ينطلق في 10 أبريل (نيسان) الحالي مهرجان «شاشات الجنوب» الذي تُطلقه جمعية «متروبوليس» في نسخته الأولى في بيروت. ويُعدُّ امتداداً لبرمجة سابقة تتَّبعها على مدار السنة. ومن بينها «شاشات الواقع» المخصص للأفلام الوثائقية. ويتضمّن المهرجان عروضاً سينمائية لنحو 22 فيلماً. وتحت عنوان «التحوّل» يقدّم أفلاماً تعكس تغييرات في نظرتنا إلى العالم.

وتُوضح مسؤولة البرمجة في «متروبوليس»، نسرين وهبي، لـ«الشرق الأوسط»، أن الهدف الرئيسي من هذا الحدث هو تسليط الضوء على إنتاجات خاصة في بلدان معينة، قلّما شاهدناها على شاشاتنا السينمائية. وتتابع: «هناك نوع من الهيمنة الأوروبية والأميركية على الإنتاجات المعروضة في مختلف دول العالم ومن بينها لبنان. ورغبنا من خلال هذا المهرجان تسليط الضوء على بلدان جنوبية. وكما أفريقيا والخليج العربي كذلك نعرِّج فيه على بلدان أميركا اللاتينية وآسيا».
ومن 4 قارات ونحو 35 بلداً يتضمّن المهرجان 10 أفلام عربية. وكذلك 5 أفريقية و4 آسيوية و3 أفلام من أميركا اللاتينية. ومعظم هذه الأفلام تُعرض لأول مرة في بيروت. ومن بينها أفلام حازت جوائز في مهرجانات دولية.

يُفتتح مهرجان «شاشات الجنوب» فعالياته في 10 أبريل بفيلم برازيلي، عنوانه، «لا زلت هنا» للمخرج والتر سالز. تدور أحداثه في البرازيل عام 1971، وكانت البلاد حينها ترزح تحت ديكتاتورية عسكرية صارمة. وهو مقتبس عن السيرة الذاتية لمارسيلو روبنز بايفا، ويروي القصة الحقيقية التي أسهمت في إعادة تشكيل جزء مهم من تاريخ البرازيل المخفي.

أما فيلم الختام في 19 من الشهر الحالي، فيحكي عن قصص الشتات الفلسطيني بعنوان «إلى عالم مجهول»، للمخرج مهدي فليفل. ويتناول قصة شابَيْن، شاتيلا (محمود بكري)، ورضا (آرام صباح)، الفارَين من مخيم عين الحلوة في لبنان إلى أثينا. حيث يدّخر شاتيلا ورضا المال لدفع ثمن جوازات سفر مزوَّرة للخروج من أثينا.

وتُشير نسرين وهبي، في سياق حديثها لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنه في 20 أبريل سيُعاد عرض الفيلمَيْن البرازيلي لوالتر سالز، والإيراني لمحمد رسولاف. وفي 11 أبريل الذي يسبق 13 منه في الذكرى الـ50 لاندلاع الحرب اللبنانية، سيُعرض «خط التماس»، من إخراج الفرنسية سيلفي بايو، وشاركت في كتابته فداء بزي.
ويستخدم الفيلم نماذج مصغرة لمباني بيروت وتماثيل مصغرة لإعادة بناء نشأة فداء بزي المضطربة خلال الحرب الأهلية اللبنانية. وبمساعدة هذه النماذج، تواجه فداء رجال الميليشيا السابقين. ورأتهم خلال طفولتها في الثمانينات في غرب بيروت. يومها ادَّعوا أنهم كانوا يحمونها، بيد أنهم في الحقيقة كانوا يُرعبونها.

ومن الأفلام العربية التي يتضمّنها المهرجان «نورة» للسعودي توفيق الزايدي. وكان الأول في تاريخ المملكة الذي شارك في مهرجان «كان» السينمائي. ومن الأردن يعرض فيلم «إن شاء الله ولد» للمخرج أمجد الرشيد. في حين يُعرض من المغرب «كذب أبيض»، ومن تونس «الذراري الحمر». ومن السودان يعرض المهرجان «وداعاً جوليا»، وقد اختير فيلم «المرهقون» من اليمن. و«قرية قرب الجنّة» من الصومال، و«معطّراً بالنعناع» من مصر.

ومن لبنان يجتمع 4 مخرجين، وهم: لوسيان أبو رجيلي، ووسام شرف، وبانه فقيه، وأريج محمود في فيلم بعنوان «مشقلب»، يتضمّن 4 أفلام قصيرة يُوقع كل واحد من هذه الأفلام أحد المخرجين الأربعة. وتضيف نسرين وهبي: «موضوعها الأساسي يتناول كل التقلبات والتغييرات التي شهدها لبنان منذ اندلاع الثورة والأزمة الاقتصادية، مروراً بانفجار بيروت، إذ يعبِّر عن 4 وجهات نظر مختلفة، وتأثير الفوضى على تغيير حياة اللبنانيين».
ومن الأفلام المعروضة أيضاً، الفيلم الوثائقي «طوفان في بلاد البعث» للسوري الراحل عمر أميرالاي بعد أن رُمّم. وكذلك «لا نوار دي» للمخرج عثمان سامبان من السنغال، وبنسخته المرممة أيضاً. وبموازاة فعاليات المهرجان، تقام الدورة السادسة لـ«أكاديمية بيروت لوكارنو» المتخصصة بتأهيل موزعين شباب. وتضمّ 17 مشتركاً من لبنان والعالم العربي. بالإضافة إلى اختصاصيين في مجال التوزيع والإنتاج السينمائيين.
وتختم نسرين وهبي بالقول: «سيُصبح مهرجان (شاشات الجنوب)، تقليداً سنوياً لجمعية (متروبوليس) في موعده من كل عام. وستستضيفه سينما (متروبوليس) في مار مخايل ببيروت، بدعم من الصندوق العربي للثقافة والفنون (آفاق)، وكذلك (الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون)».