«كاستينغ أمني» نزهة سينمائية وتلفزيونية على الخشبة في بيروت

في قالب «لايت كوميدي» يزيح الهموم عن النفس

بليبل والشعّار يشكلان ثنائياً متناغماً في «كاستينغ أمني» (الشرق الأوسط)
بليبل والشعّار يشكلان ثنائياً متناغماً في «كاستينغ أمني» (الشرق الأوسط)
TT

«كاستينغ أمني» نزهة سينمائية وتلفزيونية على الخشبة في بيروت

بليبل والشعّار يشكلان ثنائياً متناغماً في «كاستينغ أمني» (الشرق الأوسط)
بليبل والشعّار يشكلان ثنائياً متناغماً في «كاستينغ أمني» (الشرق الأوسط)

نجاح جديد تضيفه جوزيان بولس إلى مشوارها الفني في عالم المسرح. ومع «كاستينغ أمني» توقّع أول عملية إخراج لها على الخشبة. جوزيان صاحبة باع طويل في عالم الإنتاج والتمثيل المسرحيين. كما أظهرت عن تميّز في إدارتها لأحد أعرق المسارح في بيروت «مونو». واليوم مع عملها الجديد «كاستينغ أمني» الذي يُعرض على خشبته، تسجّل موهبة جديدة تتمتع بها. ويعكس العمل شخصية بولس الخفيفة الظل والمخزّنة لثقافة فنية غنية، وهو ما يخوّل مشاهد المسرحية أن يقوم بنزهة سينمائية وتلفزيونية تكرّم نجوم تمثيل من لبنان والعالم. كما تضعه على تماس مع ضحكة وابتسامة يفتقدهما.

ومع جزء من خبرات حصدتها من عملها التلفزيوني والمسرحي، يأتي العمل لتشمله عناصر فنية متكاملة تتلون بنكهة سينمائية. وبفضل خياراتها لبطلي المسرحية علي بليبل وجلال الشعّار تعيدنا إلى زمن «لوريل وهاردي» و«تشارلي شابلن».

المسرحية من تأليف جاك شامبون كتبها بتصرّف ديمتري ملكي، وتحكي قصة رجلين يجتمعان تحت سقف واحد بالصدفة. أحدهما يعمل في مجال الشرطة والتحقيقات. والثاني يشقّ دربه في طريق التمثيل. شخصيتان متناقضتان تلعب بولس على وتر اختلافهما. وضمن أحداث متتالية لا يملّ منها، يستمتع المشاهد بحضور لافت للبطلين. فعلي بليبل يشكّل ولادة نجم كوميديا بامتياز، فيما جلال الشعّار يمثّل باحتراف، فيسهم بأدائه العفوي وإدراكه اللحظة المناسبة لتفريغ طاقته المسرحية، بضخ دم شبابي تشتاق له الخشبة.

ويخلط العمل الذي تستمر عروضه حتى 23 من الشهر الحالي، بين الكوميديا الخفيفة والـ«Farce» والارتجالية المخلوطة بتلك الحركية، فتنبع من واقع يعيشه البطلان لتتحول إلى مواقف مضحكة.

وفي ديكورات بسيطة تدور أحداث «كاستينغ أمني» في غرفة منزل صغيرة، ولكن وساعتها تكمن في إطلالتها على أسماء من زمن الفن الجميل، فتستذكر أداء مارلون براندو في فيلم «العرّاب». ويتنافس كل من بليبل والشعّار على تقليده بنسخة عربية. كما تمر على بصمة جورج وسوف الطربية. وكذلك على «أبو سليم» وفرقته، وتختتمها بلفتة تكريمية للممثل اللبناني القدير طلال الجردي. ولا تنسى بولس أن توجه انتقادات لاذعة من دون أن تخدش المهنة. وتخترق من ناحية ثانية المجتمع اللبناني بزواريبه الضيقة. وتشمل بذلك أستاذ المدرسة وصبيان «الدليفري» وصاحب المقهى المشكوك بأمره.

