«ذكرى النور» يقرأ بواطن الأرض في «متحف سرسق»

الفنانان جوانا حاجي توما وخليل جريج يعرضان حصاد 10 سنوات

وجوه بلا أجساد (الشرق الأوسط)
وجوه بلا أجساد (الشرق الأوسط)
TT

«ذكرى النور» يقرأ بواطن الأرض في «متحف سرسق»

وجوه بلا أجساد (الشرق الأوسط)
وجوه بلا أجساد (الشرق الأوسط)

لمحبي التجارب التشكيلية، يعرض الفنانان الموهوبان جوانا حاجي توما وخليل جريج، في «متحف سرسق»، خلاصة مشروعاتهما التي أنجزاها طوال السنوات العشر الماضية. معرض استعادي بديع هو «ذكرى النور»، يسترجع فيه الشريكان نخبة من أعمالهما الأغلى إلى قلبيهما، بعد أن جابت مدناً عدّة، وها هي تعود إلى بيروت لتجد مستقرها، ويتاح للبنانيين أن يكتشفوها، خصوصاً أنها تحكي قصصهم وتاريخهم ومعاناتهم، وما دُفن تحت ترابهم.

جانب من المعرض (متحف سرسق)

معرض بصري يجمع بين السينما والتجهيز والتصوير والنحت والبحث، يتنقل بنا بين بواطن بيروت ونهر البارد وطرابلس وأثينا، ويرينا كيف تعيد الكوارث تشكيل الأشياء والناس والمناظر الطبيعية والعمران، طارحاً احتمالات أخرى لرؤية المادة وفهمها في أزمنة الانهيارات.

أين عقلي؟

لعل العمل الأجمل بصرياً في المعرض، والأكثر إمتاعاً، هو الذي يحمل عنوان «أين عقلي؟»، والذي خُصصت له قاعة كاملة، حيث تظهر على شاشة بعرض حائط كبير تماثيل يونانية بيضاء بلا رؤوس، ومن ثَمَّ سرعان ما تختفي الأجساد لتظهر عشرات الرؤوس إلى جانب بعضها بعضاً، كل ذلك على وقع أبيات للشاعر سفيريس.

تخبرنا الفنانة حاجي توما أن الفكرة مستوحاة مما نراه في المتاحف من أجساد مبتورة الرؤوس، ورؤوس بلا أجساد، مما يُذكِّر بعالمنا الذي يسرق بيانات وجوهنا منا، ويُهدد هويتنا، تحديداً بعد الجائحة، ونحن مذعنون.

أجساد بلا وجوه (الشرق الأوسط)

الفكرة الرئيسية التي تدور حولها غالبية الأعمال هي كشف المستور في باطن الأرض، ومحاولة قراءة طبقات التاريخ التي نسير فوقها من دون أن نعي أهميتها أو نفهم مغزاها. واكب الفنانان الشريكان حفريات أثرية، وورشات بناء تدكُّ الأرض قبل تشييد عمائر، وعمليات فحص أعماق مكب نفايات، وتابعا تحوُّل الألوان حين تغوص في قاع البحر، لفهم تأثير اللامرئي على كياناتنا. تلك الأسئلة طاردها الفنانان منذ عام 2016، وجاءا لنا بإجابات فنية محيّرة أحياناً.

جرافة تٌطارد عالم آثار

ها أنت أمام فيلم يصور عملية بحث أثري تطارد أصحابه جرافة. وكأنما هناك سباق بين عملية البناء المستعجلة، والأثريين الذين لا يُترك لهم الوقت لاكتشاف الكنوز المخبأة. فإذا بهم يحاولون إنقاذ ما يمكنهم بالتصوير، أو الاحتفاظ بعينات من التربة. تلك حالة من حالات كثيرة، لكن الحظ أسعفنا هذه المرة، وسجلت الكاميرا واحدة من تلك الجرائم التي تُرتكب بحق التاريخ من أجل المزيد من البناء الباطوني.

في وعاء زجاجي، رمل وبقايا صغيرة تصعب رؤيتها من دون مكبِّر. هي عينة من جوف الأرض، تُمثّل بقايا تسونامي ضرب لبنان عام 500 للميلاد. ما نراه في الوعاء قد يكون رمزياً، لكنه يخبرنا عمّا لا نفكر فيه، رغم أنه يشكل جزءاً من تاريخنا.

