تعرضت أسرة الفنان المصري الراحل عبد الحليم حافظ لهجوم كبير وانتقادات حادة عقب الإعلان عن قيامهم بتحصيل مبالغ مالية من الجمهور نظير زيارة منزل «العندليب»، وذلك بعد الانتهاء من الحجوزات التي تمت بالفعل، وتستمر حتى منتصف شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
وكتبت أسرة «العندليب»، على حساب يحمل اسم «منزل عبد الحليم حافظ»، على موقع «فيسبوك»: «للأسف تم غلق حجز زيارات المنزل نهائياً ولا توجد أي زيارات أخرى بعد التي تم حجزها، لحين عمل تطبيق، يتم الحجز من خلاله».

ونوه الحساب عن الأمر في منشور آخر: «قبل إغلاقه عقب كتابة تعليقات مسيئة من بعض المتابعين»: «غالباً سيكون الحجز بعد ذلك بمقابل مبلغ رمزي وأي تصوير محتوى أو برامج سيكون بمقابل مادي، حتى نستطيع المحافظة على المنزل وعمل الصيانة الدورية، وتعيين أشخاص لمرافقة الزوار، وشرح كافة التفاصيل داخل المنزل».
وحسب بيان الحساب «السوشيالي»، «فإن الأسرة فعلت ذلك لأنها لا تستطيع مواكبة زيادة طلبات الزيارة والمكالمات بشكل مستمر، وكذلك مصاريف تشغيل الصفحة التي سيتم من خلالها الحجز، ومصاريف تطوير الأبلكيشن الخاص بمنزل حليم لاحقاً».

وتعليقاً على الهجوم الذي تعرضت له أسرة «العندليب»، وقيامهم بإغلاق حساب المنزل على «فيسبوك»، أكد المهندس عبد الحليم الشناوي، نجل السيدة زينب الشناوي، ابنة شقيقة العندليب، والمسؤول عن المنزل الذي تمتلكه الأسرة، ويقيم فيه حالياً شقيقه ووالده، أنه يواجه تحديات كبيرة في إدارة منزل عبد الحليم، خصوصاً مع كثرة الزوار الذين يأتون لرؤيته يومياً، لافتاً إلى أن هذا الأمر يشكل عبئاً مالياً وإدارياً عليهم.
وقال الشناوي لـ«الشرق الأوسط»، إن «عدد الزوار الذين يأتون للمنزل يومياً أكثر من 100 شخص، وهو ما يفوق طاقته الاستيعابية، وأن تكاليف المنزل الذي يقع في حي الزمالك الشهير وسط العاصمة المصرية، القاهرة، تتعدى الـ200 ألف جنيه سنوياً (الدولار الأميركي يعادل نحو 48 جنيهاً مصرياً) شاملة الصيانة والكهرباء والضريبة العقارية، ورواتب العاملات وحارس العقار، «لذلك فكرنا أن يكون فتح باب الحجز بمقابل فرض رسوم رمزية لتنظيم الزيارات عن طريق شركة تتولى كافة الأمور». ولفت إلى «فتح المنزل للزيارة المجانية منذ نحو 48 عاماً».

وذكر الشناوي «أن رد فعل الناس كان عنيفاً، وأن الأسرة تعرضت لانتقادات غير مسبوقة من بعضهم»، لافتاً إلى أن «والدته الراحلة تعرضت أيضاً لهجوم مماثل بسبب إغلاق المنزل خلال فترة انتشار جائحة (كورونا)، حيث أكدت أن الهجوم سيستمر مهما فعلنا».
وأعلن الشناوي إغلاق منزل «العندليب» نهائياً رداً لاعتبارهم، لكنه سيظل مفتوحاً لأسرته فقط، حتى في ذكرى رحيله «لن يتمكن الناس من الزيارة، بعد الهجوم والتطاول عليهم»، مؤكداً أن «الأسرة لديها خطوط حمراء ولن تتهاون مع من يتخطاها»، وفق تعبيره.

وأشار الشناوي إلى أن وصية «العندليب» التي يرددها بعض الناس لا أساس لها من الصحة، موضحاً أن «وصيته هي أن يكون البيت مفتوحاً لأسرته التي كان يجمعها قبل رحيله، وليس للجمهور كافة كما يعتقدون، أو لمن جاء ليكتب اسمه على الجدران ويتطاول فيما بعد».
وكشف الشناوي أن «منازل المشاهير بالعالم يتم زيارتها نظير مبالغ مالية كبيرة، وشاهد ذلك بنفسه»، لافتاً إلى أن «الأسرة عرض عليها مليارات الجنيهات لبيع المنزل وتحويله إلى متحف لكنهم رفضوا حفاظاً على إرث الفنان الراحل»، موضحاً أن «ورثة نجوم آخرين استفادوا من بيع بعض مقتنيات فنانين راحلين، عكس أسرة حليم التي حافظت على بيته ومقتنياته وتعرضها في متاحف دولية بدون مقابل».



