أثار العرض العالمي الأول للفيلم المصري «بنات الباشا» تبايناً في مهرجان «القاهرة السينمائي الدولي» حيث عُرض الفيلم مساء (الثلاثاء) ضمن عروض برنامج «آفاق السينما العربية» بحضور صناعه، وهو الفيلم المأخوذ عن الرواية التي كتبتها نورا ناجي بالاسم نفسه وصدرت عام 2017.
الفيلم المأخوذ من الرواية تدور أحداثه في اليوم التالي لتفجير كنيستي «مار جرجس» و«مار مرقس» بمدينة طنطا (دلتا مصر)، عبر تتبع حياة عدد من النساء يجمعهن الوجود في صالون تجميل بوسط المدينة، وهو صالون فاخر طوره الابن الذي يقوم بدوره أحمد مجدي والذي يقدم دور «نور الباشا».
عبر صدمة جريمة انتحار تبدأ بها الأحداث، نتعرف على تفاصيل أكثر عن حياة هؤلاء النساء بشكل أكثر تفصيلاً باستعراض جزء من ماضيهن مع وجودهن في المكان، فتتكشف طبيعة علاقات معقدة وخلفيات تفسر أسباب وصولهن لهذا المكان وبقائهن للعمل فيه، مع تنقل بالزمن بين الماضي والحاضر في أحداث تدور في يوم واحد، وتكشف علاقة باقي النساء بالفتاة التي يؤدي انتحارها الغامض لاستعادة الكثير من التفاصيل.

الأحداث التي تبدأ في البداية بمحاولة التعتيم على حادث الانتحار لتجنب تعرض صالون التجميل للضرر، تكشف عن جوانب خفية في حياة كل سيدة، مع إبراز بعض التناقضات الموجودة في السلوكيات اللاتي يقمن بها.
الفيلم الذي تدور أحداثه في 98 دقيقة من بطولة ناهد السباعي، وصابرين، وزينة، وسما إبراهيم، وأحمد مجدي، وسيناريو وحوار محمد هشام عبية، ومن إخراج محمد العدل، فيما شهدت النقاشات التي أعقبت ردود فعل متباينة من الحضور.
فبينما أشادت الفنانة إلهام شاهين بالفيلم وأبدت إعجابها بالعمل، طرح آخرون أسئلة حول عدم فهم دوافع الانتحار التي بنيت عليها الأحداث، مما دفع المخرج محمد العدل لشرح رؤيته للحادث ودوافعه مفسراً رؤيته للفيلم.
وقال الناقد المصري أحمد سعد الدين إن الفيلم يواجه مشكلة واضحة في «السيناريو»؛ لأن الطريقة التي قُدّمت بها القصة سينمائياً لم تكن الأنسب، لكون البناء جاء مبتوراً، سواء في تسلسل الحكايات أو في طريقة الربط بينها، بخلاف المشاكل الموجودة في البناء الدرامي للشخصيات، إذ بدت المعالجات الدرامية لكل شخصية غير مكتملة، مما انعكس على طبيعة العلاقات داخل الفيلم وجعلها تفتقر إلى التماسك.

وأشار سعد الدين إلى أن العمل أقرب في طبيعته إلى الإنتاج المناسب للمنصات الرقمية أكثر من كونه فيلماً صالحاً للعرض الجماهيري، معتبراً أن هناك علامات استفهام حول قرار المهرجان بقبول الفيلم ضمن برنامجه باعتباره ممثلاً للسينما المصرية.
ووصف الناقد الأردني محمود الخطيب لـ«الشرق الأوسط» الفيلم بـ«المتوسط»؛ لكون العمل السينمائي أضعف من الرواية المقتبس عنها، فضلاً عن كون الأدوار التي قدمت من فريق العمل كان يمكن أن تكون أفضل بممثلين آخرين، مع وجود غياب للتشويق في الأحداث.
وأضاف الخطيب أن «الفيلم كان يمكن اختصاره زمنياً»، مشيراً إلى أن «التساؤلات التي لمسها مع المتفرجين بعد عرض الفيلم كانت أغلبها عن عدم فهم سبب حادثة الانتحار».

وفي المقابل، اعتبر كاتب سيناريو الفيلم محمد هشام عبية، أن «طبيعة أي فيلم تجعله عرضة لردود فعل متباينة؛ لكون العمل يُقدَّم وفق رؤية فنية يضعها صناع الفيلم، وقد تصيب وقد تخطئ، فالفيلم بطبيعته منتج قابل للاختلاف والجدل»، مشيراً إلى أن «التقييم الحقيقي يظل في يد الجمهور».
وأوضح أنه «أثناء الكتابة سعى إلى تقديم إضافة جديدة إلى الرواية الأصلية، فعملية تحويل الرواية إلى فيلم تعد محاولة لإضافة (إبداع على الإبداع الأدبي)، لافتاً إلى أن «النجاح الذي تحققه الرواية قبل تحويلها إلى فيلم سينمائي يضع عبئاً كبيراً على فريق العمل، إذ يشعر الجميع بمسؤولية تقديم فيلم يحقق حضوراً جماهيرياً ويتواصل مع الناس».

