«ملَّت منا؟»... الكائنات الفضائية قاطعت البشر بسبب «الابتذال الجذري»

نظرية تُفسّر «الصمت الكوني» وتفترض أن الحضارات الفضائية لم تعد تهتم بالأرض

تُراقب الأرض من بعيد بنظرات غامضة (غيتي)
تُراقب الأرض من بعيد بنظرات غامضة (غيتي)
TT

«ملَّت منا؟»... الكائنات الفضائية قاطعت البشر بسبب «الابتذال الجذري»

تُراقب الأرض من بعيد بنظرات غامضة (غيتي)
تُراقب الأرض من بعيد بنظرات غامضة (غيتي)

في طَرْح علمي مثير يجمع بين الفلسفة والفيزياء الفلكية، قدَّم عالم في وكالة «ناسا» تفسيراً غير مألوف لغياب أي إشارات من كائنات فضائية في الفضاء الشاسع، مشيراً إلى أنّ تلك الكائنات ربما توقَّفت عن محاولة التواصل معنا لأنها ببساطة سئمت.

ووفق «الإندبندنت»، يرى العلماء أنه، على عكس ما يُعتقد، فإن تلك الكائنات قد تستخدم معدات تكنولوجية مُشابهة لتقنياتنا، وبالتالي تعجز عن رصدنا أصلاً.

وأُطلق على هذه الفكرة مصطلح «الابتذال الجذري»، وجاءت ضمن ورقة بحثية جديدة تبحث في أسباب غياب الأدلّة على وجود حضارات فضائية تستخدم التكنولوجيا في مجرّتنا، وهو ما يُعرف بـ«مفارقة فيرمي».

وقد طُرحت عبر العقود تفسيرات عدّة لهذه المفارقة، من فرضية أنّ البشر يعيشون داخل «حديقة سماوية مُغلقة»، إلى نظريات تقول إنّ الكائنات الفضائية تطوَّرت إلى أشكال لا يمكن للبشر تمييزها.

«الصمت العظيم» يلفُّ الكون رغم اتساعه المذهل (أ.ف.ب)

وفق «معادلة دريك» الشهيرة، ينبغي وجود عدد من الحضارات القريبة منا والقادرة على التواصل معنا. فالمعادلة تقدّر احتمال وجود حياة ذكية يمكن للبشر الاتصال بها، وتشير إلى أنّ الاحتمال مرتفع نسبياً. لكن الباحث في مركز غودارد الفضائي التابع لـ«ناسا»، العالِم روبن كوربيت، قدَّم نظرية مفادها أنّ عدد الحضارات في مجرّتنا متواضع، وأنه «لم تبلغ أيّ منها مستوى تقنياً يسمح بإنجاز هندسة فلكية واسعة النطاق، أو أنها ببساطة لا تملك الرغبة في ذلك».

وأضاف أنّ تلك الحضارات ربما كانت قادرة على إرسال إشارات أو مجسّات قوية للتواصل مع غيرها، لكن ذلك يتطلّب طاقة هائلة، وقد يستغرق الردّ ملايين أو حتى مليارات السنوات، مما يجعل الدافع للاستمرار في مثل هذه المحاولات ضعيفاً جداً. وربما لهذا السبب، كما يرى، تكون الكائنات قد تخلَّت عن محاولة التواصل معنا. كما قال إنَّ الأرض «على الأرجح ليست مكاناً مثيراً للاهتمام للزيارة»، إذا كان هناك عدد معقول من الحضارات الفضائية في المجرّة.

وأشار الباحث إلى أنّ «مبدأ الابتذال» يعني أيضاً أنّ احتمال وقوع غزو فضائي شبه معدوم. وفي بحثه المعنون «كون أقلّ رعباً؟ الابتذال تفسيراً لمفارقة فيرمي» كتب كوربيت: «يؤدي هذا الظنّ أيضاً إلى توقُّع ألا تقوم أي حضارة فضائية باستعمار جزء كبير من المجرّة، حتى باستخدام مجسّات روبوتية، وأنه ليس ثمة منارات طاقوية طويلة الأمد».

ويضيف أنّ الحضارات الفضائية يمكنها نظرياً إرسال إشارات ضخمة مرئية من كواكب أخرى تكشف عن وجودها، وإنما هذا لم يحدث لأن تلك الحضارات لم تبلغ مستويات (العلم الفائق) التي تجعلها قابلة للرصد، وهو جوهر مبدأ (الابتذال الجذري)».

