نديم مهنا لـ«الشرق الأوسط»: ماضون مع «إم تي في» في قضية «رفيق» حتى النهاية

منع عرض المسلسل يُخيّب آمال اللبنانيين

نديم مهنا متوسِّطاً بطلَي مسلسل «رفيق» ديانا فاخوري وعلاء علاء الدين (الجهة المُنتِجة)
نديم مهنا متوسِّطاً بطلَي مسلسل «رفيق» ديانا فاخوري وعلاء علاء الدين (الجهة المُنتِجة)
TT

نديم مهنا لـ«الشرق الأوسط»: ماضون مع «إم تي في» في قضية «رفيق» حتى النهاية

نديم مهنا متوسِّطاً بطلَي مسلسل «رفيق» ديانا فاخوري وعلاء علاء الدين (الجهة المُنتِجة)
نديم مهنا متوسِّطاً بطلَي مسلسل «رفيق» ديانا فاخوري وعلاء علاء الدين (الجهة المُنتِجة)

ينشغل اللبنانيون اليوم بالمسلسل الدرامي «رفيق»، الذي يروي سيرة حياة الرئيس الراحل رفيق الحريري. فقد كانوا على موعد مع عرض حلقته الأولى في الأول من يونيو (حزيران) عبر شاشة «إم تي في» اللبنانية، لكن العمل لم يُعرض بناءً على رغبة نازك الحريري، زوجة الرئيس الراحل. وأصدرت المحطة بياناً أسِفَت فيه لتبلّغها قرار وقف العرض، وعدَّت أنه يُسيء إلى ذكرى الحريري، ويحول دون إطلاع الجمهور على مسيرته المهنية والسياسية.

الخلاف بين شركة «إن إم برو» المنتجة للمسلسل ونازك الحريري ليس جديداً؛ إذ تعود جذوره إلى سنوات سابقة، لكنه اليوم يكتسب بُعداً إضافياً مع دخول قناة «إم تي في» على الخط، بعد شرائها حقوق العرض من الشركة المُنتجة التي يملكها، ويخرج أعمالها نديم مهنا.

يجسِّد شخصية الرئيس الراحل في عمر الشباب سامر أبو أنطون (الجهة المُنتِجة)

فعام 2014، قرَّرت «إن إم برو» إنتاج مسلسل درامي عن سيرة الرئيس الحريري، وأسندت كتابة النصّ إلى المؤلِّف التلفزيوني شكري أنيس فاخوري. تولَّى مهنا لاحقاً مهمّة الإخراج، ونُفِّذ المسلسل بين عامَي 2015 و2016، ليتكوّن من 30 حلقة. عندها، اعترضت نازك الحريري على بثّه في بيان إعلامي، ما دفع الشركة إلى التريُّث في عرضه، على أمل أن تشاهده وتبدي ملاحظاتها. لكن، وفق ما يذكر مخرج العمل، رفضت المشاهدة أو التوصل إلى أيّ تسوية. وعام 2023، تقدّمت بدعوى قضائية وحصلت على حكم يمنع بثّ العمل لمدّة 6 أشهر.

اشترت قناة «إم تي في» حقوق العرض الأول للمسلسل من الشركة المنتجة، وبدأت الترويج له منذ فترة. في حين استبقت نازك الحريري موعد العرض، وتمكنت من استصدار قرار قضائي بتأجيل البث لمدّة 3 أشهر، بعدما كان قاضي العجلة قد ردّ الدعوى. لكن قاضي الاستئناف نقض القرار بعد ساعات قليلة، وأوقف العرض.

مشهد من المسلسل (الجهة المُنتِجة)

خيَّب غياب المسلسل عن الشاشة آمال كثير من المشاهدين الذين انتظروه بعد سنوات من التأجيل، وتساءل البعض عن مصير العمل في ظل هذا النزاع القضائي.

وفي حديثه إلى «الشرق الأوسط»، يُشير مخرج المسلسل نديم مهنا إلى أن شركته المنتجة ومحطة «إم تي في» لن تتراجعا، ويقول: «سنمضي قدماً، نحن و(إم تي في) في هذه الدعوى حتى النهاية. وأتمنّى ألا يزيدوا من الضغط علينا، فكلّ تأخير سيرتدّ عليهم، سواء من الناحية المعنوية أو المادية، علينا وعلى القناة المُتعاقدة معنا».

