افتتح العرض المسرحي «عائلة شكسبير» مهرجان نوادي المسرح المصري في دورته الثانية والثلاثين، الخميس، على مسرح قصر ثقافة القناطر الخيرية، شمال القاهرة، بمشاركة 27 عرضاً من مختلف محافظات مصر.
عرض «عائلة شكسبير» قدّمته فرقة الجيزة المسرحية، وهو مأخوذ عن نصّ «شكسبير في السبتية» من تأليف أحمد الأباصيري، وإعداد وإخراج سامي سلامة، وتدور أحداثه حول شخصية رئيسية تتعرض لصدمة نفسية حادة تؤدي إلى فقدانها الإيمان بأي شيء دنيوي، باستثناء الفن، الذي يصبح ملاذاً للتنفيس عن مشاعرها وأفكارها.
وفي ظل الانهيار النفسي للبطل، يرتبط بشخصيات مسرحيات وليم شكسبير، متخيلاً سيناريوهات جديدة أكثر مأساوية، يعيشها معهم ليلاً في عزلة تامة داخل «بدروم» أفكاره، بعيداً عن الواقع. وفق بيان لوزارة الثقافة المصرية.
وعن الرؤية الإخراجية للعمل، أوضح المخرج سامي سلامة أن العرض يطرح تساؤلات جوهرية حول محاولة تغيير مصائر شخصيات شكسبير التراجيدية. من بين هذه التساؤلات: «هل من الصواب أن نغير هذه النهايات؟ وهل يمكن فعلاً تغيير القدر؟». ليكتشف البطل في النهاية أن عليه تقبل ما كتب له، والرضا بما هو مقدر.
وأشار سلامة إلى أن «العرض يستند إلى إعادة معالجة عدد من كلاسيكيات شكسبير مثل (هاملت)، و(روميو وجولييت)، و(أنطونيو وكليوباترا)، و(عطيل)، وغيرها من القصص التي اقترنت بالحب والنهايات التراجيدية، مع تقديم رؤية تمزج بين النصّ الكلاسيكي والمعالجة الحديثة».
العرض المسرحي من بطولة أحمد دبور، وسارة عماد، بمشاركة عبده خالد، ووعد الحكم، ويوسف بولس، ونور السعودي، وطه تايسون، وأميرة راشد، ومحمد زغلول، ورضوى شريف، وسامي سلامة.
ويقول الفنان أحمد دبور، بطل العرض، إنه جسّد شخصية «سيد»، الكاتب الذي يصاب بصدمة نفسية حادة بعد وفاة زوجته أثناء شهر العسل، ما يدفعه إلى الهروب من الواقع والتفاعل مع شخصيات شكسبير كما لو كانت حقيقية. وأوضح أن «سيد» يحاول من خلال مهنته كاتباً تغيير النهايات المأساوية لتراجيديات شكسبير؛ لأنها تذكّره بخسارته الشخصية، لكنه يكتشف تدريجياً أن كل ما يمر به هو نتاج للصدمة النفسية، وأن عليه مواجهة الواقع والتصالح مع قدره.
وتحدثت الفنانة سارة عماد، بطلة العرض، عن دورها في شخصية «أمل»، حبيبة «سيد»، التي تربطها به علاقة حبّ امتدت لأكثر من 16 عاماً. وأكدت أن العمل أعجبها منذ البداية بسبب رسالته الإنسانية العميقة، إذ يمسّ قضايا نفسية ووجدانية يمرّ بها كثيرون .
ويعدّ مهرجان نوادي المسرح في مصر من أهم المنصات الثقافية لاكتشاف ورعاية المواهب المسرحية الشابة من مختلف المحافظات، حيث تتيح هيئة قصور الثقافة من خلاله مساحة حرة للإبداع والتجريب، تأكيداً على دورها في تحقيق العدالة الثقافية.
ويشهد برنامج المهرجان تقديم عرضين كل يوم متاحين مجاناً للجمهور، ويقدم الجمعة عرض «اللحاد» من تأليف عبد الفتاح رواسي، وإخراج نهى أشرف، وتدور أحداثه حول الصراع الإنساني بين القهر والطموح، من خلال فنان يعرض لوحاته في منطقة المقابر، حيث يصطدم باللحاد الذي يروي له حكايات الموتى.
يليه العرض المسرحي «الدخاخنجي» عن نص «الدخان» للكاتب ميخائيل رومان، إعداد وإخراج ماهينور طارق، ويتناول قضية الإدمان وتأثيره على الفرد والمجتمع، من خلال قصة شاب يقع فريسة الضغوط الاجتماعية والاقتصادية.