ياسر جلال لـ«الشرق الأوسط»: المشاهد العربي يحتاج إلى أعمال تمنحه الأمل 

قال إنه يرحب بتجسيد رشدي أباظة درامياً... ويطمح للعودة إلى المسرح

ياسر جلال يطمح للعودة إلى المسرح عبر نص قوي (حسابه على «فيسبوك»)
ياسر جلال يطمح للعودة إلى المسرح عبر نص قوي (حسابه على «فيسبوك»)
TT
20

ياسر جلال لـ«الشرق الأوسط»: المشاهد العربي يحتاج إلى أعمال تمنحه الأمل 

ياسر جلال يطمح للعودة إلى المسرح عبر نص قوي (حسابه على «فيسبوك»)
ياسر جلال يطمح للعودة إلى المسرح عبر نص قوي (حسابه على «فيسبوك»)

تحدَّث الفنان المصري ياسر جلال عن تقديمه مسلسل «جودر» عبر جزأين، عُرض الأول في رمضان الماضي 2024، والجزء الثاني في النصف الأول من رمضان الحالي 2025، مؤكداً أنه توقَّع رواج العمل ومتابعته؛ لأن الناس بحاجة إلى الخروج من الواقع والتعايش مع الشخصيات الخيالية، مثل «جودر»، بسبب الحروب والدمار، وما يحدث في العالم من قتل وتدمير.

وقال جلال لـ«الشرق الأوسط»: «إن المشاهد العربي يحتاج إلى رؤية أعمال فنية تمنحه الأمل والإصرار والتحدي»، مشيراً إلى أن ذلك اتضح من خلال رسالة «جودر»، التي بدأ النُّقاد ينتبهون إليها، وهي علاقة الصراع ما بين «جودر بن عمر المصري»، و«الشمعيين»، وهو انعكاس لما يحدث حولنا.

الفنان المصري ياسر جلال في لقطة من مسلسل «جودر» (الشرق الأوسط)
الفنان المصري ياسر جلال في لقطة من مسلسل «جودر» (الشرق الأوسط)

تبدأ أحداث المسلسل عندما تحكي «شهرزاد» حكاية «جودر» للملك «شهريار»، الذي يتخيَّل نفسه «جودر» ويتوحَّد مع الشخصية، ليرى الناس الأحداث كاملة من خلاله عبر 30 حلقة، لافتاً إلى أن «فكرة تقسيم المسلسل لجزأين كان قرار الشركة المنتجة، وأن النجاح الذي حقَّقه الجزء الأول، حمَّس الناس لمتابعته في الجزء الثاني لإكمال الحكاية التي ارتبطوا بها».

ويُجسِّد ياسر جلال في العمل شخصيتين، هما «شهريار»، و«جودر بن عمر المصري»، موضحاً أن عدم مشاركته في أيِّ عمل فني طوال فترة تصوير «جودر»، جعله يسيطر على كثير من تفاصيل الشخصية، ولم يخرج منها مطلقاً، رغم توقف التصوير لفترات طويلة، وهذا الأمر كان مُرهقاً بالنسبة له.

جلال في لقطة من «جودر» (حسابه على «فيسبوك»)
جلال في لقطة من «جودر» (حسابه على «فيسبوك»)

وأكد جلال أن حكاية «جودر» تصلح لتقديم أجزاء كثيرة.

ويُشارك في بطولة مسلسل «جودر»، بجانب ياسر جلال، نور اللبنانية، وياسمين رئيس، ونخبة من الفنانين وضيوف الشرف، وهو من تأليف أنور عبد المغيث، وإخراج إسلام خيري.

جلال مع إلهام شاهين (حساب جلال على «فيسبوك»)
جلال مع إلهام شاهين (حساب جلال على «فيسبوك»)

وعن إمكانية عودته للمسرح مجدداً يقول جلال: «المسرح بالنسبة لي حالة خاصة جداً، فأنا خريج المعهد العالي للفنون المسرحية، وممثل مسرح في الأساس و(أبو الفنون) هو عشقي الأبدي، والوقوف على خشبته حياة، وانتعاشته تُسعدني؛ لذلك أطمح إلى العودة ومقابلة الجمهور عبر نصٍّ قوي يطرح فكرة مختلفة وبإمكانات مبهرة».

ورحَّب جلال بتجسيد سيرة الفنان الراحل رشدي أباظة درامياً، وذلك بعد ترشيح السيدة منيرة أباظة، شقيقة الفنان الراحل، له لتقديم سيرة أباظة في عمل درامي، بيد أنه أوضح أن تنفيذ الفكرة مسؤولية كبيرة تتطلب إمكانات عالية، بداية من النص وكتابته بشكل جيد ومتقن وموثق، وعناصر العمل الفني جميعها لا بدَّ أن تكون مميزة وتليق بتاريخ الفنان الكبير، لأنه سيكون عملاً تاريخياً. لافتاً إلى أن أفضل مرحلة من حياة الفنان الراحل يمكنه تقديمها هي بداية الـ30 من عمره حتى رحيله.