لوحة بيضاء تظهر فيها أخيلة هي كل ما تبقى من المفقود في الحرب (الشرق الأوسط)

البحث يطال أيضاً ورش البناء. نقف أمام عينات جوفية محفوظة ومعروضة، جاء بها الفنانان من موقع بناء، بينما كانت تُستخرج بالحفَّارات الآلية من باطن الأرض، لدراستها ومعرفة طبيعتها، وما يمكن بناؤه عليها. تلك أيضاً طبقات تعني للفن ولمن يريد تأمل ما تقوله البواطن المخبأة.

النبش في النفايات

وفي لوحة غرائبية، نرى طبقات نكاد لا نفهم لماذا تكدَّست هكذا فوق بعضها بألوان مختلفة. لكن الفنانة تشرح لنا أنها تمثل الطبقات التراكمية لمكبِّ نفايات طرابلس، الذي أصبح جبلاً عظيماً يضاهي طوله العمائر المحيطة به. وأن هذه المواد البالية خضعت للاستخراج بترتيبها التراكمي من الأعلى إلى الأسفل، وأُعيد ترتيبها هنا تماماً كما كانت في المكبّ، ليتَّضح أن أكياس النايلون والمواد البلاستيكية هي من بين أكثر المواد مقاومة، وها هي حاضرة وكأنها طُمِرت الآن.

إنه النبش المنظم، مع الحفاظ على الترتيب الزمني للمدفونات. لكن بعض هذه الخفايا هي أيضاً كامنة في النفس، ويمكن استخراجها وتحليلها كما طبقات الأرض. نرى هذا في لوحة كبيرة عليها ظلال صغيرة.

لوحة تمثل أعماق مكبّ للنفايات في طرابلس (متحف سرسق)

هذا فيلم من 180 ثانية صوّره خال الفنان خليل جريج (ألفريد) قبل أن يُختطف ويختفي عام 1985 خلال الحرب الأهلية اللبنانية. هو واحد من 17 ألف شخص اختُطفوا ولم يعودوا في تلك الفترة. وبعد سنين طويلة من غيابه، تناهز 15 عاماً، عهد أهله إلى الفنان هذا الشريط، الذي بعد تحميضه، بدت المشاهد فيه بيضاء تتخللها ظلال كأنها أشباح خافتة، تأبى أن تختفي. هذا الفيلم التالف هو كل ما تبقى من المخطوف الذي فجعت لغيابه العائلة، وها هو حاضر في المعرض، ولو من خلال النبش في أرشيفه، وعرض ما تبقى من ظلال صوره، حيث يعود رمزياً إلى الحياة.

رأسي لا يزال يغني

إعادة ما تسرقه الحروب، هو جزء من روح عمل آخر، عنوانه «حدّقت في الجمال مطولاً، لكن رأسي لا يزال يغني». تجهيز يستفيد من الزجاج المهشم الذي تساقط في منزل الفنانين بسبب انفجار مرفأ بيروت عام 2020، أُعيد ترميمه وتحويله إلى لوح/ شاشة، تظهر عليها أبيات شعرية تنعكس ظلالها على الأرضية التي خلفها.

نقرأ ونسمع شعر أورفيوس، الذي كانت حسرته كبيرة على موت أوريديس، التي صارت سبباً في هلاكه، حيث قُطع رأسه وبُعثرت أشلاؤه، لكن بقي رأس أورفيوس المقطوع يغني.

أورفيوس ليس الشاعر الوحيد هنا، يحضر قسطنطين كفافيس، وكذلك نرى إيتل عدنان في فيلم مع الفنانة حاجي توما، تربطهما مدينة أنقرة التي تتحدر منها والدة إيتل عدنان اليونانية الأصل من إزمير، وجدُّ الفنانة حاجي توما اليوناني هو الآخر والمولود في المدينة أيضاً. تتحادث الفنانتان في الفيلم كيف تربيتا وهما تتخيلان مدينة لم ترها أعينهما من قبل.

«بمناسبة هذا الفيلم، ذهبتُ إلى إزمير وأحضرت صوراً للمشروع. عرضتُها على إيتل، وكانت سعيدة بها. هذا لنقول إنه بمقدورنا أن نخرج من حزن أهلنا، وأن ننطلق وحدنا»، تقول حاجي توما.