طيلة عرض العمل الذي يستغرق نحو 60 دقيقة لم يتوقف الجمهور عن الضحك، وعن التصفيق الحار مرات أخرى ليعبّر عن استمتاعه بالمسرحية. بولس كما أبطال العمل خيّطوا القفشات المضحكة بتأن، وعرفوا كيف يلونوا المشهدية البصرية بأسلوب جديد. جوزيان حفظت ذكرى والدها الراحل جان كلود بولس الرائد في عالم الإعلانات التجارية المتلفزة، وقدّمت له التحية على طريقتها من خلال مشهد «معكرونة بنيتو». ومرات أخرى من خلال استخدامها الشاشة الصغيرة من دون مبالغة. فهو أحد مؤسسي تلفزيون لبنان وتولّى رئاسة مجلس إدارته لسنوات طويلة، فكان أحد أشهر الأسماء في التجربة الإعلامية اللبنانية.

ويقول علي بليبل، في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «منذ صغري أحببت الفكاهة واشتهرت بها. درست المسرح وقمت بأدوار مختلفة. ولكنني أميل أكثر نحو الكوميديا، فيسهل عليّ تصوّرها بخيالي لأترجمها بعبارات وملامح وحركات مضحكة». ويؤكد بليبل أن هذا النوع من الكوميديا نفتقده اليوم على مسارحنا. وتذكير اللبنانيين رواد هذا العمل برموز عمالقة الفن الكوميدي كان ضرورياً. ويعلّق: «لوريل وهاردي كما شابلن هم من الرموز التي لا يجب أن ننساها. ومكانها الصحيح على المسرح بدل أعمال مسطّحة نراها على وسائل التواصل الاجتماعي».

من ناحيته يرى جلال الشعار أن هذه التجربة التي خاضها مع بليبل وبولس كانت رائعة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «في إحدى المرات كنا نقف سوياً بليبل وأنا أثناء إشرافنا على أحد الصفوف التمثيلية، عندها عرضت علينا بولس العمل معها في مسرحية من إخراجها. كان ذلك منذ نحو عام، ولكنها حققت هدفها أخيراً، وانسجمنا علي وأنا مع أسلوبها المريح. فهي تترك مساحة كبيرة من الحرية للممثل كي يخرج طاقته وعلى سجيّته». وعما إن كان قد تأثَّر بمدارس كوميدية قديمة يرد: «لقد تربيت على مدارس شابلن ولوريل وهاردي وباستر كيتون. لا ألعب دائماً هذا النوع من الأدوار. فأنوّع ما بين التراجيديا والـ(Farce) وغيرها. إنها المرة الأولى التي أؤدي دوراً يصبّ في الـ(لايت كوميدي)». ويصف الشعّار مسرحية «كاستينغ أمني» بالـ«لايت كوميدي فاميلي» التي تصلح لجميع أفراد العائلة.

يوميات- مسرحية «كاستينغ أمني» على مسرح «مونو».


مقالات ذات صلة

«ميديا» الأسطورة الإغريقية بنسخة لبنانية على «مسرح مونو»

يوميات الشرق «ميديا» المأساة اليونانية الأكثر شيوعاً في القرن الـ20 (صور المخرج)

«ميديا» الأسطورة الإغريقية بنسخة لبنانية على «مسرح مونو»

تروي «ميديا» قصة امرأة وهبت حياتها وحبّها لزوجها ياسون، لكنه يخذلها ويتخلّى عنها من أجل امرأة أصغر سناً، فتُواجه صدمة الخيانة والعزلة...

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق تقنيات الوصف الصوتي ولغة الإشارة يُتبعان في العروض المسرحية (مونو)

«مونو» يستحدث مسرحاً لذوي الحاجات الخاصة بمعايير عالمية

هذه العروض الخاصة يتّبعها مسرح «مونو» أقلّه مرة في الشهر، ضمن فترة تمتدّ من فبراير (شباط) حتى سبتمبر (أيلول) 2025.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق مسرحها محاكاة لغربة طوعية عاشتها في حياتها (صور زينة دكاش)

زينة دكاش لـ«الشرق الأوسط»: مسرحية «اللي شبكنا يخلّصنا» تختصر بعض حياتي      

أمضت زينة دكاش نحو 14 عاماً مع المساجين في لبنان تعالج أوجاعهم وآلامهم النفسية بالدراما، وكذلك أسهمت في تعديل بعض القوانين المُجحفة بحقّهم.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق جانب من فعاليات حفل ختام الدورة الـ15 من مهرجان المسرح العربي (إدارة المهرجان)

مصر لاستضافة مهرجان المسرح العربي في دورته الـ16

تستعد مصر بشكل مكثف لاستضافة الدورة الـ16من مهرجان المسرح العربي، عقب تسلمها الراية من سلطنة عُمان التي استضافت الدورة الـ15.

