برلين تتخوف من قرصنة روسية

TT

برلين تتخوف من قرصنة روسية

تتخوف برلين من تدخل روسي في الانتخابات، لا سيما مع تأكيدها على أن موسكو سعت منذ سنتين إلى زعزعة موقع المستشارة أنجيلا ميركل، بواسطة عمليات قرصنة معلوماتية وكذلك بدعم اليمين المتطرف المعادي للهجرة.
وفي هذا السياق، تصدر حزب «البديل لألمانيا» وسائل الإعلام التي يسيطر عليها الكرملين. كما استقبلت موسكو هذه السنة قادة هذا الحزب، الذين التقوا رئيس مجلس النواب فياتشيسلاف فولودين.
وأسهم كل ذلك في إثارة شكوك تنفيها روسيا على الدوام، بأن موسكو تسعى للتأثير على الخيارات السياسية لنحو 2.5 مليون مهاجر روسي قدموا من الاتحاد السوفياتي سابقاً قبل وخلال عام 1991، ليستقروا في ألمانيا حيث يشكلون أكبر مجموعة ناخبة من أصل أجنبي، كما أوضح ممثل عن هذه المجموعة في برلين ألكسندر رايسر.
وإن كانت وسائل الإعلام الألمانية لم تنجح في بحثها عن أدلة على وجود روابط مباشرة بين حزبي «البديل» وروسيا، فقد أشير منذ 2015 إلى محاولات التأثير على المجموعة الروسية الألمانية على أنها حقيقة مثبتة، ولا سيما مع ادعاء فتاة ألمانية روسية بالتعرض للاغتصاب من مهاجرين. وعلى الرغم من إقرار الفتاة بأنها كذبت بشأن التعدي عليها، فإن «قضية ليسا» لقيت تغطية وافية في وسائل الإعلام الروسية.
وقال مسؤول حكومي مقرب من أنجيلا ميركل لوكالة الصحافة الفرنسية طالباً عدم كشف اسمه: «تلك كانت اللحظة التي تمّ فيها التنبه للأمر».
هذا ما حمل برلين على اختيار استراتيجية تقوم على المواجهة المباشرة من أجل تدارك أي محاولات لزعزعة الاستقرار.
وتعرض مجلس النواب عام 2015 لعملية قرصنة معلوماتية مكثفة اخترقت ما يوازي مليون رسالة إلكترونية، لا سيما رسائل نواب مطلعين على ملفات حساسة. ولم تظهر الرسائل الإلكترونية المخترقة حتى الآن على الإنترنت. وقال الخبير في الأمن المعلوماتي في مكتب «نويه فيرانتفورونغ» الألماني للدراسات إن «الخطر الأكبر قد ينجم عن حملة إعلامية تغذيها وثائق مسروقة».
من جهتها، وضعت الهيئة الألمانية المكلفة التعامل مع الكوارث والأزمات الخطيرة خطة طارئة لإبلاغ المواطنين في حال بث أخبار كاذبة بصورة مكثفة، بحسب ما أوردت صحيفة «سودويتشه تسايتونغ».
وأعرب وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيار، الأربعاء، عن ارتياحه لهذه الاستراتيجية الاستباقية، مشيراً إلى عدم وجود «أي مؤشر إلى تدخل من بوتين في الانتخابات». لكنه أضاف: «ربما تخلوا عن ذلك، أو ربما سيحصل لاحقاً».


مقالات ذات صلة

مسؤول: قراصنة إلكترونيون صينيون يستعدون لصدام مع أميركا

العالم القراصنة قاموا بعمليات استطلاع وفحص محدودة لمواقع إلكترونية متعددة مرتبطة بالانتخابات الأميركية (أرشيفية - رويترز)

مسؤول: قراصنة إلكترونيون صينيون يستعدون لصدام مع أميركا

قال مسؤول كبير في مجال الأمن الإلكتروني في الولايات المتحدة إن قراصنة إلكترونيين صينيين يتخذون مواطئ قدم في بنية تحتية خاصة بشبكات حيوية أميركية.

آسيا هيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية نصحت السفن والطائرات في منطقة البحر الغربي بالحذر من تشويش إشارة نظام تحديد المواقع (أ.ف.ب)

سيول تتهم بيونغ يانغ بالتشويش على «جي بي إس»

كشف الجيش في كوريا الجنوبية اليوم (السبت) أن كوريا الشمالية قامت بالتشويش على نظام تحديد المواقع العالمي (جي بي إس) أمس (الجمعة) واليوم.

