> أي مات دامون نتحدث عنه هنا؟ الرجل الرازح تحت ضغوط المجتمع والحالم بدور له في إنقاذ الإنسانية مما هو مقدر لها، أم دامون الذي يقتل زوجته حباً ببوليصة التأمين على حياتها؟
إنهما دوران شاسعان لممثل صاغ طريقته في أن يعكس شخصية الرجل العادي الذي لا خصال غير عادية في شخصيته.
صحيح أننا وجدناه في سلسلة «بورن» المعروفة الرجل القادر على أن ينتصر بمهاراته على أقوى شبكات الجاسوسية الغربية وفي مقدمتها جهاز المخابرات الأميركية الذي كان يعمل له، لكنه في كثير من أفلام الأخرى كان نموذجاً لرجل كل يوم في كل مدينة.
استقبلته «جمعية مراسلي هوليوود الأجانب» بعد عرض الفيلمين وهي التي كانت منحته «غولدن غلوبس» أفضل ممثل عن دوره في «المريخي» قبل سنة. تحدث، كما سنرى، عن كل فيلم وتحدياته، كما عن جورج كلوني واستقطب الحديث رأيه في أميركا اليوم تحت راية دونالد ترمب والأحداث العنصرية الأخيرة كون أحد هذين الفيلمين («سبر بيكون» يتطرق إلى هذا الوضع) .
> المخرج ألكسندر باين صاحب «تصغير» والمخرج جورج كلوني («سبر بيكون») يتميزان بأنهما يفضلان الأسلوب على السرد الهوليوودي الكلاسيكي. هل تؤيد هذا التوجه دوماً أو أن المسألة من وجهة نظرك كممثل لا علاقة لها بذلك التميّز؟
- صحيح. في الواقع جورج وألكسندر معروفان بكونهما يعملان في إطار السينما التي تخرج عن المعتاد الهوليوودي. ألكسندر مخرج مذهل في قدراته وفي رأيي أن هذا الفيلم الذي حققه برهان على أن هذه القدرات لا تلائم الفيلم الصغير فقط بل الفيلم الكبير إنتاجياً. يحافظ في الوقت ذاته على أسلوبه الذي يقترب من النواحي العاطفية الموجودة في كل فيلم من أفلامه.
> هي دائماً عن رجال يبحثون عن حل لأزمة يعيشونها.
- هذا ما يجذبني إلى أفلامه. أحببت جداً فيلمه مع جاك نيكولسون («حول شميت») وفيلمه الآخر «نبراسكا» وفيهما بحث كبير بالفعل والحال هنا لا يختلف. أنا في فيلمه أبحث عن إجابات للعيش في زمن استهلاكي وأول ما يستهلكه هو البيئة ذاتها.
> ماذا عن جورج كلوني إذن؟
- هو في رأيي من أنجح الممثلين الذين انتقلوا إلى الإخراج. لديه معالجة أسلوبية جميلة حتى وإن كانت أفلامه داكنة وتحمل سمات تجارية.
> هل أنت مع رسالة فيلمه حول العنصرية؟
- طبعاً. لقد داهمتني أحداث شارلوتسفيل. لم أصدق أن العنصرية ما زالت موجودة ولو في نطاق جماعات مرفوضة من قبل معظم الشعب الأميركي. أحداث شارلوتسفيل داهمتني لأنني كنت فعلاً أعتقد أن أميركا سارت خطوات بعيدة جداً عن الشعور العنصري وعن الضغينة العرقية. جعلتني أشعر بأنني كنت طموحاً في تفكيري أكثر مما يجب.
> هل يزداد الوضع سوءاً بمجرد وقوع أحداث شارلوتسفيل أم أنه سيء بالدرجة ذاتها على الدوام؟
- هي ليست أحداثاً جديدة. هذا لا شك فيه. من حين لآخر نسمع أو نرى ما يدل على أن العنصرية لم تنته من حياتنا. لم نستطع نحن تجاوزها وما زالت موجودة بأشكال متعددة. المشكلة هنا هي أننا أمام جيل جديد يؤمن تماماً بما مارسه جيل سابق. إنها مفاهيم دائمة موجهة ضد السود وضد اليهود وكل من يختلف في لون البشرة أو في الدين.
> هل ترى أن الأوان آن لفعل شيء ما؟
- طبعاً. بصراحة لا أدري ما هو لكنني أعرف تماماً أنه تجاوز الحد ويشكل خطراً على الأمة.
> أعمالك بالفعل تختلف. سلسلة «بورن» هي أكشن وبعض أفلامك، مثل «المريخي» هو علم خيالي والبعض الثالث درامي أو كوميدي... ما هو ميلك الخاص بين الأدوار التي تقوم بها؟
- لا أعتبر نفسي إلا ممثلاً والممثل يؤدي عادة أدواراً متعددة. في سينما العقود القليلة السابقة وإلى اليوم، أي منذ الثمانينات، لا نجد الممثل الذي يؤم النوع الواحد فقط إلا فيما ندر. كلنا ننتقل حسب المتاح. لكن ما نتحمس له ونتفق عليه هو أن على هذا المشروع الذي سنبدأ العمل عليه أن يكون جيداً. أن يستحق الجهد الذي سنبذله فيه.