ومع ذلك، يترك كوربيت نافذة صغيرة للأمل، مؤكداً أنّ احتمال اكتشاف حضارات أخرى يبقى وارداً، لكنه يُحذّر من أنّ النتيجة قد تكون «مُحبطة بعض الشيء»، لأنّ التواصل معها لن يُغيّر من تطوّرنا التكنولوجي جذرياً، وإنما سيشير ببساطة إلى أنّ «الحياة تملأ الكون».

وأوضح: «الفكرة أنّ تلك الكائنات أكثر تطوّراً منا، لكن ليس بدرجة كبيرة. كأن تمتلك (آيفون 42) بدلاً من (آيفون 17)». وأضاف: «هذا يبدو منطقياً وطبيعياً أكثر، لأنه لا يفترض شيئاً متطرّفاً». وتابع: «إنهم لا يملكون تقنية أسرع من الضوء، ولا آلات تعتمد على الطاقة المُظلمة أو المادة المُظلمة، ولا يستخدمون الثقوب السوداء. إنهم ببساطة لا يستخدمون قوانين جديدة من الفيزياء».


مقالات ذات صلة

«ناسا» تحيي سباق مشاريع الطيران الأسرع من الصوت

علوم «ناسا» تحيي سباق مشاريع الطيران الأسرع من الصوت

«ناسا» تحيي سباق مشاريع الطيران الأسرع من الصوت

أخيراً، أطلقت وكالة الطيران والفضاء الأميركية «ناسا» طائرة «إكس - 59» الأسرع من الصوت التي حلقت بهدوء في سماء بالمديل، كاليفورنيا، ثم هبطت بنجاح بعد بضع دقائق.

جيسوس دياز (واشنطن)
يوميات الشرق نجوم «الثريا» كما تُرصد من السماء (شاترستوك)

رحلة إلى «مجموعة الثريا الكبرى» التي اختبأت بين النجوم

توصَّل علماء الفلك إلى أنّ كوكبة «الثريا» الشهيرة تضم آلاف النجوم «الشقيقة» المُتناثرة في السماء، مما يجعل حجمها الحقيقي أكبر بعشرين مرة من التقديرات السابقة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق صاروخ «نيو غلين» (د.ب.أ)

«بلو أوريجن» تطلق مهمة «ناسا» إلى المريخ وتنجح في استعادة محرّك صاروخها

نجحت شركة «بلو أوريجن»، المملوكة للملياردير جيف بيزوس في إطلاق صاروخها «نيو غلين» الخميس حاملاً مسبارين فضائيتين تابعين لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا).

«الشرق الأوسط» (كاب كانافيرال)
يوميات الشرق ثقب أسود يُفاجئ العلماء بألمع انفجار كوني معروف (رويترز)

أكبر انفجار كوني على الإطلاق... ثقب أسود يسطع مثل 10 تريليونات شمس!

اكتشف العلماء أكبر انفجار لثقب أسود رُصد على الإطلاق، يُضيء بضوء يعادل 10 تريليونات من ضوء الشمس.

«الشرق الأوسط» (كاليفورنيا)
الولايات المتحدة​ الملياردير جاريد أيزاكمان المقرب من إيلون ماسك يتحدث في مؤتمر صحافي بمركز كينيدي للفضاء قبل رحلة فضائية خاصة العام الماضي (أ.ب)

ترمب يعيد أيزاكمان المقرب من ماسك على رأس وكالة «ناسا»

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب الثلاثاء على منصته «تروث سوشيال» أنه سيعيد تعيين الملياردير جاريد أيزاكمان المقرب من إيلون ماسك، على رأس وكالة الفضاء الأميركية

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

علي رضا خاتمي لـ«الشرق الأوسط»: تربيت على أدب نجيب محفوظ

صور الفيلم في مدن تركية عدة (الشركة المنتجة)
صور الفيلم في مدن تركية عدة (الشركة المنتجة)
TT

علي رضا خاتمي لـ«الشرق الأوسط»: تربيت على أدب نجيب محفوظ

صور الفيلم في مدن تركية عدة (الشركة المنتجة)
صور الفيلم في مدن تركية عدة (الشركة المنتجة)

قال المخرج الإيراني - الأميركي علي رضا خاتمي إن فيلمه الجديد «الأشياء التي تقتلها» يمثل تجربة شخصية جداً، انطلقت من ذاكرته الخاصة ومن علاقته المعقدة مع والده، موضحاً أن «فكرة الفيلم وُلدت من صراعاته العائلية ومن محاولته فهم معنى الذكورة والسلطة الأبوية في مجتمعات شرقية لا تزال تحمل ترسبات النظام الأبوي في كل تفاصيلها».

