«مشوار الفنّ» في بيبلوس... معرض مفتوح للحِرَف والموسيقى

مبادرة أليس إدّه تُحوّل متاجر جبيل القديمة إلى محطات فنّية

الأزقّة التاريخية لمدينة جبيل جارة البحر (الجهة الإعلامية)
الأزقّة التاريخية لمدينة جبيل جارة البحر (الجهة الإعلامية)
TT

«مشوار الفنّ» في بيبلوس... معرض مفتوح للحِرَف والموسيقى

الأزقّة التاريخية لمدينة جبيل جارة البحر (الجهة الإعلامية)
الأزقّة التاريخية لمدينة جبيل جارة البحر (الجهة الإعلامية)

في محاولة للإبقاء على النبض الثقافي والسياحي في مدينة جبيل العريقة، تُطلق أليس إدّه مبادرتها «مشوار الفنّ في بيبلوس»؛ مشروعٌ فريد ينسج خيوط الإبداع الفنّي بالتجربة السياحية.

أليس، الأميركية التي ساقها الفضول إلى لبنان منذ نصف قرن، لم تكن تعرف أنّ زيارتها الأولى سائحةً ستتحوَّل إلى قدرٍ دائم. عشقُها للثقافة والتاريخ والفنون قادها إلى قلب جبيل، لكن الحبَّ الأكبر كان لزوجها، المحامي اللبناني روجيه إدّه، الذي جعل من هذه البلاد موطناً ثانياً لها.

تُطلق أليس إدّه مبادرتها «مشوار الفنّ في بيبلوس»... (الجهة الإعلامية)

في هذا الحدث، تسعى أليس إدّه إلى الإضاءة على المتاجر الصغيرة والفنانين المحلّيين، عبر توزيع أعمال 37 فناناً ومصمّماً في 18 متجراً متفرّقاً داخل أزقّة المدينة، في دعوة للزوّار للتنقّل بين الفنّ والتسوّق، ولمعايشة الجمال المُتناثر بين واجهات المتاجر وشرفات البيوت القديمة. من المشاركين: ندى دبس، ونيفين بويز، وبول بو رميا، وأرليت سوفور، وربيع فضول، وغيرهم من المبدعين الذين سيعرضون أعمالهم في محالّ تعكس روح جبيل الأصيلة.

المبادرة ستُقام يومَي السبت والأحد، 21 و22 يونيو (حزيران) الحالي، من العاشرة صباحاً حتى الثامنة مساءً. خلال هذه الساعات، سيجول الزائرون بين المتاجر المُشاركة، ويتعرَّفون على الحِرف اليدوية اللبنانية ويحتكّون مع المبدعين، في مشهد ثقافي نابض.

الحدث يُضيء على المتاجر الصغيرة والفنانين المحلّيين (الجهة الإعلامية)

ولن يقتصر الحدث على المعارض، إذ يتضمّن ورشات عمل تفاعلية، منها ورشة لفنّ الفسيفساء في متحف الأحفوريات «Memory of Time»، وورشة لتنسيق الزهور تُقدّمها زويا صقر من «مجتمع الزهور»، وجلسات موسيقية حيّة لعازفين محلّيين، أبرزهم إيلي درغام، الكفيف الذي يعزف الكمان وينسج الكراسي من القشّ، ليُضفي على المشهد لمسة من الإلهام النقي.

المبادرة تُقدّم للناس ما تؤمن أليس إدّه بأنه جزء من هذه الأرض ونبضها (الجهة الإعلامية)

المبادرة ليست وليدة لحظة، بل ثمرة تجربة شخصية. ففي زيارة لواشنطن، خرجت أليس مع صديقتها للتسوّق وسط المدينة. وبينما تهمّان بدخول متجرهما المفضّل، استوقفتهما سيّدة لطيفة قائلة: «ما رأيكما في الاطّلاع على أعمالي قبل التسوّق؟». كانت مُصوّرة، تخصَّصت في تصوير الخيول، وتعرض أعمالها في أحد المتاجر ضمن مشروع فنّي يُشبه تماماً ما قرَّرت أليس أن تحمله إلى لبنان. فكرة التنقّل بين متاجر مختلفة في حيٍّ واحد، لاكتشاف فنانين متعدّدين، راقتها إلى حدّ أنها تبنّتها: «أحببتُ أن أعيد بيبلوس إلى الخريطة السياحية، واخترت المتاجر الصغيرة التي غالباً ما تُهمَل لأنها تعمل بصمت، بعيداً عن الضجيج والضوء».

دعوة للزوّار للتنقّل بين الفنّ والتسوّق (الجهة الإعلامية)

تُضيف: «اخترتُ مصمّمين وفنّانين موهوبين، عددهم 37. واستقطبتُ فنانين من خارج جبيل، لا سيما من بيروت، لأنني أطمح إلى إعادة البيروتيين إلى بيبلوس. من خلال حضورهم، يزور الناس المتاجر لاكتشاف أعمالهم، وهناك يلتفتون إلى المحالّ التي ربما لم يسبق لهم أن لاحظوها».