المقاومة بالفن

في غرفة خاصة، إجابات من نوع آخر: كيف تنبش من ذاتك المقهورة قدرتها على المقاومة والانتصار. فالغرفة مخصصة لأعمال يدوية وأشغال، لمعتقلين لبنانيين عاشوا في زنازين معتقل «الخيام»، الذي أقامته إسرائيل في جنوب لبنان خلال سنوات احتلاله له، قبل عام 2000. فيلم يوثِّق شهادات معتقلين قضى كل منهم أكثر من 10 سنوات في الأسر.

ما تحكيه الأعمال المعروضة أن الإبرة كانت هي الأداة الأهم، وليس القلم. والعثور عليها لم يكن متاحاً. بعضهم نحت على حَب الزيتون، وكان مجرد تخبئة حجر يعرض السجين للعقاب، وهناك من نَسَل جواربه ليصنع منها ما يمكن أن يُسعف فكره في البقاء حياً. «هذا يُعيد السؤال عن دور الفن، بوصفه حافظاً للحياة، وداعماً للإنسان للبقاء والاستمرار، ومواجهة الألم، ومحاولات القتل والإلغاء»، تقول جوانا حاجي توما، وهي تقودنا إلى غرفة مجاورة لنرى فيلماً يوثق زيارتها مع زوجها وأولادها إلى المتحف الوطني الذي كان غارقاً في الظلام.

جانب من المعرض (متحف سرسق)

الكهرباء كانت مقطوعة لشهرين، وبدلاً من إلغاء الزيارات، يُرينا الفيلم كيف كانت العائلة ورواد المتحف الآخرون، في تلك اللحظة، يكتشفون الآثار المعروضة على أضواء هواتفهم، مما أعطى هذا المكان الجميل بعداً آخر مع تغير الإضاءة.

اكتشاف مدينة أثرية كاملة

واحد من أكثر الأعمال تأثيراً في النفس، هو الفيلم التسجيلي الذي يُعرض لمخيم نهر البارد، الذي عاش حرباً شعواء عام 2007 اضطر بسببها سكانه إلى تركه ومغادرة بيوتهم، التي تعرضت بعدها لأذى كبير. نرى الجرافات في الفيلم، بعد انتهاء المعارك، تحاول أن تزيل الردميات، وتهيئ الأرض لإقامة مخيم جديد. كانت المفاجأة أن مدينة أثرية رومانية مهمة اسمها أورثوسيا، كان الأثريون يبحثون عنها ولا يجدونها، تَبيَّن أنها كانت مطمورة تحت المخيم، ولا تزال في حالة ممتازة. وقعت الدولة في حيرة: هل تُعيد 30 ألف لاجئ فلسطيني إلى بيوتهم، أم تُنقذ المدينة الأثرية؟

اتُّخذ قرار بإعادة إعمار المخيم بعد أن تمت حماية المدينة الأثرية بقماش مقوى يُسمى «جيوتكستيل»، وشُيدت فوقه المباني. لهذا صار السكان لا يستطيعون الحفر أو الزراعة لأن الأرض مغطاة ومحمية. وحرص الأثريون على ترك شروحاتهم في المكان لزملائهم الذين سيأتون بعدهم. هذا الخيار، تشرحه لنا الفنانة، أي ترك المدينة الأثرية على حالها، وحمايتها من عوامل التغيير أو التخريب، بانتظار أن يعود اللاجئون الفلسطينيون إلى بلادهم، عندها يمكن الحفر من جديد، وإخراج المدينة المطمورة من باطن الأرض.

هذا يعطي معنى آخر للأولويات، والفن، والمكان، وباطن الأرض، ومستقبل المنطقة.


مقالات ذات صلة

معرض «ديفا» حكايات الإبداع الإيطالي في تصميم المجوهرات

يوميات الشرق رئيس المعهد الثقافي الايطالي أنجلو جووي خلال جولته في المعرض (الشرق الأوسط)

معرض «ديفا» حكايات الإبداع الإيطالي في تصميم المجوهرات

لا يشكّل معرض «ديفا» (رحلة في بريق المجوهرات الإيطالية) قصة عادية لفنانين مصمّمين، بل يروي حكاية شيّقة عن تاريخ هذا الفنّ اليدوي في إيطاليا.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق لوحة الفنان لويس هارو من أوروغواي (الشرق الأوسط)

«عيد الكاريكاتير المصري» يحتفي بـ«المتحف الكبير» وطوغان

المعرض يهدف إلى تعزيز الوعي بالهوية المصرية وبقيمة المتاحف، ويقدّم أعمالاً متنوعة تمزج بين السخرية والطرح الإنساني لإيصال رسائل ثقافية وفنية قريبة من الجمهور.