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق مسرح هبة نجم تذوّقي يُشغِل الحواس بالتقاط رائحة الطعام المنبعثة من «المطبخ» (الشرق الأوسط)

«فريكة» هبة نجم... طَعْمٌ آخر للمسرح اللبناني

علاقة الأنثى بالعمّة شائكة بحجم عمقها إنْ حكمها ودٌّ خاص. في المسرحية تغدو مفتاحاً إلى الآخر، مما يُجرّدها من الشخصانية نحو احتمال إسقاطها على علاقات عاطفية.

فاطمة عبد الله (بيروت)

أولاد دونالد ترمب... هل يسيرون على خطى والدهم في قضايا الحب؟

أولاد دونالد ترمب... هل يسيرون على خطى والدهم في قضايا الحب؟
TT

أولاد دونالد ترمب... هل يسيرون على خطى والدهم في قضايا الحب؟

أولاد دونالد ترمب... هل يسيرون على خطى والدهم في قضايا الحب؟

تكاد تغيب الخفايا عن حياة دونالد ترمب العاطفية، فمن المعروف أن الرئيس الأميركي خاض علاقاتٍ عدَّة وتزوَّج 3 مرات. وعلى ما يبدو فإنَّ «رومانسيات» أبنائه تجذب هي أيضاً الأضواء؛ إذ انشغل الرأي العام الأميركي قبل أيام بالظهور العلني لابنه الأكبر مع حبيبته الجديدة.

فهل استلهمَ أبناء ترمب مسارهم العاطفي من والدهم؟ وكم للأخير من تأثير مباشر وغير مباشر على خيارات أولاده الشخصية؟

أحدث إطلالات دونالد ترمب الابن مع حبيبته الجديدة بتينا أندرسون (إنستغرام)

ترمب جونيور وبتينا

أطلَّ دونالد ترمب جونيور (47 سنة) إلى جانب شريكته بتينا أندرسون (38 سنة) في حفل عشاء بفلوريدا، معلناً بذلك أن علاقتهما رسمية. ويأتي ذلك غداة أنباء عن علاقة تجمع بين طليقته ولاعب الغولف تايغر وودز.

بتينا التي تخصصت في تاريخ الفنون، عُرفت بوصفها عارضة أزياء وابنة رجل أعمال ثري. أما والدتها فتُعنَى بالشأن الاجتماعي، وقد سارت على خطاها، فأسست جمعية تساعد ضحايا الكوارث الطبيعية في ولاية فلوريدا.

يبقى الأهم بالنسبة إليها أنها نالت بركة ترمب الأب، وقد شوهدت جالسة وسط العائلة في مؤتمر الحزب الجمهوري في صيف 2024، بالتزامن مع بداية علاقتها بترمب الابن.

بتينا أندرسون بالأحمر في الصف الأعلى خلال مؤتمر الحزب الجمهوري (رويترز)

سعادة السفيرة

قبل أن يخفق قلبه لبتينا، كان دونالد جونيور على علاقة بكيمبرلي غويلفويل التي تكبره بـ9 سنوات. هي شخصية تلفزيونية ومدَّعية عامة سابقة، كما أنها صديقة لعائلة ترمب، وأدارت التبرّعات لحملته الرئاسية عام 2020.

أعلن الاثنان خِطبتهما عام 2022، ليتَّضح لاحقاً أنهما ارتبطا منذ نهاية 2020. ولكن في عام 2024 انتهت العلاقة. وقد انتقلت غويلفويل إلى اليونان سفيرةً للولايات المتحدة هناك. وفق مجلَّة «People» الأميركية، فإنَّ ذلك كان جزءاً من مخطَّط لإبعادها عن عائلة ترمب التي ما عادت راضية عن علاقتها بالابن الأكبر.

ترمب جونيور وخطيبته السابقة كيمبرلي غويلفويل (أ.ب)

أُمُّ الأولاد

أولى العلاقات العاطفية المعلنة لدونالد ترمب جونيور كانت مع عارضة الأزياء فانيسا كاي هايدون، التي اقترح عليه والده أن يتقرَّب منها عام 2003. بعد سنتَين، تزوَّج ترمب من هايدون، وكان الاثنان في الـ27 من العمر. انفصلا عام 2018 بعد أن أثمر زواجهما 5 أولاد.

