ما يجعلنا الشتاء نشعر بالكسل والجوع. فالطقس البارد، وقصر النهار، ووجبات عيد الميلاد الخفيفة، كلها عوامل تجعل فقدان الوزن تحدياً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك سرطان الحلق يصيب الجزء الأوسط من الحلق (جامعة أولد دومينيون الأميركية)

أداة ذكية تساعد في علاج سرطان الحلق

طوّر باحثون في معهد «دانا فاربر» للسرطان بالولايات المتحدة أداة جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتقدير احتمالية انتشار سرطان الحلق.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك التوت البري يُدرس لدوره في الوقاية من السرطان (بيكسلز)

«غذاء خارق»... نوع من التوت يعزز صحة القلب ويقي من السرطان

من الصلصات الاحتفالية إلى العصائر ذات الألوان الزاهية، لطالما كان التوت البري عنصراً مميزاً يضفي شكلاً وطعماً غير عاديين على الأطباق.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك فرش الأسنان الكهربائية تُزيل البلاك بفعالية أكبر من تلك اليدوية (بيكسلز)

فرشاة الأسنان الكهربائية أم العادية... أيهما الأفضل لصحة فمك؟

تُقدم فرش الأسنان الكهربائية العديد من المزايا مقارنةً بالفرش اليدوية، فهي توفر أداءً تنظيفياً فائقاً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

دراسة: المكسرات تقلل الرغبة الشديدة في تناول الحلويات والوجبات السريعة

المكسرات تحتوي على نسبة عالية من الدهون والبروتين والألياف (بيكسلز)
المكسرات تحتوي على نسبة عالية من الدهون والبروتين والألياف (بيكسلز)
TT

دراسة: المكسرات تقلل الرغبة الشديدة في تناول الحلويات والوجبات السريعة

المكسرات تحتوي على نسبة عالية من الدهون والبروتين والألياف (بيكسلز)
المكسرات تحتوي على نسبة عالية من الدهون والبروتين والألياف (بيكسلز)

يُساعد استبدال حفنة من المكسرات المتنوعة بوجباتك الخفيفة المعتادة بين الوجبات الرئيسة على تقليل الرغبة الشديدة في تناول الحلويات، والوجبات السريعة، وتحسين جودة نظامك الغذائي بشكل عام.

هذا ما توصلت إليه دراسة جديدة نُشرت في مجلة «Nutrients». وجد الباحثون أن الشباب المعرضين لخطر الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي، والذين تناولوا المكسرات يومياً لمدة 16 أسبوعاً، أبلغوا عن انخفاض في الرغبة الشديدة في تناول الحلويات، والمأكولات المالحة، وتناولوا المزيد من الأطعمة الغنية بالبروتين، وحققوا نتائج أفضل في مقياس جودة النظام الغذائي.

إليك ما تحتاج معرفته عن فوائد المكسرات لصحة التمثيل الغذائي، وفقاً لموقع «هيلث لاين»:

مكسرات مقابل الوجبات الخفيفة الغنية بالكربوهيدرات

قام فريق بحثي في ​​المركز الطبي بجامعة فاندربيلت الأميركية بتجنيد 84 مشاركاً (ذكوراً وإناثاً) تتراوح أعمارهم بين 22 و36 عاماً.

كان لدى جميع المشاركين عامل خطر واحد على الأقل للإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي، وهي مجموعة من الحالات الصحية، مثل ارتفاع ضغط الدم، وتراكم الدهون في منطقة البطن، واضطراب مستويات الكولسترول، والتي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، والسكري.

للتأهل، كان على المشاركين الحفاظ على وزن ثابت لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، وأن يكون مؤشر كتلة الجسم لديهم ضمن نطاق محدد.

تم استبعاد من يعانون من حساسية المكسرات، أو أمراض مزمنة كالسكري، أو عوامل نمط حياة معينة كالتدخين.

قبل بدء الجزء الرئيس من التجربة، خضع جميع المشاركين لفترة تمهيدية مدتها أسبوعان، تناولوا خلالها نظاماً غذائياً متوازناً يتضمن وجبات خفيفة نموذجية غنية بالكربوهيدرات، ولكن من دون مكسرات.

