كشف حساب «الجونة» في طبعته الأولى

أموال الأخوين «ساويرس» ليست هي تميمة النجاح

المخرج تامر عاشور يحتفل بفوز فيلمه الأول «فوتوكوبي»... والمخرج اللبناني زياد الدويري يحمل جائزة النجمة الفضية (أ.ف.ب)
المخرج تامر عاشور يحتفل بفوز فيلمه الأول «فوتوكوبي»... والمخرج اللبناني زياد الدويري يحمل جائزة النجمة الفضية (أ.ف.ب)
TT

كشف حساب «الجونة» في طبعته الأولى

المخرج تامر عاشور يحتفل بفوز فيلمه الأول «فوتوكوبي»... والمخرج اللبناني زياد الدويري يحمل جائزة النجمة الفضية (أ.ف.ب)
المخرج تامر عاشور يحتفل بفوز فيلمه الأول «فوتوكوبي»... والمخرج اللبناني زياد الدويري يحمل جائزة النجمة الفضية (أ.ف.ب)

نعم استطاع مهرجان الجونة السينمائي أن يحقق النجاح في نسخته الأولى، بينما كان هناك من يراهن على أن الفشل لا محالة يترقب المهرجان الوليد، متحججاً بأن الأموال لا تحقق وحدها أي إنجاز، وهذا حقيقي، الفلوس ليست هي الطريق المضمون، ولكن كيفية إنفاقها لتحقيق الهدف هو أول الطريق.
هناك إرادة وعقلية تنظيمية أمسكت المنظومة برمتها، وعلى أرض الواقع شاهدنا حقاً مهرجاناً به أفلام وندوات ومحاضرات وجمهور، وليس فقط الضيوف، ولكن لاحظت أن هناك من يقطع التذكرة بين الجمهور العادي ولديه شغف وعنده أسئلة، وذلك من خلال خمس قاعات شهدت فعاليات المهرجان، نعم العدد لا يقارن بالمهرجانات الكبرى، ولكن فقط عليك أن تعرف أنه قبل بضعة أشهر كانت هناك قاعة عرض واحدة فقط لا غير في الجونة، وأتصور أن هناك خطة لمضاعفة العدد، خاصة مع ترقب عودة السياحة إلى معدلها الطبيعي خلال العام المقبل، وبهذا يُصبح إنشاء دار عرض هدفاً له أيضاً بعده الاقتصادي، لأن دور العرض لا تنشأ من أجل المهرجانات فقط.
«أنا هنا في الجنة»، هكذا استمعنا إلى أكثر من ضيف بمهرجان الجونة في طبعته الأولى، وهو يشيد بالمهرجان والمدينة الساحرة بهذا الوصف، ولا أتصورها تدخل في نطاق المجاملة، فهي حقا تملك الكثير من السحر.
الجونة بالمناسبة ليست مدينة بالمعني العلمي الجغرافي مثل «كان»، أو «فينسيا» ولكنها أقرب إلى منتجع داخل مدينة الغردقة، أنشأه المهندس سميح ساويرس، قبل نحو 20 عاما، كان يراهن على المستقبل القريب، وتعددت فنادقها وأسواقها، وكانت بالفعل هي المقصد الرئيسي لكثير من السياح خاصة القادمين من ألمانيا، ومثل كل الأماكن السياحية في مصر بعد ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011 تراجعت اقتصاديا بسبب تضاؤل إقبال السياح، إلا أنها رغم كل شيء كانت تقاوم من أجل البقاء.
استطاع المهرجان أن يقفز الحدود ليحمل اسمها إلى بلاد الدنيا كلها، ومن المؤكد هناك انطباعا إيجابيا حققه المهرجان لدي ضيوفه القادمين من كل أنحاء المعمورة، وسوف يلعب دوره في تهيئة المناخ للعودة مجددا إلى البؤرة، وهى مكانة تستحقها الغردقة وكل المحافظات السياحية المصرية التي عانت كثيرا في السنوات الأخيرة، مثل «الأقصر»، و«أسوان»، و«شرم الشيخ» وغيرها.
