تسعى مصر لإبراز «خبيئة الأقصر» في متحف الأقصر للفن المصري القديم؛ إذ أعلن المجلس الأعلى للآثار مواصلة أعمال تطوير سيناريو العرض المتحفي لها، بعد الانتهاء من الدراسات اللازمة، وذلك في إطار استراتيجية وزارة السياحة والآثار للارتقاء بجودة التجربة السياحية داخل المتاحف والمواقع الأثرية.
وأكد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الدكتور محمد إسماعيل خالد، أن «مشروع التطوير يهدف إلى إبراز أهم مقتنيات (خبيئة الأقصر) بأسلوب عرض معاصر يتوافق مع المعايير المتحفية العالمية، مع الحفاظ على القيمة التاريخية والأثرية للمجموعة، وتوفير تجربة ثرية ومتكاملة للزائرين»، وفق بيان لوزارة السياحة والآثار.
وتضم «خبيئة الأقصر» مجموعة نادرة من التماثيل الكاملة التي ترجع إلى عصر الدولة الحديثة (1550 ق.م-1069 ق.م)، وهي في حالة ممتازة من الحفظ، وعُثر عليها على عمق 2.5 متر تحت سطح الأرض، مصطفّة بجوار بعضها في وضعية دقيقة، يتوسطها تمثال للملك أمنحتب الثالث، وحوله تماثيل للمعبودات حتحور وأونيت من الشرق، وللملك حور محب والإله أتوم من الغرب.
وفي عام 1991 نُقلت أهم القطع المكتشفة إلى متحف الأقصر للفن المصري القديم، حيث خُصص لها جناح مستقل باسم «قاعة الخبيئة»، ويجري تطويرها حالياً استعداداً لإعادة افتتاحها بصورة تليق بأهمية هذا الاكتشاف الفريد.
وأوضح رئيس قطاع الترميم ومشروعات الآثار والمتاحف، مؤمن عثمان، أن أعمال التطوير تشمل شبكة الكهرباء والأنظمة الفنية والإضاءة البانورامية داخل المتحف، بما يُسهم في إبراز جمال القطع المعروضة ورفع كفاءة الخدمات المقدمة إلى الجمهور.

بينما أكد رئيس قطاع المتاحف في وزارة الآثار، الدكتور أحمد حميدة، أن أعمال رفع كفاءة كهرباء المتحف تمت مع الحفاظ على البنية التحتية، مشيراً إلى تزويد قاعة «الخبيئة» بشاشات عرض تفاعلية حديثة وبطاقات شرح جديدة، بما يعزّز من تفاعل الزائر مع المحتوى الأثري.
ولفت مدير متحف الأقصر، الدكتور علاء المنشاوي، إلى أن أعمال التطوير تشمل تطوير السقف المعلق، ليكون مطابقاً لتصميم لجنة سيناريو العرض، وتنفيذ منحدرات لتيسير الزيارة لذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن، وضمان سهولة الحركة بين مستويات المتحف.
وأكد عضو لجنة سيناريو العرض المتحفي، الدكتور محمود مبروك، أن لجنة سيناريو العرض المتحفي قدمت تصوراً جديداً لإعادة توزيع القطع الأثرية داخل القاعة، بما يعكس التسلسل التاريخي والفني لمجموعة «الخبيئة».
ووفق بيان وزارة السياحة والآثار: «تعدّ (خبيئة الأقصر) من أمتع الاكتشافات الأثرية وأهمها في مصر الحديثة، بعد أن تم العثور عليها عام 1989 داخل فناء الاحتفالات الذي أقامه الملك أمنحتب الثالث بمعبد الأقصر».
ويعود افتتاح متحف الأقصر للفن المصري القديم إلى عام 1975، ويضم المتحف أكثر من 6 آلاف قطعة أثرية، نصفها تقريباً في سيناريو العرض، والنصف الآخر مخزن، وهي من اللقى الأثرية التي خرجت من أماكن متعددة في محافظة الأقصر التي كانت عاصمة لمصر القديمة باسم «طيبة»، ويعتمد سيناريو العرض في المتحف على إبراز الفن المصري القديم بمدينة طيبة عبر عصور مختلفة.







