«سيكس تربل إيت»: تكريمٌ طال انتظاره لبطلات الحرب العالمية الثانية

احتفاء بمَن كرَّسن أنفسهنَّ بإخلاص بغضّ النظر عن العِرق أو النوع

التميُّز هو ما يهمّ (أ.ف.ب)
التميُّز هو ما يهمّ (أ.ف.ب)
TT

«سيكس تربل إيت»: تكريمٌ طال انتظاره لبطلات الحرب العالمية الثانية

التميُّز هو ما يهمّ (أ.ف.ب)
التميُّز هو ما يهمّ (أ.ف.ب)

حصلت «سيكس تربل إيت»؛ وهي وحدة مكوَّنة بالكامل من نساء أميركيات من أصول أفريقية شاركن في الحرب العالمية الثانية، على وسام الكونغرس الذهبي، الثلاثاء، تقديراً لدورها في رفع معنويات الجنود عبر فرز البريد الموجَّه إليهم في الخطوط الأمامية.

وكان الكونغرس قد أقرَّ تشريعاً عام 2022، بدعم من الحزبَيْن الجمهوري والديمقراطي، للاحتفاء بجهود هذه الوحدة من خلال منحها الوسام الذهبي؛ أحد أرفع الأوسمة المدنية في الولايات المتحدة. وفي هذا السياق، استضاف رئيس مجلس النواب، مايك جونسون، مراسم التكريم داخل قاعة التحرير بمبنى الكابيتول الأميركي.

الاحتفاء بمَن كرَّسن أنفسهنَّ بإخلاص (أ.ب)

ونقلت «سي بي إس نيوز» عن جونسون، النائب الجمهوري من لويزيانا، قوله في كلمته الافتتاحية: «جميع أفراد وحدة (سيكس تربل إيت) هنَّ أميركيات وطنيات عظيمات، مُخلصات لأمّة أخفقت طويلاً في ردّ الجميل لهنّ».

ورفعت الوحدة شعار «لا بريد، لا معنويات منخفضة»، ونجحت في فرز تراكم البريد الذي استمرّ عامَيْن أو 3 خلال 3 أشهر فقط، مُتجاوزةً الهدف الذي حدّدته لها القوات المسلَّحة بـ6 أشهر. وأسهم عمل النساء في رفع معنويات الجنود على جبهة القتال.

وكان قد أُنتِج فيلم عن هذه الوحدة بعنوان «ذي سيكس تربل إيت»، من إخراج تايلر بيري، وبطولة كيري واشنطن في دور القائدة «تشاريتي آدامز إيرلي»، عُرض العام الماضي، وأسهم في إيصال قصة الوحدة إلى جمهور أوسع.

تُوفيت تشاريتي آدامز إيرلي عام 2002؛ وتحدَّث نجلها، ستانلي، خلال المراسم التي أُقيمت في الكابيتول، بُعيد تسلمه الوسام نيابةً عن والدته. وقال: «أكد وسام الكونغرس الذهبي على مبدأ أنَّ مَن يُكرّسون أنفسهم بإخلاص، بغضّ النظر عن العِرق أو النوع، سيجري الاحتفاء بهم على أعلى المستويات. وقبل كل شيء، فإنَّ التميُّز هو ما يهم».

الوسام الذي طال انتظاره (أ.ف.ب)

لم تتمكن أيٌّ من المُحاربات الباقيات على قيد الحياة من حضور الحفل لتسلُّم الوسام، وفق العقيدة المتقاعدة إدنا كامينغز، التي قادت جهوداً استمرّت لسنوات للمطالبة بهذا التكريم.

وقالت كامينغز: «يُشرفني أن أكون معكم اليوم لتقديم أعلى وسام مدني في بلادنا لوحدة (سيكس تربل إيت) -الوسام الذي طال انتظاره- وسام الكونغرس الذهبي. لقد أصبحت الوحدة، اليوم، من بين أقل من 200 جهة حصلت عليه منذ أن مُنح للمرّة الأولى للجنرال جورج واشنطن عام 1776».

