في واقعة غامضة تبدو أقرب إلى حبكة رواية بوليسية، أعلنت الشرطة الإسبانية اختفاء لوحة صغيرة للفنان العالمي بابلو بيكاسو قبل افتتاح معرضها في مدينة غرناطة بأيام. اللوحة بعنوان «طبيعة صامتة مع غيتار»، أُنجزت عام 1919، وتُعد من الأعمال النادرة التي تعود إلى مرحلة ما بعد الحرب العالمية الأولى.
وذكرت «التلغراف» أنّ اللوحة التي لا يتجاوز حجمها حجم بطاقة بريدية (12.7 × 9.8 سم)، كانت قد أُرسلت من مدريد إلى مدينة غرناطة للمشاركة ضمن شحنة تضم 56 عملاً فنياً في معرض يستعرض تطوّر فنّ الطبيعة الصامتة عبر 4 قرون.
لكن عند وصول الشاحنة إلى مؤسّسة «كاخا غرناطة» في اليوم التالي وبدء تفريغ الأعمال، اكتشف المنظّمون أنّ لوحة بيكاسو المؤرَّخة عام 1919، التي لا يتجاوز حجمها حجم بطاقة بريدية، اختفت من دون أثر.

واستُدعيت الشرطة لتتبًّع اللوحة المفقودة، التي قُدِّرت قيمتها التأمينية بنحو 600 ألف يورو (520 ألف جنيه إسترليني).
تستغرق الرحلة من مستودع الشركة في مدريد إلى مقرّ المؤسّسة في غرناطة عادة نحو 4 ساعات، لكنّ سائقي الشاحنة توقّفا للمبيت في فندق «ناسييمينتو» بمدينة دييفونتيس، على بُعد 15 ميلاً فقط من الوجهة النهائية. وطلب المحقّقون من السائقين تفسير سبب توّقفهما، فيما أفاد التحقيق بأنهما كانا يتناوبان حراسة الشاحنة طوال الليل.
وأوضحت المؤسّسة أنّ الشاحنة فُرّغت بالكامل في مقرها، وجرى التوقيع على الاستلام، ونُقلت جميع الطرود بالمصعد إلى قاعة العرض في الطبقة الأولى. لكن عند بدء تجهيز المعرض في 6 أكتوبر (تشرين الأول)، لاحظ القيّمون غياب لوحة بيكاسو. وقالت المؤسّسة، في بيان: «بسبب عدم ترقيم جميع الطرود بشكل صحيح، لم يكن ممكناً إجراء جرد شامل من دون فتح التغليف». وأضافت أنّ الأعمال كانت «خاضعة للمراقبة بالفيديو طوال الوقت»، وأنه لم تُسجَّل أي حوادث اقتحام أو سرقة خلال عطلة نهاية الأسبوع.
اللوحة المُنَّفذة بتقنية الغواش والقلم الرصاص تبلغ أبعادها 12.7 سم × 9.8 سم. وأشار خبير من دار «ليدور للفنون الجميلة» إلى أنها بيعت في مزاد قبل سنوات مقابل 60 ألف يورو، لكنّ المؤسّسة وضعت لها تقييماً تأمينياً أعلى بعشر مرات تحسُّباً لعرضها في المعرض. وقالت الشرطة الوطنية الإسبانية إنها لم تُجرِ أي اعتقالات حتى الآن، ولا تزال تحاول تحديد متى اختفت اللوحة وأين.


