آلام الكتفين... أعراض لا يمكن تجاهلها

تصيب أكثر من 30 % من البالغين الأميركيين

آلام الكتفين... أعراض لا يمكن تجاهلها
TT

آلام الكتفين... أعراض لا يمكن تجاهلها

آلام الكتفين... أعراض لا يمكن تجاهلها

يمكن للآلام التي يشعر بها الإنسان في كتفيه أن تقيد حركته. لهذا السبب، يجب أن يحدد المشكلة مبكراً، وأن يعزز قوته، ويتفادى الإصابات.
من السهل جداً على الإنسان أن يستخف بكتفيه، لأنه ببساطة لا يفكر بهما عندما يدخل ذراعيه في كمي القميص أو حين يمدهما ليطال شيئاً معيناً. ولكن الكتف الوهن أو المصاب يمكن أن يحد من حركة المرء اليومية وأن يسلبه ميزة الاعتماد على نفسه. وقد يصبح عاجزاً عن فتح الباب، أو عن دفع كرسي أو كنبة، أو حتى ارتداء قميصه دون الشعور بالألم.
تقول إيمي ديفاني، المختصة بالعلاج الطبيعي في مستشفى ماساتشوستس العام التابع لهارفارد، إن آلام الكتفين شائعة بين الأشخاص الكبيرين في السن، وأنها حسب الدراسات العلمية تصيب 31 في المائة من البالغين.
- مفاصل واهنة
يعتبر الناس أن الكتفين هما مركز القوة. ولكن الحقيقة هي أن مفاصل الكتفين واهنة، وخصوصاً مع التقدم بالعمر. ويمكن لتحمل الألم الناتج عن بعض التمزقات أن يؤدي إلى التهاب المفاصل، أي إلى تراجع في صحة الغضروف الذي يحيط بعظام الكتفين (عظمة الترقوة، عظمة الجزء العلوي من الذراع، وعظمة الكتف). وتتضمن أعراض الالتهاب: الألم، والتصلب، والعجز عن القيام ببعض الحركات.
ومع التقدم في العمر أيضاً، تتردى صحة الأوتار الأربعة والعضلات الأربعة المسؤولة عن استقرار ومساعدة الكتف على الحركة (تعرف عامة بعضلة الكفة المدورة rotator cuf)، مما يعرض الإنسان لخطر التمزق في سنوات لاحقة. ومعظم هذه التمزقات لا تتطلب تدخلاً جراحياً، إلا في حال أصابت عضلة الكفة المدورة نتيجة رضة معينة. كما يمكن أن يؤدي حدوث إجهاد للكتفين عند الانتقال بشكل مفاجئ بين أكثر من حركة متعبة كتعليق الستائر في المنزل إلى التسبب في التهاب الأوتار.
- أسباب أخرى للألم
يمكن للوضعية السيئة أن تؤدي إلى أسباب أخرى لألم الكتفين. وتشرح ديفاني أن الإنسان يستعمل ذراعيه إلى الأمام أثناء العمل، مما يسهم في بناء عضلات الصدر. إلا أن هذه العضلات تضيق مع الزمن وتسحب الكتفين إلى الأمام. في النتيجة، يمكن لعضلات الكفة المدورة أن تتعرض للضغط تحت عظام الكتفين وعظمة الترقوة، مما يسبب الألم والالتهاب الذي يعرف بـ«متلازمة الانحشار» (Impingement syndrome). وحين لا يصار إلى علاج هذه المتلازمة، يمكن أن تؤدي الحالة إلى انحلال وتمزق وتملع أوتار عضلة الكفة المدورة.
«الجراب الزلالي» (bursa)، وهو عبارة عن أكياس صغيرة تحتوي على سوائل زلالية موجودة في الكتفين، التي يمكن أن تتعرض للالتهاب أيضاً، وبالتالي تسبب الألم. تعرف هذه الحالة بـ«التهاب التجويف الكيسي أو التهاب الجراب» (bursitis).
- العلاج
في حال استمر ألم المفاصل لأكثر من بضعة أسابيع، فإن الوقت حان لزيارة الطبيب. وعادة، لا يلجأ الأطباء إلى العمليات الجراحية في أولى مراحل العلاج، ولكن العلاج الطبيعي يتطلب من نحو 6 إلى 12 أسبوعاً.
في حال الإصابة بمتلازمة الانحشار، قد يشمل العلاج الحقن بالكورتيزون لمحاصرة الالتهاب، ومن ثم يبدأ العلاج الطبيعي حين يشفى الالتهاب. أما في حالة التهاب الأوتار، فيبدأ العلاج بإراحة الكتفين والانتظار ريثما يشفى الالتهاب.
> على ماذا يركز العلاج الطبيعي؟ يركز العلاج الطبيعي على تقوية عضلات الكفة المدورة (كعضلة الشوكة السفلى، والشوكة العليا)، بالإضافة إلى عضلات الكتفين (العضلة شبه المنحرفة السفلى والوسطى)، وتحسين وضعية الكتفين، وزيادة وتيرة الحركة من خلال ممارسة التمارين الرياضية الخاصة بالكتفين التي تعمل على تحركهما بشكل دائري. ولتحسين وضعية الكتفين، يمكن للمعالج الطبيعي أن يخضع المريض مثلاً إلى جلسة تكبيس لعضلات الكتفين، تدوم لـ60 ثانية، تليها فترة من الاسترخاء.

