مصر تحشد قواها الناعمة في اليوم العالمي للفن

بعروض مسرحية وأفلام وحفلات موسيقية

فيلم تسجيلي عن الفن في مكتبة الإسكندرية (مكتبة الإسكندرية)
فيلم تسجيلي عن الفن في مكتبة الإسكندرية (مكتبة الإسكندرية)
TT

مصر تحشد قواها الناعمة في اليوم العالمي للفن

فيلم تسجيلي عن الفن في مكتبة الإسكندرية (مكتبة الإسكندرية)
فيلم تسجيلي عن الفن في مكتبة الإسكندرية (مكتبة الإسكندرية)

تحشد مصر قواها الناعمة، ممثلة في الفعاليات الفنية والثقافية؛ احتفالاً باليوم العالمي للفن، الذي يحلُّ في 15 أبريل (نيسان) من كل عام، وذلك وفقاً لقرار منظمة «اليونيسكو» عام 2019.

وأعلنت وزارة الثقافة المصرية إقامة مجموعة من الفعاليات، وهي عبارة عن عروض مسرحية، وندوات، وأفلام، وحفلات موسيقية، فضلاً عن إتاحة المتاحف الفنية مجاناً خلال هذا اليوم.

وعرضت مكتبة الإسكندرية فيلماً تسجيلياً مدته 117 دقيقة بعنوان «كيف صنع الفن العالم؟» يتناول تاريخ الفن عبر العصور القديمة، ويتضمَّن التجول في عدد من الحضارات وتلمّس أبعاد الفن فيها، في حين عرض «المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية» فيلماً عن «فنان الشعب» سيد درويش، مستعرضاً مسيرته الفنية وإرثه الموسيقي، كما أعدّ المركز فقرات موسيقية بهذه المناسبة.

وأكد وزير الثقافة المصري، الدكتور أحمد فؤاد هنو، أن «هذا اليوم يمثل فرصةً ذهبيةً للتأكيد على أهمية الفنون في حياة الشعوب، ودورها المركزي في بناء الإنسان وتنمية الوعي المجتمعي»، مشيراً، في بيان للوزارة، باعتزاز مصر بإرثها الحضاري والفني الضارب في أعماق التاريخ، والذي يمتد من الفنون المصرية القديمة إلى الإبداع المعاصر بكل أشكاله، مؤكداً حرص الدولة على أن تكون الفنون متاحةً للجميع في كل ربوع مصر، وذلك من خلال فعاليات مختلفة تم إعدادها ليوم الفن.

وفي هذا الإطار، تشارك فرقة «فرسان الشرق»، التابعة لدار الأوبرا المصرية، بعرض مسرحي استعراضي بعنوان «رماد من زمن الفتوة»، على مسرح الجمهورية، لمدة 3 أيام، من الثلاثاء 15 أبريل حتى الخميس 17 أبريل، من تصميم وإخراج الفنانة كريمة بدير.

كما تشارك الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة اللواء خالد اللبان، في فعاليات اليوم العالمي للفن من خلال برنامج متنوع من الأنشطة والورش الفنية والتعليمية، التي تُقام في مختلف فروع وقصور الثقافة بالمحافظات، وتهدف إلى تمكين المواطنين من أدوات التعبير الفني وتنمية المواهب الشابة.

من جهته قال الناقد الفني المصري أحمد السماحي: «من الطبيعي أن تحشد مصر قواها الناعمة في يوم الفن العالمي»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «مصر واحدة من أولى الدول التي عرفت الفن منذ قديم الأزل، واليوم يُطلق عليها (هوليوود الشرق)، فهي من أولى الدول التي عرفت السينما، وازدهرت بها هذه الصناعة وكثير من الفنون الأخرى».

من أحد عروض مهرجان «الفضاءات المسرحية» بأكاديمية الفنون (أكاديمية الفنون المصرية)

وتشهد «أكاديمية الفنون» المصرية ختام فعاليات مهرجان «الفضاءات المسرحية المتعددة»، الذي قدَّم مجموعةً متنوعةً من العروض المسرحية عكست التجريب والابتكار من شباب المسرحيين.

وتحت شعار «التواصل وتخطي الحواجز»، يفتتح وزير الثقافة، ترينالي مصر الدولي السادس للطبعة الفنية (الغرافيك)، الذي ينظمه قطاع الفنون التشكيلية بقصر الفنون في ساحة دار الأوبرا المصرية. وتشهد هذه الدورة عودة الترينالي بعد توقف دام لنحو 19 عاماً، بمشاركة أكثر من 200 فنان يمثلون 33 دولة، ويقدمون نحو 350 عملاً فنياً.

