باريس تتجه إلى «محكمة العدل» ضد إيران لاحتجازها فرنسيين

امرأة تمرّ أمام ملصقات لسيسيل كولر وجاك باري المحتجزَين بإيران... خلال وقفة دعم أمام «الجمعية الوطنية» في باريس يوم 7 مايو 2025 (رويترز)
امرأة تمرّ أمام ملصقات لسيسيل كولر وجاك باري المحتجزَين بإيران... خلال وقفة دعم أمام «الجمعية الوطنية» في باريس يوم 7 مايو 2025 (رويترز)
TT

باريس تتجه إلى «محكمة العدل» ضد إيران لاحتجازها فرنسيين

امرأة تمرّ أمام ملصقات لسيسيل كولر وجاك باري المحتجزَين بإيران... خلال وقفة دعم أمام «الجمعية الوطنية» في باريس يوم 7 مايو 2025 (رويترز)
امرأة تمرّ أمام ملصقات لسيسيل كولر وجاك باري المحتجزَين بإيران... خلال وقفة دعم أمام «الجمعية الوطنية» في باريس يوم 7 مايو 2025 (رويترز)

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، كريستوف لوموان، إن باريس سترفع دعوى قضائية ضد إيران أمام «محكمة العدل الدولية»، الجمعة، على خلفية احتجاز مواطنين فرنسيين بتهم أمنية.

وأُوقفت سيسيل كولر، أستاذة الآداب الحديثة، مع شريكها خلال رحلة داخل إيران في مايو (أيار) 2022. ووجّه القضاء الإيراني إليهما تهمة «التجسس». وهما معتقلان حالياً بسجن «إيفين» في طهران.

يأتي هذا بعد أسبوع من تأكيد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أن باريس «تعمل دون هوادة» للإفراج عن «رهينتين» فرنسيتين محتجزتين في إيران منذ 3 سنوات.

المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية كريستوف لوموان خلال إحاطة أسبوعية في يناير الماضي (غيتي)

وندد ماكرون بسياسة «رهائن الدولة» التي لا تستثني أي أجنبي، وحث من جديد الفرنسيين على عدم السفر إلى إيران «لتجنب خطر تعرضهم للاعتقال التعسفي». وكتب على منصة «إكس»: «أؤكد لعائلتيهما دعمنا الثابت».

وتشهد فرنسا كثيراً من الفعاليات التضامنية في الذكرى السنوية الثالثة لاعتقالهما.

وقال وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، في مقطع فيديو نشره على «إكس»: «مضت 3 سنوات على اعتقال مواطنَيْنا؛ سيسيل كولر وجاك باري، في إيران (...) يوم 7 مايو 2022. اعتُقلا من دون أي أساس». وأضاف بارو: «إنهما (...) يقبعان في سجون النظام الإيراني تحت ظروف غير إنسانية تصل إلى حد التعذيب. هذا الوضع غير مقبول»، مؤكداً أن هذين المواطنين الفرنسيين «ضحيتان للنظام الإيراني؛ ضحيتان للتعسف، ضحيتان للظلم».

ناومي شقيقة سيسيل كولر ووالدتهما ميراي ووالدهما باسكال يتحدثون خلال تجمع في باريس يوم 7 مايو الحالي (أ.ف.ب)

وفي مطلع أبريل (نيسان) الماضي، أعلنت باريس نيتها رفع شكوى ضد طهران «قريباً» أمام «محكمة العدل الدولية» بتهمة «انتهاك قانون الحماية القنصلية» بشأن هذين الفرنسيين.

وكان التلفزيون الرسمي الإيراني بث تسجيلاً مصوراً حينها، يظهر فيه المعتقلان وهما يعترفان على ما يبدو بالعمل لمصلحة أجهزة المخابرات الفرنسية، وهو ما نفته باريس نفياً قاطعاً.

وتتهم فرنسا إيران باحتجاز كولر وباري في ظروف أشبه بالتعذيب في سجن «إيفين» بطهران وعدم توفير الحماية القنصلية اللازمة لهما. وينفي المسؤولون الإيرانيون هذه التهم.

وفي مارس (آذار) الماضي، أطلقت السلطات الإيرانية سراح المواطن الفرنسي أوليفييه غروندو الذي كانت تحتجزه منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2022 في مدينة شيراز السياحية، بتهمة «التجسس»، وقد عاد إلى بلاده. وسُمح لمواطن فرنسي آخر، طلب عدم الكشف عن هويته وكان قيد الإقامة الجبرية في إيران، بالعودة إلى فرنسا.

وأفرجت طهران خلال يوليو (تموز) من العام الماضي عن الفرنسي لوي أرنو، الذي يعمل مستشاراً في القطاع المالي، بعد نحو عامين من اعتقاله.

وقد اعتقل أرنو في سبتمبر (أيلول) 2022، واتُّهم بالمشاركة في احتجاجات حاشدة مناهضة للحكومة في أعقاب وفاة الشابة مهسا أميني خلال احتجازها لدى شرطة الأخلاق بدعوى «سوء الحجاب».

وفي مايو 2023، أفرجت إيران عن المواطنين الفرنسيين برنار فيلان وبنجامين بريير. وكان كلاهما دخل إيران في رحلة سياحية، وواجها تهماً بالتجسس.

