عروض مسرحية مصرية تعالج «الغيرة وزواج القاصرات»

«البنت لسه صغيرة» و«كارما» و«ساليم» من بينها

العرض المسرحي «الوهم» الذي عالج قضية الغيرة (وزارة الثقافة المصرية)
العرض المسرحي «الوهم» الذي عالج قضية الغيرة (وزارة الثقافة المصرية)
TT

عروض مسرحية مصرية تعالج «الغيرة وزواج القاصرات»

العرض المسرحي «الوهم» الذي عالج قضية الغيرة (وزارة الثقافة المصرية)
العرض المسرحي «الوهم» الذي عالج قضية الغيرة (وزارة الثقافة المصرية)

حول وهم الغيرة، والشكوك التي تتصارع في صدر رجل مسن تجاه زوجته الشابة، يدور العرض المسرحي «الوهم» الذي عُرض ضمن «مهرجان نوادي المسرح» في دورته الـ32، التي تقام في الوقت الراهن، بمدينة القناطر الخيرية (شمال القاهرة)، بينما قدمت فرقة أخرى عرضاً يعالج قضية «زواج القاصرات».

«الوهم» الذي قدمته فرقة الفيوم المسرحية، من تأليف مصطفى سعد وإخراج محمود ياسين، يتناول فكرة تأثير الوهم على حياة الإنسان؛ إذ تدور أحداثه حول رجل مسن يعاني مرض الوهم نتيجة شعوره بالعجز أمام زوجته الشابة، فيبدأ بالشك في سلوكها ويقتنع بوجود علاقة تجمعها برجل آخر، فيقرر الانتقام منهما.

وتناول المخرج المسرحية بأسلوب نفسي وإنساني عميق، مسلطاً الضوء على تأثير الأوهام والخيالات المرضية على العقل البشري، وكيف يمكن أن تتحول واقعاً قاتلاً يدفع الإنسان إلى تدمير من حوله.

وأوضح محمود ياسين، أنه تناول النص بشكل درامي مشحون بالتوتر والصراع الداخلي بين الشخصيات، حيث يخدع كل منهم الآخر أو حتى يخدع نفسه؛ ما يؤدي إلى تصاعد التوتر وكشف الحقائق شيئاً فشيئاً.

كما أشار إلى أن «العرض يكشف عن مدى هشاشة النفس البشرية عند مواجهة الحقيقة، ويطرح أسئلة مثل: كيف نعرف الفرق بين الحقيقة والوهم؟ هل نحن أسرى لما نريد تصديقه؟ وما الثمن الذي ندفعه عندما نواجه الحقائق التي حاولنا طويلاً الهروب منها؟».

شارك في بطولة العرض أحمد حليم، ومارينا نبيل، ومروان إيهاب، وضياء يحيى، وعمرو محمد، ومحمد أحمد، ومحمد أيمن وجنة أسامة.

عرض مسرحي يتناول زواج القاصرات (وزارة الثقافة المصرية)

ويرى نائب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة في مصر، الجهة المنظمة للمهرجان، محمد عبد الحافظ ناصف، أن «العروض المسرحية تتناول قضايا مهمة على المستويين الإنساني والاجتماعي، وتتعرض للكثير من القضايا الحيوية»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «(مهرجان نوادي المسرح) ضم مجموعة من العروض المتميزة، وهي 27 من إجمالي 155 عرضاً مسرحياً تنافسوا في محافظات مصر».

وتناول العرض المسرحي «البنت لسه صغيرة» لفرقة العريش المسرحية، قضية زواج القاصرات، وهو من تأليف هاني قدري، وإعداد وإخراج محمد عزت، وبطولة محمد كمال، وهدى عبد الشافي، وحبيبة عباس، ورانسي محمد رضا، ومحمد عبد الشافي ومحمد عزت.

ويسلط الضوء على واقع اجتماعي مؤلم كان سائداً في المجتمعات الريفية خلال فترة الأربعينات وحتى السبعينات من القرن الماضي.

وأوضح مخرج العرض محمد عزت أنه حرص على دمج المتفرج داخل الحدث المسرحي، ليشعر وكأنه يلامس جزءاً من الواقع وليس مجرد عرض تقليدي، مشيداً بتميز الكاتب هاني قدري في تناول القضية بجميع تفاصيلها وأبعادها بشكل واضح ومؤثر.

أحد العروض المسرحية بـ«مهرجان نوادي المسرح» في مصر (وزارة الثقافة المصرية)

وأضاف عزت أن «الرسالة التي يقدمها العرض تؤكد أن زواج القاصرات يمثل جريمة مباشرة في حق جيل كامل قادر على البناء والإصلاح والوصول إلى قمم النجاح».

وأكد أن «مهرجان نوادي المسرح» يُعدّ بوابة حقيقية لتبني المواهب الشابة والأفكار الفنية المختلفة، بما يتيح تقديم عروض مسرحية تحمل فكرة أو قضية أو رسالة هادفة.