«الشرق الأوسط» (سيول)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب يقف إلى جانب محاميه تود بلانش في محكمة مانهاتن الجنائية (أ.ب)

تقرير: قراصنة صينيون تنصتوا على هاتف محامي ترمب

أبلغ مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) أحد كبار محامي الرئيس المنتخب دونالد ترمب أن هاتفه الجوال كان تحت مراقبة قراصنة صينيين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ أنباء عن متسللين إلكترونيين تابعين للحكومة الصينية رصدوا تسجيلات لاتصالات هاتفية لشخصيات سياسية أميركية (رويترز)

صحيفة: متسللون صينيون رصدوا تسجيلات صوتية لمستشار في حملة ترمب

ذكرت صحيفة واشنطن بوست، اليوم الأحد، أن متسللين إلكترونيين تابعين للحكومة الصينية رصدوا تسجيلات صوتية لاتصالات هاتفية لشخصيات سياسية أميركية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ صورة تعبيرية تظهر شخصاً جالساً أمام جهاز كمبيوتر وخلفه مزج بين علمي إيران والولايات المتحدة (رويترز)

قراصنة «روبرت» الإيرانيون يبيعون رسائل مسروقة من حملة ترمب

نجحت مجموعة قرصنة إيرانية، متهمة باعتراض رسائل البريد الإلكتروني لحملة المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترمب، أخيراً في نشر المواد التي سرقتها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

ميركل تعرب عن حزنها لعودة ترمب إلى الرئاسة الأميركية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
TT

ميركل تعرب عن حزنها لعودة ترمب إلى الرئاسة الأميركية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)

أعربت المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل عن «حزنها» لعودة دونالد ترمب إلى السلطة وتذكرت أن كل اجتماع معه كان بمثابة «منافسة: أنت أو أنا».

وفي مقابلة مع مجلة «دير شبيغل» الألمانية الأسبوعية، نشرتها اليوم الجمعة، قالت ميركل إن ترمب «تحد للعالم، خاصة للتعددية».

وقالت: «في الحقيقة، الذي ينتظرنا الآن ليس سهلا»، لأن «أقوى اقتصاد في العالم يقف خلف هذا الرئيس»، حيث إن الدولار عملة مهيمنة، وفق ما نقلته وكالة «أسوشييتد برس».

وعملت ميركل مع أربعة رؤساء أميركيين عندما كانت تشغل منصب مستشار ألمانيا. وكانت في السلطة طوال ولاية ترمب الأولى، والتي كانت بسهولة أكثر فترة متوترة للعلاقات الألمانية الأمريكية خلال 16 عاما، قضتها في المنصب، والتي انتهت أواخر 2021.

وتذكرت ميركل لحظة «غريبة» عندما التقت ترمب للمرة الأولى، في البيت الأبيض خلال شهر مارس (آذار) 2017، وردد المصورون: «مصافحة»، وسألت ميركل ترمب بهدوء: «هل تريد أن نتصافح؟» ولكنه لم يرد وكان ينظر إلى الأمام وهو مشبك اليدين.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب والمستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل يحضران حلقة نقاشية في اليوم الثاني من قمة مجموعة العشرين في هامبورغ بألمانيا... 8 يوليو 2017 (أ.ف.ب)

ونقلت المجلة عن ميركل القول: «حاولت إقناعه بالمصافحة بناء على طلب من المصورين لأنني اعتقدت أنه ربما لم يلحظ أنهم يريدون التقاط مثل تلك الصورة... بالطبع، رفضه كان محسوبا».

ولكن الاثنان تصافحا في لقاءات أخرى خلال الزيارة.

ولدى سؤالها ما الذي يجب أن يعرفه أي مستشار ألماني بشأن التعامل مع ترمب، قالت ميركل إنه كان فضوليا للغاية وأراد معرفة التفاصيل، «ولكن فقط لقراءتها وإيجاد الحجج التي تقويه وتضعف الآخرين».

وأضافت: «كلما كان هناك أشخاص في الغرفة، زاد دافعه في أن يكون الفائز... لا يمكنك الدردشة معه. كان كل اجتماع بمثابة منافسة: أنت أو أنا».

وقالت ميركل إنها «حزينة» لفوز ترمب على كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني). وقالت: «لقد كانت خيبة أمل لي بالفعل لعدم فوز هيلاري كلينتون في 2016. كنت سأفضل نتيجة مختلفة».