سيسيل كولر خلال «اعترافات قسرية» بثّتها قناة «العالم» الحكومية الإيرانية في مايو 2023

واحتجز «الحرس الثوري» الإيراني العشرات من مزدوجي الجنسية والأجانب في السنوات الأخيرة، ومعظمهم واجهوا تهماً تتعلق بالتجسس والأمن. وتنفي إيران، التي لا تعترف بالجنسية المزدوجة، اللجوء إلى مثل هذه الاعتقالات لتحقيق مكاسب دبلوماسية، بينما يتهم نشطاء حقوقيون إيران باعتقال مزدوجي الجنسية والأجانب بهدف الضغط على دول أخرى لتقديم تنازلات، ضمن ما باتت تعرف بـ«دبلوماسية الرهائن». وفي منتصف أبريل الماضي، فرض «الاتحاد الأوروبي» عقوبات على 7 مسؤولين عن السجون وفي القضاء بإيران لاحتجاز مواطنين من دول التكتل.


مقالات ذات صلة

السعودية تدعو إلى العودة للمسار التفاوضي بين إيران والمجتمع الدولي

الخليج الأمير فيصل بن فرحان خلال مشاركته في الجلسة الافتتاحية لاجتماعات الدورة الـ51 لمجلس وزراء خارجية دول «منظمة التعاون الإسلامي» (واس)

السعودية تدعو إلى العودة للمسار التفاوضي بين إيران والمجتمع الدولي

جددت السعودية، السبت، إدانتها للاعتداءات الإسرائيلية تجاه إيران، داعية إلى الوقف الفوري للعمليات العسكرية والعودة إلى المسار التفاوضي بين إيران والمجتمع الدولي.

«الشرق الأوسط» (اسطنبول)
شؤون إقليمية صاروخ أطلقته إيران على إسرائيل في سماء نتانيا فجر السبت (أ.ف.ب)

إسرائيل تقتل قائد «دعم حماس»... وتكثف القصف على أصفهان «النووية»

في تاسع أيام الحرب، هاجم سلاح الجو الإسرائيلي منشآت عسكرية ونووية داخل إيران، ما أسفر عن مقتل 3 من كبار قادة «الحرس الثوري» على رأسهم منسق «دعم حماس».

«الشرق الأوسط» (لندن-طهران-تل أبيب)
شؤون إقليمية أنباء عن ترشيح خامنئي ثلاثة مسؤولين لخلافته في حال مقتله

أنباء عن ترشيح خامنئي ثلاثة مسؤولين لخلافته في حال مقتله

عَيّن المرشد الإيراني علي خامنئي ثلاثة من كبار رجال الدين بصفتهم مرشحين لخلافته في حال مقتله.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية مواطنون في العاصمة الإيرانية طهران قبل الحرب (أرشيفية - أ.ب)

عودة جزئية للإنترنت في إيران بعد انقطاع لنحو 62 ساعة

أفاد موقع «نت بلوكس» المعني بمراقبة خدمة الإنترنت عالميا بعودة الخدمة جزئيا في إيران اليوم السبت بعد أن أوقفتها الحكومة الإيرانية لمدة نحو 62 ساعة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية تصاعد الدخان عقب هجوم إسرائيلي على مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية (رويترز)

430 قتيلاً على الأقل في إيران منذ بدء هجوم إسرائيل

ذكرت وزارة الصحة الإيرانية اليوم (السبت) أن 430 شخصا على الأقل قتلوا وأن 3500 أصيبوا في إيران منذ بدء الهجمات الإسرائيلية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مكتشف أوتافيو يقترب من تدريب ضمك

أرماندو إيفانغليستا (الشرق الأوسط)
أرماندو إيفانغليستا (الشرق الأوسط)
TT

مكتشف أوتافيو يقترب من تدريب ضمك

أرماندو إيفانغليستا (الشرق الأوسط)
أرماندو إيفانغليستا (الشرق الأوسط)

اقترب نادي ضمك من إتمام الاتفاق مع المدرب البرتغالي أرماندو إيفانغليستا لتدريب الفريق الموسم المقبل.

ويحمل المدرب البرتغالي مسيرة جيدة حيث درب فاماليسو البرتغالي وغوياس البرازيلي وأروكا البرتغالي ويتميز باكتشافه للمواهب الشابة والحرص على مشاركتهم مع الفريق بصورة مستمرة.

ويعد البرتغالي أوتافيو أحد أبرز اللاعبين الذي قام باكتشافهم وإظهارهم بصورة مبكرة وفي سن صغيرة.

وقال إيفانغليستا في تصريحات سابقة إنه كونه مدرباً يسعى جاهداً لأن يكون الأفضل في الجوانب الفنية «لكنني لا أغفل أبداً الجانب المالي، فكرة القدم مجالٌ فنيٌّ وتجارةٌ كبرى، فمع الخبرة الفنية والتكتيكية والبدنية والذهنية، إضافة إلى منظورٍ ماليٍّ ثاقب، يُمكننا تحقيق مبيعاتٍ وتعزيز المسيرة المهنية كما كان الحال طوال مسيرتي، أحياناً نحن المدربين تجبرنا الظروف المالية الصعبة للأندية على بيع بعض اللاعبين الأساسيين، لذا يجب علينا اكتشاف وتطوير لاعبين جدد».

وحول رأيه في مسابقة الدوري السعودي، أجاب: «لقد استقطبت هذه المسابقة نخبة من اللاعبين والمدربين، وبطبيعة الحال، جميعنا نرغب في أن نكون من بين الأفضل، عندما أشاهد نمو الدوري السعودي، أشعر برغبة عارمة في المشاركة والإسهام في تطويره، كانت هناك اتصالات أخيراً، لكن الشروط اللازمة لم تتحقق بعد».