سائقو الأجرة والإسعاف الأقل عرضة للوفاة بسبب ألزهايمر

سيارات إسعاف بالقرب من مستشفى في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)
سيارات إسعاف بالقرب من مستشفى في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)
TT

سائقو الأجرة والإسعاف الأقل عرضة للوفاة بسبب ألزهايمر

سيارات إسعاف بالقرب من مستشفى في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)
سيارات إسعاف بالقرب من مستشفى في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)

سجّل سائقو سيارات الأجرة والإسعاف، الذين تعتمد وظائفهم على المهارات المكانية والملاحية المكثفة، أدنى معدلات وفيات بسبب مرض «ألزهايمر» مقارنة بالمهن الأخرى، وفق دراسة أميركية.

وأوضح الباحثون من مستشفى «ماس جنرال بريغهام» أن الدراسة تُسلّط الضوء على أهمية ممارسة الأنشطة التي تتطلب استخدام الذاكرة المكانية في الحياة اليومية، ليس فقط للوظائف، بل بوصفها جزءاً من الوقاية من «ألزهايمر»، ونُشرت النتائج، الاثنين، في «المجلة الطبية البريطانية».

ومرض «ألزهايمر» هو اضطراب عصبي تدريجي يؤدي إلى تدهور الوظائف العقلية والإدراكية، مثل الذاكرة والتفكير والقدرة على التعلم. ويُعدّ «ألزهايمر» الشكل الأكثر شيوعاً للخرف، ويتميز بتراكمٍ غير طبيعي للبروتينات في الدماغ، مثل بروتين «الأميلويد»، و«تاو»، مما يؤدي إلى تلف خلايا الدّماغ وموتها. وتبدأ الأعراض عادة بفقدانٍ طفيفٍ للذاكرة، وتزداد سوءاً بمرور الوقت لتؤثر على القدرة في أداء الأنشطة اليومية.

وخلال الدراسة، حلّل الباحثون بيانات الوفاة لما يقرب من 9 ملايين شخص بين 1 يناير (كانون الثاني) 2020 و31 ديسمبر (كانون الأول) 2022، مع التركيز على 443 مهنة مختلفة. وتضمّنت البيانات أسباب الوفاة، والمهنة الرئيسة التي عمل بها المتوفي معظم حياته، بالإضافة إلى معلومات ديموغرافية واجتماعية مثل العمر والجنس والعِرق والمستوى التعليمي.

ومن بين أولئك الذين وُثّقت معلوماتهم المهنية، كان مرض «ألزهايمر» سبب الوفاة لدى 3.9 في المائة (348 ألفاً و328 حالة وفاة). ومع ذلك، سجّلت الدراسة أدنى النسب بين سائقي سيارات الأجرة (1.03 في المائة)، وسائقي سيارات الإسعاف (0.74 في المائة)، مقارنة بنسبة (1.69 في المائة) من عموم السكان.

وبعد تعديل النتائج بناءً على العُمر والعوامل الديموغرافية الأخرى، ظلّت هاتان الفئتان المهنيتان الأقل تعرضاً للوفاة بسبب «ألزهايمر».

ووفق الباحثين، يرتبط مرض «ألزهايمر» بتلف منطقة الحُصين في الدماغ، وهي منطقة مسؤولة عن الذاكرة المكانية والتنقل. وأظهرت أبحاث سابقة تعزيز هذه المنطقة لدى سائقي سيارات الأجرة مقارنة بعامة الناس.

وتشير الدراسة إلى أن الوظائف التي تتطلب معالجة مكانية مكثفة، مثل قيادة سيارات الأجرة والإسعاف، قد تسهم في تعزيز منطقة الحُصين، وبالتالي تقليل خطر الوفاة بمرض «ألزهايمر».

وعلى العكس، لم تُلاحظ النتائج نفسها بين العاملين في وظائف أخرى تعتمد على نقل الركاب، مثل سائقي الحافلات أو الطيارين، الذين يعتمدون على مسارات محددة مسبقاً، مما يحد من استخدام المهارات المكانية المكثفة.

وقال الباحثون إن هذه النتائج تُعَدّ نقطة انطلاق لفرضيات جديدة، وهناك حاجة لإجراء المزيد من الأبحاث لتحديد ما إذا كانت الأنشطة المعرفية المكثفة في العمل أو الحياة اليومية يمكن أن تساهم في الوقاية من «ألزهايمر».


