8 علامات تسبق «متلازمة الموت المفاجئ» لدى الشباب

يمكن تأخير العديد من الحالات المرضية أو الوقاية منها تماماً (رويترز)
يمكن تأخير العديد من الحالات المرضية أو الوقاية منها تماماً (رويترز)
TT
20

8 علامات تسبق «متلازمة الموت المفاجئ» لدى الشباب

يمكن تأخير العديد من الحالات المرضية أو الوقاية منها تماماً (رويترز)
يمكن تأخير العديد من الحالات المرضية أو الوقاية منها تماماً (رويترز)

قد يُساعد التعرّف على العلامات التي عادةً ما تسبق «متلازمة الموت المفاجئ غير المنتظم» (SADS) واكتشافها، في الوقاية من الوفيات المبكرة، وفق نتائج دراسة جديدة عُرضت، الجمعة، أمام المؤتمر العلمي للجمعية الأوروبية لأمراض القلب (ESC) لعام 2025، والمقام في الفترة من 3 إلى 5 أبريل (نيسان)، بمدينة ميلانو الإيطالية.

وقالت الدكتورة ماتيلدا فريسك توريل، مؤلفة الدراسة والباحثة في أكاديمية سالغرينسكا بجامعة غوتنبرغ في السويد، إن «متلازمة الموت المفاجئ غير المنتظم لم تُقيم جيداً من قبل، على الرغم من كونها أحد أكثر الأسباب الكامنة شيوعاً للوفاة القلبية المفاجئة لدى الشباب، بمن فيهم الرياضيون».

وأضافت في بيان نُشر، الجمعة، على موقع المؤتمر: «أجرينا تحليلاً لمجموعة كبيرة من حالات الموت المفاجئ غير المنتظم لوصف معدل حدوث تلك المتلازمة في السويد، وتوصيف الأعراض المتكررة ذات الصلة التي حدثت قبل الوفاة، وذلك لزيادة فرص الوقاية من تلك المتلازمة».

ووفق النتائج فإنه إجمالاً، كان هناك 11 في المائة من الحالات مصابين في السابق بمرض اضطراب نظم القلب، بينما كان لدى 18 في المائة منهم تخطيط كهربية قلب مرضي، وكانت الإثارة المسبقة أو ما يعرف بـ«التنشيط المبكر للبطينين» أكثر الأعراض شيوعاً. كما عانى نحو نصف الحالات (52 في المائة) من أعراض قبل الوفاة، خصوصاً خفقان القلب، والإغماء، والغثيان/القيء، وعلامات مرتبطة بالإصابة بعدوى.

وفي المجمل، كان لدى 17 في المائة من الحالات تشخيص نفسي سابق، وتلقى 11 في المائة أدوية نفسية.

وأُجريت هذه الدراسة الرصدية بأثر رجعي على مجموعة دراسة «الموت القلبي المفاجئ لدى الشباب» (SUDDY)، التي شملت جميع حالات الوفاة القلبية المفاجئة، وعددها 903 حالات، حدثت لدى الشباب حتى عمر 36 عاماً في السويد بين عامي 2000 و2010.

وقد وُضعت 5 ضوابط سكانية لكل حالة. وحُلّلت المعلومات من شهادات الوفاة، وتقارير التشريح، والسجلات الطبية، ومخططات كهربية القلب، وأي عينات بيولوجية، وبيانات الوالدين.

ووجد الباحثون أن متلازمة الموت المفاجئ تُمثل 22 في المائة من جميع حالات الوفاة القلبية المفاجئة. وكان ما يقرب من ثلثي حالات الوفاة (64 في المائة) من الذكور، كما كان متوسط ​​عمر الوفاة 23 عاماً. وأُبلغ عن دخول سابق للمستشفى أو زيارة رعاية خارجية خلال 180 يوماً من الوفاة في 33 في المائة من حالات تلك المتلازمة القلبية، مقابل 24 في المائة من المجموعة الضابطة.