وختم ستانلي إيرلي: «رجاءً ساعدونا في ضمان أن تبقى قصة (سيكس تربل إيت)، والتكريم الذي تلقّته، محفوظةً ومُعتَرفاً بها للأجيال القادمة».


مقالات ذات صلة

«فرانكلين» يُتقن العتمة ويتعثَّر في المعنى

يوميات الشرق العمل يلتقط اللحظات المؤلمة في النفس البشرية (لقطة من المسلسل)

«فرانكلين» يُتقن العتمة ويتعثَّر في المعنى

«فرانكلين» ليس مسلسلاً فريداً، لكنه عمل يلتقط اللحظات المؤلمة في النفس البشرية. تشوبه هنَاتٌ في النصّ والتوليف، لكنه لا يخلو من مسارات تستحق التقدير.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق نظام غذائي غني بالفواكه والخضراوات قد يكون مفيداً لنوم أفضل (رويترز)

ماذا تأكل لتنام جيداً في المساء؟

هل تريد الاستعداد لنوم هانئ؟ يبدأ التخطيط لذلك بدايةً من تناول وجبة الإفطار. فما تتناوله خلال اليوم قد يؤثر على جودة نومك ليلاً.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق في انتظار «نيرو» (فيسبوك)

43 أسبوعاً من البحث و20 ألف يورو لإيجاد القط «نيرو»

هرب القطّ «نيرو» من صندوق نقله على بُعد 180 ميلاً من منزله خلال رحلة في ألمانيا، مع مالكه الذي أمضى منذ ذلك الحين 43 عطلة نهاية أسبوع في محاولة للعثور عليه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك استخدام العطور قد يكون ضاراً بالصحة (رويترز)

استخدام العطور قد يضر بصحتك

توصلت دراسة جديدة إلى أن استخدام العطور أو مرطب الجسم المعطر قد يكون ضاراً بالصحة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق الغرابة تتحوَّل إلى خير (يوتيوب)

بيضة على شكل كرة غولف... وبريطانية تُحوِّل غرابتها إلى خير

عثرت امرأة بريطانية على بيضة دجاج كروية الشكل نادرة جداً، إذ يُقدِّر الخبراء أنَّ فرصة العثور على بيضة مماثلة قد تصل إلى «واحدة في المليار». 

«الشرق الأوسط» (لندن)

رحيل المخرج الجزائري محمد لخضر حمينة... صاحب السعفة الذهبية بمهرجان «كان»

المخرج والمنتج الجزائري محمد لخضر حمينة (أ.ف.ب)
المخرج والمنتج الجزائري محمد لخضر حمينة (أ.ف.ب)
TT

رحيل المخرج الجزائري محمد لخضر حمينة... صاحب السعفة الذهبية بمهرجان «كان»

المخرج والمنتج الجزائري محمد لخضر حمينة (أ.ف.ب)
المخرج والمنتج الجزائري محمد لخضر حمينة (أ.ف.ب)

توفي (الجمعة) المخرج والمنتج الجزائري محمد لخضر حمينة، العربي والأفريقي الوحيد الذي فاز بالسعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي: «عن عمر ناهز 95 عاماً»، على ما أعلنت عائلته.

وكتب أولاده في بيان إنّ لخضر حمينة «توفي في منزله بالجزائر العاصمة عن عمر ناهز الخامسة والتسعين، تاركاً وراءه إرثاً سينمائياً لا يقدر بثمن»، مشيدين «برؤيته الفريدة التي طبعت تاريخ السينما».

وأشارت العائلة إلى أن محمد لخضر حمينة تمكن من إقامة «جسر ثقافي فعلي بين الجنوب والغرب، فأصبح بذلك صوت العالم الثالث وبلده، على مدى أربعين عاماً تقريباً».