ويعرض فيلم «الأشياء التي تقتلها» للمرة الأولى ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان «القاهرة السينمائي الدولي» في دورته الـ46، وهو العرض الذي يقول عنه المخرج الإيراني - الأميركي إنه «يشعر بسعادة كبيرة لكونه تربى على قراءة روايات نجيب محفوظ وتأثر كثيراً بعالمه الأدبي وبطريقته في تحليل الإنسان والمجتمع»، مترقباً رد فعل الجمهور المصري على الفيلم.

ويقول خاتمي في حواره مع «الشرق الأوسط» إنه كان يعيش فترة عصيبة في حياته، فقرر أن يحول ما مر به رحلةً بصرية ونفسية على الشاشة، تساءل خلالها عن معنى الأبوة والهوية والانتقام والذات، مشيراً إلى «أنه حين بدأ كتابة الفيلم لم يكن يسعى إلى سرد حكاية عائلية فحسب، بل إلى تحويل تلك التجربة الفردية حكايةً إنسانية شاملة تمسّ كل إنسان يعيش تحت وطأة الماضي وميراث القسوة».

المخرج الإيراني علي خاتمي (الشرق الأوسط)

وووفق خاتمي، فإن إنجاز الفيلم احتاج إلى ما يقارب ثماني سنوات للتحضير، والتمويل، وإعادة الكتابة المستمرة، حيث كان يعيد صياغة السيناريو حتى اليوم الأخير من التصوير، مشيراً إلى أن «الفيلم تم إنتاجه بجهد مشترك بين كندا، وتركيا، وبولندا وفرنسا، وصُوّر بالكامل في تركيا بتمثيل تركي ولغة تركية».

وأكد أن ذلك الخيار لم يكن اعتباطاً، بل نابعاً من رغبته في تحييد العمل عن الجغرافيا الضيقة، بحيث تبدو قصته ممكنة في أي مكان بالعالم، في تركيا أو إيران أو حتى مصر أو الولايات المتحدة؛ لأن جوهرها إنساني يتجاوز الحدود والثقافات.

ويبدأ الفيلم الذي رشحته كندا لتمثيلها في «الأوسكار» بعبارة صادمة يقولها علي رضا خاتمي: «اقتل الضوء»، هذه الجملة المفتاحية تُدخل المشاهد إلى عالم يختلط فيه الواقع بالرمز، حيث يحكي الفيلم قصة «علي»، أستاذ جامعي في قسم الترجمة، يعيش في الولايات المتحدة ويعود إلى تركيا بعد مرض والدته ووفاتها، ليبدأ بالشك في تورّط والده في موتها. ينغمس في رحلة انتقام تقوده إلى التورط مع بستاني غامض يُدعى «رضا»، سرعان ما يتحول انعكاساً نفسياً لشخصيته.

وتتوالى الأحداث بين الحلم واليقظة، لتتكشف طبقات من القهر الموروث والعنف العائلي المكبوت، ويكتشف المشاهد أن الصراع الحقيقي ليس بين «علي» ووالده، بل بين «علي» وذاته، بين جانبه المتحضر والآخر الغريزي.

مخرج الفيلم، يؤكد أن العمل على هذا العمل كان تحدياً شاقاً على المستويين الفني والنفسي، فقد جاء اختيار الممثلين الأتراك بعد مقابلات دقيقة سألهم خلالها سؤالاً واحداً وصفه بـ«المفصلي»: هل فكرت يوماً في قتل والديك؟ مشيراً إلى أنه كان يبحث عن ممثلين يمتلكون الشجاعة لمواجهة هذا السؤال داخلياً؛ لأن الفيلم لا يتحدث عن القتل الواقعي، بل عن رغبة رمزية دفينة في التحرر من سلطة الآباء، وهي فكرة تحتاج إلى ممثلين يملكون حساسية خاصة وقدرة على التعبير بالكتمان لا بالصراخ.

