حلويات الشهر الفضيل مطلوبة على موائد الإفطار والسحور

أشهرها «كلّاج رمضان» ويحضر مرة واحدة في السنة

العثملية حلوى تحضر على موائد الإفطار والسحور (منير البابا)
العثملية حلوى تحضر على موائد الإفطار والسحور (منير البابا)
TT
20

حلويات الشهر الفضيل مطلوبة على موائد الإفطار والسحور

العثملية حلوى تحضر على موائد الإفطار والسحور (منير البابا)
العثملية حلوى تحضر على موائد الإفطار والسحور (منير البابا)

تحتل الحلويات في الشهر الفضيل مساحة لا يُستهان بها من سفرة الإفطار، فينتظرها الكبار والصغار.

وكما «كلّاج رمضان» يأتي «حدف رمضان» بوصفها حلويات خاصة في مناسبة حلول هذا الموسم. وإذا ما سألت عنها باقي أيام السنة فلن تجدها في أيٍّ من محلات الحلوى. في صيدا وبيروت وطرابلس وصور وغيرها من المدن اللبنانية، يكتفي أصحاب محلات الحلوى فيها بتحضيرها مرة في السنة تحديداً في الشهر الفضيل.

كلَّاج رمضان الحلوى الأشهر في الشهر الفضيل (منير البابا)
كلَّاج رمضان الحلوى الأشهر في الشهر الفضيل (منير البابا)

ويعدّ «كلّاج رمضان» من أشهر الحلويات التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالشهر الفضيل. وعادة ما تبدأ محلات الحلوى في صنعه وقليه قبل ساعات قليلة من موعد الإفطار. فيأخذها الزبون طازجة وساخنة، يتلذَّذ بطعمها المُقرمش مع أفراد عائلته.

يلقّب الكلَّاج بنجم الحلويات الرمضانية. فهو حلوى خفيفة لذيذة الطعم، مصنوعة عجينتها من السكر والسمن البلدي والطحين، تُطوى بشكل رقائق مستطيلة، وتُحشى بالقشطة المستخرجة من الحليب الطازج والسَّميد وماء الورد، ومن ثَمَّ تُقلى بالزيت في وعاء واسع. ويستحدث أصحاب محلات الحلوى لها ركناً خاصاً. وعادة ما يكون على رصيف محلاتهم لجذب المارة والزبائن. وتُقلى مباشرة أمامهم. وهو ما يحوّلها إلى تقليد مشهور في هذا الشهر.

يتردَّد أن أصل كلمة «كلّاج» فارسية (كلاجة) أي الشيء المستدير أو حلق الأذن. بيد أن الأتراك يؤكدون أنها عثمانية ويعود تاريخها إلى مئات السنين. وفق الرواية الأكثر تداولاً فهي كانت تُعرف باسم «كل آش» أي حلويات الورد. وذلك نسبة لاستخدام ماء الورد في صنعها. وذُكرت هذه الحلوى للمرة الأولى في عام 1489 عندما طلب السلطان العثماني حلوى خاصة بشهر رمضان، فقُدّم له الكلَّاج.

منير البابا يؤكد بأن عدداً كبيراً من الحلويات ابتكرها اللبناني (منير البابا)
منير البابا يؤكد بأن عدداً كبيراً من الحلويات ابتكرها اللبناني (منير البابا)

ولكن صاحب حلويات «منير البابا» في صيدا يؤكد أن الكلّاج المشهور اليوم في لبنان هو ابتكار لبناني. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «إن غالبية الحلويات العربية استُقدمت طريقة صنعها من البلدان المجاورة وفي مقدمها سوريا. ومن بينها البقلاوة وكلاج رمضان؛ بيد أن (الحلونجية) هنا طوَّروها بحيث حملت جودة وطعماً لذيذَين».

ويؤكد البابا أن هناك 24 صنف حلويات عربية ابتُدعت في لبنان على مرّ الزمن. ويعطي مثالاً على ذلك بترداد أسماء «المدلوقة»، و«المفروكة»، و«الشعبيات»، و«زنود الست». ويعلّق: «نصنع هذه الحلويات في صيدا منذ زمن. وهناك عناوين معروفة في صيدا لشرائها».