- نصائح أخيرة
للتخفيف من آلام الكتفين والإصابة في المستقبل، يجب على الإنسان أن يواظب على ممارسة التمارين الرياضية الخاصة بهذه المنطقة حتى بعد انتهاء العلاج الطبيعي. وتنصح ديفاني المرضى بالالتزام بهذه التمارين وأدائها مرتين أو 3 أسبوعياً.
- رسالة هارفارد الصحية،
خدمات «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف تُحسّن السيطرة على السكري

يوميات الشرق الدعم المُرتكز على التعاطف مع المريض يعادل تناول الدواء (جامعة تكساس)

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف تُحسّن السيطرة على السكري

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف مع مرضى السكري من أفراد مدرّبين على القيام بذلك، أدَّت إلى تحسينات كبيرة في قدرتهم على التحكُّم في نسبة السكر بالدم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك لا يستطيع بعضنا النوم في بعض الأحيان رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)

لماذا لا يستطيع البعض النوم ليلاً رغم شعورهم بالتعب الشديد؟

أحياناً لا يستطيع بعضنا النوم رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين، الأمر الذي يعود إلى سبب قد لا يخطر على بال أحد وهو الميكروبات الموجودة بأمعائنا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك هناك 323 قارورة من فيروسات معدية متعددة اختفت من المختبر (أ.ف.ب)

اختفاء عينات فيروسات قاتلة من أحد المختبرات بأستراليا

أعلنت حكومة كوينزلاند، الاثنين، عن اختفاء مئات العينات من فيروسات قاتلة من أحد المختبرات في أستراليا.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
صحتك الدماغ يشيخ ويتقدم في السن بسرعة في 3 مراحل محددة في الحياة (رويترز)

3 مراحل بالحياة يتقدم فيها الدماغ في السن

كشفت دراسة جديدة أن الدماغ يشيخ ويتقدم في السن بسرعة في 3 مراحل محددة في الحياة.

«الشرق الأوسط» (بكين)
صحتك فوائد الرياضة قد ترجع إلى زيادة تدفق الدم للدماغ وتحفيز المواد الكيميائية المعروفة باسم الناقلات العصبية (رويترز)

دراسة: ممارسة الرياضة لنصف ساعة تساهم في تحسين الذاكرة

يعتقد العلماء الآن أن النشاط البدني ليس مجرد فكرة جيدة لتحسين اليوم القادم؛ بل يمكن أن يرتبط بزيادة طفيفة في درجات عمل الذاكرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

بروتوكول طبي جديد لعلاج سرطان الدم لدى الأطفال

بروتوكول طبي جديد لعلاج سرطان الدم لدى الأطفال
TT

بروتوكول طبي جديد لعلاج سرطان الدم لدى الأطفال

بروتوكول طبي جديد لعلاج سرطان الدم لدى الأطفال

من المعروف أن مرض سرطان الدم الليمفاوي الحاد «اللوكيميا» (acute lymphoblastic leukemia) يُعد من أشهر الأورام السرطانية التي تصيب الأطفال على الإطلاق. وعلى الرغم من أن نسبة الشفاء في المرض كبيرة جداً وتصل إلى نسبة 85 في المائة من مجموع الأطفال المصابين، فإن خطر الانتكاس مرة أخرى يعد من أكبر المضاعفات التي يمكن أن تحدث. ولذلك لا تتوقف التجارب للبحث عن طرق جديدة للحد من الانتكاس ورفع نسب الشفاء.