حمدي عابدين (القاهرة)
يوميات الشرق تدور موضوعات لوحات بو فرح بين الخيال والواقع (الشرق الأوسط)

معرض «آي كلاود» لجولي بو فرح ريشة مغمسة بالحدس والعفوية

تستعير الفنانة التشكيلية جولي بو فرح في معرضها «آي كلاود» من الغيوم صورة شاعرية لأعمالها، فترسمها بريشة تتأرجح بين الواقع والخيال.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق إحدى لوحات المعرض (المتحف المصري بالتحرير)

المتحف المصري يحتضن لوحات «من البردي الأخضر إلى الفن الخالد»

تحت عنوان «من البردي الأخضر إلى الفن الخالد»، استضاف المتحف المصري بالتحرير (وسط القاهرة) معرضاً فنياً يضم لوحات وأعمالاً تستلهم الحضارة المصرية.

محمد الكفراوي (القاهرة )
لمسات الموضة انطلقت الدورة الثانية من أسبوع الموضة المصري بورشات عمل وتدريب وعروض تبرز قدرات مواهب شابة (خاصة)

أسبوع الموضة المصري... آمال كبيرة في ترسيخ مكانته بالخريطة العالمية

يأتي أسبوع الموضة المصري ليكون خطوة مهمة في رحلة القاهرة لاستعادة دورها بوصفها عاصمة ثقافية وفنية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

ميغان تعود إلى المطبخ ببيجاما العيد والأمير هاري يفضّل طهو أمّها

حلقة خاصة من برنامج ميغان ماركل بمناسبة الأعياد (نتفليكس)
حلقة خاصة من برنامج ميغان ماركل بمناسبة الأعياد (نتفليكس)
TT

ميغان تعود إلى المطبخ ببيجاما العيد والأمير هاري يفضّل طهو أمّها

حلقة خاصة من برنامج ميغان ماركل بمناسبة الأعياد (نتفليكس)
حلقة خاصة من برنامج ميغان ماركل بمناسبة الأعياد (نتفليكس)

حلقة ميلادية تقدّمها ميغان ماركل على «نتفليكس»، استكمالاً للموسمَين السابقَين من برنامجها الخاص بالطبخ، والشؤون المنزلية With Love، Meghan (مع الحب، ميغان). تَوقّع الجمهور مجموعة من الحلقات، إلا أنّ احتفال دوقة ساسكس بالعيد يقتصر على حلقة واحدة لا تتجاوز مدتها الساعة.

لا تحيد زوجة الأمير هاري عن التركيبة المألوفة للبرنامج. من أفكار لديكورات المنزل، إلى المهارات اليدوية، لتبقى الحصة الأساسية للطبخ إلى جانب أصدقاء، ومشاهير.

أين آرتشي وليليبيث؟

لموسم أعياد آخر السنة سحرُه الخاص، بالموسيقى، والأنوار، والزينة، والهدايا، فلا حاجة لبذل مجهودٍ كبير في صناعة صورةٍ جذّابة. مع العلم أنّ الصورة الأنيقة التي تتيح مشاهدة مريحة، هي أكثر ما برع فيه برنامج ميغان على مدى فصوله الثلاثة.

بحثاً عن شجرة العيد، تنطلق الدوقة في رحلتها الميلادية. هو تقليدٌ أميركي غالباً ما يجمع أفراد العائلة كلهم، حيث يقصدون مشتلاً لابتياع جذعٍ للتزيين. إلا أن ميغان تذهب بمفردها، بلا الأمير هاري، ولا ولدَيهما آرتشي وليليبيث.

يحضر الطفلان من خلال ذِكرهما فحسب، كأن تعدّ ميغان لهما روزنامة العيد مع اسمَيهما مطرّزَين عليها، وكأن تُخبر أحد ضيوفها بأنّ ليليبيث (4 سنوات) باتت تتصرّف كأنها سيّدة صغيرة حالياً. أما الأمير هاري، الذي أطلّ في الموسم الأول ثم غاب عن الثاني مثيراً التساؤلات حينها، فيظهر لـ5 دقائق في نهاية الحلقة.