بعد ذلك، تم توزيع المشاركين عشوائياً على مجموعتين:

- مجموعة المكسرات: تناولت 33.5 غرام من مزيج اللوز النيئ غير المملح، والجوز، والبيكان، والمكاديميا، والبندق، والفستق، والكاجو مرتين يومياً.

- مجموعة الوجبات الخفيفة الغنية بالكربوهيدرات: تناولت وجبات خفيفة، مثل البسكويت المملح، أو ألواح الجرانولا مرتين يومياً.

كانت الوجبات الخفيفة من كلا النوعين متقاربة في السعرات الحرارية، والبروتين، والألياف، والصوديوم، وتم تناولها بين الساعة السادسة صباحاً والسادسة مساءً.

اجتمع المشاركون مع أخصائيي تغذية معتمدين كل أسبوعين، لتلقي الاستشارات، وتناول وجباتهم الخفيفة المُقسّمة مسبقاً.

استمرت الدراسة 16 أسبوعاً، قام خلالها الباحثون بقياس الرغبة الشديدة في تناول الطعام، والكمية اليومية المتناولة من الطعام، وجودة النظام الغذائي بشكل عام في بداية الدراسة ونهايتها. كما قاموا بجمع عينات دم لتحليل الهرمونات المرتبطة بالشهية.

تناول المكسرات قلل الرغبة الشديدة في تناول الحلويات

مع نهاية الدراسة، أظهرت المجموعة التي تناولت المكسرات باعتبار أنها وجبات خفيفة تغيرات ملحوظة في عاداتها الغذائية، ورغباتها.

أفاد المشاركون الذين تناولوا المكسرات بما يلي:

انخفاض الرغبة الشديدة في تناول الحلويات والوجبات السريعة: انخفضت مستويات الرغبة الشديدة في تناول أصناف مثل الكعك، وحلوى البراونيز، والدونات، والآيس كريم، ورقائق البطاطس، والبيتزا. على سبيل المثال، انخفضت الرغبة الشديدة في تناول البراونيز بمقدار نصف نقطة تقريباً على مقياس من خمس نقاط، وانخفضت الرغبة الشديدة في تناول الكعك بأكثر من 0.6 نقطة.

انخفاض تفضيل المذاق الحلو: أفاد أشخاص أقل بنسبة 12 في المائة ضمن أفراد المجموعة التي تناولت المكسرات بأنهم يفضلون النكهات الحلوة مقارنةً ببداية الدراسة.

انخفاض تناول الوجبات الخفيفة السكرية والمالحة: انخفض معدل تناول الحلويات المجمدة، والوجبات الخفيفة المالحة.

تناول المزيد من الأطعمة الغنية بالبروتين: في المتوسط، زاد المشاركون حصصهم اليومية من الأطعمة البروتينية، وخاصةً من المأكولات البحرية، والمصادر النباتية، بأكثر من أربع حصص.

ارتبط ذلك بتغيرات في بعض الهرمونات المسؤولة عن الشهية.

في المجموعة التي تناولت المكسرات، ارتفعت مستويات هرمون GLP-1 -وهو هرمون يُساعد على تنظيم الشهية- وارتبط هذا الارتفاع بانخفاض الرغبة الشديدة في تناول الكعك والحلوى والآيس كريم.

كيف تُساعد المكسرات في تقليل الرغبة الشديدة في تناول الحلويات؟

أشارت كيزيا جوي، أخصائية تغذية مُسجلة، إلى أن استبدال المكسرات بالوجبات الخفيفة الغنية بالكربوهيدرات يُمكن أن يُساعد في تقليل الرغبة الشديدة في تناول الحلويات، وذلك بفضل العناصر الغذائية المتوازنة الموجودة في المكسرات. لم تُشارك جوي في الدراسة الجديدة.

تحتوي المكسرات على نسبة عالية من الدهون والبروتين والألياف.

وقالت لموقع «هيلث لاين»: «يُؤدي الهضم البطيء لهذه العناصر الغذائية إلى استقرار مستوى السكر في الدم، ويُعزز الشعور بالشبع لفترات أطول».

