كريكور ولور... حبٌّ من عمر المنقوشة ومتّقدٌ كما نارها

قصة أحد أقدم الأفران يرويها «جدّو وتيتا» المناقيش اللبنانية

كريكور آرويان وزوجته لور الحاج... 6 عقود من الحب وصناعة المنقوشة (الشرق الأوسط)
كريكور آرويان وزوجته لور الحاج... 6 عقود من الحب وصناعة المنقوشة (الشرق الأوسط)
TT

كريكور ولور... حبٌّ من عمر المنقوشة ومتّقدٌ كما نارها

كريكور آرويان وزوجته لور الحاج... 6 عقود من الحب وصناعة المنقوشة (الشرق الأوسط)
كريكور آرويان وزوجته لور الحاج... 6 عقود من الحب وصناعة المنقوشة (الشرق الأوسط)

من أجل الوصول إلى «فرن كريكور»، يجب العبور في منطقةٍ تُعرَف بـ«وادي الجماجم» لفَرط وعورتِها، لكنّ الوجهة تستحق عناء الرحلة.

لا يشبه هذا الفرن القابع فوق تلّة بسكنتا الشاهقة أي مكانٍ آخر يقدّم المنقوشة اللبنانية. بحَنيةِ ظهره الثمانينيّ وعُقَدِ أصابعه التي لم تعرف سوى العجن والخَبز، يقف كريكور آرويان أمام فرنه الحجريّ. «هذا ليس عملاً ولا الهدف منه جني المال، بل هو موعدٌ يوميٌّ مع حب الناس». هكذا يتحدّث كريكور لـ«الشرق الأوسط» عن مَخبزه الصغير، الذي يغصّ بالزوّار كلّما غاب المطر وأشرقت الشمس.

صناعة المنقوشة ليست عملاً بالنسبة لكريكور بل موعد يوميّ مع حب الناس (الشرق الأوسط)

«أحببتُ الخبز وخابزَه»

تكتمل سيرة الحب عندما تطلّ لور برأسها من الباب. يلفّ شعرَها الأبيض منديلٌ أزرق وتضيء وجهَها ابتسامةٌ متّقدة، كتلك النار الراقصة داخل الفرن الذي بناه زوجُها حجراً حجراً قبل 60 عاماً.

«عمرُ قصتِنا من عُمر هذه الحجارة»، يخبر كريكور. «خلال مراهقتي اعتدت أن أقصد الفرن لأنّي أحببتُ خبزه الطازج»، تكمل لور قبل أن تبوح ضاحكةً ببقيّة الحكاية: «لم أحبّ الخبز فحسب بل خابِزَه كذلك». فكريكور تحوّلَ من جارٍ للعائلة يساعد لور وشقيقتها في الفروض المدرسيّة، إلى الشاب الذي خفقَ له قلب الصبيّة.

كريكور ولور أمام مخبزهما في بلدة بسكنتا اللبنانية (إنستغرام)

بلغ «فرن كريكور» ذروة الشُّهرة قبل 10 سنوات. كانت لوسائل التواصل الاجتماعي اليد الطولى في تعريف الناس عليه. تحوّلت بلدة بسكنتا التي تبعد 40 كيلومتراً عن بيروت مقصداً للبنانيين وللزوّار من مختلف أنحاء العالم. لم تُنادِهم طبيعة المنطقة الخضراء، ولا رائحة المنقوشة فحسب، بل خصوصيّة هذا الثنائيّ المتقدّم في العمر والحب.

خلال السنوات الـ10 الأخيرة تحوّل الفرن إلى مقصد للزوّار من لبنان والعالم (إنستغرام)

«بدنا نروح خطيفة»

في أحد الأيام المُثلجة من مارس (آذار) 1966، أطفأ كريكور نار الفرن وتوجّه كالسهم إلى المدرسة، حيث كانت تُدرّس لور اللغتَين العربية والفرنسية. انتظر خروجها بعد نهاية الدوام، ووقفَ أمامها سائلاً إياها إن كانت جاهزة: «بدنا نروح خطيفة! أو بتمشي معي أو روحي على بيت أهلك وخلص».