مساء الجمعة انتهت الرحلة الممتعة مع الفن السابع بكل أطيافه، إلا أن السؤال هو... هل انتهى المهرجان بلحظة إعلان النتيجة النهائية، وهي كالعادة تتباين فيها الآراء؟ الحقيقة أن المهرجان أي مهرجان، لا يمكن اعتبار أن لحظة النهاية هي فقط عند مغادرة الموقع، والعودة للوطن، هناك لحظات مراجعة لما تم تقديمه فعلا، وهو ما ستفعله إدارة المهرجان قريبا، وربما لا يعلم الكثيرون أن المهرجان وضع في خطته أن كل يوم في الصباح الباكر يجتمع الفريق كله، ويبدأ الجميع في مراجعة ما تم، وهم لديهم الشجاعة لمواجهة أي خطأ وتلافيه.
قبل أن أكمل... دعونا أولا نتوقف أمام أهم نتائج لجنة التحكيم التي انتهت إليها للجان الثلاثة، الأولى الروائي الطويل، والثانية الوثائقي الطويل، والثالثة القصير بشقيه الروائي والتسجيلي.
الفيلم الروائي الفائز بالجائزة الذهبية لأفضل فيلم روائي طويل «أم مخيفة» وهي جائزة نجمة الجونة و50 ألف دولار، والجائزة الفضية 25 ألف دولار لفيلم «القضية 23»، المثير للجدل ولقد حرص مخرجه اللبناني زياد الدويري، على التأكيد بأنه لن يثنيه شيء عن مواصلة الجدل، والجائزة البرونزية «أرثيما»، وقدرها 15 ألف دولار، بينما الفيلم المصري «فوتوكوبي» أول إخراج لتامر عاشور، حصل على جائزة أفضل فيلم عربي، وقدرها 20 ألف دولار، وأفضل ممثل بطل فيلم «زاما» دانيال جيمينيز كاتشو، بينما أفضل ممثلة نادية كوندا بطلة فيلم «وليلي» لفوزي بن سعيدي، المخرج المغربي.
وطبعا سنلاحظ أن جائزة أفضل فيلم عربي تُثير الجدل، فإذا كان «فوتوكوبي» أفضل فيلم عربي، كما أشارت لجنة التحكيم، وحيث إن فيلم «القضية 23» عربي أيضا، وحصل على الفضية وقدرها 25 ألف دولار، معني ذلك أن «فوتوكوبي» أفضل من «القضية 23»، في تقدير اللجنة، فكيف يستقيم الأمر، ويحصل الفيلم الأفضل على جائزة أقل ماديا، بـ5 آلاف دولار أميركي، كما أن المنطق يُفضي أن هناك ازدواجية في المعايير، تم تطبيقها في المهرجان، والمفروض حتى لا يحدث ذلك، هو أن تصبح لدى المهرجان لجنة مستقلة للفيلم العربي فقط، في كل المجالات الثلاثة وأعني بها الروائي الطويل والتسجيلي الطويل وأيضاً القصير بشقيه تسجيلي وروائي، وفي هذه الحالة لا تناقض، لأننا بصدد لجنة تحكيم أخرى، وكل لجنة تتحمل فقط النتائج، فإذا اختارت لجنة تحكيم الفيلم العربي فيلما يحظى بلقب الأفضل، وخرج بلا جائزة من المسابقة العامة التي منحت فيلما عربيا آخر الجائزة، فلا تناقض في هذه الحالة لأننا بصدد لجنة أخرى.
أتمنى أن يدرس القائمون على المهرجان هذا الاقتراح، والذي يصب لصالح لجان التحكيم كلها، من الممكن في العام المقبل أن تستقل لجنة تحكيم أخرى بقرارها بعيدا عن تلك اللجان العامة، ومن الممكن أن تزداد أيضاً مساحة السينما العربية.
ونُكمل قائمة الجوائز، لدينا أيضا جائزة الفيلم الوثائقي الطويل، حصل على الذهبية «لست عبداً لك» وقدرها 30 ألف دولار، وفيلم «بارود ومجد»، الجائزة الفضية 15 ألف دولار، وفيلم «لدي صورة»، أفضل فيلم عربي، وقدرها 10 دولارات، وحصل فيلم «سفرة» على جائزة خاصة، وأيضاً جائزة الجمهور الأولي لبعده الإنساني، والتي تتوافق مع شعار المهرجان، «سينما من أجل الإنسانية»، بينما في مسابقة الفيلم القصير كانت الجائزة لفيلم «عنب الذنب»، والجائزة قدرها 15 ألف دولار، والفضية «لا لا بالالاي لاي» وقدرها 7 آلاف دولار، و500 دولار، وأفضل فيلم عربي «القفشة» 5 آلاف دولار.
