أحمد عز: تخليت عن عملي في السياحة من أجل «مذكرات مراهقة»

الفنان المصري استعاد ذكريات الأعمال الأولى خلال تكريمه بـ«القاهرة السينمائي»

الفنان المصري أحمد عز (إدارة المهرجان)
الفنان المصري أحمد عز (إدارة المهرجان)
TT

أحمد عز: تخليت عن عملي في السياحة من أجل «مذكرات مراهقة»

الفنان المصري أحمد عز (إدارة المهرجان)
الفنان المصري أحمد عز (إدارة المهرجان)

ذكريات متعددة، وخطوات صعبة في البدايات، استعادها الممثل المصري أحمد عز خلال ندوة تحدث فيها عن مسيرته الفنية ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بدورته الـ45، الخميس، بعد منحه جائزة فاتن حمامة للتميز عن مسيرته الفنية.

الندوة التي أدارها الناقد المصري رامي المتولي الذي أعد الكتاب الاحتفالي بمسيرة الممثل المصري بعنوان «حلم عز... رحلة صعود إلى القمة»، استمرت لنحو ساعتين، تحدث خلالها عز عن الصعوبات التي واجهته في مرحلة البدايات، متذكراً أول مشهد تمثيلي قدمه في عرض مسرحي بمدرسته لجثة على خشبة المسرح، وكان يقوم شقيقه الأكبر بالتمثيل فيه.

وتحدث عز عن قراره الاستقالة من عمله في مجال الفنادق من أجل تصوير أولى بطولاته السينمائية «مذكرات مراهقة» مع المخرجة إيناس الدغيدي، بعدما رفضت إدارة الفندق الذي كان يعمل به حصوله على إجازة من أجل تصوير الفيلم، مشيراً إلى أنه عندما أخبر عائلته بقرار استقالته كانوا يتناولون الإفطار خلال شهر رمضان، وقام والده من على طاولة الطعام غاضباً.

أحمد عز يستعيد أدواره الأولى وصعوبات البدايات (إدارة المهرجان)

وأكد أن عائلته تأثرت بسبب الانتقادات الحادة التي تعرض لها فيلمه الأول، لدرجة أنهم لم يشاهدوه في السينما ولكن شاهدوه فقط في التلفزيون مرة واحدة، عادّاً أن العمل لم يكن يستحق كل ما قيل في حقه، خصوصاً في ظل وجود رقابة على الأعمال الفنية لا يمكن أن توافق على أعمال تتضمن تجاوزاً.

واستعاد عز مسيرة عدد من صناع السينما الذين دعموه في مسيرته، من بينهم المخرج جمال عبد الحميد الذي منحه دوراً صغيراً في مسلسل «زيزينيا»، بعدما ذهب إليه وطرق بابه من أجل التمثيل، بينما تطرق إلى حصوله على عدد من الأدوار بوصفه بديلاً لزملاء اعتذروا أو تركوا هذه الأعمال، من بينها فيلم «يوم الكرامة»، ومسلسل «ملك روحي» مع يسرا، الذي وقع تعاقده قبل 3 أيام فقط من بداية تصويره.

وأضاف أن المسلسل كان نقطة تحول في مسيرته الفنية، مؤكداً أنه بعد عرض المسلسل في رمضان أصبح معروفاً في الوطن العربي، لافتاً إلى أنه سافر إلى لبنان في إجازة بعد عرض المسلسل، وفوجئ بمعرفة الجمهور به، واستقباله بشكل حافل، حيث كان يعرض العمل عبر شاشة «إم بي سي».

أحمد عز يتحدث عن مشواره الفني (إدارة المهرجان)

وتحدث الفنان المصري عما وصفه بـ«القرار الخطأ» عندما طلب تصوير مشهد وفاة نجله في فيلم «مسجون ترانزيت» بعد وفاة والدته بوقت قصير من أجل استغلال حالة الحزن التي يعيشها في الواقع، مؤكداً أن القرار لم يكن سليماً، وأنه لم يشعر بتأثير الأمر إلا بعد ذلك بفترة حيث ظل لفترة يمر بحالة نفسية سيئة.

وتطرق عز إلى تصوير مشاهد الأكشن الصعبة بمسيرته، ومن بينها تصويره مشاهد خطيرة في فيلم «الرهينة» داخل مفاعل نووي حقيقي بأوكرانيا، وإصابته بجرج خلال تصوير أحد مشاهد فيلم «الشبح»، مؤكداً أنه يرفض تقديم مشاهد الأكشن غير محسوبة العواقب.

وأشاد الممثل المصري بالدعم الذي تقدمه «هيئة الترفيه» السعودية لصناعة الأفلام المصرية، مع ارتفاع سقف الإنتاج والدعم الكبير الذي يقدم أفلاماً بميزانيات كبيرة، مؤكداً أنها ساعدت على تنفيذ أفلام مهمة وحققت إيرادات كبيرة، من بينها «ولاد رزق 3» الذي وصلت إيراداته إلى مليار جنيه (الدولار يساوي 49.22 جنيهاً)، وفق قوله.

