قطَّعه وسلخ وجهه... إدانة «مهووس بالرعب» بقتل رفيقه في السكن

محكمة مانشستر كراون أعفت المحلفين من الخدمة 5 سنوات بعد «قضية مرهقة»

خيمة للشرطة في محمية كيرسال ديل الطبيعية حيث عُثر على الجزء العلوي من جثة إيفريت (سكاي نيوز)
خيمة للشرطة في محمية كيرسال ديل الطبيعية حيث عُثر على الجزء العلوي من جثة إيفريت (سكاي نيوز)
TT
20

قطَّعه وسلخ وجهه... إدانة «مهووس بالرعب» بقتل رفيقه في السكن

خيمة للشرطة في محمية كيرسال ديل الطبيعية حيث عُثر على الجزء العلوي من جثة إيفريت (سكاي نيوز)
خيمة للشرطة في محمية كيرسال ديل الطبيعية حيث عُثر على الجزء العلوي من جثة إيفريت (سكاي نيوز)

استمعت محكمة مانشستر كراون في إنجلترا إلى أن مارسين ماغيركيفيتش قتل ستيوارت إيفريت، البالغ من العمر 67 عاماً، بمطرقة، قبل أن يُقطِّع أوصاله بمنشار، في منزلهما في وينتون، سالفورد، ليلة 27- 28 مارس 2024؛ حسب تقرير نشرته شبكة «سكاي نيوز».

وسلخ ماغيركيفيتش، البالغ من العمر 42 عاماً، وجه إيفريت قبل أن يحمل أجزاء جسده في عدة رحلات بالحافلات عبر سالفورد ومانشستر الكبرى، للتخلص من الأدلة.

لم تعلم الشرطة إلا عندما عثرت على الجزء العلوي من جسد الضحية في محمية كيرسال ديل الطبيعية في سالفورد يوم 4 أبريل (نيسان).

وفحص الضباط تسجيلات كاميرات المراقبة من الموقع، ورأوا رجلاً يدخل منطقة غابات من المحمية، حاملاً كيساً أزرق ثقيلاً، ليخرج بعد ذلك بوقت قصير من دونه.

مارسين ماغيركيفيتش (إكس)
مارسين ماغيركيفيتش (إكس)

بعد 3 أسابيع، مرَّ ضابطٌ يعمل على القضية بسيارته مصادفة بجانب ماغيركيفيتش، مُدركاً أنه يُشبه المشتبه به في كاميرات المراقبة.

وعندما ألقت الشرطة القبض عليه وفتشته؛ حيث انتقل ماغيركيفيتش عام 2017، عثروا على بقع دماء كثيفة في غرفة نومه، مما يُشير إلى أنه اعتدى على ضحيته هناك.

عُثر على بقايا أخرى في 5 مواقع طبيعية، بما في ذلك غابة لينيشو كوليري، وخزان بلاك ليتش، وغابة وورسلي، وبوغارت هول كلاف. ما يمثل ثلث جثته فقط.

كان هناك ما مجموعه 15 مسرح جريمة، بما في ذلك مسرح على جانب القناة بالقرب من منزل الرجلين.

وأفادت الشرطة بأنه تم العثور على 30 في المائة فقط من جثة إيفريت، ومن غير المُرجَّح العثور على البقية.

والجمعة، استغرقت هيئة المحلفين أقل من ساعتين لإدانة ماغيركيفيتش، المولود في المملكة المتحدة لأبوين بولنديين ونشأ في ديربي.

أنكر ماغيركيفيتش جريمة القتل، ولكنه لم يقدم أي دليل يدعم إنكاره خلال المحاكمة التي استمرت 3 أسابيع.

«لا دافعَ واضحاً»

وفي حديثه بعد القضية، قال لويس هيويس، مفتش المباحث في شرطة مانشستر الكبرى: «ماغيركيفيتش مهووس بالرعب والدماء، كما نعلم من سجل بحثه، ومقاطع الفيديو التي يشاهدها، ووشومه».

