«اليونيسكو» للتعاون مع مصر في تطوير المتحف الزراعي

خطة لحماية مقتنياته التراثية وعرضها للجمهور

لوحة البقرة الفلكية بالمتحف الزراعي المصري (المتحف الزراعي المصري)
لوحة البقرة الفلكية بالمتحف الزراعي المصري (المتحف الزراعي المصري)
TT

«اليونيسكو» للتعاون مع مصر في تطوير المتحف الزراعي

لوحة البقرة الفلكية بالمتحف الزراعي المصري (المتحف الزراعي المصري)
لوحة البقرة الفلكية بالمتحف الزراعي المصري (المتحف الزراعي المصري)

في خطوة للحفاظ على التراث الزراعي والتطور التاريخي لهذا القطاع في مصر، الذي يمتد لآلاف السنين، بحثت وزارة الزراعة المصرية مع منظمة «اليونيسكو» في سبل تعزيز التعاون في أعمال تطوير المتحف الزراعي الموجود بحي الدقي (غرب القاهرة).

ويعدّ المتحف الزراعي المصري من أكبر المتاحف الزراعية في العالم، وأنشئ على مساحة تزيد على 30 فداناً في سراي الأميرة فاطمة إسماعيل ابنة الخديو إسماعيل، وبدأ العمل به عام 1930 في عهد الملك فؤاد، ويضم ثمانية مبانٍ بمنزلة ثمانية متاحف نوعية بداخله، وفيه مقتنيات تحكي تاريخ مصر الزراعي منذ الحضارة المصرية القديمة وحتى العصر الحديث.

التقى علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، ونوريا سانز، مديرة مكتب منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) بالقاهرة، للبحث في سبل تعزيز التعاون في أعمال التطوير الخاصة بالمتحف الزراعي في الدقي.

المتحف الزراعي المصري يضم العديد من المقتنيات والمجسمات (المتحف الزراعي المصري)

وناقش وزير الزراعة واستصلاح الأراضي المصري، علاء فاروق، مع مديرة مكتب منظمة اليونيسكو بالقاهرة، نوريا سانز، سبل الاستغلال الأمثل للمتحف الزراعي، ليكون مركزاً رائداً للمعرفة والابتكار في مجال التراث الزراعي، وليصبح وجهة تعليمية وثقافية جاذبة على المستويين المحلي والدولي.

وتحرص وزارة الزراعة على تعميق الشراكة مع «اليونيسكو» في مجالات متعددة، بما في ذلك المقتنيات المتحفية الزراعية، وتبادل الخبرات في مجال الحفاظ على المقتنيات الخاصة بـالتنوع البيولوجي وصون الموارد الطبيعية، وفق بيان للوزارة، الثلاثاء.

ويعدّ المتحف الزراعي كنزاً مهماً يجب الحفاظ عليه وتطويره ليواصل دوره في خدمة المهتمين بـالشأن الزراعي والثقافة والعلوم الزراعية، حيث يقدم صورة مشرفة للتراث الزراعي المصري العظيم، وفق تصريحات وزير الزراعة المصري، الذي أكد أن المتحف الزراعي المصري هو أول متحف زراعي في العالم وثاني أكبر متحف من نوعه بعد المتحف الزراعي في العاصمة المجرية بودابست، وينفرد باقتناء مجموعة تاريخية زراعية مهمة وكاملة، تتناول تاريخ الزراعة في مصر وتطورها على مر العصور، حسب البيان.

وخلال جولة، بالمتحف أبدت مديرة مكتب اليونيسكو إعجابها الشديد بما شاهدته من كنوز زراعية وتراثية، وأكدت أهمية المتحف الزراعي بوصفه مركز إشعاع ثقافياً وعلمياً يسهم في إثراء المعرفة وتعميق الوعي الزراعي.

تمثال لنيلوس إله النيل في العصر الروماني (المتحف الزراعي المصري)

وناقش الجانبان برامج العمل المشتركة، ومن المتوقع أن يشمل التعاون الصيانة والحفظ والعرض المتحفي الجذاب، وتقديم «اليونيسكو» الدعم والخبرات الفنية، وتدريب الكوادر، فضلاً عن التوثيق والترويج للمتحف ليكون عامل جذب للمهتمين من مختلف دول العالم.

