مؤشرات لإدمان المراهقين الألعاب الإلكترونية

الألعاب الإلكترونية تُشكل جزءاً كبيراً من حياة عدد من المراهقين (جامعة فلندرز)
الألعاب الإلكترونية تُشكل جزءاً كبيراً من حياة عدد من المراهقين (جامعة فلندرز)
TT

مؤشرات لإدمان المراهقين الألعاب الإلكترونية

الألعاب الإلكترونية تُشكل جزءاً كبيراً من حياة عدد من المراهقين (جامعة فلندرز)
الألعاب الإلكترونية تُشكل جزءاً كبيراً من حياة عدد من المراهقين (جامعة فلندرز)

اكتشف باحثون من جامعة روتشستر البريطانية علامة عصبية في الدماغ تشير إلى قابلية بعض المراهقين لإدمان الألعاب الإلكترونية.

وأوضح الباحثون أن اكتشاف العلامات العصبية المرتبطة بإدمان الألعاب يُساعد على تطوير أدوات تشخيص مبكرة لتحديد الأطفال والمراهقين الأكثر عرضة للإدمان، ونشرت النتائج، الاثنين، في دورية «Journal of Behavioral Addictions».

وتُعد الألعاب الإلكترونية جزءاً أساسياً من حياة عدد من المراهقين؛ حيث توفر لهم وسائل للتسلية، والتواصل الاجتماعي، وتنمية مهارات مختلفة، مثل التفكير الاستراتيجي وحل المشكلات. ومع ذلك، قد يصبح هذا النشاط مشكلة عند تجاوزه حدود الاستخدام الصحي، ما يؤدي إلى ظهور أعراض الإدمان التي يمكن أن تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية للمراهقين.

لذا، فإن تحقيق التوازن بين الاستمتاع بالألعاب والحفاظ على نمط حياة صحي يُعدّ أمراً ضرورياً لضمان تأثير إيجابي على نمو المراهقين وتطورهم، وفق الباحثين.

واعتمدت الدراسة على تحليل بيانات 6143 مراهقاً، تتراوح أعمارهم بين 10 و15 عاماً، جُمعت على مدى 4 سنوات. واستخدم الباحثون تقنيات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) لرصد نشاط الدماغ، وركّزوا على قياس استجابة الدماغ لتحفيز المكافآت.

وكشفت الدراسة عن ارتباط بين انخفاض نشاط مناطق الدماغ المسؤولة عن اتخاذ القرار ومعالجة المكافآت وارتفاع احتمالية ظهور أعراض إدمان الألعاب الإلكترونية في السنوات اللاحقة.

وأظهرت النتائج أن المراهقين الذين ظهرت لديهم أعراض الإدمان أظهروا نشاطاً أضعف في المناطق الدماغية المرتبطة بمعالجة المكافآت. ويشير ذلك إلى أن انخفاض حساسية الدماغ للمكافآت غير المتعلقة بالألعاب قد يكون عاملاً رئيساً في تطور هذا النوع من الإدمان. كما لوحظ أن النشاط الدماغي المنخفض يرتبط بزيادة أعراض الإدمان مع مرور الوقت، ما يؤكد أهمية العلامات العصبية في التنبؤ بالمخاطر المستقبلية.

وقال الدكتور دانيال لوبيز، الباحث الرئيس للدراسة من جامعة روتشستر: «الألعاب الإلكترونية ليست ضارة بحد ذاتها، لكنّ هناك حدّاً ينبغي عدم تجاوزه».

وأضاف عبر موقع الجامعة: «تُظهر دراستنا أن بعض الأشخاص أكثر عرضة للإدمان، وهذا يُشكل رسالة مهمة للآباء الذين يسعون لتحقيق توازن بين اللعب الصحي والاستخدام المفرط».

وأكد الباحثون أن هذه النتائج تُمثل خطوة مهمة نحو تحديد المراهقين الأكثر عرضة للإدمان، ما يُمكّن الآباء والجهات التربوية من اتخاذ خطوات استباقية لتوفير بيئة صحية وتحقيق التوازن بين الترفيه والمسؤولية.

وأشاروا إلى أن هذه الدراسة تأتي ضمن مشروع أوسع لفهم تطور الدماغ خلال مرحلة المراهقة؛ ما يفتح المجال أمام أبحاث مستقبلية تُركز على السلوكيات الخطرة لدى الشباب.


مقالات ذات صلة

«أسترو بوت» تفوز بجائزة «أفضل لعبة فيديو» لعام 2024

تكنولوجيا فازت لعبة «أسترو بوت» بجائزة أفضل لعبة فيديو لعام 2024  «Game Awards 2024» المُقامة في لوس أنجليس (متداولة)

«أسترو بوت» تفوز بجائزة «أفضل لعبة فيديو» لعام 2024

فازت «أسترو بوت»، وهي لعبة تكرّم أشهر الأبطال في أجهزة سوني، بجائزة أفضل لعبة فيديو لعام 2024 المُقامة في لوس أنجليس الأميركية.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق ألعاب الفيديو يمكن أن تساعد على تعزيز ذكاء الأطفال (رويترز)

دراسة: ألعاب الفيديو تزيد معدل ذكاء الأطفال

قالت دراسة جديدة إن ممارسة الأطفال لألعاب الفيديو تزيد من معدل ذكائهم، وهو ما يتناقض إلى حد ما مع السرد القائل بأن هذه الألعاب سيئة لأدمغة وعقول الأطفال.

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)
يوميات الشرق ممارسة ألعاب الفيديو قد تساعد الأشخاص في حياتهم المهنية (رويترز)

ممارسة ألعاب الفيديو تساعدك في حياتك المهنية

كشفت دراسة جديدة أن ممارسة ألعاب الفيديو قد تساعد الأشخاص في حياتهم المهنية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
رياضة سعودية  الأمير فيصل بن بندر رئيس الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية وتيليز خلال حفل التدشين (الشرق الأوسط)

«بوكيمون جو» الشهيرة تنطلق في السعودية بحضور 5 آلاف عاشق

في أجواءٍ احتفالية رائعة وبحضور أكثر من 5 آلاف شخص من محبّي بوكيمون جو في المملكة، شهد بوليفارد سيتي) الجمعة (، الحدث الرسمي لإطلاق بوكيمون جو في السعودية.

«الشرق الأوسط» (الرياض )
تكنولوجيا ممارسة ألعاب الفيديو تجعل عقلك أصغر سناً (رويترز)

دراسة: ألعاب الفيديو تجعل عقلك أكثر شباباً... التمارين لا تفعل ذلك

كشفت دراسة جديدة عن أن ممارسة ألعاب الفيديو تجعل عقلك أكثر شباباً، لكن التمارين الرياضية لا تفعل ذلك.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)

صفة شخصية أساسية قد تدفع الأزواج إلى الطلاق... احذرها

العصابية التي تتميز بعدم الاستقرار العاطفي هي المحرك الرئيسي للطلاق لدى الكثير من الأزواج (رويترز)
العصابية التي تتميز بعدم الاستقرار العاطفي هي المحرك الرئيسي للطلاق لدى الكثير من الأزواج (رويترز)
TT

صفة شخصية أساسية قد تدفع الأزواج إلى الطلاق... احذرها

العصابية التي تتميز بعدم الاستقرار العاطفي هي المحرك الرئيسي للطلاق لدى الكثير من الأزواج (رويترز)
العصابية التي تتميز بعدم الاستقرار العاطفي هي المحرك الرئيسي للطلاق لدى الكثير من الأزواج (رويترز)

من المفترض أن يكون الزواج الصحي مكاناً آمناً للشريكين. لا يعني ذلك بالطبع غياب الصراع أو أن تكون في حالة معنوية جيدة بجميع الأوقات، ولكن كيفية التعامل مع لحظات التوتر أو التجارب العاطفية اليومية أو الأحداث الحياتية الأكثر أهمية قد تؤثر على طول عمر العلاقة.

العصابية التي تتميز بعدم الاستقرار العاطفي والتفاعلية العالية، هي المحرك الرئيسي للطلاق لدى الكثير من الأزواج. في حين أن جميع العلاقات تشهد صعوداً وهبوطاً، فإن الأفراد الذين لديهم مستويات عالية من العصابية هم أكثر عرضة لتفسير تلك التغيرات بطرق سلبية ومدمرة، وفقاً لموقع «سايكولوجي توداي».

وهناك سببان لكون المستويات العالية من العصابية أداة لنهاية الزواج، وفقاً للأبحاث:

التحيز السلبي القوي يصعد الصراع

أحد الأسباب الرئيسية لكون العصابية العالية ضارة جداً بالزواج هو تحيزها السلبي القوي. غالباً ما يفسر الأفراد العصابيون الأحداث الغامضة أو المحايدة من خلال عدسة متشائمة، مما يؤدي إلى تصعيد الصراعات التي قد تكون طفيفة بخلاف ذلك.

وجدت دراسة أجريت عام 2020 ونشرت في مجلة «BMC Psychology» أن الأزواج الذين لديهم مستويات أعلى من العصابية يعانون من مستويات أقل من الرضا الزوجي. ويرجع هذا إلى حد كبير إلى أن هؤلاء الأفراد يميلون إلى التركيز بشكل أكبر على التجارب السلبية، وتفسير حتى التعليقات أو الأفعال الحميدة من شريكهم على أنها عدائية أو تهديدية.

يشرح الباحثون: «قد تظهر التأثيرات السلبية للعصابية على الرضا الزوجي من خلال خلق القلق والتوتر والبحث عن العداء والاندفاع والاكتئاب وانخفاض احترام الذات».

ويميل الأفراد الذين يعانون من عصبية شديدة إلى أن يكونوا أكثر حساسية للتوتر، وحتى المضايقات البسيطة قد تؤدي إلى ردود فعل عاطفية غير متناسبة. وفي سياق الزواج، يمكن لهذه الميول أن تخلق حقل ألغام عاطفي، مما يسبب صراعاً دائماً وسوء تفاهم وإرهاقاً لكلا الشريكين.

تفاعلات قد تضعف العلاقة

يواجه الأفراد الذين يعانون من تفاعلات عاطفية عالية صعوبة في إدارة مشاعرهم، وغالباً ما يتفاعلون بحساسية عالية، ونوبات غضب شديدة، وتعافي بطيء من المشاعر السلبية.

وجدت دراسة أجريت عام 2022 ونشرت في «Frontiers in Psychology» أن التفاعلات العاطفية العالية مرتبطة أيضاً بمستويات أقل من «استجابة الشريك المتصورة»، التي تشير إلى مدى شعور الزوج بالفهم والتقدير والرعاية من قبل شريكه.

ويُنظر بسهولة إلى الأفراد الذين لديهم ميول عاطفية عالية على أنهم غير ودودين أو حتى عدائيين من قِبَل أزواجهم، كما كتب الباحثون. لذلك، عندما يكون أحد الشريكين شديد التفاعل العاطفي، غالباً ما يشعر الآخر بالأذى أو الإهمال أو سوء الفهم، مما يؤدي إلى انخفاض جودة الزواج.

لكي تزدهر العلاقة، يحتاج كلا الشريكين إلى الشعور بأن احتياجاتهما العاطفية يتم تلبيتها. الأزواج الذين يمكنهم التعامل بهدوء مع التوتر والاستجابة للاحتياجات العاطفية لبعضهم بعضاً يبنون الثقة والمشاعر الإيجابية.

من ناحية أخرى، عندما يتفاعل أحد الشريكين باستمرار بغضب أو قلق أو إحباط، يصبح من الصعب على الآخر تقديم الدعم. تؤدي هذه الديناميكية إلى تآكل القرب الذي يحتاجه الأزواج للحفاظ على رابطة صحية.