نعم كانت رحلة المهرجان شاقة، وهو مثل كل التجارب السابقة، عاش في لحظات زمنية متباينة، كان الحرص على النجاح هو الطريق، ومن أفضل الأفكار التي طُبقت في المهرجان، المحاضرات السينمائية والتي كانت آخرها ما قدمه المخرج العالمي «أوليفر ستون»، والذي شارك بعدها في الحفل الختامي، كما أن لقاء الفنان العالمي فوريست ويتكر منح الجلسة مذاقاً آخر في ضرورة أن يضع السينمائي أمامه هدفا عالميا، وهو ما يطبقه ويتكرر مع دولة جنوب السودان.
وكان من المحاضرات المهمة أيضاً، ما قدمه كل من محمود حميدة، والمخرج أسامة فوزي، حيث جمع بينهما ثلاثة أفلام «بحب السيما»، و«عفاريت الأسفلت»، و«جنة الشياطين»، فكان لا بد من إلقاء الضوء عليها.
هل من الممكن أن نختصر حالة مهرجان الجونة إلى مجرد أموال ترصد من الشقيقين ساويرس (نجيب وسميح)، ولهذا تُفتح أمامهما كل الأبواب المغلقة؟ إنها الصورة الذهنية التي رسختها السينما، عن رجل الأعمال الذي ينفق ببذخ لتحقيق أهدافه، بينما الحقيقة تؤكد أن لا شيء يرصد دون خطة ومردود، تسبقها دراسة جدوى، إنها في جانب كبير منها تظلم الحقيقة، لم يُنكر الشقيقان أبدا الجانب التسويقي السياحي للمهرجان في بعده العام، فهو بالطبع يسعى لذلك، والمبلغ المرصود للمهرجان، هو كما ذكر سميح ساويرس الذي يشكل مع شقيقه نجيب الضلع العميق الاستراتيجي للمهرجان، حيث أكد في حوار صحافي أن الميزانية نحو 50 مليون جنيه (3 ملايين دولار)، وتوجد قطعا مهرجانات عربية وخليجية تجاوزت هذا الرقم، ولكنه مصريا يعتبر هو الأضخم، خاصة وأن مهرجان القاهرة السينمائي، بعد كل المساعدات التي يحصل عليها لا يتجاوز 10 ملايين جنيه، وهو ما يزيد قليلا عن نصف مليون دولار.
لا يعلم الكثيرون أن نجيب ساويرس كان في أكثر من دورة داعما رئيسيا لمهرجان القاهرة السينمائي، وحرص على تحقيق ذلك، ولكنه لم يواصل الدعم في كل الدورات وذلك لخلاف يحدث بين الحين والآخر مع القائمين على المهرجان، إلا أنه هذه المرة أكد لرئيسة مهرجان القاهرة ماجدة واصف أنه على استعداد لتقديم دعم مادي لمهرجان القاهرة.
وهو بهذا القرار يضع نهاية لسؤال عقيم يردده البعض، وهو هل مهرجان الجونة سيصبح بديلا لمهرجان القاهرة، خاصة وأن الجونة يتوجه جغرافيا مثل القاهرة للعالم كله؟ وهو بهذا يلعب في مساحة تتوافق مع القاهرة، إلا أن هذا لا يعني أن يكون بديلا له، ولكنه فقط يقف بجواره والاثنان يحملان اسم مصر للعالم.
«الجونة» في نسخته الأولى نجح في لفت انتباه العالم بجدارته بالوجود على الخريطة، وهو يحمل قوة دفع تدفعه خطوات للأمام في الدورة المقبلة، لا شك أن المدير الفني انتشال التميمي لعب دورا جوهريا في رسم ملامحه، فإذا كانت الفنانة بشرى هي صاحبة البذرة الأولى في إقامته، فإن انتشال لعب دورا محوريا في انتقاء الأفلام والتظاهرات الموازية، وليس الأمر مرتبطا بصفقات تدفع ولكن انتقاء الأفلام، وحرصه على البعدين العالمي والعربي، في اختيار ضيوفه، كما أن نجيب ساويرس مؤسس المهرجان لم يلتفت أبدا إلى تلك الأقاويل المتعلقة بأنه عراقي الجنسية، فمن قال إن مدير المهرجان يجب أن يكون بالضرورة مصريا، ولا حتى عربيا، ولكن هو صاحب خبرة في المهرجانات تربو على ربع قرن من الزمان.
المهرجان سوف يستمر في نفس التوقيت العام المقبل، النصف الثاني من سبتمبر (أيلول) 2018، وأظن أن فريق العمل بدأ منذ تلك اللحظة في الإعداد للدورة الثانية.