الشابة التي رفضت عدداً كبيراً من «العرسان» رغماً عن إرادة والدها، لأنها رغبت في «الزواج عن حب»، لم تفكّر مرتين. «من دون حقيبة ملابس ولا أيٍّ من أغراضي الخاصة، رحت خطيفة مع كريكور»، تعود لور بالذاكرة 60 سنة إلى الوراء. يسمع كريكور الحكاية على لسان شريكة عمره مبتسماً، وهو يتابع خَبزَ منقوشة الجبنة والزعتر.

بحَنيةِ ظهره وعُقَدِ أصابعه التي لم تعرف سوى العجن والخَبز يقف كريكور أمام فرنه الحجريّ (الشرق الأوسط)

الحب للزواج كما النار للمنقوشة

يُطلقُ حِكمتَه الخاصة عن العلاقات الزوجيّة التي تُعمّر: «هل يمكنك أن تصنعي منقوشة من دون نار؟ هكذا هو الحب بالنسبة للزواج... كما النار التي تُنضج العجينة».

لم تندم لور على قرارها ذاك، الذي كلّفها غضب والدها وتهديدَه بقتلها، قبل أن يهدّئ الأقرباء روعَه ويرضى عنها. وهي لم تتردّد كذلك في ترك التدريس والانضمام إلى كريكور في فرنه بعد الزواج: «من محبّتي له أحببت المصلحة». اليوم، وبعد عمرٍ مضى وسنواتٍ انقضت أمام لهيب الفرن، ما زالت لور تكرّر: «لستُ نادمة على اختياري كريكور».

بعد الزواج تركت لور التدريس وانضمّت إلى كريكور في الفرن (الشرق الأوسط)

خلطات جريئة وديكور أثريّ

لم يورثا أولادهما ولا الأحفاد سرّ الحرفة المتعِبة. ولا أحدَ يعاونهما في مشروعهما الناجح، لأنهما يصرّان على أن يكون كل شيءٍ من صناعة أيديهما. لقد أبليا حسَناً في ذلك فابتكرا خلطاتٍ لا تُحصى للمناقيش، كما الموتزاريلا مع الزعتر الأخضر، أو القاورما مع البيض والجبن، أو مربّى التين مع الجبن والجوز، وغيرها الكثير الذي يُضاف إليه ما يطلبه الزبائن من خلطاتٍ غير مألوفة، لا يمانع كريكور في تنفيذها.

«لكن قبل أن نضيف أي خلطة جديدة إلى قائمة الطعام التي أكتبها بخطّ يدي على صحون من الكرتون، يجب أن نكون قد جرّبناها وتذوّقناها لور وأنا»، يشرح كريكور.

قائمة الطعام مكتوبة بخطّ يد كريكور على صحون من كرتون (الشرق الأوسط)

تتناقض الحداثة في طريقة تحضير المنقوشة وتقديمها، مع تفاصيل المكان. في «فرن كريكور»، بقي كل شيء على ما كان عليه قبل 60 سنة وهذا جزءٌ من السحر. يلتصق بالسقف السُّخام الأسوَد الناتج عن دخان الفرن، لمبة واحدة تضيء المساحة الصغيرة، وبعضُ الصور التي على الجدران بَهُتَ لونها. وحدَها طاقة لور وكريكور لم تنضُب.

بقيت هي «الفتاة الطبيعية التي لديها حضارة أولاد القرى»، وفق توصيف زوجها. أما هو فاستند إلى كرامتِه عكازاً. عندما ينتهي دوام الفرن بعد الظهر، يتابع كريكور مهامه في المنزل. على خلاف معظم أبناء جيله، يفاخر بأنه يساعد لور في الطهو والتنظيف وغسل الصحون.

وفي أيام الاستراحة، يترافقان إلى الحقول لجمع النباتات وقطف الأعشاب. فإلى جانب فنّ المنقوشة، يحترف الثنائيّ صناعة المونة من ماء الورد، وماء الزهر، والمربّى، والسمّاق، وغيرها من المواد الغذائية الطبيعية.

المونة اللبنانية من صناعة كريكور ولور (الشرق الأوسط)

«زوّارنا مثل أولادنا...»

كما لم تغيّر الشهرة التي نالها «فرن كريكور» شيئاً في الديكور، فهي لم تنعكس كذلك على سلوك أصحاب المكان. كل ما منحتهم هو الفرح بالوافدين من الناس؛ «زوّارنا هم مثل أهلنا، وباب بيتنا مفتوح أمامهم إذا رغبوا في تحضير القهوة أو الشاي، أو حتى الاستراحة من عناء الطريق. منهم مَن بات ينادينا جدّو كريكور وتيتا لور».