وأضافت جوي أن تناول المكسرات يُساعد في تنظيم مستوى السكر في الدم.

وشرحت: «يرتبط استقرار مستوى السكر في الدم بانخفاض أو انعدام تقلبات مستوى الجلوكوز في الدم (الارتفاعات والانخفاضات)، وكلما قلّت هذه التقلبات، قلّ احتمال إرسال الجسم إشارات الحاجة المُلحة للطاقة عبر الجوع، أو الرغبة الشديدة في تناول الحلويات».

واختتمت جوي حديثها بالقول إن مضغ المكسرات يتطلب أيضاً وقتاً وجهداً أكبر مقارنةً بالأطعمة الأخرى.

وأضافت: «إن هذا الوقت الإضافي، إلى جانب توفير شعور أكبر بالشبع، يساهمان في تعزيز الرضا بعد تناول الطعام، ويدعمان تنظيم الشهية على المدى الطويل».


هل يُسبب شرب القهوة الانتفاخ؟

شرب القهوة يُؤثر على نسبة الحموضة في المعدة (رويترز)
شرب القهوة يُؤثر على نسبة الحموضة في المعدة (رويترز)
TT

هل يُسبب شرب القهوة الانتفاخ؟

شرب القهوة يُؤثر على نسبة الحموضة في المعدة (رويترز)
شرب القهوة يُؤثر على نسبة الحموضة في المعدة (رويترز)

يلجأ الكثير من الأشخاص في الصباح إلى فنجان من القهوة للشعور بالنشاط، والتمكن من بدء أعمالهم، ومهامهم اليومية.

يُمكن أن يزيد شرب القهوة من إفراز حمض المعدة، مما يُسرّع عمل الجهاز الهضمي. قد يُعاني بعض الأشخاص من الغازات، أو عدم الراحة في البطن نتيجةً لذلك، كما تسبب القهوة بطبيعة الحال الشعور بالانتفاخ.

لماذا تُسبب القهوة الانتفاخ؟

لا شيء يُضاهي متعة احتساء فنجان قهوة ساخناً ولذيذاً في الصباح. فهي تُقدم فوائد صحية عديدة، مثل تقليل الالتهابات، وتعزيز عملية الأيض، وتقليل خطر الإصابة ببعض الأمراض. مع ذلك، يُصاحب الكافيين الصباحي لدى البعض انتفاخ مزعج يجعلهم يُفكرون مرتين قبل طلب فنجان ثانٍ.

يُمكن أن يُسبب شرب القهوة الانتفاخ لأسباب مُتعددة. فالقهوة مشروب حمضي بطبيعته، وشربها يُمكن أن يُؤثر على نسبة الحموضة في المعدة. هذا التغيير في الحموضة يُمكن أن يُهيج بطانة المعدة، ويُحفز الجسم على إنتاج المزيد من الغازات. عندما تتراكم الغازات، يشعر الشخص بامتلاء المعدة، أو انتفاخها.

بالطبع، لا تؤثر القهوة بنفس الطريقة على جميع الأشخاص. فبعضهم أكثر حساسية من غيرهم. كما أن خيارات نمط الحياة قد تلعب دوراً في تأثير القهوة على الجهاز الهضمي. على سبيل المثال، قد يؤدي شرب القهوة على معدة فارغة إلى تفاقم الأعراض المحتملة؛ لعدم وجود طعام في الجسم يُساعد على تخفيف الحموضة.

عوامل أخرى مُساهمة

أحياناً، لا تكون القهوة هي السبب الوحيد للانتفاخ. تشمل العوامل الأخرى التي قد تؤثر عليك ما يلي:

الحليب: يُضيف الكثيرون الحليب أو الكريمة إلى قهوتهم. مع ذلك، قد يُعاني الأشخاص الذين لديهم حساسية من اللاكتوز أو منتجات الألبان من عدم الراحة. إذا لم تتمكن من هضم اللاكتوز (سكر الحليب)، حتى الكمية الصغيرة منه، فإن ذلك يؤدي إلى آثار جانبية غير مرغوب فيها، مثل الغازات، والانتفاخ، وتقلصات المعدة.