مقالات ذات صلة

لبنى عبد العزيز: شخصية «فرح» تنحاز لسيدات كُثر في مجتمعنا السعودي

يوميات الشرق تجسّد لبنى في «خريف القلب» شخصية السيدة الثرية فرح التي تقع في ورطة تغيّر حياتها

لبنى عبد العزيز: شخصية «فرح» تنحاز لسيدات كُثر في مجتمعنا السعودي

من النادر أن يتعاطف الجمهور مع أدوار المرأة الشريرة والمتسلطة، بيد أن الممثلة السعودية لبنى عبد العزيز استطاعت كسب هذه الجولة

إيمان الخطاف (الدمام)
يوميات الشرق هند الفهاد على السجادة الحمراء مع لجنة تحكيم آفاق عربية (إدارة المهرجان)

هند الفهاد: أنحاز للأفلام المعبرة عن روح المغامرة

عدّت المخرجة السعودية هند الفهاد مشاركتها في لجنة تحكيم مسابقة «آفاق السينما العربية» بمهرجان القاهرة السينمائي بدورته الـ45 «تشريفاً تعتز به».

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق «أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

تظهر البطلة بملابس بسيطة تعكس أحوالها، وأداء صادق يعبّر عن امرأة مكافحة لا تقهرها الظروف ولا تهدأ لتستعيد حقّها. لا يقع الفيلم اللبناني في فخّ «الميلودراما».

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)

«القاهرة السينمائي» يوزّع جوائزه: رومانيا وروسيا والبرازيل تحصد «الأهرامات الثلاثة»

أثار الغياب المفاجئ لمدير المهرجان الناقد عصام زكريا عن حضور الحفل تساؤلات، لا سيما في ظلّ حضوره جميع فعاليات المهرجان.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق معابد الأقصر تحتضن آثار الحضارة القديمة (مكتبة الإسكندرية)

«تسجيلي» مصري يوثّق تاريخ الأقصر «أقوى عواصم العالم القديم»

لم تكن قوة الأقصر ماديةً فحسب، إنما امتدّت إلى أهلها الذين تميّزوا بشخصيتهم المستقلّة ومهاراتهم العسكرية الفريدة، فقد لعبوا دوراً محورياً في توحيد البلاد.

محمد الكفراوي (القاهرة )

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.