وهبَتهُما الحياة 3 أولاد ثم أخذت واحداً منهم. هذا الجرح الذي يحفر عميقاً في قلبَي كريكور ولور، لم يسلبهما البسمة ولا إرادة الاستمرار. وكلُّ من يقصدهما سعياً وراء منقوشة شهيّة وجلسة على طرف أحد أجمل وديان لبنان، سيغادر مشحوناً بحنان الوالدَين الذي يبثّانه حولهما.

خلطاتٌ منوّعة للمناقيش وجلسة مطلّة على أحد أجمل وديان لبنان (إنستغرام)

انقضى أكثر من 40 دقيقة على إشعال النار في الفرن وإدخال عجينة الزعتر والجبنة إليه. هنا، يجب الانتظار وعدم التذمّر من الجوع، فكريكور ولور لا يتسابقان مع الساعة؛ «المنقوشة الشهيّة، كما الحب الصلب، تُخبَز على نار الصبر».


مقالات ذات صلة

موسيقى فبراير... النصف الأول حبّ والثاني تترات مسلسلات

يوميات الشرق موسيقى فبراير... النصف الأول حبّ والثاني تترات مسلسلات

موسيقى فبراير... النصف الأول حبّ والثاني تترات مسلسلات

تنوّعت إصدارات الشهر ما بين أغانٍ عاطفية احتفت بعيد الحب، وتترات مسلسلات واكبت انطلاقة دراما رمضان 2025.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق لوحات الفنانة فاطمة حسن مشحونة بالمشاعر (الشرق الأوسط)

«إيكادولي»... معرض مصري يستلهم الحبّ في النوبة

الاهتمام بالتفاصيل والقدرة على نقل المشاعر، من خلال الإيماءات والسرد البصري، يجعلان أعمال المصرية فاطمة حسن تعبيرات متنوّعة عن العاطفة والمودّة.

نادية عبد الحليم (القاهرة )
يوميات الشرق الأمير البريطاني ويليام وزوجته كيت ميدلتون (رويترز) play-circle

للمرة الأولى... ويليام وكيت ينشران صورة احتفالاً بـ«عيد الحب»

نشر الأمير البريطاني ويليام وزوجته كيت ميدلتون صورة لهما في غابة للاحتفال بعيد الحب.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق رجل إندونيسي وشريكته التايلاندية يحضران حفلاً بمناسبة عيد الحب (إ.ب.أ)

«مفجر الحب»... خبيرة تكشف أكثر أنواع الشركاء المحتملين سمية

هل سبق لك أن قابلت شخصاً بدا معجباً بك للغاية؟ شعرت بالسعادة معه، ولكن بدا الأمر جيداً لدرجة يصعب تصديقها؟

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق بالونات عيد الحب تُعرض داخل أحد المتاجر بأميركا (أ.ب)

العالم يتحضر لـ«عيد الحب»... كيف بدأ؟ وما أبرز التقاليد؟ (صور)

يتحضَّر الكثير من الأشخاص حول العالم للاحتفال بـ«عيد الفالنتاين» أو ما يُعرف بعيد الحب، الذي يصادف يوم 14 فبراير (شباط).

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

ماسبيرو يحظر ظهور العرافين والمنجمين

أحمد المسلماني (الهيئة الوطنية للإعلام)
أحمد المسلماني (الهيئة الوطنية للإعلام)
TT

ماسبيرو يحظر ظهور العرافين والمنجمين

أحمد المسلماني (الهيئة الوطنية للإعلام)
أحمد المسلماني (الهيئة الوطنية للإعلام)

أعلنت الهيئة الوطنية للإعلام عن حظر استضافة العرافين والمنجمين على شاشات القنوات التابعة لها، أو عبر أثير إذاعاتها المختلفة، أو بوابتها الإلكترونية، أو عبر مجلة الإذاعة والتلفزيون التابعة لها.

وأكد رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، أحمد المسلماني، على استمرار سياسة الهيئة بشأن حظر استضافة العرافين والمنجمين في جميع إذاعات وقنوات الهيئة، وكذلك موقع الهيئة ومجلة الإذاعة والتلفزيون.