وعدّ الناقد المصري، أحمد سعد الدين، اختيار أحمد عز للتكريم «بصفته من الفنانين الذين تركوا بصمة في السينما، ولديهم مشوار ممتد على مدار أكثر من 25 عاماً، بأفلام استطاع من خلالها تصدر شباك التذاكر في مصر والعالم العربي»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «أداء عز التمثيلي في تطور مستمر، كما نجح بالاعتماد على موهبته في تجسيد الأدوار المختلفة».


مقالات ذات صلة

أزمة «الملحد» تعيد الملاحقات القضائية للسينما المصرية

يوميات الشرق الملصق الترويجي لفيلم «الملحد» (الشركة المنتجة)

أزمة «الملحد» تعيد الملاحقات القضائية للسينما المصرية

أعادت أزمة إيقاف ترخيص فيلم «الملحد» وإلغاء طرحه في دور السينما والمنصات جدل «الملاحقات القضائية للسينما المصرية» للواجهة مجدداً.

داليا ماهر (القاهرة )
سينما «أسد الصحراء» (فالكون إنترناشيونال)

غياب مُريب لأفلام التاريخ العربي والإسلامي

يُقيم «مهرجان القاهرة» الذي بدأ دورته الـ45 يوم أول من أمس، ندوة خاصة عن المخرج والمنتج مصطفى العقاد الذي كان رحل في مثل هذه الأيام ضحية عملية إرهابية في عمّان

محمد رُضا‬ (لندن)
سينما لقطة من «إسرائيل- فلسطين على التلفزيون السويدي» (رزرڤوار دوكس)

شاشة الناقد: حرب ومجرم

حسب المخرج السويدي غوران أوغو أولسن فإن هذا الفيلم استغرق 5 سنوات قبل إتمامه. 200 دقيقة من أرشيف التلفزيون السويدي الذي تابع الوضع الفلسطيني- الإسرائيلي

محمد رُضا‬ (لندن)
يوميات الشرق فيلم «الملحد» واجه أزمات متعددة (الشركة المنتجة)

مصر: إلغاء ترخيص فيلم «المُلحد» ومنع عرضه في دور السينما

قال المحامي مرتضى منصور إن القضاء الإداري في مصر أصدر قراراً بإلغاء ترخيص فيلم «الملحد» ومنع عرضه في جميع السينمات.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق جانب من المؤتمر الصحافي لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي (الشرق الأوسط)

«البحر الأحمر» يستقبل 2000 فيلم وتكريم خاص لمنى زكي وفيولا ديفيس

أطلق مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي نسخته الرابعة بحلة جديدة تحت شعار «للسينما بيت جديد» من قلب مقره الجديد في المنطقة التاريخية بمدينة جدة.

سعيد الأبيض (جدة)

«عريسين مدري من وين» استعادة الابتسامة في زمن لبنان - الحرب

الكاتب الراحل مروان نجار (زياد نجار)
الكاتب الراحل مروان نجار (زياد نجار)
TT

«عريسين مدري من وين» استعادة الابتسامة في زمن لبنان - الحرب

الكاتب الراحل مروان نجار (زياد نجار)
الكاتب الراحل مروان نجار (زياد نجار)

الدعوة مفتوحة لمشاهدة مسرحية «عريسين مدري من وين» في 15 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، على مسرح «مونو» في العاصمة اللبنانية بيروت، وباستطاعة كلّ مَن يرغب في استعادة الابتسامة في زمن الحرب، أن يُتابعها ضمن عرض مصوّر. وبذلك سيتسنّى للبنانيين مشاهدة واحد من أجمل أعمال مسرح الفودفيل الذي اشتهر به الكاتب الراحل مروان نجار.

يحضّر زياد نجار لسلسلة عروض مسرحية (زياد نجار)

عائلة الكاتب المسرحي الراحل رغبت في هذه الخطوة من باب تحريك عروض المسرح في زمن الحرب. واليوم بعد مرور نحو 40 عاماً على عرضها الأول تعود إلى الحياة. ويعلّق زياد مروان نجار لـ«الشرق الأوسط»: «راودتنا الفكرة أثناء أحد الاجتماعات التي عقدناها في مسرح (مونو)، وكانت لقاءاتنا تهدف إلى إيجاد حلول لإعادة الحركة إلى خشبة بيروت. وعندما اقترحت علينا جوزيان بولس عرضها وافقت عائلتي على الفور».

سبق وفكّر الكاتب والممثل والمخرج المسرحي زياد نجار في إعادة عرض هذه المسرحية على الخشبة مع شخصياتها. وجاءت الحرب لتلغي مشروعات مسرحية عدة كان ينوي تقديمها. ومع غياب ميزانية ودعم مطلوبين لتقديم مسرحية كاملة حالياً، وجد نجار أن عرضها مصوّرة فكرة جيّدة.