وعلى الرغم من صعوبة تصوير الفيلم بميزانية محدودة، فإن الفريق نجح في إنجاز الفيلم خلال 27 يوماً فقط، متنقلاً بين مدن تركية عدة لبناء مدينة خيالية تشبه الواقع، لكنها لا تنتمي إليه. ويوضح خاتمي أن الصعوبة الكبرى كانت تكمن في الحفاظ على اتساق بصري يربط بين تلك الأمكنة المتعددة، خصوصاً أن القصة تدور في فضاء رمزي تتقاطع فيه الحقول والبيوت والحدائق وكأنها خريطة داخلية لعقل البطل. مؤكداً أنه «لا يتدخل في انفعالات الممثلين أثناء التصوير، بل يفضّل أن يوجههم نحو أهدافهم لا نحو مشاعرهم».

وبسبب اعتياده منذ بداياته العمل مع فرق من بيئات مختلفة، لم يجد خاتمي صعوبة في العمل مع طاقم متعدد الثقافات في فيلمه الجديد، عادَّاً أن «تنوع الخلفيات يمنح النص ثراءً أكبر، ويجعل التجربة أكثر انفتاحاً على العالم».

اختارت كندا الفيلم لتمثيلها في «الأوسكار» (الشركة المنتجة)

ولفت خاتمي إلى أنه «في أثناء الكتابة يتلقى ملاحظات من أشخاص من ثقافات مختلفة، ثم يحاول ترجمتها درامياً ليجعل القصة أكثر عمومية وأقل ارتباطاً ببلد أو سياق واحد»، مشدداً على أن هذا ما يجعل المشاهد في أي مكان يجد نفسه داخل الفيلم؛ لأن الصراعات العائلية والبحث عن الذات والانتقام من الماضي هي موضوعات إنسانية لا تخص ثقافة بعينها.

ورغم تصوير الفيلم خلال أقل من شهر فإن مونتاجه استغرق نحو خمسة أشهر، وكان بمثابة مرحلة اكتشاف جديدة للفيلم؛ لأن المعنى النهائي لا يتكشف إلا في غرفة المونتاج، مشيراً إلى أنه يحتفظ عادة بسيطرة كاملة على أعماله، بداية من السيناريو حتى الصورة الأخيرة؛ لأنه يؤمن بأن المخرج يجب أن يكون المؤلف البصري لفكرته.

وكشف خاتمي عن أنه يضع حالياً اللمسات الأولى على مشروعه الجديد، والذي سيكون أول أفلامه باللغة الإنجليزية، متمنياً أن يبدأ تصويره في كندا قريباً.

ولا يستبعد المخرج رغم ابتعاده الجغرافي عن إيران، العودة يوماً إليها لإخراج فيلم عنها إذا وجد القصة المناسبة، مؤكداً أن انتماءه الثقافي سيظل حاضراً في كل أعماله حتى وإن صوّرها في أماكن بعيدة؛ لأنه يحمل أجزاءً من روحه في كل بلد عاش فيه.


حلّ لغز «الخاتم الماسي» في الفضاء

الحلقة المضيئة التي تشبه الخاتم هي بقايا فقاعة كونية نشأت بفعل إشعاع ورياح نجم ضخم (جامعة كولن)
الحلقة المضيئة التي تشبه الخاتم هي بقايا فقاعة كونية نشأت بفعل إشعاع ورياح نجم ضخم (جامعة كولن)
TT

حلّ لغز «الخاتم الماسي» في الفضاء

الحلقة المضيئة التي تشبه الخاتم هي بقايا فقاعة كونية نشأت بفعل إشعاع ورياح نجم ضخم (جامعة كولن)
الحلقة المضيئة التي تشبه الخاتم هي بقايا فقاعة كونية نشأت بفعل إشعاع ورياح نجم ضخم (جامعة كولن)

تمكّن فريق دولي بقيادة باحثين من جامعة كولن الألمانية من كشف سر ظاهرة فلكية فريدة تُعرف باسم «الخاتم الماسي» في منطقة تكوّن النجوم المعروفة باسم «سيغنوس X»، الواقعة على بُعد نحو 4500 سنة ضوئية في كوكبة الدجاجة.

