إغلاق وسط طرابلس وإعلان الطوارئ تحسباً لمظاهرة ضد حكومة الوفاقhttps://aawsat.com/home/article/1032991/%D8%A5%D8%BA%D9%84%D8%A7%D9%82-%D9%88%D8%B3%D8%B7-%D8%B7%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D9%84%D8%B3-%D9%88%D8%A5%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%88%D8%A7%D8%B1%D8%A6-%D8%AA%D8%AD%D8%B3%D8%A8%D8%A7%D9%8B-%D9%84%D9%85%D8%B8%D8%A7%D9%87%D8%B1%D8%A9-%D8%B6%D8%AF-%D8%AD%D9%83%D9%88%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%81%D8%A7%D9%82
إغلاق وسط طرابلس وإعلان الطوارئ تحسباً لمظاهرة ضد حكومة الوفاق
قوات تابعة لوحدة الحرس الرئاسي الليبي تقوم بحراسة بوابة مطار طرابلس الدولي (أ.ف.ب)
أعلنت الأجهزة الأمنية والعسكرية كافة لحكومة الوفاق الوطني في العاصمة الليبية طرابلس أمس، رفع درجة استعداداتها تحسبا لمظاهرات يفترض أن تشهدها المدينة، اليوم، ضد الحكومة التي يترأسها فائز السراج، بدعوة من عبد الباسط إقطيط المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين. وقلل مصدر أمني في حكومة السراج، في حديث لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف أمس، من أهمية المظاهرات وشكك في إمكانية حدوثها من الأساس، غير أنه لفت في المقابل إلى أن «كل الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة التي تحظى بدعم من بعثة الأمم المتحدة، مستعدة للتعامل مع أي خروج على القانون أو أي مظاهر لاستخدام العنف وإشاعة الفوضى»، على حد تعبيره. وأوضح المصدر، الذي طلب عدم تعريفه، أن بعض الميليشيات المسلحة التي تسيطر على طرابلس أعلنت دعمها لحكومة السراج، وعلى رأسها كتيبة «ثوار طرابلس» التي يقودها، هيثم التاجوري. وقال: إن مديرية أمن طرابلس أعلنت حالة الطوارئ في صفوفها، في إطار خطة أمنية تستهدف غلق ميدان الشهداء بوسط العاصمة، باعتباره المكان المقترح للمظاهرات، كما اتهم حزب العدالة والبناء التابع لجماعة الإخوان المسلمين بالتورط في دعم هذه المظاهرات. وأضاف: «ليس سرا أن المدعو إقطيط، من الموالين لـ(الإخوان)، وأنهم يقدمونه مرشحا بديلا للسراج». لكن محمد صوان، رئيس حزب «الإخوان»، نفى في المقابل هذه الاتهامات، وقال في بيان له أمس: «لسنا طرفا في دعم أي مغامرات تهدف إلى الوصول للسلطة خارج إطار الاتفاق السياسي، أو من دون عملية انتخابية». بيد أنه مع ذلك أضاف: «نحترم التعبير عن الرأي بمختلف آلياته، فالتظاهر السلمي حق مشروع يكفله القانون شرط عدم المساس بالأمن والسلم الأهليين، وفي الوقت ذاته نرجو ألا يُستغل الحراك لإحداث مزيد من الفوضى». وراجت مؤخرا صورة فوتوغرافية تجمع بين إقطيط وبعض قيادات جماعة الإخوان برفقة راشد الغنوشي، رئيس حزب النهضة التونسي، لكن حزب الإخوان قال في بيان وزعه قبل يومين «إن الصورة المتداولة للقاء كانت بمقر الحزب وتعود لعام 2013»، معتبرا أن ما أثير حولها هو عارٍ تماماً عن الصحة. وكانت مديرية أمن طرابلس، أعلنت أمس على لسان رئيسها العقيد صلاح السموعى، أنها رفضت رسمياً منح الإذن بالتظاهر اليوم في ميدان الشهداء بطرابلس. وقال السموعي في رسالة تم تسريبها أمس، وموجهة، على ما يبدو، إلى الجهة التي طلبت الحصول على ترخيص بالتظاهر: «ليس لديكم رؤية واضحة لمكان انطلاق مظاهراتكم، ولا تتبعون جهة معينة ولا مكانا معينا لكي يتسنى لنا إعطاؤكم الإذن بالتظاهر». من جهتها، أعلنت الإدارة العامة للبحث الجنائي التابعة لوزارة الداخلية بحكومة السراج، ميدان الشهداء بوسط طرابلس: «منطقة مغلقة»، واعتبرت أن «أي محاولة للتجمهر بالميدان ستعد مخالفة للقانون يُحاسب مرتكبها». وزعمت الإدارة في بيان نشرته عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أن «هناك مخططا إرهابيا مسلحا يهدف لتحويل التظاهر لفوضى عارمة»، مؤكدة أن منظمي مظاهرة اليوم لم يستوفوا الشروط المحددة في قانون التظاهر لنيل الإذن.
الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.
واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.
وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.
وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.
وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.
وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.
تطييف القطاع الطبي
في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.
وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.
وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.
إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.
وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.
وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.
وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.
استهداف أولياء الأمور
في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.
وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.
في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.
ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.
وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.
ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.
وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.