تبدو اللوحة للوهلة الأولى كأنها صورة إنسان لافتة للنظر رسمها إدفارت مونك عام 1892، قبل عام من رسم ذلك العبقري النرويجي تحفته المميزة والأكثر شهرة «The Scream»، (الصرخة)، حسب صحيفة «الغارديان» البريطانية.
وعند النظر جيداً إلى كُمِّ ثوب الرجل في اللوحة بطول الحافة السفلية، سيرى المرء جسمين أثيريين يتعانقان في مشهد غامض تحت ضوء القمر.
ستكون تلك هي المرة الأولى التي تُعرض فيها هذه اللوحة المثيرة للاهتمام الموجودة داخل اللوحة الأساسية، التي أبدعها واحد من أهم فناني القرن العشرين وأحد رواد المدرسة التعبيرية، في بريطانيا بعد إعادة اكتشافها. وسيجري الكشف عنها في «معرض اللوحات الوطني» في مارس (آذار) ضمن معرض كبير بعنوان «لوحات بورتريه إدفارت مونك».
كان الشخص الذي جرى تصويره في اللوحة هو ثور لوتكن، صديق لمونك، وهو محامٍ قدم له مساعدة قانونية، وقضى معه أشهر الصيف على ضفاف خليج «أوسلو».
وتظهر إحدى بنات لوتكن أيضاً في لوحة مونك «The Girls on the Bridge»، (الفتيات على الجسر)، 1901.
كانت الصورة الشخصية المرسومة للوتكن بالزيت على القماش مدرجة في الكتالوغ النهائي للوحات مونك تحت اسم «موقع غير معروف».
وفي الواقع، كانت اللوحة بحوزة أحفاد المحامي، الذين انتقلوا إلى إسبانيا وأعاروها إلى المتحف الوطني للفنون في كاتالونيا ببرشلونة قبل بيعها في عام 2022 ليستفيد منها عدة أفراد من العائلة.
باع أرتور رامون، تاجر أعمال فنية في برشلونة اللوحة، وقال إن هناك اعتقاداً بأن مونك قد رسم اللوحة لصديقه مقابل خدماته القانونية بدلاً من دفع المال نقداً.
وكان لوتكن واحداً من عدة أصدقاء وصفهم مونك بأنهم «حراس الإنقاذ في حياته» أو «حُماته»، الذين ساعدوه في أوقات صعبة عصيبة.
ومن المؤكد أن مونك كان سيشعر بالذهول لو علم أن إحدى نسخ لوحته «The Scream» قد بيعت بمبلغ قياسي قدره 119.9 مليون دولار في عام 2012.