وعدّ نائب رئيس هيئة قصور الثقافة هذا المهرجان «مفرخة حقيقية للمسرح المصري منذ إنشائه قبل 31 عاماً».

لافتاً إلى أن المهرجان يعمل على «الاستفادة من مواقع الهيئة في كل مكان، ولدينا تصور لدعم الفرق الأولى الفائزة في المهرجان الختامي بتنظيم جولات لهم داخل محافظاتهم، وكذلك العمل على تقديم عروضهم في أحد مسارح الدولة بالقاهرة».

يشار إلى أن المهرجان شهد أيضاً عرض مسرحيتي «كارما» لفرقة السويس، من تأليف وإخراج حازم أشرف، و«ساليم» لفرقة بورسعيد، من تأليف وإخراج أحمد آدم.


مقالات ذات صلة

«إسكندرية 73»... مسرحية تستوحي الجوانب الخفية لـ«عروس المتوسط»

يوميات الشرق لقطة من مسرحية «إسكندرية 73» (الشرق الأوسط)

«إسكندرية 73»... مسرحية تستوحي الجوانب الخفية لـ«عروس المتوسط»

العرض المسرحي يلقي الضوء على تاريخ المدينة في الفترة من حرب 1967 وحتى عام 1973 عبر 9 مشاهد تجمع بين الواقع والخيال؛ وذلك من خلال مجموعة أحداث حقيقية.

نادية عبد الحليم (القاهرة )
يوميات الشرق أبطال مسرحية «غسق» على الخشبة (مكتب إعلام المسرحية)

«غسق» تحطّ رحالها في بيروت بعد جولة أوروبية

تُعرض على خشبة «مسرح المدينة» مسرحية «غسق» للمخرجة كريستيل خضر، وقد اقتبستها عن «الساعون إلى العرش» للكاتب النرويجي الشهير هنريك إبسن.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق أحد العروض النوعية في المنصورة (هيئة قصور الثقافة)

«أحدب نوتردام» و«محاكمة تاجر البندقية» في عروض مسرحية بمصر

انطلقت عروض متنوعة مستوحاة من المسرح والأدب العالميين مثل «أحدب نوتردام»، و«محاكمة تاجر البندقية»، الثلاثاء، على مسارح قصور الثقافة في شرق الدلتا.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق أبدعت كارول سماحة في غنائها ورقصها وتمثيلها (فريق عمل المسرحية)

كارول سماحة في «كلو مسموح» فازت بالتحدي الأصعب

«كلو مسموح» عرض مسرحي غنائي لبناني مميز، تألقت فيه كارول سماحة رغم حزنها على وفاة زوجها، وسط إشادة جماهيرية بإطلالتها بإعادة ناجحة لمسرحية عالمية بروح لبنانية.

سوسن الأبطح (بيروت)
يوميات الشرق العمل الذي ينتمي إلى فئة «المسرح داخل المسرح» (الشرق الأوسط)

«كانت غضبة» تفتح باب الأسئلة وتعيد تعريف الخشبة في عرض مسرحي معاصر

اكتظ مسرح «استديو إيقاع» بحي القادسية في الرياض بأكثر من 450 متفرجاً، على مدى ثلاثة أيام، لاكتشاف تجربة مسرحية غير تقليدية، من خلال العرض المسرحي «كانت غضبة».

«الشرق الأوسط» (الرياض)

قادة البحث والابتكار العالميون يناقشون في الرياض تأثيرات الذكاء الاصطناعي

200 ممثل من 66 دولة استعرضوا في الرياض أساليب مبتكرة لدعم البحث العلمي (واس)
200 ممثل من 66 دولة استعرضوا في الرياض أساليب مبتكرة لدعم البحث العلمي (واس)
TT

قادة البحث والابتكار العالميون يناقشون في الرياض تأثيرات الذكاء الاصطناعي

200 ممثل من 66 دولة استعرضوا في الرياض أساليب مبتكرة لدعم البحث العلمي (واس)
200 ممثل من 66 دولة استعرضوا في الرياض أساليب مبتكرة لدعم البحث العلمي (واس)

انطلقت في الرياض، الثلاثاء، أعمال الاجتماع السنوي الثالث عشر لمجلس البحوث العالمي، بمشاركة 200 ممثل من 66 دولة حول العالم، بما فيهم 54 رئيساً للمنظمات البحثية، إلى جانب قادة وخبراء مؤسسات تمويل البحث العلمي والابتكار.

وأكّد الدكتور منير الدسوقي، رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية (كاكست)، نائب رئيس مجلس محافظي المجلس، أن استضافة السعودية لهذا الاجتماع الذي يعقد لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يمثل خطوة كبيرة نحو تعزيز الابتكار العالمي.