وأضاف: «لا نعرف سبب إزالة الوجه، سواء كان ذلك شيئاً مجهولاً، أو خيالاً، أو سلوكاً غريباً، أو مجرد محاولة لإخفاء الهوية. لا نعرف».

وتابع: «لم نؤكد أي دافع واضح، فهذه كلها عوامل ذات صلة بما قد يكون حدث: مشكلات مالية، ديون، مشكلات في سداد الفواتير، وربما علاقة بينهما».

والتقى إيفريت بقاتله عندما كان يُدرِّس اللغة الإنجليزية للمهاجرين البولنديين الوافدين حديثاً. وعمل أيضاً في هيئة الخدمات الصحية الوطنية، ووزارة العمل والمعاشات.

كان إيفريت عزباً وليس لديه أطفال. وكان يُعرف بين عائلته باسم «بيني»، ولم يدركوا وفاته؛ إذ سيطر ماغيركيفيتش على هاتفه وأمواله، وأرسل رسائل نصية وبطاقة معايدة لأقاربه، ليوهمهم بأن قريبهم لا يزال على قيد الحياة.

وبدأ إيفريت العيش في منزله المكون من 3 غرف نوم في وينتون عام 2013. ثم أجَّر الغرفتين الأخريين لرجلين بولنديين، ماغيركيفيتش، وميشال بولتشوفسك البالغ من العمر 68 عاماً.

وُجهت إلى بولتشوفسك -وهو عامل في مصنع لتجهيز الأغذية- تهمة قتل زميله في السكن في البداية، ولكن القضية المرفوعة ضده أُسقطت.

بيَّنت المحاكمة أن ماغيركيفيتش كان عاطلاً عن العمل عندما ارتكب جرائمه، وكان مديناً بمبلغ 60 ألف جنيه إسترليني.

إعفاء المحلفين من الخدمة 5 سنوات

وشكر القاضي المحلفين بعد ذلك، وأعفاهم من الخدمة في هيئة المحلفين مدة خمس سنوات؛ لأن القضية «انطوت على عناصر مرهقة وصادمة».

وقالت ريبيكا ماكولي أديسون، من هيئة الادعاء الملكية: «مارسين ماغيركيفيتش قتل ستيوارت إيفريت، قبل أن يقوم بمحاولة دنيئة ومقلقة لإخفاء جريمته بالتخلص من جثة السيد إيفريت».


مقالات ذات صلة

توقيف أم في إسبانيا باعت طفلتها لزوجين مقابل 2000 يورو

يوميات الشرق عناصر من الشرطة الإسبانية (رويترز)

توقيف أم في إسبانيا باعت طفلتها لزوجين مقابل 2000 يورو

أعلنت الشرطة الإسبانية، الجمعة، توقيف امرأة لبيعها مولودتها مقابل 2000 يورو لزوجَيْن يعانيان من «مشكلات في الخصوبة»، قبل أن تندم على ذلك وتحاول استعادتها.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
أوروبا جنود فرنسيون من عملية سانتينيل يؤمنون المنطقة أمام مدرسة نوتردام دي توتس إيدز الثانوية بعد مقتل طالب وإصابة طلاب آخرين في حادث طعن بالمدرسة في نانت بفرنسا 24 أبريل (نيسان) 2025 (رويترز)

مقتل طالب وإصابة 3 آخرين في هجوم بسكين بمدرسة فرنسية

لقي طالب حتفه وأصيب 3 آخرون، الخميس، في هجوم بسكين في مدرسة ثانوية خاصة في مدينة نانت، غرب فرنسا، حسبما أفادت وسائل إعلام فرنسية.