مقالات ذات صلة

المكسرات والأسماك للوقاية من الإصابة بالخرف

صحتك ترفع المكسرات والأسماك الدهنية والخضروات والفواكه من مستويات الكوليسترول الجيد بالجسم  (جامعة ناغويا)

المكسرات والأسماك للوقاية من الإصابة بالخرف

أفاد فريق من الباحثين بأن البروتين الدهني عالي الكثافة قد يلعب دوراً حيوياً في الحفاظ على مادة الدماغ الصحية لدى البالغين في منتصف العمر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق الكلاب المدربة وسيلة فعّالة في اكتشاف بيض حشرة الفانوس المرقطة (جامعة كورنيل)

كلاب مدرّبة لرصد آفات مدمّرة في المحاصيل الزراعية

أفادت دراسة أميركية حديثة بأن الكلاب المدربة وسيلة فعّالة في اكتشاف بيض حشرة «الفانوس المرقطة»، وهي آفة زراعية غازية تُهدد المحاصيل في الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق النوم الجيد يعزز قدرة الدماغ على التحكم في استرجاع الذكريات السلبية (جامعة سيدني)

النوم الجيد يقلل استدعاء الذكريات المزعجة

توصلت دراسة بريطانية إلى أن النوم الجيد، خصوصاً خلال مرحلة «نوم حركة العين السريعة»، يلعب دوراً حاسماً في تقليل تداعي الذكريات المُزعجة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق النبتة الغريبة (متحف فلوريدا للتاريخ الطبيعي)

«نبات غريب» عمره 47 مليون سنة يُذهل العلماء

اكتشف العلماء أحفورة فريدة لا تتطابق مع أي نوع معروف من النباتات المُزهرة؛ وهو تقدُّم يضيء أكثر على التنوُّع القديم للكوكب.

«الشرق الأوسط» (فلوريدا)
يوميات الشرق يركز النظام الغذائي على الخضراوات النباتية مع كمية متواضعة من اللحوم والطيور والألبان (جامعة كاليفورنيا - ديفيس)

نظام غذائي يقلل من خطر الوفاة المبكرة

وجدت دراسة جديدة أن النظام الغذائي الصحي الذي يركز على الأطعمة النباتية غير المصنعة يمكن أن يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 30 في المائة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

عصام عمر: «السيد رامبو» يراهن على المتعة والمستوى الفني

عصام عمر خلال العرض الخاص للفيلم (حسابه على فيسبوك)
عصام عمر خلال العرض الخاص للفيلم (حسابه على فيسبوك)
TT

عصام عمر: «السيد رامبو» يراهن على المتعة والمستوى الفني

عصام عمر خلال العرض الخاص للفيلم (حسابه على فيسبوك)
عصام عمر خلال العرض الخاص للفيلم (حسابه على فيسبوك)

قال الفنان المصري عصام عمر إن فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» يجمع بين المتعة والفن ويعبر عن الناس، وإن الاستقبال الذي حظي به في المهرجانات السينمائية مهد طريقه إلى الجمهور مع بدء عرضه في دور السينما بمصر والدول العربية.

وأكد الفنان الشاب في حواره مع «الشرق الأوسط» أن علاقته بالكلب «رامبو» مرت بمراحل عدة وأنه ظل يتدرب معه طوال 4 أشهر حتى أصبحا صديقين، مشيداً في الوقت نفسه بالعمل مع المخرج خالد منصور الذي أدار العمل بحرفية، ولفت إلى أنه يحب العمل مع مخرجين في تجاربهم الأولى؛ حيث يكون لديهم الشغف والرغبة في تحقيق الذات.

ويعد فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» أولى بطولات عصام عمر السينمائية، بعدما بدأ مشواره في المسرح ممثلاً ومخرجاً، كما شارك في مسلسلات تلفزيونية عدة، من بينها «في بيتنا روبوت»، و«الآنسة فرح»، و«منورة بأهلها»، غير أن الجمهور تعرف عليه بشكل أكبر من خلال مسلسل «بالطو»، الذي أدى فيه دور طبيب حديث التخرج يواجه ظروفاً صعبة أثناء انتدابه للعمل بإحدى القرى، وهو العمل الذي كشف عن حضوره وموهبته، وفق نقاد.

الفنان عصام عمر خلال مشاركته ضمن فعاليات مهرجان البحر الأحمر (حسابه على فيسبوك)

ويصف الفنان المصري لحظة تلقي سيناريو الفيلم بـ«الفارقة»، وأضاف: «أحببت الفيلم لأنني أميل لهذه الأدوار التي تروي حكايات الناس، وفي السينما عندنا يقومون بتصنيف الأفلام يقولون إن بعضها (أرت هاوس)؛ أي تعني أفلاماً فنية لا تحقق إيرادات، وهناك أفلام تجارية تحقق إيرادات، وكأن الأموال هي معيار كل شيء، لكنني حين قرأت سيناريو الفيلم شعرت بأنه حقق كل شيء على مستوى الكتابة الجيدة ورسم الشخصيات، فهو عمل يمزج بين المتعة وجودة المستوى الفني والقصة الشيقة».

الرحلة التي قطعها الفيلم بين المهرجانات الكبرى كان عصام عمر شاهداً عليها، ومع بداية عرضه الافتتاحي في مهرجان «فينسيا السينمائي» الـ81 أعاد العمل السينما المصرية إلى هذا المهرجان العريق بعد غياب، إضافة إلى أنه حظي باستقبال لافت في العروض الثلاثة له، وفي عرضه العربي الأول بمهرجان البحر الأحمر السينمائي خلال دورته الرابعة حيث حاز الفيلم دعماً من المهرجان، وشارك بمسابقة الأفلام الطويلة، ليتوج بجائزة لجنة التحكيم الخاصة.

الفنان المصري عصام عمر بطل فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» (حسابه على فيسبوك)

وفي مهرجان قرطاج شهدت عروض الفيلم حضوراً مميزاً من الجمهور، حيث يقول عصام: «كنا سعداء بكل ما تحقق للفيلم من نجاح أمام الجمهور العربي والأجنبي الذي أحبه وأشاد به، والآن نتطلع ليحقق نجاحاً مماثلاً أثناء عرضه في دور السينما بمصر والدول العربية، وأنا واثق بأن هذه المهرجانات ستمهد طريقه للجمهور في كل مكان».

ويرى عمر أنه «ليس مطلوباً من الأفلام أن تقدم رسائل طول الوقت، وسواء كان العمل دراما اجتماعية أو كوميدية أو أي نوع آخر، فلا بد أن يشعر المشاهد بشيء، وهذا ما حدث معي وأنا أقرأه، وحتى بعدما شاهدته شعرت بإحساس أتمنى أن يشعر به الجمهور».

وفي مشاهد الفيلم يشعر المشاهد بأن هناك علاقة وطيدة بين عصام و«الكلب رامبو» حتى تصور البعض أنه كلبه الخاص، لكن الحقيقة غير ذلك، إذ مرت علاقتهما بمراحل عدة خلال التصوير، يقول عنها عصام: «لم تكن عندي مشكلة في التعامل مع (رامبو)، لكننا احتجنا في البداية للتدرب على المشاهد التي تجمعنا، وهي كثيرة، وبعد أن اشتغلت معه لأشهر أصبحنا صديقين، ثم جاء المدربون وقالوا (لا بد أن تبتعد عنه قليلاً لأنه بدأ يسمع كلامك أكثر منا)، وبالتالي لن يستطيعوا توجيهه في التصوير، فابتعدت عنه لفترة ثم عدنا مرة أخرى، وأنا لا أنكر أنها كانت تجربة صعبة، لكنني لا أحب الاستسهال، وأُدرك أن كل شيء مميز في الفن والحياة ينطوي على قدر من الصعوبة».

ملصق الفيلم (الشركة المنتجة)

ومثلما هي أول بطولة سينمائية لعصام عمر فإنه أيضاً أول فيلم طويل للمخرج خالد منصور، الذي يقول عنه عصام: «من اللحظة الأولى التي التقيت فيها خالد عرفت أنه مخرج واعٍ يعرف ما يريده، إضافة إلى أنه يعشق عمله ويخلص له، كما أحببت جداً التعاون معه، ورغم أنني لم أكن أول ممثل يرشح لبطولة العمل، لكنني حمدت الله أنه وصل إليّ في النهاية، وقد سعدت بعملي مع فريق الفيلم ومع خالد منصور، الذي أعتبره إنساناً رائعاً قبل أن يكون مخرجاً موهوباً».

وينفي عمر تردده في العمل مع مخرجين جدد، قائلاً: «لم أخض تجارب سينمائية سابقة تجعلني أقول إنني أحب العمل مع مخرج بعينه، كما أنني لست ممثلاً كبيراً حتى يقال إنني أُخاطر بالعمل مع مخرج جديد، والأهم أنني أحب العمل مع مخرجين يقدمون أعمالهم الطويلة للمرة الأولى؛ لأن لديهم شغفاً أكبر ورغبة قوية في تحقيق الذات».

عصام عمر خلال العرض الخاص للفيلم (حسابه على فيسبوك)

بعد «رامبو» أحب عصام عمر السينما وبدأ يركز عليها، وعن ذلك يقول: «أتمنى أن أقدم أفلاماً كثيرة، وأن يكون لي سجل حافل بأعمال جيدة يحبها الناس، ولست مستعجلاً في ذلك، فأنا أحرص على اختيار أعمال تناسبني وتتوافق مع رغبتي في تقديم أدوار فنية تلامس ذائقة الجمهور، وسيعرض لي في عيد الفطر القادم فيلم (سيكو سيكو) من إخراج عمر المهندس مع خالد الصاوي، وطه الدسوقي، وتارا عماد، وديانا هشام، كما أقوم بتصوير فيلم (فرقة الموت) مع أحمد عز ومنة شلبي وآسر ياسين، وإخراج أحمد علاء الديب».

وفي ختام حديثه، كشف عصام أنه يصور حالياً مسلسلاً جديداً ينافس به في موسم رمضان المقبل بعنوان «نص الشعب اسمه محمد» وهو عمل «لايت كوميدي» كتبه محمد رجاء، ومن إخراج عبد العزيز النجار، ويشاركه في البطولة رانيا يوسف، ومايان السيد، ومحمد محمود، ومحمد عبد العظيم.