تريد من «مشوار الفنّ» ما يُشبه التجربة الشاملة: ورشات عمل تشمل الحِرف اليدوية مثل صناعة الأدوات الخشبية من ملاعق وأشواك وأطباق، وورشات زهور، وورشات للأطفال، بالتناغم مع موسيقى حيّة تملأ زوايا المدينة.

تتابع أليس: «لطالما حلمنا بتحويل جبيل إلى مقصد سياحيّ متكامل. أنشأنا مقهى، ثم مطعماً، ثم منتجع (إده ساندز)، وافتتحنا مجموعة متاجر صغيرة لنمنح الزائر تجربةً أصيلة. حافظنا فيه على الطابع اللبناني، من المعمار حتى التفاصيل الدقيقة».

عشق أليس إدّه للثقافة والتاريخ والفنون قادها إلى قلب جبيل (الجهة الإعلامية)

وتعتمد في متاجرها على المنتجات اللبنانية الخالصة: من صابون وسِلال وأكواب وأقمشة، إلى المأكولات والتوابل. تؤمن بدعم ما يُصنَع في لبنان، وتبحث عن المصمّمين الذين يستخدمون المواد المحلّية، لا المُستَوردة من الصين أو تركيا.

تختم: «أنشأت متجراً للمونة والتوابل. أعشق الأرض والحديقة. أزرع، وأقطف، وأبيع البذور التي تنبت في حديقتي. نصنع منها عسلنا، ونقدّم للناس ما نؤمن بأنه جزء من هذه الأرض ونبضها».


مقالات ذات صلة

سناجب شيكاغو تُغيّر جمجمتها تحت ضغط البشر

يوميات الشرق يكفي قرن من العمران لإحداث التغيُّر الهائل (غيتي)

سناجب شيكاغو تُغيّر جمجمتها تحت ضغط البشر

دراسة جديدة أعدّها الباحثون في «متحف فيلد»، تحدَّثت عن تطوُّر قوارض شيكاغو في العصر الحديث لتبدو مختلفة تماماً عما كانت عليه قبل قرن واحد فقط.

«الشرق الأوسط» (شيكاغو)
يوميات الشرق تحف «داونتون آبي» تدخل مزاد الذكريات الملكية (أ.ف.ب)

فستان الزفاف والعصا والسيارة الفخمة... مقتنيات من دراما النبلاء للبيع

يُطرح فستان زفاف الليدي ماري وعصا فيوليت كرولي اللذان ظهرا في مسلسل «داونتون آبي» البريطاني، للبيع ضمن مزاد سيُقام في لندن.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق فنٌّ يُكرّم الذاكرة (دار رعاية برمنغهام)

120 ثوراً تكسوها الألوان... برمنغهام تتحوّل إلى معرض في الهواء الطلق

انطلق في شوارع برمنغهام قطيع يضمّ أكثر من 120 ثوراً ضمن قافلة فنّية مجانية، مُزيَّنة بأنامل فنانين محلّيين، وموضوعة في أماكن مختلفة من المدينة البريطانية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الفنانة نادين عواد تقدّم مجموعة أغنيات بصوتها (فيسبوك)

عبر «إهدنيات»... أندريه الحاج يدعو إلى «إعادة الاعتبار» للموسيقى الأصيلة

يدعو المايسترو أندريه الحاج، من خلال أمسية في مهرجان «إهدنيات»، إلى إعادة الاعتبار للموسيقى الأصيلة، عبر التزام فني أكاديمي ومرافقة أوركسترالية حيّة.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق شخصية «عالم سمسم» المحبوبة «إلمو» ضحية قرصنة على منصة «إكس» (أ.ب)

قراصنة «إكس» يُقحمون «إلمو» المحبوب في شَرَك السياسة

منشورات معادية للساميّة منسوبة إلى «إلمو»، دمية «عالم سمسم» المحبوبة، وتأكيدات بأنه جرى اختراق حسابه على منصة «إكس».

كريستين حبيب (بيروت)

حفظ بلاغ يتهم الإعلامية بوسي شلبي بالتزوير في مستندات رسمية

الفنان محمود عبد العزيز والمذيعة بوسي شلبي (حسابها بـ«فيسبوك»)
الفنان محمود عبد العزيز والمذيعة بوسي شلبي (حسابها بـ«فيسبوك»)
TT

حفظ بلاغ يتهم الإعلامية بوسي شلبي بالتزوير في مستندات رسمية

الفنان محمود عبد العزيز والمذيعة بوسي شلبي (حسابها بـ«فيسبوك»)
الفنان محمود عبد العزيز والمذيعة بوسي شلبي (حسابها بـ«فيسبوك»)

عادت خلافات الإعلامية المصرية بوسي شلبي، وورثة الفنان الراحل محمود عبد العزيز، لتصدّر الواجهة، بعد أن أصدر وكيلها القانوني، بياناً يوضح قرار النيابة بمصر، حفظ البلاغ المقدم ضد بوسي شلبي، من الفنان كريم محمود عبد العزيز وشقيقه محمد، بشأن اتهامهما لها بتزوير واستعمال مستندات رسمية، وادعائها على خلاف الحقيقة أنها كانت زوجة والدهما.