الضيف الأول في الحلقة الشيف ويل غويدارا (نتفليكس)

هاري يكره الشمندر

في الجزء المخصص لتحضير أطباق العيد، وخلال استضافة ميغان الشيف طوم كوليكيو، تخبر الأخير بأن زوجها لا يحب الشمندر، ولا الزيتون، ولا الشمر، ولا سمك الأنشوفة. غير أنها تصرّ على جمع كل تلك المكونات في سلَطة واحدة. وعندما يطلّ هاري برأسه من باب المطبخ، يفاجأ بقائمة طعام ليست المفضّلة لديه، إلا أنّ ذلك لا يسلبه شيئاً من مزاجه المرح، وعفويّته، وبساطته أمام الكاميرا.

حتى إن الأمير لا يتردد في المبالغة بصراحته عندما يعلّق على مذاق طبق الـ«غامبو» التقليدي من تحضير زوجته، قائلاً لها إنه جيّد، لكن ليس أفضل من ذاك الذي تحضّره والدتها. يبقى كل ذلك في إطار المزاح، إذ يحرص الثنائي ضمن إطلالة هاري المقتضبة على إظهار القرب، والرومانسية بينهما.

إطلالة سريعة للأمير هاري في نهاية الحلقة (نتفليكس)

ميغان ماركل التلميذة المجتهدة

باستثناء الأجواء الميلاديّة التي تميّز هذه الفترة من السنة، لا يوجد شيء مميّز في الحلقة. أسماء ضيوفها ووجوههم ليست معروفة على نطاقٍ عالمي. كما فيها من التبسيط ما قد يدفع بقسم من المشاهدين إلى عدم الرغبة في المتابعة حتى النهاية. وفيها من المبالغة ما قد يصعّب على قسم آخر منهم التماهي مع ما يجري على الشاشة.

هل لدى ربّات المنازل والأمهات، ومعظمهنّ من الطبقة العاملة، متّسع من الوقت لدعوة أصدقائهنّ من أجل تحضير كل تلك الزينة الخاصة بالعيد؟ هل هنّ فعلاً مهتمات بتعلّم كيفية تغليف الهدايا بإتقان؟

تجلس ميغان وضيفها الأول الشيف ورجل الأعمال ويل غويدارا، تعلّمه كيف يصنع علباً صغيرة على هيئة هدايا تضمّ سكاكر، وألعاباً منمنمة للأطفال. ثم تستضيف لاعبة كرة المضرب ناومي أوساكا، المصنّفة 16 عالمياً، لتوجّهها في كيفية الرسم على الصحون، والأكواب.

من ضيوف الحلقة لاعبة التنس ناومي أوساكا (نتفليكس)

أمام احترافية ميغان في الرسم، وأمام خطّها الجميل في الكتابة، ينتاب ضيوفَها الخجل. تبدو أوساكا مرتبكة، ومترددة؛ وكأنه حُكم عليها بمباراةٍ لم تكن ترغب في خوضها. تكثر لحظات الصمت، وتحاول ميغان أن تكسرها ببعض المزاح، لكنّ شيئاً لا يكسر ما تعطيه من انطباع بأنها التلميذة المجتهدة التي لا يستطيع أحد منافستها على المرتبة الأولى.

حتى مع صديقاتها المدعوّات لتذوّق حلوى العيد، وتعلّم كيفية تحضير أكاليل الزينة الخضراء، لا يتبدّل ذلك الانطباع، رغم أن اللباس موحّد بينهنّ؛ البيجاما الحمراء.

حلوى نجمة العيد بالقرفة على طريقة ميغان ماركل (نتفليكس)

ميغان تخسر السحر...

لدى ميغان ماركل موهبة إضافية، وهي أنها تجعل كل الوصفات والديكورات تبدو سهلة التنفيذ، مع أنها ليست كذلك في الواقع. وهذا التبسيط لا يبرّر للبرنامج تغاضيه عن عرض مكوّنات الأطباق على الشاشة، على غرار ما تفعل كل برامج الطهو.

رغم محاولات الإيحاء بالعفويّة، تبدو الأمور على درجة عالية من التحضير، والتمثيل. ينطلق ذلك ربما من تمسّك ميغان بالمثاليّة، وهي تقرّ بذلك حين تقول: «أتوتّر كثيراً من أجل أن يكون كل شيء مثالياً، إلى درجة أنني أخسر السحر الذي يحدث حتى في الأخطاء».