ياسر جلال وأحمد السعدني (حساب جلال على «فيسبوك»)
ياسر جلال وأحمد السعدني (حساب جلال على «فيسبوك»)

وعَدَّ جلال أن «التعاون المصري - السعودي في مجال الفن يُثري الفن العربي بشكل عام».

وأكد الفنان المصري أن «لكل دور صعوبته ومتعته أثناء القيام به، وكذلك تحضيراته التي يُنسِّقها بإتقان، حتى لو كان العمل بسيطاً، بيد أنه في المجمل يشغله التنوع والاختلاف، وتقديم رسالة في أعماله»، وفق قوله.



مصر: حادث هجوم نمر «سيرك طنطا» على عامل يثير تساؤلات

هجوم نمر على أحد المدربين في السيرك (من مقطع فيديو بصفحة أنوسة كوتة على فيسبوك)
هجوم نمر على أحد المدربين في السيرك (من مقطع فيديو بصفحة أنوسة كوتة على فيسبوك)
TT
20

مصر: حادث هجوم نمر «سيرك طنطا» على عامل يثير تساؤلات

هجوم نمر على أحد المدربين في السيرك (من مقطع فيديو بصفحة أنوسة كوتة على فيسبوك)
هجوم نمر على أحد المدربين في السيرك (من مقطع فيديو بصفحة أنوسة كوتة على فيسبوك)

أثار حادث هجوم نمر على عامل بالسيرك في مدينة طنطا بمحافظة الغربية (دلتا مصر)، تساؤلات حول وسائل الحماية والأمان التي تتوافر للجمهور والعاملين أو مدربي الحيوانات المفترسة خلال عروض السيرك، خصوصاً أن هذه الواقعة تأتي بعد نحو شهرين من هجوم أسد على عامل في حديقة الحيوان بالفيوم (جنوب القاهرة).

وتحدثت المدربة المصرية أنوسة كوتة، مدربة الحيوانات المفترسة والتي كانت تقدم عرض السيرك بطنطا، عن الواقعة وقالت إن «آخر شيء كانت تتخيل حدوثه هو هذه الواقعة»، وأضافت في مقطع فيديو بثته على صفحتها بـ«فيسبوك» أن «ما حدث هو نتيجة خطأ فني سيتم التحدث بشأنه مع الإدارة لاحقاً»،

وتابعت: «محمد (تقصد ضحية الحادث) بخير، وهو مساعد معي ويتعامل مع الحيوانات المفترسة دائماً». وأكدت أنها هي من كانت داخل القفص مع الحيوانات، ولو كان المفترض أن يقع حادث فمن المفترض أن يقع لها هي، واستدركت: «لكن ما حدث وأدى إلى هذا الحادث هو خطأ فني سنتحدث فيه لاحقاً مع الإدارة، لكن أهم شيء الآن صحة محمد، وأريد أن أطمئن كل الناس أنه بخير، وإن شاء الله ترونه مرة أخرى يقف إلى جوار النمر، ولكن هذا النمر صاحب الواقعة يجب عزله خلال هذه الفترة، ويجب أن يتجنب العروض حتى يتم تدريبه وإعادة ترويضه في القاهرة».

مدربة الأسود أنوسة كوتة تشرح الواقعة (من مقطع فيديو على صفحتها بموقع فيسبوك)
مدربة الأسود أنوسة كوتة تشرح الواقعة (من مقطع فيديو على صفحتها بموقع فيسبوك)

وانتشر الفيديو الذي يظهر فيه النمر وهو يهاجم العامل، كما انتشرت فيديوهات لمساعد المدربة، ويدعى محمد عبد الفتاح، على العديد من المواقع المحلية و«السوشيال ميديا»، يتحدث عما وقع له، مطالباً بتعويضه عما تعرض له من إصابة.

وقال محمد إنه يعمل في السيرك منذ 10 سنوات مع عائلة الحلو، ويعمل مع أنوسة كوتة منذ عامين تقريباً، ولم يسبق أن أخطأ في العمل معها.

جدير بالذكر أن أنوسة كوتة، مدربة الأسود والنمور، هي أرملة الملحن الراحل محمد رحيم، وقد مثّلت مصر من قبل في عروض السيرك العالمي في روسيا ودول أخرى.

وتوالت التعليقات على فيديو الحادث على «السوشيال ميديا»، متضمنة تساؤلات عن وسائل تأمين السيرك في فقرات ترويض الحيوانات المفترسة، وكتب البعض أن «هذه الحيوانات مكانها الغابة وليس السيرك»، وكتب آخرون مطالبين بإلغاء هذه الفقرات لخطورتها، وتساءلت تعليقات: كيف لا توجد وسيلة حماية وتأمين للمساعد الذي يربط الحيوانات؟ فيما أشادت تعليقات بطريقة تعامل المدربة مع الموقف والسيطرة على باقي الحيوانات داخل القفص؛ لتفادي حالة هياج جماعي لتلك الحيوانات؛ مما «كان يمكن أن يتسبب في كارثة»، وفق متابعين.