وحسب البيان، الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه فإن نيابة أكتوبر الكلية قد باشرت التحقيقات في البلاغ، وسألت الأطراف المعنية، وهم موظف السجل المدني المختص، وضابط الأحوال المدنية الذي أقر أن الزوج كان على علم بإثبات واقعة الزواج ببطاقة الرقم القومي، بجانب إثبات استعلام مصلحة الجوازات شهادة تحركاتهم، وشهادة ابنة شقيقته التي أقرت بزواجهما حتى وفاته، وكذلك شهادة الجار الملاصق بمحل سكنهما بأحد الأحياء، الذي أقر بإقامتهما بالعقار بعدّهما زوجين، وانتهت لحفظ واستبعاد شبهة «جريمة التزوير واستعمال محررات رسمية».

وبدأت الأزمة بين بوسي شلبي، وورثة الفنان الراحل تدخل دوائر التداول الإعلامي في شهر فبراير(شباط) الماضي، حيث نفت شلبي الأخبار المتداولة حينها، بطلاقها من محمود عبد العزيز منذ سنوات، ونشرت وسائل إعلامية محلية الخبر، الذي يؤكد أن شلبي اكتشفت وجود وثيقة طلاقها في أثناء وجودها بإحدى المصالح الحكومية بمصر لتغيير بيانات هويتها الشخصية.

ونشر الفنان كريم محمود عبد العزيز، نجل الفنان الراحل بياناً قانونياً، عبر حسابه بموقع «فيسبوك»، قبل شهرين أكد خلاله صدور أحكام بحفظ ورفض دعاوى قضائية، وبلاغات جنائية، قامت بها إحدى السيدات، تأكيداً على صحة أوراق طلاقها من والده.

وردت شلبي حينها، عبر بيان قانوني أكدت أن علاقتها بالفنان الراحل كانت علاقة زوجية شرعية قانونية يعلمها الجميع سواء الورثة أو الأقارب أو الأصدقاء، موضحة أن الإجراءات القضائية لم تنته وما زالت متداولة.

محمود عبد العزيز وبوسي شلبي (صورة أرشيفية)

وفي بيان آخر، تحدث كريم عن تفاصيل النزاع القضائي بينهم وبين بوسي شلبي والذي بدأ قبل عامين، حيث أكد أن تركة والده انحصرت بينه وبين شقيقه فقط، ووفق ما ورد في البيان، فإن شلبي قامت قبل عامين برفع دعوى «إثبات رجعة»، ضدهم عن واقعه الطلاق بصفتهم الورثة، لكن تم رفضها، وعدم ثبوتها وفقاً للمستندات.

فيما أكدت بوسي شلبي في بيان «أن هناك مسارات قضائية لا يمكن الإفصاح عنها حفاظاً على مجريات التحقيق وإجراءات التقاضي، وأن النزاع القضائي لا ينحصر في دعوى واحدة فقط، وذلك فيما يخص علاقتها بزوجها محمود عبد العزيز».

في السياق، أكد البيان، أن المكتب القانوني لبوسي شلبي بصدد استكمال الإجراء القانونية لإثبات حقها، من خلال خطوات وإجراءات قانونية سيتم الإفصاح عنها، بعد أن أظهر قرار النيابة العامة الكثير من الوقائع.

وحول ما إذا كانت هناك قضايا أخرى متداولة بين بوسي وورثة محمود عبد العزيز قال هاني حمودة محامي بوسي شلبي لـ«الشرق الأوسط»: «نعم ما زالت هناك قضايا التعويض التي أقامها ابنا الفنان الراحل وهي مؤجلة لجسلة 4 سبتمبر (أيلول) المقبل».

وتعليقاً على الأزمات الشخصية التي يتعرض لها بعض المشاهير بين الحين والآخر قال الناقد الفني المصري محمد عبد الخالق: «تابعنا الكثير من القضايا التي تتعلق ببعض المشاهير بسبب مشكلات في عملهم، أو حياتهم الخاصة كالزواج والطلاق ورؤية الأطفال أو النفقة والميراث، حيث يظهر الجانب الإنساني للبعض منهم خلال هذه القضايا، بعيداً عن أضواء الفن والشهرة، بعكس السابق، إذ كانت تحل الخلافات في الغالب بهدوء للحفاظ على الشكل والسمعة والنجومية، لكن مؤخراً حدث تغير في هذه الرؤية».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط»، أن «لجوء النجوم للقضاء ليس عيباً، طالما لم تفلح الحلول الودية، رغم أن جميع الأطراف تخرج خاسرة إعلامياً، وينقسم الجمهور حولهم، وتصبح متابعة تفاصيل وأسرار حياتهم الخاصة لها الأولوية قبل أعمالهم الفنية».