وتقرر عقد اجتماعات تنسيقية تشترك فيها وزارتا السياحة والآثار والثقافة مع وزارة الزراعة لإيجاد آلية لتطوير وحفظ المقتنيات الموجودة في المتحف، والحفاظ عليها، وإتاحتها للعرض المتحفي أمام الجمهور.

من جانبه، يصف المتخصص في مركز البحوث الزراعية، الدكتور خالد عياد، المتحف الزراعي المصري بأنه «ليس له مثيل، فهو يضم تاريخ الزراعة وأنواع النباتات والطيور والحيوانات، والعادات والتقاليد المصرية المرتبطة بالزراعة منذ عصر الفراعنة وحتى العصر الحديث».

ويضيف عياد لـ«الشرق الأوسط»: «هذا المتحف لا يعد متحفاً بل يضم 8 متاحف بداخله، من بينها متحف للبذور، وآخر للقناطر الخيرية وللأدوات الزراعية منذ العصور القائمة حتى الآن، وكذلك متحف للطيور والحيوانات».

تضمن المتحف العديد من النماذج المهمة للأزياء المرتبطة بالمصريين (الدكتور خالد عياد)

وأشار إلى وجود صالة للسينما داخل المتحف، وقال: «هناك مواد كثيرة بالمتحف عن تاريخ الزراعة، بل عن العادات والتقاليد المرتبطة بالزراعة والأزياء المصرية المرتبطة بالزراعة، وقد كان من حظّي أن رأيتها بضفتي متخصصاً في الزراعة قبل إغلاق المتحف للتطوير، وساعدني على معرفة الكثير من التفاصيل المتربطة بتطوير المتحف كبير المرشدين وقتها محمد صبحي»، موضحاً أن «هناك متحفاً للشمع يضم العديد من مظاهر الحياة الزراعية القديمة والبيوت الريفية»، وأشار إلى أن «المتحف استضاف أخيراً معرض الزهور السنوي، وكنا نتمنى أن يستغل هذه المناسبة ويفتح أبوابه لزوار معرض الزهور ليتعرفوا على مقتنيات المتحف»، وأبدى عياد تمنّيه أن «يؤدي التعاون بين وزارة الزراعة و(اليونيسكو) ووزارات أخرى معنية في إعادة هذا المتحف ليقوم بدوره في حفظ وصيانة التاريخ الزراعي لمصر، وكمرجعية علمية مهمة للباحثين والدارسين».


مقالات ذات صلة

«أثر × طابع»... أرشيف بصري لإبراز ملامح الهوية المصرية

يوميات الشرق الطوابع القديمة أصبحت نماذج فنّية (المتحف القومي للحضارة المصرية)

«أثر × طابع»... أرشيف بصري لإبراز ملامح الهوية المصرية

نظَّم المتحف القومي للحضارة المصرية فعالية ثقافية فنّية تضمَّنت طوابع تُحاكي آثاراً تاريخية أو شخصيات بارزة، تحت عنوان «أثر × طابع».

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق بعض محتويات قصر الأمير وحيد سليم (وزارة الثقافة)

مصر لاستغلال متحف الأمير وحيد سليم ثقافياً وفنياً

تستعد مصر لإطلاق مشروع شامل لتطوير متحف الأمير وحيد سليم بمنطقة المطرية (شمال القاهرة)، عبر تزويده بأحدث سبل العرض التكنولوجية.

حمدي عابدين (القاهرة )
يوميات الشرق معرض «كالشمسِ تظهرُ للعينينِ من بُعد» بكندا يحض على التأمل (الشرق الأوسط)

«كالشمسِ تظهرُ للعينينِ من بُعد»... رحلة تأملية بين كنوز الفن الإسلامي بكندا

بعد إقامته في متحف لوفر أبوظبي ديسمبر من العام الماضي؛ وصل المعرض إلى أميركا الشمالية للمرة الأولى.

عبد الفتاح فرج (القاهرة)
يوميات الشرق كنوز مخفية في باريس

كنوز مخفية في باريس

بعض المجموعات الأكثر إثارة للاهتمام قد تكون تلك التي لم تسمع بها من قبل، والمخبأة في أماكن سرية.