ومن بين حالات تلك المتلازمة المميتة، سبق دخول 4.2 في المائة من الحالات إلى المستشفى بتشخيص إغماء، مقابل 0.41 في المائة في المجموعة الضابطة، في حين سُجِّل دخول المستشفى بسبب تشنج في 3.5 في المائة من حالات المتلازمة، مقابل 0.14 في المائة بالمجموعة الضابطة.

وهو ما علقت عليه فريسك توريل: «مع زيادة المعرفة بالعلامات والأعراض التي قد تسبق المتلازمة، مثل الإغماء والنوبات الشبيهة والإثارة المسبقة، قد نتمكن من تحديد الشباب المعرضين للخطر في أثناء زيارات الرعاية الصحية».

وأوضحت: «كما تُبرز نتائجنا الحاجة إلى مزيد من الدراسة للأمراض النفسية والعلاجات النفسية بوصفها عوامل خطر للمتلازمة، ومدى احتمالية أن تكون أعراض الجهاز الهضمي والأمراض المعدية محفزات لدى الأفراد المهيئين للإصابة».

وتابعت: «ويُعدُّ الفحص السابق للرياضيين الشباب قبل المشاركة الرياضية فرصة مهمة لتحديد هذه العلامات والحد من حدوث المتلازمة»، مشيرة إلى أن مستويات الفحص الحالية لا تزال منخفضة.


مقالات ذات صلة

الأشخاص غير المتزوجين أقل عرضة للإصابة بالخرف

يوميات الشرق خاتم زواج (أرشيفية - رويترز)

الأشخاص غير المتزوجين أقل عرضة للإصابة بالخرف

أشارت دراسة جديدة أجراها باحثون في جامعة ولاية فلوريدا إلى أن الأشخاص غير المتزوجين أقل عرضة للإصابة بالخرف.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك خسارة الوزن قد تؤدِّي إلى تحسينات كبيرة في الصحة (جامعة ساوثهامبتون البريطانية)

علاج فعَّال للسمنة يستمرُّ 3 سنوات

دواء «تيرزيباتيد» يمكن أن يُسهم في تحقيق خسارة وزن كبيرة ومستدامة مدَّة تصل إلى 3 سنوات على الأقل، لدى البالغين الذين يعانون زيادة الوزن أو السمنة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق العزلة تُضعف جودة النظام الغذائي لدى كبار السنّ (جامعة كاليفورنيا)

العزلة الاجتماعية تُفسد شهية كبار السنّ

النساء المُسنّات اللواتي يعانين عزلة اجتماعية مستمرّة أكثر عرضة لانخفاض استهلاكهن للفاكهة والخضراوات؛ ما يؤدّي إلى تراجع عام في شهيتهن وجودة نظامهن الغذائي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك لا يعرف العلماء بعد متى تترسخ المهارات في دماغ الرضيع (بي بي سي)

راقبت أمهاتهم قبل 35 عامًا.. تجربة علمية تحاول سبر أغوار أدمغة الأطفال والرضع

ما يُميز هذا المشروع الرائد حقاً هو أنه تجربة بشرية ضمن تجربة بشرية أخرى استمرت عقوداً.

«الشرق الأوسط» «الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك لماذا قد ترتبط أعراض انقطاع الطمث بالخرف؟ (جامعة روتشستر)

هل يؤثر انقطاع الطمث لدى النساء على صحة أدمغتهن؟

تُعدّ الهبات الساخنة والأرق وتقلبات المزاج جزءاً مزعجاً من انقطاع الطمث لدى كثير من النساء. لكن زيادة أعراض انقطاع الطمث قد تعني أيضاً تدهوراً في صحة الدماغ.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

6 عوامل لحماية الأطفال من السمنة

النشاط البدني يقلل معدلات الإصابة بالسمنة بين الأطفال (جامعة ويست فرجينيا الأميركية)
النشاط البدني يقلل معدلات الإصابة بالسمنة بين الأطفال (جامعة ويست فرجينيا الأميركية)
TT
20