وأوضح أن استضافة هذا الحدث في «الكراج» تُعدّ رمزاً للتحول الذي تقوده «رؤية السعودية 2030» عبر استثمارها موقعاً لمواقف السيارات إلى أكبر حاضنة للتقنيات العميقة في المنطقة، التي تتيح الوصول لأكثر من 100 مختبر ومعمل وطني، ممكنةً القطاع البحثي من تحويل مخرجات البحوث التطبيقية من المختبر إلى السوق وتسريع الابتكار.

«الكراج» يحتضن نحو 300 شركة ناشئة حقَّقت قيمة سوقية تجاوزت ملياري دولار (واس)

وبيَّن الدسوقي أن مشروع «الكراج» يعكس التحول السريع الذي تشهده السعودية في مجال الابتكار، إذ يحتضن أكثر من 300 شركة ناشئة حقَّقت قيمة سوقية تجاوزت ملياري دولار، وخرّج 600 شركة خلال العامين الماضيين، ووفّر 7500 وظيفة.

من جانبه، نوّه الدكتور محمد العتيبي، المشرف العام على هيئة البحث والتطوير والابتكار، أن استضافة السعودية لهذا الاجتماع تعكس التزامها ببناء البنية التحتية البحثية عالمية المستوى، لافتاً إلى سعيها من خلال «رؤية 2030» إلى جذب المواهب، وتعزيز البيئة التمكينية لتحويل الأفكار إلى واقع ملموس، ودعم مبادئ العلم المفتوح وأطر الذكاء الاصطناعي الأخلاقية.

بدوره، ثمَّن الدكتور أليخاندرو آدم، رئيس مجلس محافظي «البحوث العالمي»، استضافة السعودية للاجتماع الذي يمثل فرصة فريدة لمناقشة التحديات العالمية، التي للبحث والابتكار دور حيوي في مواجهتها، بإجماع دولي، و«سينعكس ذلك على التزامنا بتحقيق التعاون العالمي المستدام».

الاجتماع يمثل فرصة فريدة لمناقشة التحديات العالمية للبحث والابتكار (واس)

إلى ذلك، شدّد الدكتور أورهان أيدين، رئيس مجلس البحوث العلمية والتكنولوجية التركي «توبيتاك»، على أهمية التعاون الدولي لمواجهة التحديات العالمية، مثل التحول نحو الطاقة النظيفة وتقليل الانبعاثات، لافتاً إلى أنه يُمكن عبر العمل المشترك تطوير حلول فعّالة للتحديات البيئية، وتشكيل مستقبل أفضل للبشرية والكوكب عبر الابتكار والبحث عالي الجودة.

وتضمن افتتاح الاجتماع استعراضاً لقصص ملهمة لشباب وفتيات أبرزوا قدرة المبتكرين السعوديين على المنافسة عالمياً، حيث طوَّرت المهندسة فجر الخليفي جهازاً هجيناً لتوليد الطاقة من الشمس والمطر، وابتكرت منال العسكري نظاماً متقدماً لالتقاط الطاقة الشمسية والحرارية بكفاءة عالية.

ونقل العلماء السعوديون تجربتهم في استثمار مخرجات البحوث التطبيقية إلى شركات ناشئة في التقنيات العميقة، تدعم الاقتصاد الوطني، وتحقق مستهدفات الرؤية في تعزيز تنافسية المملكة عالمياً، إذ نجح الدكتور علي الحسن في إنشاء شركة لتطوير تقنية نانوية لعلاج الأمراض الوراثية بتكلفة أقل، واستعرضت الدكتورة هدى الخلف شركة ناشئة تقدم حلولاً طبية متطورة باستخدام الخلايا الجذعية.

قصص ملهمة أبرزت قدرة المبتكرين السعوديين على المنافسة عالمياً (واس)

وشهدت أجندة الاجتماع العالمي مناقشات عن الأساليب المبتكرة لدعم البحث العلمي في ظل التحديات العالمية، قدّمها البروفسور تشيليدزي ماروالا مدير جامعة الأمم المتحدة، وأبرز الدكتور وليد الصنيع من «كاكست» أهمية الذكاء الاصطناعي في تطوير منظومات البحث العلمي.

وركّزت الجلسات على مناقشة استراتيجيات تعزيز التعاون الإقليمي في البحث العلمي، وتأثير الذكاء الاصطناعي على الابتكار، وتمكين المجتمعات البحثية عبر التقنية الحديثة، كما استعرضت المبادئ الرئيسية لإدارة البحث العلمي في عصر الذكاء الاصطناعي.

وناقشت مجموعات العمل قضايا ترتبط بالابتكار العلمي في الأميركيتين، وآفاق التعاون البحثي في آسيا والمحيط الهادئ، وأولويات البحث في أوروبا، إلى جانب تطوير البنية التحتية للبحث العلمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.