«الشرق الأوسط» (باريس )
أوروبا عناصر من الشرطة الفرنسية (أرشيفية-متداولة)

مقتل تلميذة وإصابة 3 في حادث طعن بمدرسة بفرنسا

قالت الشرطة الفرنسية إن فتى يبلغ من العمر 15 عاماً قتل طالبة وأصاب ثلاثة آخرين بمدرسة ثانوية في مدينة نانت بغرب فرنسا اليوم الخميس

«الشرق الأوسط» (نانت)
يوميات الشرق الأميركي جيمس أوزغود المتهم باغتصاب وقتل امرأة (أ.ب)

ولاية أميركية ستعدم رجلاً طلب حكم الإعدام ليتوقف عن «إضاعة وقت الجميع»

من المقرر أن تُعدم ولاية ألاباما الأميركية رجلاً، اليوم الخميس، بعد أن تنازل عن استئنافه، مُقراً بذنبه في اغتصاب وقتل امرأة قبل 15 عاماً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا عناصر من الشرطة الألمانية  (أرشيفية - متداولة)

الشرطة الألمانية تواصل البحث عن مسلح بعد مقتل شخصين شمال فرانكفورت

تواصل الشرطة الألمانية بحثها عن مسلح أطلق النار على رجلين وقتلهما في بلدة باد ناوهايم، شمال مدينة فرانكفورت الألمانية.

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت )

«قاع البحر» للتشكيلية اللبنانية ندى عيدو: نداء لمراجعة مشاعر دفينة

تحمل لوحات عيدو حركة فرشاة تُشبه «قاع البحر» (الشرق الأوسط)
تحمل لوحات عيدو حركة فرشاة تُشبه «قاع البحر» (الشرق الأوسط)
TT
20

«قاع البحر» للتشكيلية اللبنانية ندى عيدو: نداء لمراجعة مشاعر دفينة

تحمل لوحات عيدو حركة فرشاة تُشبه «قاع البحر» (الشرق الأوسط)
تحمل لوحات عيدو حركة فرشاة تُشبه «قاع البحر» (الشرق الأوسط)

تعكس لوحات الفنانة التشكيلية اللبنانية ندى عيدو، في معرض «قاع البحر»، مشاعرها الدفينة؛ إذ تصوّرها مرآةً تتلألأ فيها أفكارٌ عميقة، فتنتابها حالة من الحلم الواقعي، وتخرجها في جرعات ملوّنة بأحاسيسها الشخصية. تتلفّت يميناً ويساراً لتبدأ رحلتها مستكشفةً أقاصي الهاوية.

يُقام المعرض في غاليري «آرت ديستريكت» بمنطقة الجميزة في بيروت. وفي صالة شاسعة تتوزّع الأعمال الـ15. فبأحجام كبيرة وجولات وصولات بفرشاة سميكة مشبَّعة بالألوان الزيتية، تنثر الفنانة موضوعاتها. ويطبع هذه الأعمال صدى عمق التجربة مُترجَمة بألوان داكنة، ومرات أخرى بالأبيض الطاغي لتولّد حالات اعتراف صريحة.

النور في اللوحات ينساب من عتمة الأعماق (الشرق الأوسط)
النور في اللوحات ينساب من عتمة الأعماق (الشرق الأوسط)

توضح ندى عيدو لـ«الشرق الأوسط»: «جميع لوحاتي تُحاكي مشاعري الخاصة في أعماقي. كلّ منّا يملك هذه المشاعر التي علينا محاكاتها بين وقت وآخر. نُخرج ما نخاف أن نجاهر به علناً، ونحاول من خلالها تفريغ هذا الداخل من أحمال ثقيلة».