صورة قديمة تجمع دونالد ترمب جونيور بزوجته السابقة وأولاده الخمسة (إكس)

إيفانكا والمستشار

زواج إيفانكا ترمب من جاريد كوشنر مستمر منذ 16 عاماً، وقد أنجبا معاً 3 أولاد. التقت الابنة الكبرى للرئيس الأميركي بكوشنر عام 2005، وقد كانا في الـ24 من العمر. تعارفا عبر أصدقاء مشتركين، وتزوّجا عام 2009.

مثل والد إيفانكا، انطلق كوشنر من عالم المقاولات، وانتقل لاحقاً إلى السياسة مستشاراً لدونالد ترمب. وقد أثبت الصهر أنه محطُّ ثقة عمِّه؛ إذ لعب دوراً محورياً خلال ولايته الرئاسية الأولى.

إيفانكا ترمب وزوجها جاريد كوشنر (رويترز)

ما قبل جاريد

قبل زواجها من كوشنير، ارتبطت إيفانكا ترمب ما بين 2001 و2005 بالمنتج والعازف جيمس بينغو غوبلمان. وخلال فترة دراستها الجامعية، كانت إيفانكا على علاقة بغريغ هيرش، وهو مصرفي أميركي معروف حالياً.

قبل زواجها كانت إيفانكا ترمب على علاقة بالمنتج والعازف جيمس غوبلمان (إنستغرام)

إريك ثابت على شريكة واحدة

لم يُعرف لإريك (ثالث أولاد ترمب) سوى علاقة عاطفية واحدة. كانت لارا ليا يوناسكا الصديقة التي تعرَّف عليها عام 2008 من خلال أصدقاء مشتركين، قبل أن تتحوَّل إلى خطيبته بعد 5 سنوات.

تزوَّج رجل الأعمال من المنتجة التلفزيونية عام 2014، وأنجبا ولدَين. ومن الواضح أنَّ لارا قد حازت بركة والد زوجها؛ إذ تلعب دوراً فاعلاً داخل الحزب الجمهوري، كما أنها وجه تلفزيوني على شاشة «فوكس نيوز» التابعة لترمب.

إريك ترمب وزوجته لارا مع ابنيهما (مؤسسة ترمب)

تيفاني والزوج اللبناني

عام 2018، وخلال إجازة صيفيَّة في اليونان، التقت تيفاني (وهي ابنة ترمب من ثانية زوجاته مارلا مايبلز) بالشاب الأميركي اللبناني الأصل مايكل بولس.

كان الوقوع في الحب سريعاً، وقد تُوِّج بالزواج عام 2022. تيفاني التي تحاول أن تُبقي حياتها الخاصة بعيدة عن الأضواء، هي في الـ31 من العمر، ويصغرها بولس بـ4 سنوات. اعتادت على الخصوصية منذ الصغر، بما أنها كبرت إلى جانب والدتها في كاليفورنيا، بعيداً عن صخب حياة والدها.

لكن كل الخصوصية التي سعت ابنة ترمب للحفاظ عليها، نسفَها والدها، يوم أعلن قبل أشهر عن حملِها بطفلها الأول من بولس. ففي وقتٍ كانت قد أخفت فيه المعلومة، قرر والدها أن يعلن الخبر خلال إلقائه خطاباً في حفل رسمي في ديترويت. عندما لمح ترمب والد بولس وأحد مستشاريه، مسعد بولس، جالساً وسط الحضور، قال: «يصادف أنه والد زوج ابنتي تيفاني، مايكل الشاب الاستثنائي. وابنتي أيضاً شابة استثنائية، وهي ستُرزق بطفل».

زفاف تيفاني ترمب ومايكل بولس عام 2022 (إكس)

بارون «سينغل»

أما آخر العنقود، بارون، ابن ترمب الأصغر، والوحيد من زوجته الحالية ميلانيا، فلا يُعرف كثيرٌ عن حياته الخاصة. هو لا يزال أصلاً في الـ19 من عمره، وفي سنته الجامعية الأولى في نيويورك؛ حيث يتخصص في إدارة الأعمال.

دونالد ترمب وابنه الأصغر بارون (أ.ف.ب)

يقيم بارون في بُرج والده «ترمب تاور»، وعلى غرار شقيقته تيفاني يحرص على التكتُّم حول أموره الشخصية. إلا أنَّ والده الذي لا يكاد يترك سراً لنفسه، فقد أعلن ضمن حوار صحافي أن «بارون ليس لديه أي حبيبة حتى الآن».