يحافظ متجر بريموس، منذ إنشائه عام 1930 على يد رجل أعمال أرمني ثم انتقاله لإدارة مصرية، على طابعه العتيق الذي عُرف به في ميدان العتبة (وسط القاهرة)، ونوعية منتجاته النحاسية؛ بداية من «وابور الجاز» النحاسي، ثم «كلوب الإنارة» المتنقل، و«لمبات الجاز» بأحجامها المختلفة، و«مواقد الكحول» المخصصة لتحضير القهوة، وحتى ماكينات صناعة الكعك والبسكويت، وغيرها من المنتجات التي يتميز بها المتجر منذ 90 عاماً.

وتتراوح أسعار منتجات المتجر القديم بين 100 جنيه وحتى 1000 جنيه (الدولار يساوي نحو 47 جنيهاً مصرياً). ولكي يحافظ المتجر على هويته التاريخية خصص الطابق الأرضي للنحاسيات بالكامل، التزاماً من المالك المصري الذي آلَ إليه المتجر بالمحافظة على طابعه المعروف لدى المصريين. يقول ناجح نصر الدين، مدير «بريموس»: «حفاظنا على علامة (بريموس) ومنتجاته يأتي التزاماً منا ببنود عقد شراء المتجر الذي وقَّعناه قبل 27 عاما مع مؤسسه نارسيس تشيكجيان، فالرجل أصرّ على أن يستمر المحل في نشاطه الأصلي، ونحن نحافظ على طبيعته وشخصيته».

ويُعد متجر بريموس واحداً من أقدم المتاجر في وسط القاهرة، ويختص ببيع مواقد الكيروسين وأدوات التخييم والرحلات. ويضيف نصر الدين، لـ«الشرق الأوسط»: «جميع المنتجات التي اشتهر بها المتجر تُستورد من مصنع بريموس السويدي؛ فهو الذي أخذ المتجر منه علامته التجارية منذ بدايته قبل نحو قرن من الزمان، وما زال حتى الآن يزوّده بالسلع النحاسية بماركتها المعروفة».
ولم تتوقف إدارة «بريموس» عند مكانتها القديمة في السوق المصرية، بل سعت لمواكبة التطورات في صناعة الأدوات المنزلية، وقامت بإدخال كثير من التطور في تصميم ما تُقدمه من سلع، وهذا يمكن ملاحظته في أشكال مواقد الكحول الصغيرة «السبرتايات»، التي جاءت مزيَّنة بكثير من النقوش وبحوامل تساعد في تحضير القهوة، ويقدم «بريموس» منها أشكالاً متعددة؛ منها الموقد المزدوج، والمتعدد الرؤوس، وجميعها تشترك في خزان كحول واحد موصول بها.

ويلفت نصر الدين إلى أنه «ما زال الطلب نشطاً على كثير من المنتجات، رغم التطورات الخاصة بالمواقد، ومصابيح الإنارة المحمولة، والحاجة لها تزيد في الريف بسبب طبيعة العمل في الحقول الذي يتطلب (كلوبات الكيروسين) بعد ارتفاع أسعار أسطوانات الغاز».

وفقاً لمدير «بريموس»: «هناك سعي دائم لدى إدارة المحل لمواكبة التطورات، فحين نقدم الكلوب المتنقل، الذي يعمل بالغاز نقوم بشرح طريقة تشغيله، وكذلك فانوس الأماكن الخالية، الذي كان ضرورياً لعمال التحويلة في السكة الحديد، يتحركون به في الخلاء دون أن ينطفئ، ولدينا حرص كبير على توفير المواقد الصغيرة التي تعمل بالكحول، وماكينات صناعة الحلوى، كل هذه السلع ما زالت مطلوبة لدى كثير من أبناء المدن المصرية».

وعلى الرغم من أن بعض العملاء والزبائن يشترون منتجات المحل كنوع من الفلكلور أو الديكور لإضفاء طابع تراثي على منازلهم، لكن ما زالت «بريموس» تحافظ على مكانتها في قلب المطبخ المصري، تجمع الأُسر والأصدقاء في جلسات القهوة، وتستقبلهم في الأعياد، بماكينات الحلوى وفَرم اللحوم.
ويذكر نصر الدين أن «حرص المتجر على الحفاظ على طابعه القديم جعل الإدارة لا تُجري أي تغيير على واجهة المتجر، ولتأكيد ذلك الطابع ما زالت لقطة للفنان نجيب الريحاني الذي صور بعضاً من مشاهد فيلمه (لعبة الست) هنا تتصدر مدخل المتجر».

