10 قصص مع ديكوراتها الخاصة، و12 موهبة تمثيلية تؤلف قالب العرض المسرحي الذي يحمل اسم: «مش مسرحية»، على خشبة «ديستركت 7». وبدعوة من كاتب العمل ومخرجه طارق سويد، احتشد عددٌ من الصحافيين لحضوره، وعلى مساحة صغيرة تعبق بدفء الفن الحقيقي، تدور أحداث «مش مسرحية».

تأتي المسرحية نتيجة ورشة عمل قام بها سويد مع شباب من هواة المسرح التقاهم في استوديو الممثلة فيفيان أنطونيوس (أتيليه دار). حين دعته لينظِّم لهم ورشة تدريبية في التمثيل. أُعجب سويد بتلك المواهب وقرَّر أن يقدمها في عمل مسرحي، فاستمرت لقاءاته معهم لنحو 6 أشهر متتالية، لتكون المسرحية ثمرة هذا التعاون بعد أن اكتشف مواهب تمثيلية حقيقية بينهم.
يضمُّ فريق الممثلين إيلي الحلو، ورنا يمين، وروني فارس، وباميلا جرمانوس، ورونالدو سعد، ورايا الحوت، وإلسي شلِّيطا، وإسماعيل حسينات، وجوي مانوكيان، وناتالي جرجس، وأيمن التيماني، وماريتا حدَّاد.

من عنوانها «مش مسرحية»، يُدرك مشاهد العمل أن العرض لا بدَّ أن يخرج عن المألوف. وبعيداً عن المسرحيات التقليدية، أخذها كاتبها ومخرجها الممثل طارق سويد إلى المسرح الواقعي، فكتب نصوصها برشاقة، وصنع عناصرها بإتقان.
يحبك سويد قصص المسرحية بحرفية الكاتب المسؤول والموضوعي. يخرج عن المألوف في كيفية انتقاء موضوعاتها وتنفيذها، ويعبُر فيها إلى الخشبة الواقعية التي تلامس قلوب جمهورها. تُقدَّم هذه القصص لتكون بمثابة ومضات فنية تجذب متابعها بلا ملل.

لا تتجاوز مدة عرض كل قصة الدقائق الـ10؛ تتناول الوظيفة الرسمية، والعلاقة الزوجية، و«السوشيال ميديا»، والماورائيات، وخفوت وهج المشاهير، وأوهام علاقات الحبّ وغيرها. فتسلّط الضوء على مشكلات شائكة وعلى حالات اجتماعية تدعو إلى القلق.
طارق سويد مُفعم بالحيوية وشغوف بعمله إلى آخر حد، كان المخرج والكاتب والممثل في آن؛ يتنقل بين كواليس الخشبة وصالة العرض بين مشهد وآخر. هدفه واضح، محوره ملامسة العمل المتكامل. فلم يكن يرغب أن تفوته ردود فعل الحضور كما أداء الممثلين. وذلك لتأكيد أن الضحكة والابتسامة كما اللوعة والدمعة الرقيقة لامست قلب المشاهد.
أما المفاجأة فاتَّسمت بالمواهب الشابة المشاركة، فمجموعة الممثلين الـ12 بدوا محترفين يتعاملون مع الخشبة وكأنهم يعرفونها منذ زمن. ولُوحظ أداء ممتع لكل من روني فارس وناتالي جرجس، فكانا الثنائي الذي عرِف كيف يخلط بين الأداء الكوميدي والدرامي بشكل لافت. في حين استمتع جمهور المسرحية بإطلالة رنا يمّين التي قدّمت قصة مؤثرة عن وهم «السوشيال ميديا»؛ فأدّت دورها باحترافية متجاوزة التمثيل العادي، ومبتعدة عن المبالغة في الأداء.

يستمر عرض المسرحية لغاية 27 أبريل (نيسان)، لتعود إلى خشبة «ديستريكت 7» مرَّة جديدة في 4 و5 و17 و18 مايو (أيار) المقبل.
«مش مسرحية»، اسم على مسمَّى، إذ جاء محتواها ليحاكي الناس ويخاطبهم بلسان حالهم؛ وقولَب سويد موضوعاتها لتكون بمثابة قصص حياة، وكانت الخشبة بمثابة منصة تفاعلية تربط بينها وبين الجمهور بخيط رفيع، وهو ما استلزم فنَّ التخاطب بين طارق سويد والحضور، في حين عكس الممثلون تقنية سويد في الأداء، فمارسوا اللعبة المسرحية بطبيعية مطلقة.