وفي السياق نفسه؛ أعلن قطاع الفنون التشكيلية فتح جميع المتاحف الفنية التابعة له مجاناً أمام الجمهور طوال يوم 15 أبريل، في إطار دعم الثقافة البصرية، وتيسير الوصول إلى الفنون.

وأشار السماحي إلى «التنوع الكبير في الفنون المصرية، من الغناء والموسيقى والسينما، وكذلك الرسم والنحت الذي تخلِّده المعابد والنقوش المصرية القديمة». وتابع قائلاً: «الفعاليات التي تقيمها وزارة الثقافة في المواقع المختلفة تعكس، إلى حد كبير، تنوع الفنون المصرية، وقدرة مصر على الحضور عالمياً في مثل هذا اليوم المميز؛ خصوصاً أنها من أولى الدول التي عرفت الفنون واحتفت بها قديماً وحديثاً».

يشار إلى أن منظمة «اليونيسكو» حدَّدت 15 أبريل من كل عام، يوماً للاحتفال باليوم العالمي للفن، وهو التاريخ الذي يوافق ميلاد الفنان العالمي ليوناردو دافنشي، أحد أبرز رموز عصر النهضة، الذي يعد نموذجاً للعبقرية والإبداع في الرسم، والنحت، والعمارة، والعلوم.


مقالات ذات صلة

يوميات الشرق بقي النصُّ معلَّقاً بين الأداء والحياة (المُلحقة الإعلامية)

«أنا علي مطر كاليغولا»... مسرحٌ مُعلَّق بين الأداء والحياة

علي مطر ليس غريباً عن ميدانه؛ هو ابن الكلمة، والتعبير، والبوح، لكن ما خلّفه عرضه هذا هو شعور بالبرودة.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق تتنقّل المسرحية في مختلف المناطق اللبنانية (سيناريو)

«شو بتفرق» تسرد قصص الشباب اللبناني بين الحرب والتهجير

بتوقيع المخرج عصام بو خالد، تجول مسرحية «شو بتفرق»، في المناطق اللبنانية متناولة حكايات استوحاها المخرج من يوميات مجتمع عانى من الحرب الأخيرة.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق فرقة «ميّاس» تحقق النجاح مع الفنانة العالمية بيونسيه (غيتي)

بصمة لبنانية على المسرح العالمي... شرفان يُصمّم لوحات بيونسيه

نديم شرفان وأفراد فرقته «ميّاس» يواصلون التألق عالمياً عبر تصميم عروض جولة بيونسيه، مؤكدين مكانتهم بوصفهم رموزاً فنيةً لبنانيةً على المسرح العالمي.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
يوميات الشرق صورة من عرض الافتتاح «بين السماء والأرض» (إدارة المهرجان)

«بين السماء والأرض» يفتتح «ستيفي بولند» للمونودراما

يفتتح العرض المسرحي المصري - البولندي «بين السماء والأرض» الدورة الثانية من مهرجان «ستيفي بولند» للمونودراما المقرر إقامته في مدينة كراكوف البولندية.

أحمد عدلي (القاهرة )

«أصداء الصيف»... لوحات تغمسك في بحر الذكريات اللبنانية

بألوان زاهية وأخرى دافئة ترسم ذكرياتها (الشرق الأوسط)
بألوان زاهية وأخرى دافئة ترسم ذكرياتها (الشرق الأوسط)
TT

«أصداء الصيف»... لوحات تغمسك في بحر الذكريات اللبنانية

بألوان زاهية وأخرى دافئة ترسم ذكرياتها (الشرق الأوسط)
بألوان زاهية وأخرى دافئة ترسم ذكرياتها (الشرق الأوسط)

في معرضها الفني «أصداء الصيف»، تنقل الفنانة التشكيلية روزي دانيال زُرقة البحر اللبناني وهدوء أمواجه إلى اللوحات، مستخدمة ريشة تنبض بالحياة والفرح. تُشعرك أعمالها وكأنك تغطس في أعماق المياه، مستمتعاً بنضارتها ودفئها.

ما إن تدخل صالة العرض في مركز «ريبرث بيروت» بالجميزة، حتى تُدرك أنك على موعد مع صيف لبناني استثنائي، لطالما جذب الزائرين وألهم المبدعين حول العالم بجماله ومشهديته.

