في مشهد بعيدٍ عن اللقطات البروتوكولية، خطفت الملكة ماري دونالدسون، ملكة الدنمارك، الأنظار، خلال زيارتها الرسمية إلى مصر، بعد أن انتشرت صور فوتوغرافية لها بين أروقة المتحف المصري الكبير وسفح أهرامات الجيزة، في مشهد أثار إعجاب المتابعين حول العالم عامة، والمصريين خصوصاً.
ونشر حساب الملكة على منصة «إنستغرام»، وكذلك الديوان الملكي الدنماركي عبر موقعه الرسمي ومنصاته المختلفة، صوراً عديدةً توثّق جولتها ووقوفها أمام الأهرامات، مستمعةً إلى شرح حول تاريخ المعالم الفرعونية وإرث الحضارة المصرية القديمة، إلى جانب تأملها تفاصيل المعروضات داخل المتحف المصري الكبير، لا سيما أمام قناع توت عنخ آمون، حيث بدت منبهرة بعظمة المعروضات.
وشاركت ملكة الدنمارك، مساء السبت الماضي، في احتفال مصر الرسمي بافتتاح المتحف، الذي حضره عدد من كبار الشخصيات وممثلون ووفود من 79 دولة، بينهم ملوك ورؤساء وقادة من 39 دولة.
وعلّق حسابا الملكة والديوان الملكي على الصور بمنشور أوضح أن الملكة بدأت زيارتها من هضبة الأهرامات، التي تضم 9 أهرامات وتمثال أبي الهول، وأنه خلال الزيارة أتيحت لها فرصة دخول هرم خوفو، الذي يُعدُّ واحداً من عجائب الدنيا السبع القديمة التي لا تزال قائمة. كما أشار المنشور إلى أن الملكة، برفقة وزير الخارجية الدنماركي لارس لوكا راسموسن، جالت في المتحف المصري الكبير، الذي يضم قطعاً أثرية مميزة، من بينها قناع توت عنخ آمون الشهير.

وحظي المنشور بمئات الإعجابات والمشاركات، كما انتشرت الصور على نطاق واسع على منصات التواصل الاجتماعي الأخرى، ما دفع بهاشتاغ (#ملكة_الدنمارك)، إلى الأكثر تداولاً في مصر، الاثنين.
ملكة الدنمارك أمام عظمة الأجداد في مصر pic.twitter.com/KaF7G216Iw
— Emad Gad ⚖️ (@EmadDedo) November 3, 2025
وعدّ مغردون أن مشاعر الملكة التي عكستها الصور، حيث وقفت في حالة من الانبهار والتأمل للقناع الذهبي للملك توت عنخ آمون ومجموعته الذهبية، بدا وكأنه «حديث ملوك»، بينما عده آخرون كأنها تعيش لحظة تواصل إنساني عابر للزمن.
الصوره دي حكايه حديث ملوك #ملكة_الدنمارك#توت_عنخ_آمون#المتحف_المصري_الكبير pic.twitter.com/ALvxFS8zGJ
— AHMED ABOUELENIN (@ArchiAbouelenin) November 3, 2025
وأشار آخرون إلى أن اللقطات «تتحدث عن نفسها»، إذ تحمل رسالة تقدير واحترام ملكي للحضارة المصرية.
كما أوضح بعض المغرِّدين أن نظرات الملكة ولغة جسدها في تلك اللقطات تعبّران عن تفاعل عاطفي وتلقائي مع حضارة يمتد تاريخها لآلاف السنين، وعن احترام كبير للثقافة المصرية واهتمام عميق بما تشاهده.
ومن بين صور الملكة، توقف بعضهم أمام صورة التُقطت لكلب يعتلي الهرم، ما ذكّر بواقعة تسلق أحد الكلاب إلى قمة الهرم الأكبر العام الماضي، التي أثارت وقتها ضجة كبيرة، حيث تحول الكلب وأقرانه في المنطقة الأثرية إلى مصدر للترويج السياحي، و«نجوم» تحدثت عنهم وكالات أنباء.
بصوا ملكة الدنمارك مصورة مين #المتحف_المصري_الكبير pic.twitter.com/6JG8DK7xIn
— (@aziz_nany) November 3, 2025
الخبير السياحي المصري، محمد فاروق، قال لـ«الشرق الأوسط»، إن «هذه الزيارة سيكون لها أثر إيجابي كبير على السياحة المصرية خلال المرحلة المقبلة، خصوصاً بين مواطني الدول الإسكندنافية».
ويرى فاروق أن «التوثيق الرسمي والشخصي لهذه الزيارة يعدّ رسالة قوية ومباشرة لمواطني الدنمارك، وكذلك لمواطني أوروبا والعالم كله، بأن مصر بلد الأمن والأمان والتاريخ، كما أن هذه الزيارات الملكية رفيعة المستوى تعزز ثقة السائح الأجنبي في قدرة مصر على تقديم تجربة سياحية آمنة ومتكاملة».

ويشير إلى أن زيارة الملكة لمصر، واستقبال الرئيس المصري لها، ومشاركتها في حفل افتتاح المتحف المصري الكبير، بمثابة «دعاية موثقة»، موضحاً أن «لا تنبع هذه الدعاية من حجم الزيارة فحسب، بل من قيمة وقامة شخصية ملكة الدنمارك، المعروفة بدورها البارز في الدبلوماسية الثقافية والقضايا الاجتماعية والخيرية، إذ تسهم بفاعلية في تعزيز التفاهم بين الثقافات من خلال عملها الإنساني والدبلوماسي. لذلك، عندما تزور مصر وتبرز الزيارة بهذا الشكل، كان من الطبيعي أن تحظى بصدى ومردود إيجابي عالمي».
ونشر حساب سفارة الدنمارك في القاهرة لقطات أخرى تُظهر انضمام الملكة ماري إلى حفل استقبالٍ استضافه السفير الدنماركي، حيث التقت خلاله بعدد من المواطنين الدنماركيين المقيمين في مصر، من بينهم مدرب النادي الأهلي المصري لكرة القدم، ياس توروب، كما التقت بشخصيات مصرية محبوبة، مثل الفنانة يسرا ولاعب كرة القدم السابق محمد زيدان.
وقد لاقت هذه اللقطات تفاعلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي في مصر.
على هامش زيارتها إلى مصر لحضور حفل إفتتاح المتحف الكبير..ياس توروب المدير الفني للاهلي يلتقي ملكة الدنمارك pic.twitter.com/m6t1Zt9dts
— haytham Elbanna (@haythamElbanna5) November 3, 2025
كان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي استقبل، اليوم الاثنين، الملكة ماري، بحضور الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين في الخارج، ولارس لوكه راسموسن وزير الخارجية، والسفير لارس بوموللر سفير مملكة الدنمارك بالقاهرة، حيث رحّب الرئيس بالملكة، معرباً عن تقديره لمشاركتها في حفل افتتاح المتحف المصري الكبير، بما يعكس عمق العلاقات التاريخية والمتميزة بين مصر والدنمارك.
من جانبها، أعربت الملكة عن بالغ اعتزازها بزيارتها إلى مصر ومشاركتها في هذا الحدث الثقافي البارز، مشيدةً بعظمة الحضارة المصرية وما يمثله المتحف من إسهام فريد في إثراء التراث الإنساني.