ومحمد لخضر حمينة هو أحد المخرجين الأفارقة والعرب القلائل الذين نافسوا 4 مرات في مسابقة مهرجان كان السينمائي، وفاز بجائزتين رئيسيتين، هما جائزة أفضل فيلم أول عن «ريح الأوراس» (Le Vent des Aures)، وجائزة السعفة الذهبية العريقة عن فيلم «وقائع سنوات الجمر» (Chronique des annees de braise) عام 1975.

المخرج والمنتج الجزائري محمد لخضر حمينة والممثل اليوناني يورغو فوياجيس والممثلة المغربية ليلى شنا في صورة جماعية خلال مهرجان كان السينمائي بفرنسا في 23 مايو 1975 (أ.ف.ب)

وفي رسالة تعزية، أبدى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون «بالغ الحزن والأسى» لوفاة مَن وصفه بـ«عملاق السينما العالمية» الذي ترك «بصمة خالدة في تاريخ السينما».

وشهد مهرجان كان هذه السنة لفتة تكريمية لحمينة من خلال عرض نسخة «4 كاي» من فيلم «وقائع سنوات الجمر» ضمن برنامج فئة «كان كلاسيكس».

وبفضل فيلم «وقائع سنوات الجمر»، حقق المخرج الجزائري شهرة على المستوى العالمي، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأشار تبون إلى أن «رائعة» لخضر حمينة هذه «فتحت عيون العالم على قطعة من معاناة الشعب الجزائري خلال فترة الاستعمار».

وأكدت عائلة المخرج في بيانها أن المخرج كان «أحد آخر عظماء السينما الملحمية والشاعرية، وترك بصمة لا تُمحى على مهرجان كان السينمائي الدولي، وعلى السينما عموماً».

بطولات

شكَّل النضال من أجل استقلال الجزائر محور فيلم «وقائع سنوات الجمر» الذي يتناول من عام 1939 إلى عام 1954، ولادة أمّة، ورحلة الشعب الجزائري، وصولاً إلى اندلاع الحرب ضد الاستعمار الفرنسي وحرب الاستقلال (1954- 1962).

وقال تبون: «قبل أن يكون مخرجاً عالمياً مبدعاً ترك بصمة خالدة في تاريخ السينما العالمية، كان مجاهداً أبياً، ساهم في تحرير بلاده بما نقل من صور ومشاهد عرَّفت البشرية ببطولات الثورة التحريرية المظفَّرة».

المخرج والمنتج الجزائري محمد لخضر حمينة خلال مؤتمر صحافي لمناقشة فيلمه «وقائع سنوات الجمر» في مهرجان كان عام 1975 (أ.ف.ب)

وُلد محمد لخضر حمينة في 26 فبراير (شباط) 1934 في المسيلة في الأوراس (شمال شرق)، في عائلة فلاحين متواضعة الحال. وقد تلقى دراسته في كلية زراعية، ثم درس في فرنسا وتحديداً في أنتيب؛ حيث التقى بزوجته، أم أولاده الأربعة.

خلال حرب الجزائر، خطف الجيش الفرنسي والده وعذَّبه قبل قتله. وانضم حمينة شخصياً عام 1958 إلى صفوف المقاومة الجزائرية في تونس.

تعلَّم حمينة السينما بالممارسة، عن طريق تدريب في إحدى القنوات التونسية قبل الشروع في أفلامه القصيرة الأولى.

بدأ مسيرته مخرجاً عام 1964 مع فيلم «لكن في أحد أيام نوفمبر» (Mais un jour de novembre) الوثائقي. خلال مسيرته الفنية الممتدة على 50 عاماً (1964- 2014)، أخرج فيلماً وثائقياً و7 أفلام أخرى، هي: «رياح الأوراس» (1966)، و«حسان طيرو» (Hassan Terro) (1968)، و«ديسمبر» (Decembre) (1973)، و«وقائع سنوات الجمر» (1975)، و«رياح رملية» (Vent de sable) (1982)، و«الصورة الأخيرة» (La derniere image) (1986)، و«شفق الظلال»(Crepuscule des ombres).