ميغان ماركل تعلّم صديقتَيها كيفية تحضير ديكور العيد (نتفليكس)

من وصفات ميغان

* ميني كيش

تقدّم الكيش الصغيرة كمقبّلات، وهي عبارة عن عجينة مخبوزة ومحشوّة بالجبن، وبالخضار. ووفق وصفة ميغان ماركل، فإن النسخة الأولى من الكيش تحتوي على خليط جبنة الغرويير، والسبانخ، والزبدة، إضافة إلى الملح، والبهار. أما النسخة الثانية ففيها جبن البارميزان، والغرويير، واللحم المقطّع صغيراً، إضافة إلى الزبدة، والزعتر، والثوم، والبصل.

الميني كيش على طريقة ميغان ماركل (نتفليكس)

* غامبو

هي في الواقع وصفة ورثتها ميغان ماركل عن والدتها، والغامبو في الأساس طبق تقليدي من ولاية لويزيانا الأميركية، يحتفي بالجذور المتعددة لأهل تلك الولاية، لا سيّما منهم الأميركيون ذوو الأصول الأفريقية.

الغامبو يخنة مكوّنة من أفخاذ الدجاج، ونقانق اللحم، والجمبري، تُقدّم مع الأرزّ. أما طريقة التحضير فترتكز على مزيج الـ«رو»، وهو الطحين المطهو مع الزبدة، إضافةً إلى البصل، ومرق الدجاج، والفلفل الحلو، والكرفس، والبهارات.

الإجاص المشوي وفق وصفة ميغان ماركل (نتفليكس)

* الإجاص المشوي

أما للوجبة الأخيرة، فقد اختارت ميغان حلوى الإجاص المشوي. من أجل التحضير، يجب تفريغ الإجاصة من بذورها ووضع القليل من الزبدة في الوسط، ثم رش القليل من القرفة، والزنجبيل، ورش الليمون، وقطرة من العسل، وإدخال الفاكهة إلى الفرن لمدة 20 دقيقة. قبل التقديم، تنصح ميغان بتزيين الإجاص المشوي بالمكسّرات، والزبادي.


جورج كلوني يُقدم تحديثاً مفاجئاً حول مسيرته المهنية

النجم الأميركي جورج كلوني (أ.ب)
النجم الأميركي جورج كلوني (أ.ب)
TT

جورج كلوني يُقدم تحديثاً مفاجئاً حول مسيرته المهنية

النجم الأميركي جورج كلوني (أ.ب)
النجم الأميركي جورج كلوني (أ.ب)

أدلى الممثل الحائز على جائزة الأوسكار، والبالغ من العمر 64 عاماً، والأب لتوأم يبلغان من العمر 8 سنوات؛ ألكسندر وإيلا، باعتراف مفاجئ في مقابلة جديدة حول أحدث أفلامه، الدراما الكوميدية «جاي كيلي» للمخرج نوح باومباخ، بحسب صحيفة «إندبندنت».

وقال كلوني: «لديّ طفلان في الثامنة من عمرهما، لذا عليّ تغيير مساري المهني - الإخراج يعني قضاء عشرة أشهر في الخارج».

وأفاد: «الإخراج حالياً ليس شيئاً أستطيع القيام به، فلديّ طفلان، ويجب أن أكون في المنزل، وأريد أن أكون حاضراً طوال الوقت. أنت تتخذ هذه القرارات، لكن من الأسهل بكثير اتخاذها لاحقاً في الحياة بعد أن تكون قد حققت نجاحاً نوعاً ما».

وأضاف: «يصعب على من يضطرون لاتخاذ هذه القرارات وهم يحاولون ترك بصمتهم والوصول إلى هدفهم. إنها بالتأكيد قرارات تُصبح أسهل بكثير عندما تبلغ الرابعة والستين من العمر».

بالإضافة إلى مسيرته التمثيلية الحافلة، أخرج كلوني، أحد أبرز نجوم هوليوود، كثيراً من الأفلام على مر السنين.

وبدأ مسيرته الإخراجية عام 2002 بفيلم الكوميديا ​​والإثارة «اعترافات عقل خطير»، تلاه فيلم «ليلة سعيدة وحظ سعيد» عام 2005. وأخرج آخر فيلم درامي رياضي عام 2023 بعنوان «الأولاد في القارب»، وهو قصة حقيقية عن فريق التجديف التابع لجامعة واشنطن الذي فاز بالميدالية الذهبية في أولمبياد برلين عام 1936، خلال فترة الكساد الكبير.

ورزق كلوني بطفليه من المحامية البريطانية وناشطة حقوق الإنسان أمل (47 عاماً)، التي تزوجها عام 2014.

وفي حديثه مؤخراً، استذكر النجم شعور ابنه تجاه خياراته المهنية. وقال الممثل: «ذهب ابني إلى عيد الهالوين هذا العام مرتدياً زي باتمان، وهي الشخصية التي لعبتها - والتي اشتهرت بأنها أسوأ باتمان في تاريخ الامتياز»، في إشارة إلى فيلم «Batman & Robin» الذي لعبه عام 1997.

وأوضح كلوني: «قلت له حرفياً: (كما تعلم، لقد كنت باتمان)، فقال: (نعم، ليس حقاً)».


بريجيت ماكرون تزور صديقاً قديماً في الصين: الباندا العملاق «يوان منغ» (صور)

سيدة فرنسا الأولى بريجيت ماكرون تحضر حفل تسمية الباندا المولود في حديقة حيوان بوفال بفرنسا عام 2017 (أ.ب)
سيدة فرنسا الأولى بريجيت ماكرون تحضر حفل تسمية الباندا المولود في حديقة حيوان بوفال بفرنسا عام 2017 (أ.ب)
TT

بريجيت ماكرون تزور صديقاً قديماً في الصين: الباندا العملاق «يوان منغ» (صور)

سيدة فرنسا الأولى بريجيت ماكرون تحضر حفل تسمية الباندا المولود في حديقة حيوان بوفال بفرنسا عام 2017 (أ.ب)
سيدة فرنسا الأولى بريجيت ماكرون تحضر حفل تسمية الباندا المولود في حديقة حيوان بوفال بفرنسا عام 2017 (أ.ب)

التقت سيدة فرنسا الأولى بريجيت ماكرون، بصديق قديم، وهو باندا عملاق ولد في فرنسا، وذلك أمس (الجمعة)، في ختام زيارة إلى الصين مع الرئيس إيمانويل ماكرون.

سيدة فرنسا الأولى بريجيت ماكرون (يمين) تزور قاعدة أبحاث تشنغدو لتربية الباندا العملاقة في تشنغدو (أ.ف.ب)

وفي محمية للباندا بجنوب غربي الصين، التي يعدّها «يوان منغ» موطناً له الآن، تعجبت سيدة فرنسا الأولى من حجم نمو الباندا. وقد ساعدت في اختيار اسمه - الذي يعني «تحقيق حلم» - عندما ولد في حديقة حيوانات فرنسية عام 2017.

وقالت وهي ترفع إصبعين على مسافة قصيرة: «عندما يولدون، يكونون هكذا».

وفي هذه الأثناء، كان الذكر الضخم يتجول في حظيرته، ويتغذى على الخيزران، ويتجاهل المارة الذين صرخوا باسمه، على أمل إثارة رد فعله.

باندا عملاقة تلعب على شجرة أثناء زيارة بريجيت ماكرون إلى قاعدة تشنغدو البحثية لتربية الباندا (رويترز)

وتابعت: «إنهم يتمتعون بشخصية مستقلة للغاية. إنهم يفعلون فقط ما يريدون».

ولعقود من الزمن، استخدمت الصين ما يسمى غالباً «دبلوماسية الباندا»، بهدف تسهيل وتعزيز العلاقات مع دول أخرى، حيث تقوم بإهداء الحيوانات إلى الدول الصديقة، وإقراض الباندا لحدائق الحيوان في الخارج بشروط تجارية.

وقالت الجمعية الصينية للحفاظ على الحياة البرية خلال الزيارة، إنها وقعت خطاب نوايا لإرسال اثنين من حيوانات الباندا إلى حديقة حيوان بوفال جنوب باريس في عام 2027، في إطار جولة جديدة مدتها 10 سنوات من تعاون الباندا مع فرنسا.

بريجيت ماكرون زوجة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تزور قاعدة تشنغدو البحثية لتربية الباندا العملاقة بالصين (رويترز)

يذكر أن حديقة الحيوان الفرنسية أعادت اثنين من حيوانات الباندا عمرهما (17 عاماً)؛ وهما أنثى الباندا هوان هوان وشريكها يوان زي، إلى الصين الشهر الماضي، بعد قضاء 13 عاماً على سبيل الإعارة في فرنسا.