وقررت جهات التحقيق إخلاء سبيل المدربة أنوسة كوتة بعد سماع أقوالها عن الحادث، فيما تقرر إيقاف عروض السيرك التي تقام في منطقة البوريفاج بطنطا بمناسبة عيد الفطر لحين الانتهاء من التحقيق في الحادث، وفحص جميع الحيوانات الموجودة بالسيرك، ومعاينة موقع الحادث ومراجعة التصاريح الصادرة له، بعد التصريح بدفن الجزء المبتور من ذراع الشاب محمد عبد الفتاح في الحادث.

وقبل شهرين، هاجم أسد حارسه في حديقة الحيوان بالفيوم والتهم جزءاً من رأسه؛ مما أدى إلى وفاة الحارس في أثناء محاولة إسعافه في المستشفى. وفي حادثة شهيرة، تحديداً عام 1984 هاجم أسد مدرب السيرك المصري الشهير محمد الحلو، في أثناء تحيته للجمهور بعد أحد العروض الناجحة، وهو الحادث الذي أثار ضجة كبيرة وقتها، وقد مات الحلو بعدها بأيام وأوصى أبناءه ومساعديه ألا يقتلوا الأسد «سلطان»، وعلى إثر الحادث تم نقل الأسد إلى حديقة الحيوانات بوصفه أسداً شرساً لا يصلح للترويض، ونفق الأسد «سلطان» بعد ذلك بفترة قصيرة.

ويقدم السيرك القومي في مصر نحو 14 فقرة متنوعة بمقره في العجوزة (غرب القاهرة)، كما ينتقل إلى مدن أخرى في المناسبات والأعياد، ومن أهم فقراته ترويض الحيوانات المفترسة، واشتهرت في هذه المهنة عائلتان، هما «الحلو» و«كوتة».

ويحافظ السيرك القومي على وسائل الأمان الخاصة التي تمنع الحوادث، مثل مسدسات الصوت وخراطيم المياه، كما يحافظ على تصميم الحلبة بشكل دقيق يمنع أي شخص من الاقتراب منها، لتتحقق السلامة للمدربين والجمهور، وفق تصريحات المشرف العام على السيرك القومي في مصر المخرج وليد طه.

وبخصوص التساؤلات حول وسائل الحماية والأمان في السيرك، يضيف طه في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «السيرك القومي لديه وسائل حماية مختلفة؛ أُولاها أن به قفصاً حديدياً، وبداخله توجد شبكة، والمسافات ضيقة جداً في القفص والشبكة، فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتعرض المتفرج للضرر»، وتابع: «الجزء الآخر المتعلق بوسائل أمان المدرب، من المعروف أن متعة هذه الفقرة هو أن بها نسبة خطورة، ونحن في السيرك القومي نتعاقد مع المدرب على أداء الفقرة بتأمينها، وكل ما يخصها من سيّاس (مساعدين) هو المسؤول عنها، ونحن نتابع تنفيذ التأمين وتنظيم الصالة».

وأوضح أن «المدرب يكون معه مسدس، وهناك خراطيم المياه الخاصة بالحماية المدنية وهي ذات ضغط مياه شديد جداً حتى يبعد النمر أو الأسد إذا هاجم أحد المدربين، لكن نسبة الخطورة واردة في كل الحالات، كما هي واردة في كل الألعاب الأخرى، نقلل نسبة الخطورة بوسائل الأمان، والسيّاس يجب أن يكونوا مدربين بشكل أكبر، فبالتدريب الجيد يعرف السايس (المساعد) أنه يجب أن يربط الأسد أو النمر من خارج القفص ولا يمد يده داخل القفص، ولكن الخطأ عموماً وارد».

وبخصوص الإجراءات التي سيتم اتباعها مع النمر الذي تسبب في الحادث، قال المشرف العام على السيرك القومي إن «الحيوانات ملك شخصي للمدربين، والسيرك الذي أقيم في طنطا لشركة خاصة حصلت على تصريح بعد استيفاء الاشتراطات اللازمة، وفقرات السيرك عموماً فيها نسبة خطورة، وهذا سر المتعة فيها، الحوادث واردة ولكن نعمل جاهدين على ألا يكون هناك خطأ بشري»، وختم طه كلامه متمنياً الشفاء العاجل للشاب الذي أصيب.

وتأسس السيرك القومي في مصر عام 1954 وتم افتتاحه عام 1966 في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، واعتمد على الاستفادة من الخبرات السوفياتية، وقبل ذلك كان السيرك مختصاً بفرق وعائلات خاصة مثل سيرك الحلو وسيرك عاكف.