من كواليس تصوير مسلسل «رفيق» (الجهة المُنتِجة)

ويُضيف أنه سبق أن زار نازك الحريري، مؤكداً أن لا شيء ضدَّها في المسلسل، وإنما العمل يُبرز أهمية دورها في حياة الرئيس الراحل. ويوضح أنه طُلِب منه حصر العلاقة بشأنه بالجهة التي وافقت على إنتاجه، أي فريق الرئيس سعد الحريري. ويتابع: «الرئيس الشهيد رفيق الحريري شخصية عامة، ويمكن تناول سيرته أسوةً بغيره من الشخصيات العامة من دون إذن أحد. رأينا ذلك في أعمال تناولت الملكة إليزابيث، والليدي ديانا، وغاندي، وجون كينيدي، وصباح، وغيرهم. لكن الكاتب شكري فاخوري أصرّ على نيل موافقة العائلة، وكان التواصل دائماً يجري عبر فريق الرئيس سعد الحريري».

ويتابع: «يظهر في شارة العمل اسم هاني حمود، راوي القصة، وكان يعمل مستشاراً للرئيسَيْن رفيق وسعد الحريري. وقد شكَّل جسر تواصل لنا مع المعنيين». ويضيف: «لو لم نحصل على موافقة مُسبقة لما تمكّنا من التصوير في أماكن مثل القصر الجمهوري، والسرايا الحكومية، ومجلس النواب، وقصر قريطم، وغيرها من أكثر من 30 موقعاً. كل حلقة كانت تُقرأ وتُراجَع من المستشار هاني حمود والإعلامي جورج بكاسيني».

يسرد مسلسل «رفيق» قصة حياة الرئيس الحريري، منذ طفولته حتى استشهاده، في 30 حلقة. وقد شارك فيه نحو 100 شخص في التحضير، ومثلهم في الأداء. يُجسّد دور الحريري في شبابه سامر أبو أنطون، وفي مرحلة النضج علاء علاء الدين. كما يشارك أسعد رشدان في دور الوزير الأسبق الفضل شلق، وجهاد الأندري في دور صديقه عدنان، والإعلامية ديانا فاخوري بدور نازك الحريري.

منع عرض مسلسل «رفيق» على شاشة «إم تي في» اللبنانية (الجهة المُنتِجة)

يُوضح مهنا: «أجرينا بحوثاً دقيقة لنقل وقائع حياة الرئيس الشهيد، وحرصنا على اختيار ممثلين يشبهون الشخصيات الحقيقية، ويتمتّعون بالقدرة على تجسيد تفاصيلها. بعضهم تعلّم اللكنة الصيداوية التي كان يتحدَّث بها الرئيس».

يمرُّ المسلسل على حياة الحريري، من علاقته بوالديه وأصدقائه، إلى دراسته في مصر، وبداياته المهنية مُحاسباً في شركة سعودية، مروراً بمحطات عدّة، أبرزها دوره السياسي وإعادة إعمار بيروت.

وعن سبب اختياره إنتاج هذا العمل، يردّ مهنا: «لطالما رأيت في شخصية الرئيس الراحل بطولةً تستحق أن تُروى. هو من رجالات لبنان الذين عملوا لأجل وطنهم في حياتهم، واستمرّت إنجازاتهم حتى بعد رحيلهم. ومن أبرزها، خروج الجيش السوري من لبنان».


مقالات ذات صلة

سلوى محمد علي لـ«الشرق الأوسط»: التمثيل يعالجني نفسياً

يوميات الشرق سلوى محمد علي تؤكد حبها لدور «عبلة» في «فات الميعاد» (إنستغرام)

سلوى محمد علي لـ«الشرق الأوسط»: التمثيل يعالجني نفسياً

قالت الفنانة المصرية سلوى محمد علي إنها تعاطفت مع شخصية الحماة «عبلة» التي أدتها في مسلسل «فات الميعاد».

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق شروق وزيزي مصطفى في لقطة من مسلسل «راجل وست ستات» (يوتيوب)

وفاة الفنانة المصرية شروق عن عمر ناهز 73 عاماً

غيّب الموت الفنانة المصرية شروق عن عمر ناهز الـ73عاماً، وتم تشييع جثمانها من مسجد «السيدة نفيسة»، بالقاهرة.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق كريم محمود عبد العزيز في شخصية «الأمير شمس الدين» بالمسلسل (الشركة المنتجة)

نهاية «مملكة الحرير» تفتح الباب لاستعادة وهج الدراما الخيالية بمصر

دارت أحداث مسلسل «مملكة الحرير» في إطار من الخيال والفانتازيا، وفي زمان ومكان غير محدَّدَيْن، مُنطلقة من حادث اغتيال الملك «نور الدين الثاني» وزوجته.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق المخرج المصري الراحل سامح عبد العزيز (حسابه على فيسبوك)

وفاة المخرج سامح عبد العزيز تفجع الوسط الفني المصري

فُجع الوسط الفني في مصر، صباح الخميس، بخبر وفاة المخرج سامح عبد العزيز (49 عاماً)، إثر تعرضه لأزمة صحية.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق نبيلة عبيد وخالد الراجح في المؤتمر الصحافي لمسلسل «جذوة» (الشرق الأوسط)

نبيلة عبيد لـ«الشرق الأوسط»: أطمح في تحويل شقتي إلى متحف

أكدت الفنانة المصرية نبيلة عبيد أنها تطمح في تحويل شقتها القديمة إلى «متحف» للحفاظ على مقتنياتها.