وأوضح الباحثون أن هذا الهيكل الغازي العملاق يظهر على شكل حلقة مضيئة تشبه خاتماً يحتوي على «ماسة»، وهو ما أثار فضول العلماء لسنوات، ونُشرت النتائج، الاثنين، بدورية «Astronomy and Astrophysics».

وتعد منطقة تشكّل النجوم «سيغنوس X» واحدة من أكبر وأهم مناطق تكوّن النجوم في مجرة درب التبانة. وتشتهر هذه المنطقة بوفرة الغازات والغبار الكوني، ما يجعلها بيئة خصبة لتكوّن النجوم الجديدة والعناقيد النجمية.

كما تحتوي على عدد من النجوم الضخمة والشابة التي تؤثر في بيئتها المحيطة من خلال إشعاعها ورياحها النجمية، مسببة تكوّن فقاعات غازية وهياكل فلكية مذهلة.

وأكّد الفريق أن الحلقة المضيئة التي تشبه الخاتم، التي يبلغ قطرها نحو 20 سنة ضوئية، تتوهج بشدة في الأشعة تحت الحمراء، وهي بقايا فقاعة كونية نشأت بفعل إشعاع ورياح نجم ضخم يُقدّر حجمه بـ16 ضعف كتلة الشمس. وعلى عكس الفقاعات النجمية الأخرى، لم تتوسع هذه الحلقة بشكل كروي سريع، بل توسعت ببطء شديد وبشكل مسطح.

وأشار الباحثون إلى أن الفقاعة «انفجرت» عندما تسربت الغازات عبر مناطق أقل كثافة، لتبقى الحلقة المسطحة التي نراها اليوم.

وأظهرت المحاكاة الحاسوبية أن الفقاعة توسعت أولاً في جميع الاتجاهات، ثم تسربت عمودياً على مستوى السحابة، لتبقى على شكل «الخاتم الماسي» الحالي، ويُقدّر عمر هذه البنية الكونية بنحو 400 ألف عام، وهو صغير جداً مقارنة بعمر النجوم الضخمة.

دور النجوم الفتية

ولرصد تلك الحلقة، استعان الفريق بمرصد صوفيا الطائر (SOFIA)، وهو طائرة «بوينغ» معدلة تطير على ارتفاع يزيد على 13 كيلومتراً، لرصد الأطوال الموجية من الضوء غير القابل للرصد من الأرض وقياس حركة الغاز بدقة. وأظهرت النتائج أن الحلقة تتوسع بسرعة نحو 1.3 كيلومتر في الثانية (نحو 4700 كم/ساعة)، وهي سرعة بطيئة نسبياً مقارنة بالفقاعات النجمية المشابهة.

ووفق الباحثين، فإن النتائج تقدّم دليلاً مهماً على الدور الهائل الذي تلعبه النجوم الفتية الضخمة في تشكيل بيئاتها، والتأثير على تكوّن أجيال جديدة من النجوم داخل درب التبانة.

وقالت الدكتورة نيكولا شنايدر، المشاركة في الدراسة من جامعة كولن: «إن الخاتم الماسي مثال واضح على حجم تأثير نجم واحد في تشكيل سحب غازية هائلة».

لكنها أضافت عبر موقع الجامعة، أن الدراسة كشفت أيضاً حقيقة قد تُحبط محبّي الرومانسية الفلكية، إذ إن «الماسة» التي تظهر وسط الحلقة، وهي مجموعة من النجوم الفتية، ليست جزءاً من الخاتم كما يبدو من الأرض، بل تقع على بُعد مئات السنين الضوئية أمامه، وما يظهر من الأرض مجرد التقاء خط النظر فقط.


بذور الحبة السوداء تكافح السمنة وأمراض القلب

بذور الحبة السوداء تُعرف باستخدامها كعلاج طبيعي بفضل خصائصها المضادة للأكسدة والالتهابات (كليفلاند كلينك)
بذور الحبة السوداء تُعرف باستخدامها كعلاج طبيعي بفضل خصائصها المضادة للأكسدة والالتهابات (كليفلاند كلينك)
TT

بذور الحبة السوداء تكافح السمنة وأمراض القلب

بذور الحبة السوداء تُعرف باستخدامها كعلاج طبيعي بفضل خصائصها المضادة للأكسدة والالتهابات (كليفلاند كلينك)
بذور الحبة السوداء تُعرف باستخدامها كعلاج طبيعي بفضل خصائصها المضادة للأكسدة والالتهابات (كليفلاند كلينك)

كشفت تجربة سريرية أجرتها جامعة أوساكا متروبوليتان في اليابان أن بذور الحبة السوداء المعروفة باسم حبة البركة في بعض البلدان قد تمثّل وسيلة طبيعية فعّالة للمساعدة في مكافحة السمنة وتحسين صحة القلب.