من عناوين لوحات ندى عيدو، تستطيع تكوين فكرة عن كلّ منها: «الباطن»، و«رقصة الطحالب»، و«انعكاس الليل»، و«هاوية ليلية»، وغيرها. جميعها تستوقفك بأشكالها وألوانها المُبهمة، فتحاول إدراك هذا العالم الباطني الذي تُجاريه بفرشاتها. وقد يُخيّل إليك أنّ بعضها يعجّ بزحمة ناس تُصوّرهم على هيئة أشباح متجمّدة. فيما أخرى تجمع الأطفال والكبار في السنّ يلوّحون لك من بعيد. تفرش ندى عيدو مساحات لوحاتها الشاسعة بالحلم، فيغرق ناظرها بموجات وذبذبات تُشبه التنويم المغناطيسي. تقول: «لا بدَّ أن يشعر مُشاهدها بأنه يسبح؛ لأنها تنبع من أعماق عالم مياه البحار. في داخلنا محيطات شاسعة، كلّما تعمّقنا بها، أدركنا حقيقتنا. وأرتكز في رسوماتي على الشفافية، لأسهِّل وصول رسائلي. في داخل أعماقنا حياة وعالم آخر تماماً مثل عالم البحار. واللافت فيها أنها غير مرئية من الآخر». وتضيف: «أنْ نغطس في هذا العالم هو قصة في ذاتها، وما علينا سوى اكتشاف حناياها».

الأبيض يطغى على عدد من لوحات عيدو (الشرق الأوسط)
الأبيض يطغى على عدد من لوحات عيدو (الشرق الأوسط)

تتفرّج على لوحات الفنانة من دون ملل. يستلزمك الوقت لتستقي منها العبرة والرسالة: «الرسالة التي أرغب في إيصالها من خلال لوحاتي، هي أنّ أحداً لا يمكنه سبر أعماقنا. إنها مساحة حرّة وخاصة في آن معاً. ويلزمنا القرار لسبرها بدورنا».

وعن التقنية التي تستخدمها، ردَّت: «أحمل فرشاتي وأغطّسها بالألوان الزيتية، وأولّد لها مساحتها. أختار لها طرقاتها ومسارها فتتملّكني حالة استكشاف. في النهاية القرار لي؛ فأنا مَن يعرف أي طريق سأسلك».

أما الألوان، فتنتقيها وفق مزاجها: «ألوان كلّ لوحة تتحدّث عنها بأسلوب مباشر أو بالعكس. لا أخطّط في خياراتي مسبقاً، وإنما تنساب تلقائياً من فرشاتي».

النزول إلى الهوّة ليس بالأمر السهل، وفق ندى عيدو. فعندما نمارس هواية الغطس في البحار نصل إلى مستوى معيّن مسموح لنا، «لكنني، في لوحاتي، تجاوزتُ هذه الحدود لأصل إلى الأعمق. فالعالم هنا فيه كثير من الهدوء والسكينة. وكلّما غصنا فيه، اكتشفنا ذاتنا بشكل أوضح».

ندى عيدو أمام إحدى لوحاتها (الشرق الأوسط)
ندى عيدو أمام إحدى لوحاتها (الشرق الأوسط)

ترفض الفنانة عدَّ أسلوبها في الرسم من نوع الفنّ التجريدي: «لا ينتمي إليه؛ لأنّ كل لوحة تروي قصة، ويمكننا رؤية خطوطها بوضوح. فعندما نُجري هذه الرحلة في داخلنا، نكتشف بأنّ الأمر لا يقتصر على الهدوء فقط؛ فهو عالم متحرّك بشكل أو بآخر، ويولِّد الاختلاف بالمشاعر».

تتخيَّل ندى عيدو عالم أعماق البحار وتنقله إلى حالات إنسانية، فتُصوّره في إحدى لوحاتها، «شمس الليل»، على خلفية تمزج بين النور والعتمة. وفي لوحة «النور في الظل»، ينساب الأزرق بين طبقات ألوان زيتية داكنة.

وتختم متحدّثة عن تأثير فنّ الرسم عليها: «إنه علاج يشفيني من هموم الحياة. وأعدّ لحظة انتهائي من رسم لوحة إنجازاً لا يشبه غيره. أحياناً، أضطرّ إلى قَلْب معادلة كاملة للوحة ما، فألغيها لأُكوّن أخرى جديدة. هذا التجاذب بيني وبين كل لوحة متعة في ذاتها».