ودعا المسلماني إلى استطلاع مستقبل المنطقة والعالم عبر التفكير العلمي وقواعد المنطق، ومعطيات علم السياسة والعلوم الأخرى، والاستعانة في هذا الصدد بالعلماء والأكاديميين والمثقفين، وفق بيان للهيئة، الخميس.

ودعا رئيس «الهيئة الوطنية للإعلام» للابتعاد عن الترويج لخرافات المنجمين والمشعوذين، وعدّ أنهم «يستهدفون إهانة العقل، وتسفيه المعرفة، وتأسيس شهرة كاذبة على توقعات عشوائية لا سند لها».

وخلال موسم رأس السنة ومع قرب بداية كل عام يتم الترويج عبر فضائيات متنوعة لتوقعات المنجمين والعرافين الذين نالوا شهرة كبيرة خلال الأعوام الماضية. وقال الناقد الفني والإعلامي، أحمد سعد الدين لـ«الشرق الأوسط» إن «هذه البرامج تجد شهرة واسعة وكبيرة في الفضائيات الأخرى، بل إن فضائيات تعتمد على فقرات ثابتة مع بدايات العام، بحيث يعتمد عليها في الريتش والترند، بحجة إعطاء الأمل أو حتى الأخبار المشوقة».

وترى الدكتورة سارة فوزي، أستاذة الإعلام بجامعة القاهرة، أن «نشر التنجيم والدجل والتنبؤات أمر مرفوض؛ لأنه يؤثر على الرأي العام بشكل كبير»، مضيفة لـ«الشرق الأوسط»: «قرار ماسبيرو بمنع المنجمين والعرافين سليم تماماً، لحماية الوعي وحماية التفكير سواء النقدي أو العلمي»، وأشارت إلى الجانب الديني أيضاً، وأن «ممارسات العرافين والمنجمين محرّمة في الديانات السماوية».

وأكدت دار الإفتاء المصرية على تحريم التنجيم والعرافة، وذكرت في فتوى على موقعها الإلكتروني أن «المنجِّم يدعي علم الغيب، وليس له التحقُّق من ذلك، وإن وقع ما تَنَبَّأ به، فهو كاذب في ادِّعاء علمه، والتنجيمُ أمر مُحَرّم شرعاً، فهو نوع من الكهانة، ويؤول إلى ادِّعاء عِلم الغيبِ الذي استَأثَر الله به».

أما عن حظر التلفزيون المصري لظهور العرافين والمنجمين، فهذا ما يراه سعد الدين «حفاظاً على الذوق العام، والعادات والتقاليد، ومحددات المجتمع»، ومن ثم يرى أن «منع ظهور العرافين قرار صائب تماماً ، يحافظ على تقاليد ماسبيرو التي تربت عليها الأجيال».

فيما تؤكد الدكتورة سارة فوزي أستاذة الإعلام أن «حظر ظهور العرافين والمنجمين يحمي المجتمع من مخاطرهم ومن الانسياق وراء الدجل والخرافات، خصوصاً مع وجود نسبة أمية كبيرة، ومن ثم هناك شرائح يمكن أن تنساق وراء هذه الأمور».


«طلاق» عمرو أديب ولميس الحديدي يخطف الاهتمام بمصر

خلال آخر ظهور للثنائي في خطوبة نجلهما (فيسبوك)
خلال آخر ظهور للثنائي في خطوبة نجلهما (فيسبوك)
TT

«طلاق» عمرو أديب ولميس الحديدي يخطف الاهتمام بمصر

خلال آخر ظهور للثنائي في خطوبة نجلهما (فيسبوك)
خلال آخر ظهور للثنائي في خطوبة نجلهما (فيسبوك)

تصدر خبر طلاق الإعلامي عمرو أديب والإعلامية لميس الحديدي «التريند» في مصر بعد وقت قصير من إعلان الخبر، وتأكيده عبر وسائل إعلام محلية عقب أسابيع من الشائعات.

جاء الطلاق الرسمي، بعد زواج استمر أكثر من 25 عاماً في هدوء وبناءً على طلب الإعلامية لميس الحديدي، وفق مصادر مقرَّبة لها تحدثت لـ«الشرق الوسط». فيما لم يسجل الثنائي أي تعليقات بحساباتهما على مواقع التواصل الاجتماعي رغم انخراطهما في النقاشات العامة بشكل مستمر.