تجربة سريرية جديدة

أحدث تجربة سريرية أُجريت على 1440 طفلاً من المصابين بالمرض في 4 دول من العالم الأول (كندا، والولايات المتحدة، وأستراليا ونيوزيلندا) أظهرت تحسناً كبيراً في معدلات الشفاء، بعد إضافة العلاج المناعي إلى العلاج الكيميائي، ما يتيح أملاً جديداً للأطفال الذين تم تشخيصهم حديثاً بسرطان الدم. والمعروف أن العلاج الكيميائي يُعدُّ العلاج الأساسي للمرض حتى الآن.

علاجان مناعي وكيميائي

التجربة التي قام بها علماء من مستشفى الأطفال المرضى (SickKids) بتورونتو في كندا، بالتعاون مع أطباء من مستشفى سياتل بالولايات المتحدة، ونُشرت نتائجها في «مجلة نيو إنغلاند الطبية» (New England Journal of Medicine) في مطلع شهر ديسمبر (كانون الأول) من العام الحالي، اعتمدت على دمج العلاج الكيميائي القياسي مع عقار «بليناتوموماب» (blinatumomab)، وهو علاج مناعي يستخدم بالفعل في علاج الأطفال المصابين ببعض أنواع السرطانات. وهذا يعني تغيير بروتوكول العلاج في محاولة لمعرفة أفضل طريقة يمكن بها منع الانتكاس، أو تقليل نسب حدوثه إلى الحد الأدنى.

تحسُّن الحالات

قال الباحثون إن هذا الدمج أظهر تحسناً كبيراً في معدلات الفترة التي يقضيها الطفل من دون مشاكل طبية، والحياة بشكل طبيعي تقريباً. وأثبتت هذه الطريقة تفوقاً على البروتوكول السابق، في التعامل مع المرض الذي كان عن طريق العلاج الكيميائي فقط، مع استخدام الكورتيزون.

وللعلم فإن بروتوكول العلاج الكيميائي كان يتم بناءً على تحليل وراثي خاص لخلايا سرطان الدم لكل طفل، لانتقاء الأدوية الأكثر فاعلية لكل حالة على حدة. ويحتوي البروتوكول الطبي عادة على مجموعة من القواعد الإرشادية للأطباء والمختصين.

تقليل حالات الانتكاس

أظهرت الدراسة أنه بعد 3 سنوات من تجربة الطريقة الجديدة، ارتفع معدل البقاء على قيد الحياة من دون مرض إلى 97.5 في المائة (نسبة شفاء شبه تامة لجميع المصابين) مقارنة بنسبة 90 في المائة فقط مع العلاج الكيميائي وحده. كما حدث أيضاً انخفاض في نسبة حدوث انتكاسة للمرضى بنسبة 61 في المائة. وبالنسبة للأطفال الأكثر عرضة للانتكاس نتيجة لضعف المناعة، أدى تلقي عقار «بليناتوموماب» بالإضافة إلى العلاج الكيميائي، إلى رفع معدل البقاء على قيد الحياة من دون مرض، من 85 في المائة إلى أكثر من 94 في المائة.

علاج يدرب جهاز المناعة

وأوضح الباحثون أن العلاج المناعي يختلف عن العلاج الكيميائي في الطريقة التي يحارب بها السرطان؛ حيث يهدف العلاج المناعي إلى تعليم الجهاز المناعي للجسم الدفاع عن نفسه، عن طريق استهداف الخلايا السرطانية، على عكس العلاج الكيميائي الذي يقتل الخلايا السرطانية الموجودة فقط بشكل مباشر، وحينما تحدث انتكاسة بعده يحتاج الطفل إلى جرعات جديدة.

كما أن الأعراض الجانبية للعلاج المناعي أيضاً تكون أخف وطأة من العلاج الكيميائي والكورتيزون. وفي الأغلب تكون أعراض العلاج المناعي: الإسهال، وتقرحات الفم، وحدوث زيادة في الوزن، والشعور بآلام الظهر أو المفاصل أو العضلات، وحدوث تورم في الذراعين أو القدمين، بجانب ألم في موقع الحقن.

وقال الباحثون إنهم بصدد إجراء مزيد من التجارب لتقليل نسبة العلاج الكيميائي إلى الحد الأدنى، تجنباً للمضاعفات. وتبعاً لنتائج الدراسة من المتوقع أن يكون البروتوكول الجديد هو العلاج الأساسي في المستقبل؛ خاصة بعد نجاحه الكبير في منع الانتكاس.