6 عوامل لحماية الأطفال من السمنة

النشاط البدني يقلل معدلات الإصابة بالسمنة بين الأطفال (جامعة ويست فرجينيا الأميركية)
النشاط البدني يقلل معدلات الإصابة بالسمنة بين الأطفال (جامعة ويست فرجينيا الأميركية)

كشفت دراسة كندية عن 6 عوامل رئيسية خلال السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل ترتبط بمستويات الدهون في الجسم لدى الأطفال. وأوضح الباحثون من جامعة «ماكماستر» في الدراسة التي نُشرت نتائجها، الجمعة، بدورية «JAMA Network Open»، أن هذه العوامل تشمل 3 مرتبطة بالأم، و3 أخرى مرتبطة بالطفل.

واعتمدت الدراسة على تحليل بيانات أكثر من 900 طفل من أصول جنوب آسيوية، وتم التحقق من النتائج عبر 3 مجموعات بحثية مستقلة شملت 3171 طفلاً في كندا والمملكة المتحدة من أصول جنوب آسيوية وأوروبية.

وتوصل الباحثون إلى أن العوامل المرتبطة بالأم تشمل السمنة قبل الحمل، وزيادة الوزن خلال الحمل، واتباع نظام غذائي غير صحي أو غير متوازن أثناء فترة الحمل. وتُسهم هذه العوامل في زيادة فرص إنجاب أطفال لديهم معدلات أعلى من الدهون في الجسم خلال مرحلة الطفولة.

ولتقليل هذا الخطر، نصح الباحثون الأمهات باتباع نظام غذائي صحي أثناء الحمل، يتضمن عناصر مثل: الدواجن، والبيض، والفواكه، والخضراوات، والمأكولات البحرية، والحبوب الكاملة.

أما العوامل المرتبطة بالطفل التي تُسهم في تقليل تراكم الدهون في الجسم، فهي: الرضاعة الطبيعية لمدة 12 شهراً أو أكثر، وزيادة النشاط البدني اليومي، وتقليل الوقت الذي يقضيه الطفل أمام الشاشات (مثل التلفاز أو الأجهزة الذكية).

كما وجدت الدراسة علاقة مباشرة بين عدد العوامل الإيجابية أو السلبية التي يتعرض لها الطفل ومعدل السمنة لديه، إذ كلما زادت العوامل الوقائية، انخفضت نسبة الدهون، وكلما زادت عوامل الخطر، ارتفعت هذه النسبة.

وأشار الباحثون إلى أن هذه الدراسة مهمة بشكل خاص للأطفال من أصول جنوب آسيوية، الذين يُظهرون انخفاضاً في الوزن عند الولادة، لكن مع ارتفاع في نسبة الدهون بالجسم، ما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والسكري لاحقاً.

ودعا الباحثون إلى تطوير سياسات صحية تدعم هذه التوصيات، مثل توفير برامج تغذية مدعومة للنساء الحوامل، وتسهيل الحصول على أدوات شفط حليب الثدي لدعم الرضاعة الطبيعية، ونشر الوعي بين الأسر حول أهمية هذه العوامل في ضمان مستقبل صحي لأطفالهم. كما تدعم النتائج الحاجة إلى تقليل وقت الشاشة، وتوفير بيئة آمنة للنشاط البدني في مرحلة الطفولة المبكرة.

يشار إلى أن السمنة لدى الأطفال تعد من أخطر المشكلات الصحية، إذ لا تقتصر آثارها على الشكل الجسدي فحسب؛ بل تمتد لتشمل مضاعفات صحية خطيرة مثل ارتفاع ضغط الدم، وداء السكري من النوع الثاني، واضطرابات الكوليسترول، وحتى أمراض القلب في مراحل مبكرة من الحياة. كما أن السمنة في مرحلة الطفولة غالباً ما تستمر حتى البلوغ، ما يجعلها عامل خطر مستمراً يؤثر على جودة الحياة والصحة النفسية أيضاً. لذا، يشير الباحثون إلى أن التدخل المبكر وتبنّي عادات صحية منذ السنوات الأولى من العمر يُعد أمراً حاسماً للوقاية وبناء مستقبل صحي للأطفال.