التشكيلية اللبنانية روزي دانيال (الشرق الأوسط)

من خلال لوحاتها، تنقل دانيال رائحة الصيف اللبناني، وشمسَه الدافئة، ونسماته العليلة. يظهر البحر المتوسّط بهويته الزرقاء، مُزداناً بصور أطفال يلهون، وصيادي سمك، وهواة التزلج على المياه. تقول الفنانة إنها أرادت من خلال هذه الأعمال توثيق لحظات لا تُنسى من صيف لبنان الذي يسكن ذاكرتها.

وتوضح روزي لـ«الشرق الأوسط»: «هذه اللوحات وليدة مشاعر دفينة ومحورها فصل الصيف. أترجم فيها ذكرياتي معه؛ فصلٌ يُعلِن قدوم اللمة العائلية ويمنحنا لحظات راحة تضحك فيها الطبيعة فرحاً».

تتوزع أعمال روزي على صالات المعرض، مستحضرة أجواء الصيف اللبناني بكل تفاصيله، في لوحات زيتية تُجسِّد مشاهد طبيعية مرتبطة بالبحر. نرى فيها حركة المدِّ والجزر وتوتراً بصرياً بين الثبات والتغيُّر.

من شاطئ بلدة حالات، ترسم أحفادها وهواة التزلج على المياه بتقنية الأكريليك. وتنتقل بنا إلى طقوس الساحل المتقلِّبة، في حين تجتمع لوحات صغيرة على طاولة خشبية توثِّق يوماً صيفياً من الشروق حتى المغيب، بريشة دافئة تُعبِّر عن الحنين.

اللهو والتسلية في بركة السباحة (الشرق الأوسط)

تضيف روزي: «أرسم مشاعر الحنين ليوم على الشاطئ، وأُضفي عليها ألواناً دافئة وفاتحة تعكس وقع البحر وتأثيره عليّ».

تحمل لوحاتها عناوين تجمع بين السكينة والفرح، أو تصف حالات الطبيعة على الشاطئ. نرى «ليلة هادئة» بزورق صياد يطفو في السكون، و«طبقات الأزرق» تُمثّل خلطة ألوان رسمتها أنامل الطبيعة ببحر هائج، في حين تعكس لوحة «في غمرة المياه» فرحة حفيدها يغوص في بركة سباحة. وفي أعمال مثل «بعد العاصفة» أو ثلاثية «مراحل الغروب»، تمنح الريشة حرية للصَّمت ليُعبِّر عن نفسه، وتُحلِّق فوق بيوت مدينة جبيل، وتغوص في أعماق البحر في لوحتي «ما قبل» و«ما بعد».

تُنوِّع روزي في تقنيات الرسم بين الزيت والأكريليك والـ«ميكسد ميديا»، وتقول: «لا أستند إلى الخيال في لوحاتي، بل أسترجع لحظات فرح عشتها في أغسطس (آب)، حين تلتقي العائلة على شاطئ حالات، ونصنع ذكريات خالدة».

يعود جزء من ريع المعرض لمبادرة «ريبرث بيروت» (الشرق الأوسط)

وتتابع روزي: «أكتفي أحياناً بالألوان الزيتية، ومرات أمزجها بالأكريليك لأضفي لمعة مياه البحر الزرقاء. ألواني تنبع من مزاج البحر الذي لا يُمكن التنبؤ به؛ يهيج أحياناً، ويهدأ أحياناً أخرى حتى إن مياهه تكاد لا تتحرَّك. إنها لحظات أريدها أن تبقى معلّقة على الجدران عبر الزمن».

تصف روزي البحر بأنه محطة سنوية لا يمكن تفويتها، فتغوص في مشاهده المتعددة، مرّة وهو واسع يحتضن كل شيء، ومرّة أخرى وهو ساكن يغرق في الصمت.

يُنظم المعرض الدكتور طوني كرم، ويُخصص جزءاً من ريعه لمبادرة «ريبرث بيروت» التي تُعنَى بإعادة تأهيل البنية التحتية للعاصمة.

وتختم روزي قائلة: «أردت من أعمالي أن تبثَّ الأمل وتمنح زائر المعرض طاقة إيجابية. نحن مقبلون على صيف واعد، فلتكن هذه اللوحات وسيلة نغسل بها تعبنا وهمومنا».