المُحليات الاصطناعية: من الشائع أن يلجأ الكثيرون إلى بدائل خالية من السكر عند تحضير فنجان من القهوة. مع ذلك، تُشير الأبحاث إلى أن هذه المُحليات قد يصعب هضمها، وتُسبب اضطرابات في الجهاز الهضمي، مثل الانتفاخ.

طريقة شرب القهوة: يُؤدي تناول القهوة بسرعة كبيرة، أو على معدة فارغة إلى اضطراب عملية الهضم. لذا، يُمكن أن يُحدث التمهل في تناول القهوة والانتباه إلى كمية القهوة المُتناولة فرقاً كبيراً في الوقاية من انتفاخ القهوة.

أعراض انتفاخ القهوة

تختلف طريقة حدوث انتفاخ القهوة من شخص لآخر. فبينما يصفه معظم الناس بأنه شعور بعدم الراحة، فقد تختلف تجاربهم بناءً على أعراضهم.

تشمل أعراض انتفاخ القهوة على سبيل المثال لا الحصر:

الشعور بالامتلاء: قد تشعر بامتلاء معدتك، حتى لو لم تتناول الكثير من الأطعمة الصلبة، أو لم تتناول أي طعام على الإطلاق.

الشعور بالضيق: قد يُسبب انتفاخ القهوة شعوراً بالتمدد أو الضيق في منطقة البطن. وقد تشعر أيضاً بضغط في معدتك يُؤدي إلى تمددها.

قرقرة المعدة أو هديرها: قد تلاحظ قرقرة في معدتك أثناء محاولتها هضم القهوة، وأي أطعمة أخرى تناولتها.

انتفاخ البطن (إخراج الغازات): قد يؤدي شرب القهوة إلى زيادة الغازات، مما قد ينتج عنه المزيد من التجشؤ، والانتفاخ.

تقلصات المعدة: قد تعاني من تقلصات في المعدة نتيجة احتباس الغازات في جهازك الهضمي.

حاجة ملحة لدخول الحمام: يشعر الكثيرون بالحاجة إلى الذهاب إلى الحمام بعد رشفة واحدة من القهوة. هذه الحاجة الملحة لدخول الحمام قد تساهم في الشعور بعدم الراحة في الجهاز الهضمي.

من المهم الانتباه إلى كيفية استجابة جسمك للقهوة، وإجراء التعديلات اللازمة.


9 خطوات لإنقاص وزنك دون ممارسة الرياضة هذا الشتاء

انخفاض استهلاك الماء لدى الكثيرين خلال فصل الشتاء يُبطئ عملية الأيض ويُشعر الجسم بالجوع (بيكسباي)
انخفاض استهلاك الماء لدى الكثيرين خلال فصل الشتاء يُبطئ عملية الأيض ويُشعر الجسم بالجوع (بيكسباي)
TT

9 خطوات لإنقاص وزنك دون ممارسة الرياضة هذا الشتاء

انخفاض استهلاك الماء لدى الكثيرين خلال فصل الشتاء يُبطئ عملية الأيض ويُشعر الجسم بالجوع (بيكسباي)
انخفاض استهلاك الماء لدى الكثيرين خلال فصل الشتاء يُبطئ عملية الأيض ويُشعر الجسم بالجوع (بيكسباي)

غالباً ما يجعلنا الشتاء نشعر بالكسل والجوع. فالطقس البارد، وقصر النهار، ووجبات عيد الميلاد الخفيفة، كلها عوامل تجعل فقدان الوزن تحدياً، خاصةً إذا لم تكن من محبي الرياضة. لكن الخبر السار هو أنه من الممكن إنقاص الوزن في الشتاء دون الحاجة إلى الذهاب إلى النادي الرياضي. فالتغييرات البسيطة في نمط الحياة والنظام الغذائي تُحدث فرقاً كبيراً.