ويطل الثنائي على الشاشة من خلال برنامجي «توك شو»؛ إذ تظهر لميس الحديدي عبر قناة «النهار» من خلال برنامج «الصورة»، فيما يطل عمرو أديب من خلال برنامج «الحكاية» عبر قناة «إم بي سي مصر»، ويوجد البرنامجان ضمن قوائم الأعلى مشاهدة عادةً بين برامج «التوك شو» وفق استطلاعات الرأي.

وتصدر اسم عمرو أديب ولميس الحديدي بشكل منفصل منصة «إكس» في مصر فور إعلان الخبر مع تدوينات عدة مرتبطة بالطلاق جرى إعادة نشرها.

جاء إعلان الانفصال لوسائل الإعلام بعد أسابيع من الشائعات التي لاحقت علاقة الثنائي، وتردد أنها شهدت توترات وشائعات انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي وتجاهلها الثنائي بشكل كامل ولم يتم التعليق عليها.

نشأت قصة الحب بين الثنائي الإعلامي عمرو أديب ولميس الحديدي خلال عملهما في الصحافة في تسعينات القرن الماضي معاً، بعد انفصال عمرو أديب عن زوجته الأولى، وفق أحاديث أدلى بها الثنائي في لقاءات سابقة، فيما كانت نقطة الخلاف الوحيدة المعلنة بينهما مرتبطة بالتشجيع الكروي، حيث يُعرف عمرو أديب بتشجيع نادي الزمالك بينما تشجع لميس الحديدي النادي الأهلي.

وتحدثت لميس الحديدي عن رغبة عمرو أديب في الارتباط به عدة مرات قبل إعلان الزواج وقيامه بإبعاد كل من يحاول الارتباط بها قبل زواجهما رسمياً.

وعَدّ الخبير في الإعلام الرقمي و«السوشيال ميديا» معتز نادي، التزام الثنائي الصمت عبر مواقع التواصل لأسباب عدة «من بينها شهرتهما على نطاق واسع ليس في مصر فقط بل في العالم العربي، بالإضافة إلى سابقة تناول الثنائي العديد من الأخبار المماثلة عن الانفصال في برامجهما».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «أخبار زيجات وانفصال المشاهير عادةً ما تكتسب زخماً (سوشيالياً) وتلقى رواجاً وتفاعلاً فور الإعلان عنها لكن استمرار الأمر يختلف من شخص لآخر»، لافتاً إلى أن أولى حلقات الثنائي الإعلامي في برنامجيهما ستكون محل متابعة مكثفة أيضاً وسيكون لها بروز على مواقع التواصل سواء تم التطرق إلى الأمر أم لا منهما.

كان آخر ظهور للثنائي عمرو أديب ولميس الحديدي في خطوبة نجلهما الوحيد عمر التي أُقيمت الشهر الماضي في أجواء عائلية واقتصر الحضور بها على والدَي العروسين.


صلاح جاهين يواصل رسم «ضحكة مصر» رغم الغياب

احتفالية صلاح جاهين ضحكة مصر (وزارة الثقافة)
احتفالية صلاح جاهين ضحكة مصر (وزارة الثقافة)
TT

صلاح جاهين يواصل رسم «ضحكة مصر» رغم الغياب

احتفالية صلاح جاهين ضحكة مصر (وزارة الثقافة)
احتفالية صلاح جاهين ضحكة مصر (وزارة الثقافة)

يواصل الفنان والشاعر صلاح جاهين مهمته في رسم «ضحكة مصر» رغم مرور نحو 40 عاماً على رحيله، حيث استضاف المسرح القومي (وسط القاهرة) عرض حكي وغناء، الأربعاء، متضمناً فقرات عدة تستعيد أغنيات وأفلام وأعمال الفنان الراحل.

الاحتفالية، التي نظمها «المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية» بمناسبة ذكرى ميلاد جاهين، اعتمدت على أسلوب الحكي المسرحي، متضمنة فقرات غنائية على خلفية أعماله، من بينها أوبريت «الليلة الكبيرة»، وأفلام «شفيقة ومتولي»، و«صغيرة على الحب»، و«خلي بالك من زوزو»، إلى جانب الرباعيات الشهيرة.