عُرضت هذه المسرحية لأول مرة في عام 1986، ومرة ثانية في عام 2000 على مسرح جورج الخامس في منطقة أدونيس. وهي تحكي عن شابين يقعان في حبّ فتاتين ابنتي رجل محافظ جداً وقاسٍ، فقررا أن يتحولا إلى عاملين في منزلهما كي يستطيعا التقرّب منهما. وبذلك تحوّلا إلى جنايني وعامل منزل، فيواجهان مواقف طريفة ومربكة تحضّ مشاهد العمل على الضحك طوال عرض المسرحية.

زياد نجار في مسرحيته «وعيتي؟»

من المسرحيات التي خطر على بال زياد تقديمها من جديد «فارس والصبايا» و«سولد» و«وين بدو يروح». وعندما بحث عن العمل الذي صُوّر بالجودة المطلوبة وقع خياره على «عريسين مدري من وين». «إنها من الأقدم التي كتبها والدي الراحل مروان نجار. وكانت محطة (إل بي سي آي) قد تسلّمت حينها مهام تصويرها، فجاءت النتيجة جيدة في الصورة والصوت. كنت أرغب في إضافة ترجمة مكتوبة على شريط العمل، ولكن لضيق الوقت لم أنفّذ هذا الأمر».

يشير زياد نجار إلى أن مَن يشاهد «عريسين مدري من وين» يخيّل إليه أنها تتناول أوضاعنا اليوم. ويوضح: «التاريخ يعيد نفسه في لبنان. ولذلك نلاحظ أن جميع أعمالنا المسرحية تحظى بهذه الميزة. فكأنها كُتبت للتو لتتناول هواجس ومشكلات نعيشها حالياً».

في أمسية العرض في 15 الحالي في مسرح «مونو» يحضر بعض من أبطالها. «سيلتقي المشاهد بجورج دياب وديانا إبراهيم وروز الخولي. في حين سيغيب طوني مهنا أحد نجومها البارزين بداعي هجرته إلى أميركا، أمّا الممثل جوزيف سعيد فلن يكون حاضراً بسبب المرض».

بطلا «عريسين مدري من وين» طوني مهنا وجورج دياب (زياد نجار)

يؤكّد زياد نجار أن المسرحية ستروق لجيل الشباب كما لجيلٍ سبق وشاهدها في الثمانينات والألفية الثانية. «لو تسنّى لي إجراء تغييرات، لكنت استغنيت عن تلوين وجهَي نجماها بالأسود. يومها كانا يجسّدان دور عاملين منزليين من التابعية السريلانكية. اليوم قد ينتقد كثيرون هذه المشهدية ويضعونها في خانة العنصرية. ولذلك يمكنني أن أختار شخصين من جنسيات أخرى».

يرى نجار في عرض هذا العمل بمثابة فترة استراحة بالنسبة لرواد المسرح في زمن الحرب. «اللبناني يحتاج اليوم لابتسامة أكثر من أي وقت مضى. وبفعل ضغوط حياتية واجتماعية كثيرة سيجد كثيرون فيها فسحة ترفيهية».

يُستهلّ العرض بكلمة مختصرة يلقيها زياد أمام الحضور. وفي نهايته يُناقش العمل مع مَن يهمه الأمر من الجمهور.

وعن دور المسرح في زمن قاتم يعيشه اللبناني، يردّ زياد نجار: «يمكن القول إن المسرح هو من الفسحات المطلوبة في أزمنة الحرب. فيشكّل حاجة أساسية ومتنفساً لمجتمع ينوء تحت تراكمات من الهموم والشجون والحزن. وما نقوم به من نشاطات مماثلة هو لإخراج اللبناني من قوقعته. واستطاعت جوزيان بولس مديرة مسرح (مونو) بأن تُخرج المسرح من عزلته بفضل هذا النوع من الأعمال».

«عذرنا يا وطن» حوار يديره النجار على مسرح «مونو»

بعد عرض «عريسين مدري من وين» يحضّر زياد نجار لعمل مسرحي جديد. ويتابع: «في 19 نوفمبر سأقدم عملاً بعنوان (عذرنا يا وطن) على مسرح (مونو). وهو كناية عن حوار يديره زياد مع ضيوفه، وهم مجموعة ممثلين ومخرجين، هم فؤاد يمين وأنجو ريحان وهادي زكاك.

ويوضح لـ«الشرق الأوسط»، أن موضوعه يتعلّق بالنشيد الوطني اللبناني. «فنقف على مدى تطبيق اللبنانيين كلماته بالفعل وليس بالاسم فقط. فمن الضروري أن نتذكّر اليوم هذا النشيد ومعانيه الحقيقية».

ومن ناحية أخرى، أنهى زياد نجار التحضير لعملين مسرحيين جديدين. «إنهما شبه جاهزين، وسنختار الوقت المناسب لعرضهما. فالمسرح قبل الأحداث الأخيرة كان في نهضة ملحوظة؛ ولذلك علينا أن نبقيه نابضاً بأعمال ونشاطات مختلفة».