داليا ماهر (القاهرة )

رصد كوكب حجمه 10 أضعاف المشتري يختبئ في الضباب

كوكب غازيّ هائل يخرج من عتمة الضباب (جامعة كمبردج)
كوكب غازيّ هائل يخرج من عتمة الضباب (جامعة كمبردج)
TT

رصد كوكب حجمه 10 أضعاف المشتري يختبئ في الضباب

كوكب غازيّ هائل يخرج من عتمة الضباب (جامعة كمبردج)
كوكب غازيّ هائل يخرج من عتمة الضباب (جامعة كمبردج)

تمكّن فريق دولي بقيادة جامعة كمبردج البريطانية من رصد كوكب غازيّ عملاق يتراوح حجمه بين 3 و10 أضعاف حجم كوكب المشتري.

وأوضح الباحثون أنّ هذا الكوكب كان مختبئاً وسط قرص من الغاز والغبار والضباب يحيط بنجم شاب يُعرف باسم«MP Mus»؛ وقد نُشرت النتائج في مجلة «نيتشر لعلم الفلك».

ويُعد النجم «MP Mus» من النجوم التي لا تزال في مرحلة التكوّن، ولم تصل بعد إلى مرحلة الاستقرار بكونه نجماً شبيهاً بالشمس، ويحيط به قرص كوكبي أوّلي مكوّن من الغاز والغبار، مما يجعله هدفاً مهمّاً لدراسة كيفية تشكُّل الكواكب حول النجوم حديثة الولادة. كما أنه قريب نسبياً من الأرض مقارنةً بنجوم أخرى مشابهة، مما يتيح لعلماء الفلك مراقبته بتفاصيل دقيقة.

ولرصده، استخدم الباحثون مصفوفة مرصد «أتاكاما» الملليمترية وتحت الملليمترية الكبيرة، المعروفة اختصاراً بـ«ألما»، وهي واحدة من أكثر المراصد الفلكية تطوّراً في العالم.

تتألّف هذه المصفوفة من 66 مقراباً راديوياً بأقطار تتراوح بين 7 و12 متراً، وتقع في صحراء أتاكاما شمال تشيلي. وتعمل المراصد معاً بكونها وحدة واحدة لالتقاط إشارات الراديو عند أطوال موجية ملليمترية وتحت الملليمترية، وتُستخدم هذه الأطوال لدراسة الأجسام الباردة في الكون، مثل الغبار والغاز في المناطق التي تتشكّل فيها النجوم والكواكب.

وفي الرصد الأول باستخدام مرصد «ألما»، بدا القرص المحيط بالنجم مسطَّحاً وخالياً تماماً من أيّ علامات على وجود كواكب، مما أوحى بأنه نجم وحيد مُحاط بسحابة غازية ملساء من دون ملامح.

لكنَّ الفريق قرَّر إعادة فحص النجم مستخدمين «ألما» بأطوال موجية أطول (3 ملليمترات)، مما سمح لهم بالنفاذ أعمق إلى داخل القرص. وهذه المرةّ، كشفت الملاحظات عن تجويف قريب من النجم، بالإضافة إلى حلقة وفجوتين أبعد، كانت مخفيّة في الرصد الأول.

في الوقت عينه، كان الباحث ميغيل فيوك من المرصد الأوروبي الجنوبي يُحلّل بيانات مرصد «غايا» التابع لوكالة الفضاء الأوروبية، ليكتشف أن النجم «MP Mus» يُظهر تذبذباً في حركته. في البداية، ظنّ فيوك أنّ ثمة خطأ في الحسابات، لكن مع إعلان فريق جامعة كمبردج وجود فجوة جديدة في القرص، تأكد أنّ هذا التذبذب حقيقي وغالباً ما ينجم عن وجود كوكب ضخم يؤثّر بجاذبيته في النجم.

وبعد دمج نتائج مرصدَي «ألما» و«غايا» مع نماذج حاسوبية، خلص الباحثون إلى أنَّ هذا التذبذب ناجم عن كوكب غازي عملاق تُقدَّر كتلته بنحو 10 أضعاف كتلة المشتري، ويدور على مسافة تتراوح بين مرّة إلى 3 مرات من المسافة بين الأرض والشمس.

ووفق الفريق، يُعدّ هذا أول اكتشاف لكوكب خارجي مُختبئ داخل قرص كوكبي أولي يجري التوصّل إليه بهذه الطريقة غير المباشرة، من خلال الجمع بين بيانات حركة النجم الدقيقة من «غايا» والملاحظات العميقة للقرص بواسطة مرصد «ألما».