هل يساعد الفلفل الحار في الوقاية من سُكَّري الحمل؟

الفلفل الحار يحتوي على مركبات تُحسِّن التحكم في نسبة السكر بالدم (جامعة بنسلفانيا)
الفلفل الحار يحتوي على مركبات تُحسِّن التحكم في نسبة السكر بالدم (جامعة بنسلفانيا)
TT
20

هل يساعد الفلفل الحار في الوقاية من سُكَّري الحمل؟

الفلفل الحار يحتوي على مركبات تُحسِّن التحكم في نسبة السكر بالدم (جامعة بنسلفانيا)
الفلفل الحار يحتوي على مركبات تُحسِّن التحكم في نسبة السكر بالدم (جامعة بنسلفانيا)

كشفت دراسة أميركية أن تناول وجبة تحتوي على الفلفل الحار مرة واحدة شهرياً في أثناء الحمل، قد يكون مرتبطاً بانخفاض خطر الإصابة بسكري الحمل.

وأوضح الباحثون من جامعة بافالو أن تناول الفلفل الحار بشكل معتدل يمكن أن يكون جزءاً من نظام غذائي متوازن للمساعدة في الوقاية من سُكَّري الحمل، ونُشرت النتائج، الاثنين، في دورية «Nutrients».

وسكري الحمل هو نوع من مرض السكري يظهر أول مرة في أثناء الحمل، عندما لا يستطيع الجسم إنتاج ما يكفي من الإنسولين لتلبية احتياجات الأم والجنين. ويؤدي ذلك إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم، مما قد يزيد من خطر المضاعفات، مثل: الولادة المبكرة، وزيادة وزن الجنين، وارتفاع ضغط الدم لدى الأم.

وعادة ما يختفي المرض بعد الولادة، ولكنه قد يزيد لاحقاً من خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني. وتشمل عوامل الخطر: السمنة، والتاريخ العائلي للسكري، وقلة النشاط البدني، والتقدم في العمر. ويمكن التحكم فيه من خلال اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة، وفي بعض الحالات استخدام الأدوية أو الإنسولين.

واستندت الدراسة إلى تحليل بيانات 1397 امرأة حاملاً ضمن دراسة وطنية أميركية؛ حيث تمت مقارنة معدلات الإصابة بسكري الحمل بين النساء اللواتي تناولن الفلفل الحار وأولئك اللواتي لم يتناولنه.

نتائج لافتة

وأظهرت النتائج أن النساء الحوامل اللواتي تناولن وجبة تحتوي على الفلفل الحار مرة واحدة شهرياً كان لديهن معدل إصابة بسكري الحمل بلغ 3.5 في المائة فقط، مقارنة بـ7.4 في المائة لدى النساء اللواتي لم يتناولنه أبداً، أي أكثر من الضعف. ولم يظهر تأثير واضح لتناول الفول المجفف أو حساء الفول وحدهما؛ إذ كان التأثير مرتبطاً فقط بالفلفل الحار.

ورغم أن السبب وراء هذا التأثير لا يزال غير واضح تماماً، يعتقد الباحثون أن بعض المركبات النشطة في الفلفل الحار، مثل الكابسيسين الموجود في مسحوق الفلفل الحار، قد تلعب دوراً مهماً، فقد أظهرت دراسات سابقة أن هذه المركبات تساعد في تحسين التحكم في نسبة السكر في الدم، عبر إبطاء امتصاص الغلوكوز في الأمعاء، وتحسين إفراز الإنسولين، وزيادة حساسية الجسم له، مما يقلل من خطر مقاومة الإنسولين.

وبينما تشير الدراسة إلى وجود علاقة إيجابية بين تناول الفلفل الحار وانخفاض خطر الإصابة بسكري الحمل، ينصح الباحثون بتناوله باعتدال، بوصفه جزءاً من نظام غذائي متوازن، إلى جانب الالتزام بالإرشادات الطبية الأخرى، مثل الفحوصات المبكرة، والتمارين الرياضية، والعلاجات المناسبة عند الحاجة.

ورغم النتائج المشجعة، يشير الباحثون إلى أن هذه الدراسة رصدية، وهناك حاجة إلى دراسات أوسع تشمل مجموعات أكثر تنوعاً، وقياسات غذائية أدق، وتجارب سريرية محكمة، لاختبار هذه الفرضية بشكل أكثر دقة.


مقالات ذات صلة

صحتك كما هو الحال مع أي دواء تجب موازنة فوائد عقار الأسيتامينوفين بالمخاطر لدى الحوامل (رويترز)

مسكنات الألم الأكثر شيوعاً أثناء الحمل قد تصيب الأطفال باضطراب عصبي

تُعتبر القليل جداً من مسكنات الألم آمنة للاستخدام أثناء الحمل، ومع ذلك، أصبح أحد أشهر الخيارات المتاحة متورطاً في نقاش دولي بالسنوات الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك قد يؤدي سكري الحمل إلى مضاعفات خطيرة للأم والطفل (رويترز)

تقليل السعرات الحرارية قد يجنب الحوامل المصابات بالسكري حقن الإنسولين

قالت دراسة جديدة إن اتباع النساء الحوامل المصابات بمرض السكري نظاماً غذائياً منخفض السعرات الحرارية قد يساعدهن على تجنب الحاجة إلى حقن الإنسولين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الأطفال قد يكونون أكثر ميلاً لتناول الخضروات إذا تناولتها أمهاتهم خلال الحمل (رويترز)

تعزيز حب الأطفال للخضراوات يبدأ من مرحلة الحمل (دراسة)