وأوضح الباحثون أن تناول بذور الحبة السوداء يومياً يمكن أن يساهم في خفض الدهون الضارة في الدم ورفع مستوى الدهون المفيدة، ونُشرت النتائج، الثلاثاء، بدورية «Food Science & Nutrition».

وتُعد السمنة وأمراض القلب من أكثر المشكلات الصحية ترابطاً وانتشاراً حول العالم؛ إذ تؤدي زيادة الوزن وتراكم الدهون في الجسم إلى رفع الضغط على القلب والأوعية الدموية، وزيادة مستوى الالتهابات والدهون الضارة في الدم. ومع مرور الوقت، تسهم السمنة في ارتفاع ضغط الدم وتصلّب الشرايين واضطراب التمثيل الغذائي، ما يجعل المصابين أكثر عرضة للنوبات القلبية والجلطات.

ولأنهما يرتبطان بعوامل نمط الحياة مثل النظام الغذائي غير الصحي وقلة النشاط البدني، فإن الوقاية منهما تعتمد أساساً على تحسين السلوك الغذائي وممارسة الرياضة بانتظام.

وتعرف بذور الحبة السوداء تاريخياً باستخدامها كعلاج طبيعي بفضل خصائصها المضادة للأكسدة والالتهابات، إلا أن الدراسة الجديدة تسلط الضوء على دورها المحتمل في مكافحة السمنة. وخلال التجربة السريرية، تناول المشاركون 5 غرامات من بذور الحبة السوداء يومياً، أي ما يعادل ملعقة طعام تقريباً، لمدة ثمانية أسابيع.

انخفاض ملموس في الدهون

وأظهرت الدراسة انخفاضاً ملموساً في الدهون الثلاثية، وهي من أهم الدهون المرتبطة بزيادة خطر السمنة وأمراض القلب، بالإضافة إلى خفض الكولسترول الضار (LDL)، الذي يُعد عاملاً رئيسياً في تراكم الدهون بالشرايين وزيادة احتمالات تصلّبها وحدوث النوبات القلبية. كما لوحظ انخفاض الكولسترول الكلي في الدم، مما يعكس تحسناً عاماً في صحة القلب والأوعية الدموية.

في المقابل، سجّل المشاركون ارتفاعاً في مستوى الكولسترول الجيد (HDL)، المسؤول عن نقل الدهون الضارة إلى الكبد للتخلص منها، ما يمثل مؤشراً إيجابياً آخر على تعزيز صحة القلب.

ووفق الفريق، فإن هذه النتائج توضح التأثير المتكامل لحبة البركة على تحسين الدهون في الدم وتقليل مخاطر الأمراض القلبية.

كما أجرى الباحثون اختبارات خلوية لتوضيح آلية عمل البذور، حيث تبين أن مستخلص الحبة السوداء يثبط تكوّن الخلايا الدهنية ونضوجها من خلال منع تراكم قطرات الدهون داخل الخلايا وإعاقة عملية تمايزها، مما يعني أن البذور تعمل على المستوى الخلوي لمنع زيادة الدهون وتكوين السمنة.

وأكد الباحثون أن النتائج تشير بقوة إلى أن بذور الحبة السوداء يمكن أن تكون غذاءً وظيفياً فعّالاً للوقاية من السمنة والأمراض المرتبطة بنمط الحياة، وكان من المُرضي للغاية رؤية هذا التأثير الواضح على دهون الدم في تجربة بشرية.

ويخطط الفريق لإجراء تجارب أطول وأوسع نطاقاً لفهم تأثيرات الحبة السوداء على عمليات الأيض، مع التركيز على دورها المحتمل في مقاومة الإنسولين لدى مرضى السكري وتقليل مؤشرات الالتهاب.