تصدَّر فيلم «روكي الغلابة» الذي تؤدّي بطولته دنيا سمير غانم، شباك التذاكر في الصالات السينمائية المصرية منذ اليوم الأول لطرحه، مجدداً الرهان على عودة البطولات النسائية إلى المنافسة على كعكة الإيرادات، رغم أنّ الفيلم شهد تأجيلات متكرّرة خلال المدّة الماضية، وتطلّب تحضيره وتصويره وقتاً طويلاً.
وقد حقق الفيلم إيرادات تجاوزت 10 ملايين جنيه (الدولار يساوي 48.75 جنيه مصري) خلال الأيام الـ3 الأولى من عرضه، متفوّقاً في الإيراد اليومي على فيلم «الشاطر» لأمير كرارة الذي طُرح قبل أسبوعَيْن، وعلى أفلام أخرى مطروحة حالياً، منها «أحمد وأحمد» للثنائي أحمد السقا وأحمد فهمي.
تدور أحداث «روكي الغلابة» في إطار يجمع بين الأكشن والكوميديا والاستعراض، من خلال قصة فتاة يتيمة تُكتشف موهبتها في الملاكمة منذ الطفولة، لتصبح لاحقاً «روكي» التي تعمل حارسة شخصية، وتتورّط في مغامرة مليئة بالمطاردات خلال حمايتها باحثاً عبقرياً مُطارَداً من جهات أجنبية. ويتصاعد التوتر بينهما إلى أن يتطوّر إلى علاقة حب، تتخلّلها لحظات غنائية ومَشاهد قتالية حافلة بالحركة.

الفيلم من إنتاج أحمد السبكي، وإخراج أحمد الجندي، وتأليف كريم يوسف وندى عزت. ويشارك دنيا سمير غانم في البطولة كل من محمد ممدوح (تايسون)، ومحمد ثروت، ومحمد رضوان، مع ظهور عدد من ضيوف الشرف، أبرزهم إيمي سمير غانم، وأحمد سعد، وأحمد الفيشاوي، وأوس أوس، ومريم الجندي.
وتراجعت البطولات النسائية في السينما المصرية خلال العقدَيْن الماضيَيْن بشكل ملحوظ، مع تجارب محدودة لمنى زكي وياسمين عبد العزيز. فيما يُعد «روكي الغلابة» ثاني بطولة مطلقة لدنيا سمير غانم بعد فيلمها «تسليم أهالي» الذي عُرض عام 2022 في الصالات السينمائية.
وكان من المفترض طرح «روكي الغلابة» في صيف العام الماضي، لكن تأخّر الانتهاء من تصويره حال دون ذلك، لتُستكمل المَشاهد الأخيرة منه هذا العام، مع تحديد موسم الصيف موعداً نهائياً لعرضه.
وقال الناقد الفني المصري محمد عبد الرحمن، إنّ نجاح تجربة «روكي الغلابة» لا يكفي وحده لإعلان عودة هذا النوع من البطولات إلى الصدارة. وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أنّ «تقييم التجربة يجب أن يرتبط بعوامل، من بينها الإيرادات التي حقّقها الفيلم مقارنة بالأعمال الأخرى في الموسم عينه، وكذلك حجم تكلفته الإنتاجية».

وتابع أنّ «الأمر لا يتوقّف فقط عند الأرقام، بل في قدرة بطلة العمل على تكرار التجربة وتحقيق نتائج مماثلة. فهذه الاستمرارية ستكون الكفيلة بترسيخ مفهوم البطولة النسائية في شباك التذاكر، وليس فقط الاعتماد على تجربة واحدة مهما كانت لافتة»، مؤكداً أنّ «دنيا سمير غانم لديها قاعدة جماهيرية واسعة، لكن يبقى اختبار التكرار هو المحك الحقيقي».
رأيٌ يدعمه الناقد السينمائي خالد محمود الذي رأى في «روكي الغلابة» حالة خاصة يصعب تعميمها. وأكّد لـ«الشرق الأوسط» أنّ «نجاحه في شباك التذاكر لا يعود فقط إلى جودة العمل، وإنما إلى جماهيرية دنيا التي تتمتع بعلاقة مختلفة مع جمهورها، وهو ما يجعل كثيرين يُقبلون على مشاهدة أعمالها فور طرحها».
وأوضح أنّ «الدعاية لعبت دوراً محورياً، إذ قُدِّم الملصق والإعلان الترويجي بطريقة ذكية أثارت فضول الجمهور، بجانب عناصر أخرى أسهمت في جذب المشاهدين، أبرزها التوليفة التي جمعت بين الكوميديا والأكشن والغناء، بالإضافة إلى القصة الاجتماعية التي تُلامس مشاعر الناس».
ورأى محمود أنّ «هذه التركيبة نادرة ومغرية، ولا يمكن تكرارها بسهولة، فليست كل النجمات قادرات على خوض مغامرة البطولة المطلقة تجارياً في السينما. كما أنّ الجماهيرية وحدها لا تضمن النجاح في شباك التذاكر»، لافتاً إلى وجود تجارب لنجمات على غرار منى زكي، لكن النتائج التجارية لا تأتي دائماً على قدر التوقّعات.