أشارت دراسة جديدة إلى أن الأطفال الصغار قد يكونون أكثر ميلاً لتناول الخضراوات إذا تناولتها أمهاتهم، خلال المراحل الأخيرة من الحمل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك حبوب منع الحمل المركبة قد تزيد خطر الإصابة بالسكتة الدماغية الإقفارية والنوبة القلبية بمقدار الضعف (رويترز)

وسائل منع الحمل قد تصيب النساء بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية

كشفت دراسة جديدة أن بعض وسائل منع الحمل الهرمونية ترتبط بارتفاع خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)

8 علامات تسبق «متلازمة الموت المفاجئ» لدى الشباب

يمكن تأخير العديد من الحالات المرضية أو الوقاية منها تماماً (رويترز)
يمكن تأخير العديد من الحالات المرضية أو الوقاية منها تماماً (رويترز)
TT
20

8 علامات تسبق «متلازمة الموت المفاجئ» لدى الشباب

يمكن تأخير العديد من الحالات المرضية أو الوقاية منها تماماً (رويترز)
يمكن تأخير العديد من الحالات المرضية أو الوقاية منها تماماً (رويترز)

قد يُساعد التعرّف على العلامات التي عادةً ما تسبق «متلازمة الموت المفاجئ غير المنتظم» (SADS) واكتشافها، في الوقاية من الوفيات المبكرة، وفق نتائج دراسة جديدة عُرضت، الجمعة، أمام المؤتمر العلمي للجمعية الأوروبية لأمراض القلب (ESC) لعام 2025، والمقام في الفترة من 3 إلى 5 أبريل (نيسان)، بمدينة ميلانو الإيطالية.

وقالت الدكتورة ماتيلدا فريسك توريل، مؤلفة الدراسة والباحثة في أكاديمية سالغرينسكا بجامعة غوتنبرغ في السويد، إن «متلازمة الموت المفاجئ غير المنتظم لم تُقيم جيداً من قبل، على الرغم من كونها أحد أكثر الأسباب الكامنة شيوعاً للوفاة القلبية المفاجئة لدى الشباب، بمن فيهم الرياضيون».

وأضافت في بيان نُشر، الجمعة، على موقع المؤتمر: «أجرينا تحليلاً لمجموعة كبيرة من حالات الموت المفاجئ غير المنتظم لوصف معدل حدوث تلك المتلازمة في السويد، وتوصيف الأعراض المتكررة ذات الصلة التي حدثت قبل الوفاة، وذلك لزيادة فرص الوقاية من تلك المتلازمة».

ووفق النتائج فإنه إجمالاً، كان هناك 11 في المائة من الحالات مصابين في السابق بمرض اضطراب نظم القلب، بينما كان لدى 18 في المائة منهم تخطيط كهربية قلب مرضي، وكانت الإثارة المسبقة أو ما يعرف بـ«التنشيط المبكر للبطينين» أكثر الأعراض شيوعاً. كما عانى نحو نصف الحالات (52 في المائة) من أعراض قبل الوفاة، خصوصاً خفقان القلب، والإغماء، والغثيان/القيء، وعلامات مرتبطة بالإصابة بعدوى.

وفي المجمل، كان لدى 17 في المائة من الحالات تشخيص نفسي سابق، وتلقى 11 في المائة أدوية نفسية.

وأُجريت هذه الدراسة الرصدية بأثر رجعي على مجموعة دراسة «الموت القلبي المفاجئ لدى الشباب» (SUDDY)، التي شملت جميع حالات الوفاة القلبية المفاجئة، وعددها 903 حالات، حدثت لدى الشباب حتى عمر 36 عاماً في السويد بين عامي 2000 و2010.

وقد وُضعت 5 ضوابط سكانية لكل حالة. وحُلّلت المعلومات من شهادات الوفاة، وتقارير التشريح، والسجلات الطبية، ومخططات كهربية القلب، وأي عينات بيولوجية، وبيانات الوالدين.

ووجد الباحثون أن متلازمة الموت المفاجئ تُمثل 22 في المائة من جميع حالات الوفاة القلبية المفاجئة. وكان ما يقرب من ثلثي حالات الوفاة (64 في المائة) من الذكور، كما كان متوسط ​​عمر الوفاة 23 عاماً. وأُبلغ عن دخول سابق للمستشفى أو زيارة رعاية خارجية خلال 180 يوماً من الوفاة في 33 في المائة من حالات تلك المتلازمة القلبية، مقابل 24 في المائة من المجموعة الضابطة.

ومن بين حالات تلك المتلازمة المميتة، سبق دخول 4.2 في المائة من الحالات إلى المستشفى بتشخيص إغماء، مقابل 0.41 في المائة في المجموعة الضابطة، في حين سُجِّل دخول المستشفى بسبب تشنج في 3.5 في المائة من حالات المتلازمة، مقابل 0.14 في المائة بالمجموعة الضابطة.

وهو ما علقت عليه فريسك توريل: «مع زيادة المعرفة بالعلامات والأعراض التي قد تسبق المتلازمة، مثل الإغماء والنوبات الشبيهة والإثارة المسبقة، قد نتمكن من تحديد الشباب المعرضين للخطر في أثناء زيارات الرعاية الصحية».

وأوضحت: «كما تُبرز نتائجنا الحاجة إلى مزيد من الدراسة للأمراض النفسية والعلاجات النفسية بوصفها عوامل خطر للمتلازمة، ومدى احتمالية أن تكون أعراض الجهاز الهضمي والأمراض المعدية محفزات لدى الأفراد المهيئين للإصابة».

وتابعت: «ويُعدُّ الفحص السابق للرياضيين الشباب قبل المشاركة الرياضية فرصة مهمة لتحديد هذه العلامات والحد من حدوث المتلازمة»، مشيرة إلى أن مستويات الفحص الحالية لا تزال منخفضة.