إيلين شيلينو (باريس)
يوميات الشرق عالقون عند «بوابة الفنّ»... (أ.ب)

متحف «اللوفر» مُعطَّل... والموناليزا «مُحاصَرة»

كان مشهداً لا يمكن تصوّره: موطن أعمال ليوناردو دافنشي وأعظم كنوز الحضارة على مدى آلاف السنين بدا مشلولا من الأشخاص أنفسهم المكلَّفين الترحيب بالعالم في الصالات.

«الشرق الأوسط» (باريس)

البحر الأبيض المتوسط يسجّل موجات حر «قياسية» الشهر الفائت

سياح وسكان محليون يمارسون رياضة التجذيف عند شروق الشمس على البحر الأبيض المتوسط ​​في برشلونة بإسبانيا (رويترز)
سياح وسكان محليون يمارسون رياضة التجذيف عند شروق الشمس على البحر الأبيض المتوسط ​​في برشلونة بإسبانيا (رويترز)
TT

البحر الأبيض المتوسط يسجّل موجات حر «قياسية» الشهر الفائت

سياح وسكان محليون يمارسون رياضة التجذيف عند شروق الشمس على البحر الأبيض المتوسط ​​في برشلونة بإسبانيا (رويترز)
سياح وسكان محليون يمارسون رياضة التجذيف عند شروق الشمس على البحر الأبيض المتوسط ​​في برشلونة بإسبانيا (رويترز)

أعلنت منظمة «ميركاتور أوشن إنترناشونال»، الثلاثاء، أنّ البحر الأبيض المتوسط سجّل موجات حرّ هي الأعلى على الإطلاق خلال شهر يونيو (حزيران)؛ حيث أثرت موجات الحر البحرية، التي بلغت «شّدة قياسية» على 62 في المائة من مساحة سطح البحر.

ووصل متوسط درجة حرارة سطح هذا البحر شبه المغلق الذي ترتفع حرارته بشكل أسرع من بقية المحيطات، إلى 23.86 درجة مئوية في يونيو، متجاوزاً رقمه القياسي السابق في يونيو 2022 والذي بلغ 23.72 درجة مئوية، وفقاً لمنظمة «ميركاتور أوشن إنترناشونال» المشغّلة لخدمة كوبرنيكوس البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي.

وشهد حوض البحر الأبيض المتوسط بأكمله تقريباً (88 في المائة) درجات حرارة أعلى من المتوسط في يونيو، خصوصاً في النصف الغربي منه الذي شهد موجات حر بحرية «قياسية في شدّتها ومدّتها ونطاقها»، وفقاً لبيان صادر عن المنظمة.

وضمن هذه المسافة، تأثّر 62 في المائة من سطح البحر الأبيض المتوسط بموجات حر بحرية في يونيو 2025، فيما يشكّل «أكبر نطاق يتم تسجيله على الإطلاق»، وفق ميركاتور.

وقال عالم المحيطات سيمون فان جينيب، في مؤتمر صحافي عبر الإنترنت، إنّ «شهر يونيو تميّز بوجود قبة حرارية فوق أوروبا، كان لها تأثير كبير على البحر الأبيض المتوسط مع غياب السحب والرياح وزيادة الإشعاع الشمسي».

ويمكن لموجات الحر البحرية أن تؤدي إلى تأجيج الأعاصير والزوابع، وتدهور النظم البيئية والتسبّب في وفيات جماعية للأنواع البحرية.

وكان النصف الأول من عام 2025 هو الأكثر حرارة على الإطلاق في منطقة البحر الأبيض المتوسط.

وتوقعت «ميركاتور» انخفاضاً كبيراً في موجات الحرارة البحرية في هذه المنطقة بحلول 12 يوليو (تموز)، وذلك بفضل الرياح التي من شأنها أن تساعد في تحسّن توزيع الحرارة وصولاً إلى الطبقات العميقة.

أما بالنسبة إلى المحيطات على المستوى العالمي، فقد شهدت هذه السنة ثالث شهر يونيو الأكثر حرارة، بعد شهري يونيو من عامَي 2023 و2024، وفقاً للمنظمة التي أشارت إلى أنّ متوسط حرارة السطح بلغ 20.75 درجة مئوية.

وتأثر خُمس مساحة محيطات العالم بموجات حر بحرية بلغت شدّة عالية في نهاية يونيو.

وتلعب المحيطات دوراً منظّماً للمناخ عبر امتصاص 90 في المائة من الحرارة الزائدة الناجمة عن الأنشطة البشرية.