طبق الحلوى مطلوب في الشهر الفضيل (منير البابا)
طبق الحلوى مطلوب في الشهر الفضيل (منير البابا)

وعن حلوى «كلّاج رمضان» يقول: «ينتظرها اللبنانيون من عام إلى آخر. وهي ليست حكراً فقط على المسلمين لأن المسيحيين يشترونها بكثافة في الشهر الفضيل». ويتابع: «كانت محلات (الديماسي) في صيدا أول من ابتدعت هذه الحلوى في المدينة، واشتهر بصنعها منذ نحو 50 عاماً. وكانت تُباع نيئة ومقلية ومشوية».

ويُشير البابا إلى أنه شخصياً طوّر صناعة هذه الحلويات من خلال استقدامه ماكينات حديثة جداً. «لدي ماكينات لصُنع البقلاوة ورقِّ عجينتها. وأخرى لسكب القطر على أي نوع حلوى. كما أني كنت أول من استقدم فرناً خاصاً بصناعة خبز الباغيت (الإفرنجي)».

ويضيف في سياق حديثه، أن البقلاوة نجحت صناعتها في لبنان أكثر من تركيا. وأن الأتراك لا يزالون حتى اليوم لا يحترفون صنعها. أما الحلويات المشهورة في الشهر الفضيل إلى جانب «الكلاج» فهي «التمرية». وهي محشوَّة بالحليب المركَّز ويُرشُّ عليها السكر البودرة. وهذا الحليب يُشبه بتركيبته حلوى القشطلية. إذ يُغلى على النار مع قليل من النشا. ومن الحلويات الأخرى المشهورة في هذا الشهر «ورد الشام»، و«حدف رمضان»، وهذا الأخير يُشبه بطعمه كثيراً البقلاوة. ويُصنع في صيدا بطريقة احترافية جداً، ويتم حشوه بالجوز.


مقالات ذات صلة

«بالدم»... مخاطرةٌ رابحة مع ملاحظات ضرورية

يوميات الشرق العمل أهلٌ بتصنيفه بين الأفضل (البوستر الرسمي)

«بالدم»... مخاطرةٌ رابحة مع ملاحظات ضرورية

العمل لم ينل التنويه لمجرّد عواطف وطنية، فذلك مُعرَّض لأنْ تفضحه ثغر ويدحضه افتعال. أهليته للإشادة به مردُّها أنه أقنع بكثير من أحداثه، ومنح شخصيات قدرة تأثير.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق ياسمين صبري ونيكولا معوض في لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة)

هل استطاعت ياسمين صبري الخروج من عباءة «الفتاة الأنيقة» درامياً؟

قدَّمت الفنانة المصرية من خلال العمل شخصية «زينب»، الفتاة التي تقع ضحية لزوجها النرجسي، المحامي «أسامة».

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق فؤاد المهندس في الإعلان المثير للجدل (يوتيوب)

مصر: أزمة إعلانية لاستعانة شركة حلويات بنجوم الزمن الجميل

الإعلان المثير للجدل صُمِّم بالذكاء الاصطناعي بشكل كامل، يُظهر مجموعة من نجوم الزمن الجميل كأنهم يعملون في المحل الشهير ويقدِّمون الحلوى للزبائن...

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق مليونان ونصف المليون مصلٍ شهدوا ختم القرآن بالمسجد الحرام في مكة المكرمة ليلة 29 رمضان (واس)

ملايين المصلين يشهدون ختم القرآن بـ«الحرمين الشريفين»

شهد ملايين المصلين في «الحرمين الشريفين»، ختم القرآن الكريم، مساء الجمعة، حيث أدوا صلاة العشاء والتراويح في ليلة 29 رمضان، وسط أجواء روحانية.

«الشرق الأوسط» (مكة المكرمة - المدينة المنورة)
يوميات الشرق في مسلسل «نفس» أدّت رانيا عيسى دور العمّة «سوسو» (صور الفنانة)

رانيا عيسى لـ«الشرق الأوسط»: الدراما اللبنانية لا بدَّ أن تبلغ القمة

في مسلسل «نفس»، عرفت الممثلة اللبنانية رانيا عيسى كيف تجذب الجمهور بلغة جسد وملامح أسهمت في صقل شخصية العمّة «سوسو» التي تؤدّيها.