إليك بعض النصائح الفعّالة لإنقاص الوزن بدون رياضة:

1- ركّز على الوجبات الدافئة المطبوخة منزلياً

خلال فصل الشتاء، نميل عادةً إلى تناول الأطعمة المريحة. لذا، يُنصح بتناول الأطعمة الدافئة المطبوخة منزلياً بدلاً من الأطعمة المقلية أو الحلوة. تُعدّ الشوربات، والعدس، والخضار، واليخنات خيارات صحية ومغذية. احرص على أن تكون وجباتك متوازنة، مع تناول كميات وفيرة من الخضراوات والبروتين، حتى لا تشعر بالجوع بين الوجبات.

2- تحكم في حجم الحصص

لستَ مضطراً للتخلي عن أطعمتك المفضلة، بل تناولها باعتدال. استخدم أطباقاً أصغر، وامضغ الطعام ببطء، وتوقف عندما تشعر بالشبع. قد يؤدي الجوع في الشتاء إلى الإفراط في الأكل، ولذلك يُعدّ تناول الطعام بوعي محوراً أساسياً للتحكم في الوزن.

3- اشرب كمية كافية من الماء (حتى لو لم تشعر بالعطش)

يقل استهلاك الماء لدى الكثيرين خلال فصل الشتاء لعدم شعورهم بالعطش، مما قد يُبطئ عملية الأيض ويُشعر الجسم بالجوع. اشرب الماء الدافئ أو شاي الأعشاب أو ماء الكمون طوال اليوم. حافظ على الترطيب واشرب الكثير من الماء للهضم وتجنب الإفراط في الأكل.

4- أضف البروتين إلى كل وجبة

يساعد البروتين على كبح الجوع والشعور بالشبع. تناول أطعمة مثل البيض، والجبن، والزبادي، والعدس، والبقوليات، والمكسرات، والبذور، والدجاج أو السمك. يُخفف النظام الغذائي الغني بالبروتين من الرغبة الشديدة في تناول الطعام ويساعد على إنقاص الوزن بطريقة صحية دون الحاجة إلى ممارسة الرياضة.

5- تجنب تناول الطعام في وقت متأخر من الليل

الليالي طويلة، وخلال فصل الشتاء، قد تشعر المرء برغبة شديدة في تناول وجبة خفيفة أثناء مشاهدة التلفاز أو تصفح الهاتف. يُعدّ الإفراط في تناول الطعام ليلاً من الأسباب الشائعة لزيادة الوزن. حاول تناول العشاء قبل ساعتين إلى ثلاث ساعات على الأقل من موعد النوم. في حال شعرت بالجوع لاحقاً، يمكنك تناول مشروب دافئ مثل شاي الأعشاب أو حليب الكركم.

6- احصل على قسط كافٍ من النوم

يؤثر نقص النوم على هرمونات الجوع والشبع، مما يؤدي إلى زيادة الوزن. احرص على الحصول على 7-8 ساعات من النوم الجيد ليلاً. يُساعد النوم جسمك على حرق السعرات الحرارية بشكل أفضل ويُقلل من الرغبة في تناول الأطعمة الشهية وغير الصحية.

7- حافظ على نشاطك اليومي

حتى وإن لم تكن تمارس الرياضة، يجب ألا تجلس لفترات طويلة. شارك في أنشطة يومية بسيطة ومنتظمة، مثل الأعمال المنزلية، وتمارين التمدد الخفيفة، والمشي أثناء المكالمات الهاتفية، أو أخذ فترات راحة قصيرة للحركة. تُساعد هذه الحركات البسيطة على حرق السعرات الحرارية والحفاظ على مستوى التمثيل الغذائي.

8- قلل من تناول السكر والأطعمة المصنعة

تُعدّ منتجات المخابز، وحلويات الشتاء، والوجبات الخفيفة المُغلّفة مصادر سهلة لإضافة سعرات حرارية. قلل من تناول الحلويات، والبسكويت، ورقائق البطاطس، والمشروبات المُحلّاة. بدلاً من ذلك، تناول الفواكه، والمكسرات المحمصة، أو الوجبات الخفيفة المنزلية.

9- تحكّم بمستويات التوتر

قد يُؤدي التوتر إلى زيادة الأكل العاطفي وزيادة الوزن. ستساعدك طرق بسيطة مثل التنفس العميق، والتأمل، وقضاء الوقت مع من تُحب على التحكم بمستويات التوتر وتجنّب الإفراط في تناول الطعام.