ويعدّ صلاح جاهين (1930 - 1986) أحد أبرز الشعراء ورسامي الكاريكاتير في مصر، وتغنى بأشعاره الكثير من الفنانين مثل عبد الحليم حافظ وسعاد حسني وسيد مكاوي وعلي الحجار، كما اشتهر برسم الكاريكاتير الساخر في مجلة «صباح الخير»، وفي صحيفة «الأهرام»، ومن أشهر أعماله أوبريت «الليلة الكبيرة» الذي كتبه جاهين ولحنه سيد مكاوي وأخرجه صلاح السقا.

ووفق بيان لوزارة الثقافة المصرية، جاءت الاحتفالية في إطار حرص الوزارة على تكريم رموز الإبداع المصري، احتفاءً بذكرى ميلاد الشاعر والفنان الكبير الراحل صلاح جاهين.

وقال المخرج عادل حسان إن «العرض يأتي ضمن جهود المركز لإحياء ذكرى أعلام الفن المصري وتسليط الضوء على إسهاماتهم الخالدة»، مشيراً في بيان الخميس إلى أن «صلاح جاهين يمثل نموذجاً للمبدع الشامل الذي ترك بصمة لا تُمحى في الوجدان الثقافي المصري، وأن الإقبال الجماهيري الذي شهده العمل يعكس استمرار تأثيره وقدرته على مخاطبة مختلف الأجيال».

الاحتفالية تضمنت أغنيات كتبها صلاح جاهين (وزارة الثقافة)

وإلى جانب شهرته شاعراً وفناناً كاريكاتيراً قدم صلاح جاهين أدواراً صغيرةً في السينما، من بينها مشاركته في أفلام «شهيدة الحب الإلهي» و«لا وقت للحب» و«المماليك»، و«اللص والكلاب»، كما كتب المسلسل التلفزيوني «هو وهي» من بطولة سعاد حسني وأحمد زكي وإخراج يحيى العلمي.

ووصف الناقد الفني المصري، أحمد السماحي، الفنان الراحل صلاح جاهين، بأنه «أسطورة مصرية خالدة بأعماله، ويستحق عن جدارة كل تكريم واحتفاء، واستعادة ذكراه هي لمسة وفاء من المؤسسات المصرية لما قدمه جيل العظماء الذي ينتمي إليه للفن المصري»، وقال السماحي لـ«الشرق الأوسط»: «صلاح جاهين كان رائداً في مجال الأغنية الساخرة خفيفة الظل وفي الكاريكاتير وفي السيناريو وكتابة الأوبريت ومسرحية الطفل، وفي مجالات كثيرة، فهو موهبة استثنائية في الحياة الفنية من الصعب تكرارها».

وشهد العرض الذي قدمه مجموعة من الفنانين على المسرح القومي حضوراً جماهيرياً حاشداً وتفاعلاً كبيراً مع الأعمال التي قدمت، وهو من تأليف محمد مخيمر وأخرجه الفنان محمد مرسي، وشارك في الأداء والحكي الفنانون: هبة سامي، وخالد محروس، ومحمود الزيات، ومصطفى عبد الفتاح، حيث قدموا قراءة فنية وإنسانية لتجربة جاهين الإبداعية، جمعت بين الشعر والغناء والحكي المسرحي، واستعرضت محطات بارزة من مسيرته، في مزيج من البهجة والتأمل.

وتضمن العرض مجموعة من الأغنيات الشهيرة التي كتبها صلاح جاهين، وقام بالغناء كل من أحمد محسن، وهند عمر، وأنغام مصطفى، بمصاحبة الفرقة الموسيقية للمركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، إشراف الدكتورة رانيا عمر، وقيادة المايسترو الدكتور أحمد ماهر.

ومن أشهر الأغنيات التي كتبها صلاح جاهين أغاني أفلام «أميرة حبي أنا»، و«خلي بالك من زوزو»، و«شفيقة ومتولي»، كما غنى له عبد الحليم حافظ «بستان الاشتراكية» و«صورة»، وغنت له صباح «أنا هنا يا ابن الحلال»، وغنى له سيد مكاوي وعلي الحجار «الرباعيات».