فيفيان حداد (بيروت)

الاستحمام بالماء البارد يُعزز مقاومة الجسم للإجهاد

الغمر في الماء البارد ممارسة شائعة بين الرياضيين وعشاق اللياقة البدنية (جمعية القلب الأميركية)
الغمر في الماء البارد ممارسة شائعة بين الرياضيين وعشاق اللياقة البدنية (جمعية القلب الأميركية)
TT
20

الاستحمام بالماء البارد يُعزز مقاومة الجسم للإجهاد

الغمر في الماء البارد ممارسة شائعة بين الرياضيين وعشاق اللياقة البدنية (جمعية القلب الأميركية)
الغمر في الماء البارد ممارسة شائعة بين الرياضيين وعشاق اللياقة البدنية (جمعية القلب الأميركية)

كشفت دراسة كندية حديثة عن أن التعرض المتكرر للماء البارد قد يُعزِّز قدرة خلايا الجسم على التكيف مع الإجهاد، مما قد ينعكس إيجاباً على الصحة العامة.

وأوضح باحثون من جامعة أوتاوا أن نتائج الدراسة تدعم الأدلة المتزايدة على أن العلاجات القائمة على التعرض للعوامل البيئية الطبيعية، مثل الاستحمام بالماء البارد أو الغمر فيه، يمكن أن تكون استراتيجية فعالة لتحسين الصحة، ونُشرت النتائج، الجمعة، بدورية (Advanced Biology).

وفي السنوات الأخيرة، أصبح الغمر في الماء البارد ممارسة شائعة بين الرياضيين وعشاق اللياقة البدنية؛ حيث يُعتقد أنه يساعد في تقليل الالتهابات، وتحسين الدورة الدموية، وتعزيز التعافي بعد التمارين المكثفة. كما ارتبط بزيادة اليقظة وتحسين الحالة المزاجية من خلال تحفيز إفراز الإندورفين، المعروف باسم «هرمون السعادة». بالإضافة إلى ذلك، ينجذب بعضهم إلى هذه الممارسة لدورها المحتمل في تقوية جهاز المناعة وتعزيز مقاومة الجسم للتغيرات البيئية.

وأُجريت الدراسة في مختبر أبحاث فسيولوجيا الإنسان والبيئة التابع لجامعة أوتاوا، بمشاركة 10 رجال أصحاء خضعوا لجلسات غمر في الماء البارد بدرجة حرارة 14 درجة مئوية لمدة ساعة يومياً على مدار 7 أيام متتالية.

وأظهرت تحليلات عيِّنات الدم التي جُمعت من المشاركين قبل وبعد فترة التكيف أن التعرض المتكرر للبرودة أدى لتحسن ملحوظ في عملية الالتهام الذاتي (Autophagy)، وهي آلية خلوية تعمل على إزالة المكونات التالفة وإعادة تدويرها للحفاظ على صحة الخلايا.

وفي بداية التجربة، سجَّل الباحثون زيادة في الإشارات الدالة على تلف الخلايا بعد أول جلسة غمر، لكن مع استمرار التعرض للماء البارد، انخفضت هذه الإشارات بشكل واضح، مما يشير إلى تحسُّن قدرة الخلايا على تحمل الإجهاد الناتج عن البرودة. وبحلول اليوم السابع من التجربة، أظهرت الاختبارات الخلوية تحسناً ملحوظاً في قدرة الخلايا على التكيف مع درجات الحرارة المنخفضة، مما يدل على استجابة تكيفية للجسم مع الظروف البيئية القاسية.

ووفقاً للباحثين، تُعزِّز هذه النتائج الفهم العلمي لآلية تكيُّف الجسم مع التغيرات البيئية القاسية؛ خصوصاً فيما يتعلق بصحة الخلايا، إذ يُعتقد أن تعزيز نشاط الالتهام الذاتي يقلِّل من تراكم الجُزيئات التالفة داخل الخلايا، مما قد يسهم في إبطاء الشيخوخة وتعزيز طول العمر.

وأشار الفريق البحثي إلى أن لهذه النتائج تطبيقات محتملة على الرياضيين والأشخاص الذين يتعرضون لدرجات حرارة منخفضة بانتظام، إذ قد يساعد التكيف مع البرد في تحسين قدرة الجسم على تحمل الإجهاد الحراري وزيادة الكفاءة البدنية.

وعلى الرغم من أن الدراسة أُجريت على عينة صغيرة من الشباب الذكور، فإن الباحثين يرون أنها تفتح الباب أمام المزيد من الأبحاث لاستكشاف تأثير الغمر في الماء البارد على فئات أخرى، مثل النساء وكبار السن، وكذلك الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة.