يقول الأشخاص جُملاً لا تُحصى كل يوم تُشكّل علاقاتهم. وفي أغلب الأحيان، يكون كثير من التواصل السلبي و«الكلمات المؤذية» غير مقصود. ويمكن لجملة واحدة، تُقال في غير وقتها، أن تخلق استياءً يُضعف الثقة تدريجياً بين طرفي العلاقة، حسب ما ذكره موقع «سيكولوجي توداي» المَعْنِيّ بالصحة النفسية والعقلية والعلوم السلوكية.
ووفق الموقع، فالكلمات التي تختارها إما أن تُغذي التواصل أو تُفسد الألفة، وأحياناً، لا تكفي الاعتذارات لمحو الجروح التي تخلفها «عبارة مُهملة أو غير مقصودة». ويكمن سر التواصل البناء في «الوعي»، وأن تكون مُتعمداً اختيار الكلمات التي تقولها، خصوصاً في لحظات الخلاف.
ويتطلب بناء تواصل واعٍ ممارسة، لكن البداية الجيدة هي تجنُّب عبارات أربع، قد تبدو غير ضارة، لكنها مع مرور الوقت، قد تُسبب ضرراً يصعب إصلاحه بين طرفي العلاقة.
«توقف عن الحساسية المفرطة»
هذه العبارة لا تتجاهل المشاعر فحسب، بل تُبطلها. إنها تُخبر شريكك بأن مشاعره خاطئة أو مُبالغ فيها، مما يدفعه إلى التشكيك في مشاعره أو الشعور بضرورة كَبْت هذه المشاعر للحفاظ على السلام. ومع مرور الوقت، يُضعف هذا الثقة والأمان العاطفي، مما يُفاقم الفجوة في العلاقة.
الكذب في جملة «أنا بخير»
تخيَّل أنك مررتَ بيوم عصيب، ولاحظ شريكك توترك وشعر بوجود مشكلة، فسأل بلطف: «هل كل شيء على ما يرام؟». وبدلاً من مشاركة ما يزعجك، رددتَ: «أنا بخير». ومع ذلك، فأنت تعلم أن هذا غير صحيح، وشريكك يعلم ذلك أيضاً.
عندما تقول: «أنا بخير» وأنت تشعر بخلاف ذلك، فإنك تبني جداراً بدلاً من جسر للتواصل. ومع مرور الوقت، تخلق هذه الجملة البسيطة مسافة عاطفية، مما يوصل شريكك إلى أن المحادثات الصادقة غير مرغوب فيها، حتى عندما يرغب في صدق في الفهم.
«افعل ما تشاء، لا يهمني»
تخيَّل أنك في خضم جدال مع شريكك، وتشعر بالإحباط والإرهاق، فترفع يديك وتقول: «افعل ما تشاء، لا يهمني». في تلك اللحظة، قد تكون تُعبّر عن إحباطك فحسب، لكن شريكك يسمع شيئاً أعمق: «لقد توقف شريكي عن الاهتمام بمشاعري وقراراتي أو حتى بالعلاقة». هذه العبارة ليست مجرد رفض، بل تُشير إلى انسحاب عاطفي متعمَّد. عندما تقول هذا، فأنت تقول: «لم تعد خياراتك تُهمني»، مما يُسبب انعدام أمان دائماً وانقطاعاً عاطفياً.
العبارات المطلقة
تخيَّل أنك منزعج لأن شريكك نسي شيئاً مهماً خاصاً بك، فتشعر بالإحباط، وتقول: «أنت دائماً تفعل هذا»، أو «أنت لا تستمع إليَّ أبداً». في خضمّ اللحظة، قد تبدو هذه العبارات مُبررة، لكن بالنسبة لشريكك تُفهم على أنها تعميمات غير عادلة. وبدلاً من معالجة الموقف تحديداً، تُصوّر شخصيته بأكملها بشكل سلبي، مما يجعله يشعر بالهجوم والتهديد.
هذه العبارات المطلقة ضارة لأنها تُحوّل الحوار من حل المشكلة إلى الدفاع ضد الاتهامات العامة. وبدلاً من فتح الحوار، فإنها تُنهيه، ممهّدة الطريق للاستياء و«دورة متكررة من الصراعات التي لم تُحل».