> عملت مع جورج كلوني في «رجال النَصَب»، وقبل ذلك ظهرت معه ممثلاً في فيلمي «أوشن 11» و«أوشن 12» والآن تحت إدارته من جديد في «سبر بيكون». كيف ترى هذا التعاون؟
- جورج كممثل وكمخرج وكإنسان شخص رائع جداً وذكي للغاية. أتذكر كيف كان استقباله في مطلع عهده عندما قرر ترك التلفزيون والعمل في السينما. نظروا إليه كوجه جميل وصاحب جاذبية وبطل حلقات تلفزيونية ناجحة. لكن أكثر من ذلك. هو إنسان ذكي يعرف الكثير مما يقع حول العالم وصاحب قضايا وله نظرته الانتقادية التي أنا سعيد بكوني جزءاً منها في هذا الفيلم.
> هناك كثير من الممثلين والمخرجين الذين يعبرون حالياً عن قضايا مختلفة. بعضها محلي وبعضها خارجي. البيئة على سبيل المثال لديها مدافعون عنها بين أبرز نجوم هوليوود. هل تشعر بأنك تنتمي إلى هذا التيار العريض بدورك؟
- ليس بالحجم نفسه الذي يقوم به مخرجون وممثلون وأنت ذكرت البيئة وهي صلب موضوع فيلم «تصغير»، بل كل ما يدور حوله في الواقع. أنا أيضاً سعيد بأني جزء من هذه الرسالة التي يطلقها الفيلم. أكثر من هذا لا أؤيد أي وضع عنصري ولا أي وضع يضر بالآخرين أو بالبيئة لذلك أقول نعم أنا من هذا التيار. ربما لست متقدماً فيها لكني أوافقه. حقيقة أن هذين الفيلمين من إنتاج المؤسسة الكبيرة هوليوود يعني الكثير أيضاً. كلنا على نحو أو آخر مشتركين حالياً في تقديم أعمال ذات رسائل انتقادية تذكر بالماضي وتحذر من المستقبل. أنا سعيد بأنني أنتمي إلى هوليوود الجديدة.
> جورج كلوني جاء من التمثيل وأصبح الآن مخرجاً. بن أفلك، صديقك أيضاً، جاء من التمثيل وبات مخرجاً كذلك. هل تفكر أن تقدم على هذه الخطوة قريباً؟
- لا نية عندي للتحول إلى مخرج. لا أغلق الباب لكني لا أعد. في السابق أحببت أعمالاً شعرت حيالها بعاطفة شديدة وفكرت في إخراجها، لكنني قررت أن أبقى الممثل فيها. قررت أن أبقى الأداة التي توصل ما يرد في الفيلم من حسنات أو من مضامين.
> لكنك بدأت الإنتاج قبل فترة ليست بعيدة. ألم يكن «جاسون بورن» و«مانشستر على البحر» من إنتاجك؟
- نعم. هذا قمت به لكي أضمن تحقيق الفيلم. بعض الأفلام لا تحتاج إلى دعم في هوليوود. الكثير منها بالفعل لا يحتاج إلى دعم، لكن بعضها الآخر بحاجة إلى هذا الدعم على شكل تبني.
> لكن «جاسون بورن» ينتمي إلى سلسلة ناجحة. هل احتاج إلى دعمك؟
- أنا الذي احتجت أن أشارك في إنتاجه. تحتاج كمنتج أن تتبنى كذلك الأعمال التي تشترك في تمثيلها. يضعك ذلك في موقع المشرف على تفاصيل كثيرة تهمك لأن لديك مفهوماً معيناً حيال ما تريده من وراء ذلك المشروع.
8:2 دقيقة
مات دامون: أنتمي إلى هوليوود جديدة ولا نية عندي للتحوّل إلى الإخراج
https://aawsat.com/home/article/1015271/%D9%85%D8%A7%D8%AA-%D8%AF%D8%A7%D9%85%D9%88%D9%86-%D8%A3%D9%86%D8%AA%D9%85%D9%8A-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D9%87%D9%88%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%88%D8%AF-%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D9%88%D9%84%D8%A7-%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%B9%D9%86%D8%AF%D9%8A-%D9%84%D9%84%D8%AA%D8%AD%D9%88%D9%91%D9%84-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AE%D8%B1%D8%A7%D8%AC
مات دامون: أنتمي إلى هوليوود جديدة ولا نية عندي للتحوّل إلى الإخراج
- فينيسيا: محمد رُضا
- فينيسيا: محمد رُضا
مات دامون: أنتمي إلى هوليوود جديدة ولا نية عندي للتحوّل إلى الإخراج
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة