مشعل المطيري: لا أفضّل مشاهدة أفلامي في غرف المونتاج

الفنان السعودي تحدّث لـ«الشرق الأوسط» عن كواليس «ثقوب» و«هوبال»

مشعل المطيري (حسابه على «إنستغرام»)
مشعل المطيري (حسابه على «إنستغرام»)
TT

مشعل المطيري: لا أفضّل مشاهدة أفلامي في غرف المونتاج

مشعل المطيري (حسابه على «إنستغرام»)
مشعل المطيري (حسابه على «إنستغرام»)

أبدى الفنان السعودي مشعل المطيري سعادته بعرض فيلمَيْن يشارك في بطولتهما بمهرجان البحر الأحمر السينمائي الذي يُقام من 5 إلى 14 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، ووصف شعوره تجاه هذا الأمر بـ«الغريب والسعيد» مع اختلاف الأدوار التي يقدّمها وتنوّع سياقات التجربتين، باعتبار أن كلاً منهما يدور حول أشخاص وموضوعات مختلفة؛ مما يزيد من حماسه لترقب معرفة رد فعل الجمهور.

وقال المطيري لـ«الشرق الأوسط» إن خوض تجربة الإنتاج الفني توفّر له فرصاً أكبر للمغامرة، وتقديم أعمال أكثر اختلافاً وتنوعاً، بوصفه متخذ القرار الرئيس، وهو أمر لا يتوافر بالقدر نفسه عندما يشارك في بطولة عمل؛ إذ تكون مساحة الاختلاف مرتبطة بالدور الذي يقدمه مع سعيه لعدم تكرار أي شخصية يقدّمها أمام الكاميرا، أو محاولة استغلال نجاح دور لإعادة تقديمه في عمل آخر.

وكان المطيري قد حضر مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته المنقضية، مشاركاً بفيلم «ثقوب» في برنامج «آفاق السينما العربية»، وهو الفيلم نفسه الذي يجري عرضه أيضاً ضمن برنامج «سينما السعودية الجديدة» في الدورة الرابعة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي التي انطلقت، الخميس، في حين سيُعرض لمشعل المطيري بالمهرجان أيضاً فيلمه الجديد «هوبال» في عرضه العالمي الأول ضمن برنامج «روائع عربية».

وعن فيلم «ثقوب» قال المطيري: «تحمّست للفيلم فور قراءة السيناريو، ولسابق معرفتي وتعاملي مع المخرج عبد المحسن الضبعان، وثقتي برؤيته الفنية، وقد شعرت باستفزاز عند قراءة السيناريو؛ لصعوبته وتعمّقه في التفاصيل أكثر من مرة، وساعدني على أداء الدور وجود فترة مناسبة للتحضير قبل التصوير وجلسات العمل مع المخرج».

مشعل المطيري في لقطة من فيلم «ثقوب» (الشركة المنتجة)

وأوضح أن «الضبعان عمل على الفيلم بشكل أكثر تفصيلاً خلال الجلسات التي جمعتنا، وهو ما لعب دوراً كبيراً في الشكل النهائي للفيلم، خصوصاً مع التعامل خلال البروفات وقبل التصوير مع النص بوصفه كائناً حياً يتطور وينمو مع المناقشات والأفكار المطروحة».

وأشار المطيري إلى صعوبات عدة واجهته في الفيلم، من بينها التمييز بين كل شخصية من الشخصيتين اللتين قدمهما في الأحداث، سواء في طريقة الحديث أو الحركة، وغيرها من الأمور الدقيقة بجانب مشهد «كسر المرآة»، لوجود تحول كبير في المشاعر خلال فترة وجيزة؛ الأمر الذي استلزم تحضيرات وتركيزاً شديداً لأداء المشهد.

وأضاف أنه عندما يوافق على المشاركة في فيلم سينمائي لا يعرف ما إذا كان سيُعرض في مهرجان أم لا؛ لكن تجربة الحضور في «البحر الأحمر» ومن قبلها «القاهرة السينمائي» بأعماله؛ جعلته يشعر بالسعادة.

ويتحدث المطيري عن تجربته في «هوبال» ودور «شنار» الذي يقدمه في الأحداث، مؤكداً أنه «شخصية براغماتية بحتة، ويكون الأقرب لوالده في الأحداث، ويعمل على تنفيذ حديثه باستمرار بما يخدم مصالحه الخاصة، ونشاهد في الأحداث الصدام الذي يقع مع باقي أفراد العائلة».

المطيري على الملصق الدعائي لفيلم «هوبال» (حسابه على «إنستغرام»)

ووصف الممثل السعودي مخرج الفيلم عبد العزيز الشلاحي بأنه «من أهم المخرجين السعوديين؛ لأسلوبه الواضح في العمل ورؤيته في التعبير عن أفكاره»، مشيراً إلى أنه تعاون معه للمرة الثانية بعد تجربتهما الأولى في الفيلم القصير «عود» قبل سنوات.

وحول المعايير التي يضعها بصفته ممثلاً في الأعمال التي يتحمّس لتقديمها، يقول المطيري: «النصوص التي تجذبني لقراءتها من المرة الأولى تكون عادة الأعمال التي أوافق عليها؛ لأن شعوري ممثلاً لا ينفصل عن شعوري قارئاً ومتابعاً للعمل، فإحساسي يتحكم عادة في هذا الأمر».

وأكد أنه يفضّل بصفته ممثلاً الاستمتاع بالتجربة، ويفضّل عدم مشاهدة أعماله في غرف المونتاج، ولكن مع الجمهور في العرض الأول للفيلم، لافتاً إلى بحثه المستمر عن المضامين والأفكار غير المكررة في الأعمال التي يقدمها.

وحول مشروعاته الجديدة خلال الفترة المقبلة، قال المطيري: «لديّ مشروع درامي جديد أعمل على تحضيره منتجاً خلال الفترة الحالية للتصوير بعد شهر رمضان المقبل؛ لكن على مستوى التمثيل ليست لديّ ارتباطات جديدة حالياً».


مقالات ذات صلة

مهرجان برلين السينمائي 75 وليلة افتتاح لم تخلُ من السياسة

يوميات الشرق تيلدا سوينتون عند تسلُّمها جائزة مهرجان برلين الشرفية (أ.ف.ب)

مهرجان برلين السينمائي 75 وليلة افتتاح لم تخلُ من السياسة

شهد مهرجان برلين افتتاحاً مثيراً للجدل يوم الخميس، الثالث عشر من هذا الشهر، وذلك احتفاء بدورته الجديدة (الخامسة والسبعين) التي تدوم حتى الثالث والعشرين من هذا…

محمد رُضا (لندن)
سينما «الضوء» فيلم الافتتاح (إيه آر پي)‬

خطوات حذرة لـ«مهرجان برلين الدولي» الـ74

تتسلم تريشيا تاتَل، مديرة «مهرجان برلين الدولي» الجديدة مهاماً صعبة العام الحالي، بعضها إداريٌّ وبعضها سياسيٌّ. وقد بدأ المهرجان دورته الـ74 مساء يوم الخميس.

محمد رُضا (لندن)
يوميات الشرق فيلم «يونان» للمخرج أمير فخر الدين ينافس على جائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي (إنستغرام)

«مؤسسة البحر الأحمر السينمائي» تعزّز حضورها في مهرجان برلين بـ9 أفلام

تعزّز «مؤسسة البحر الأحمر السينمائي» حضورها في الدورة الـ75 من مهرجان برلين السينمائي عبر تسعة أفلام مدعومة من المؤسسة، من بينها فيلم ينافس في المسابقة الرسمية.

«الشرق الأوسط» (جدة)
يوميات الشرق المخرجة سيلفي باليو تتسلم جائزة أفضل فيلم تسجيلي طويل (إدارة المهرجان)

لبنان يقتنص جوائز «الإسماعيلية التسجيلي» بمصر

اقتنصت السينما اللبنانية أهم جائزتين في مهرجان «الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة» بمصر.

انتصار دردير (الإسماعيلية (مصر))
ثقافة وفنون الدكتور عبد الله الغذامي خلال جلسة الحوار مع ألطاف المطيري ضمن فعاليات مهرجان القرين (كونا)

الغذامي: أعيش في «بيت من نساء» ولا أحملُ ضغينة لأدونيس

تحدث المفكر السعودي الدكتور عبد الله الغذامي خلال جلسةٍ بمهرجان «القرين الثقافي» في الكويت، عن مسيرته في عالم النقد والأدب وبداياته في التعمق والبحث العلمي.

ميرزا الخويلدي (الكويت)

«إيكادولي»... معرض مصري يستلهم الحبّ في النوبة

لوحات الفنانة فاطمة حسن مشحونة بالمشاعر (الشرق الأوسط)
لوحات الفنانة فاطمة حسن مشحونة بالمشاعر (الشرق الأوسط)
TT

«إيكادولي»... معرض مصري يستلهم الحبّ في النوبة

لوحات الفنانة فاطمة حسن مشحونة بالمشاعر (الشرق الأوسط)
لوحات الفنانة فاطمة حسن مشحونة بالمشاعر (الشرق الأوسط)

طوال تاريخ الفنّ، كان الحبّ موضوعاً حاضراً في أعمال التشكيليين. يستخدم كل فنان منظوره وأسلوبه الخاص لاستكشاف الجوانب المتعدّدة للعلاقة العاطفية والمشاعر الرومانسية. وبالتزامن مع عيد الحبّ، يأتي معرض الفنانة التشكيلية المصرية فاطمة حسن في غاليري «دروب»، فتلتقط ملامح الحبّ النقي في الثقافة والحياة النوبية.

«إيكادولي» عنوانُه؛ وهي كلمة تعني «أحبك» باللغة النوبية المعروفة في جنوب مصر، اختارتها الفنانة في إشارة إلى ثيمة أعمالها، وهي الحبّ. تقول: «الحبّ شيء رائع ومتعدّد الأوجه؛ لذا هو موضوع مهيمن ومتكرّر في الفنّ، فلا شيء أكثر رومانسية من تحويل هذا الشعور العميق والصادق إلى عمل فنّي».

وعن سبب اختيار اللغة النوبية للتعبير، تضيف لـ«الشرق الأوسط»: «أسافر إلى أسوان كثيراً، خصوصاً غرب سهيل في النوبة. يدفعني حنين لا ينقطع للذهاب إليها، وأجدني هناك أحبّ كل شيء. قلبي يفتح نوافذه على عالم يشبه الجنّة، تملؤه المحبّة والمودّة، وفيه ترافقني فرشاتي وألواني، فأرسم تلك البيئة المشحونة بالمشاعر. وهناك أيضاً أهزم أحزاني العابرة، وأظلّ في غفوة تغلّفها السعادة، وخلالها أقول من كل قلبي (إيكادولي) للجميع».

الحبّ في النوبة موضوع معرض «إيكادولي» (الشرق الأوسط)

الاهتمام بالتفاصيل والقدرة على نقل المشاعر، من خلال الإيماءات والسرد البصري، يجعلان أعمالها تعبيرات متنوّعة عن العاطفة والمودّة. فهي لا تصوّر قصص الحبّ بين الرجل والمرأة فحسب، بل تضيء أيضاً على الموضوعات الأوسع نطاقاً للحبّ والألم، وتعقيدات العلاقات الإنسانية.

في هذا السياق، يطالعنا من داخل مجموعة من اللوحات أطفال يمرحون هنا وهناك، من دون أن يقيّد أحدهم حرّيتهم. على الجانب الآخر، تعرض في بعض أعمالها سحر اللقاءات الرومانسية وحلاوتها؛ ففي إحدى لوحاتها، مثلاً، تصوّر رجلاً وامرأة وسط الزهور في سعادة غامرة، وفي أخرى نلتقي بزوجين في مقتبل العمر يمثّلان السند بعضهما للآخر، كما نتعرّف إلى فتيات طازجات المشاعر، يظهرن بمفردهن أو في جلسات جماعية. نظرات عيونهن وإشراقة وجوههن تشي بأنّ حديثهن يدور حول الحبيب الغائب، أو فارس الأحلام المُنتظر.

فتيات حالمات مُشرقات من أعمال الفنانة (الشرق الأوسط)

تستحضر الفنانة الألوان والتفاصيل الدقيقة والمزاج المرح أحياناً، مما يُضفي على لوحاتها شعوراً بالشغف الشبابي وبهجة المغازلة البريئة، بينما تأتي لوحات أخرى مشحونة عاطفياً ودرامياً بحبّ الوطن، والحبّ الأبوي، وحبّ الأصدقاء، وحبّ الحياة، وحبّ الأطفال لألعابهم التقليدية القديمة.

واللافت أنّ النعومة تسيطر على فتيات لوحاتها البالغة 30 في المعرض؛ وعن ذلك تقول: «تأثّرتُ كثيراً، كما أشرت، بسفري إلى النوبة، حيث المرأة الجميلة ذات العينين الواسعتين؛ الناعمة، التي تتّسم بقدر كبير من الرقة، والطيبة، ورهافة الحسّ».

وتتابع: «للتعبير عن هذه السمات، أستخدم الدرجات الدافئة والمبهجة غير الصارخة، مع الاستعانة بالألوان الزيتية، وهي بطبيعتها دافئة؛ لتتوافق مع فكرة المعرض».

لم تكن مصادفة أنّ المعرض يُقام في وقت متزامن مع «عيد الحبّ»، الموافق 14 فبراير (شباط) من كل عام. فتوضح التشكيلية التي تعمل صحافية في مؤسّسة «أخبار اليوم»: «تعمّدتُ ذلك، فقد انتهيت من أعمال المعرض قبل مدّة، لكنني فضّلتُ الانتظار حتى هذا الموعد».

وتضيف: «سبق أن فعلت الأمر عينه في المعرض السابق الذي أقمته بالتزامن مع عيد المرأة في مارس (آذار) 2024؛ فقد انعكس عملي بالصحافة على فنّي، واعتدتُ متابعة الحدث ومواكبته في معارضي لتتزامن مع المناسبات المهمّة».

الفنانة المصرية فاطمة حسن رسمت الحبّ بأسلوبها (الشرق الأوسط)

إلى جانب اللوحات المعبِّرة عن الحبّ، اتّسمت بعض أعمال الفنانة بتناول قضايا مجتمعية شائكة تعكس مخزونها الإنساني الذي اكتسبته من عملها في صفحة متخصّصة بـ«محاكم الأسرة» بجريدة «الأخبار» المصرية. توضح: «في هذه الصفحة، التقيتُ بقصص إنسانية مؤثّرة ومآسٍ كثيرة. ففي إطار عملي، أقرأ أسبوعياً قصصاً حقيقية عن الجرائم والانفصال والقتل، أكاد أجزم أنها أكثر وجعاً وألماً وقسوة من أي عمل درامي نصفه بالمبالغة والتهويل، وقد اعتدتُ أن أجسِّد ذلك كله من خلال (الأليستريشن) والرسوم المُصاحبة لهذه القصص».

لوحة ترمز إلى حبّ البيت والوطن (الشرق الأوسط)

انعكس ذلك أيضاً على أسلوبها الفنّي في المعرض المستمرّ حتى 20 فبراير الحالي؛ إذ تشعر لدى مشاهدة لوحاتها بالتعبيرية، من خلال الملامح والتعبيرات الحنونة والعاطفية على وجوه شخوصها الذين تنقل عيونهم شعوراً بالمودّة المُتبادلة والتفاهم.

وتضيف طريقة استخدامها للضوء والظلّ إلى الكثافة العاطفية للوحة؛ إذ يُضيء الوجوه والنفوس، في حين تترك الخلفية في كثير من أعمالها هادئة، تكاد تخلو من التفاصيل أو الألوان الزاهية؛ لجذب تركيز المُشاهد إلى الارتباط العاطفي بين الشخوص، أو إلى المشاعر الجيّاشة التي تراود الفتيات، وتكاد تجعلهن يحلّقن في عوالم من الأحلام والحبّ والشوق والشجن.